هل يواصل الكتاب المقدس تغيير حياتك؟
«غَيِّرُوا شَكْلَكُمْ بِتَغْيِيرِ ذِهْنِكُمْ». — رو ١٢:٢.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ:٦١، ٥٢
١-٣ (أ) أَيَّةُ تَغْيِيرَاتٍ قَدْ تُشَكِّلُ تَحَدِّيًا لَنَا بَعْدَ ٱلْمَعْمُودِيَّةِ؟ (ب) أَيُّ سُؤَالَيْنِ يَنْشَآنِ عِنْدَمَا نَجِدُ ٱلتَّغْيِيرَ أَصْعَبَ مِمَّا تَخَيَّلْنَا؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّوَرَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.)
كَانَ كِيفِن [١] لِسَنَوَاتٍ كَثِيرَةٍ يُقَامِرُ وَيُدَخِّنُ وَيُسْرِفُ فِي ٱلشُّرْبِ وَيَتَعَاطَى ٱلْمُخَدِّرَاتِ. ثُمَّ تَعَلَّمَ ٱلْحَقَّ وَرَغِبَ كَثِيرًا أَنْ يُصْبِحَ صَدِيقَ يَهْوَهَ. وَلٰكِنْ كَيْ يَنْعَمَ بِرِضَاهُ، وَجَبَ عَلَيْهِ أَنْ يُقْلِعَ عَنِ ٱلْعَادَاتِ ٱلَّتِي تَدِينُهَا ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ. وَقَدْ تَمَكَّنَ مِنْ إِجْرَاءِ تَغْيِيرَاتٍ كَبِيرَةٍ فِي حَيَاتِهِ بِفَضْلِ عَوْنِ يَهْوَهَ وَتَأْثِيرِ كَلِمَتِهِ ٱلْفَعَّالِ. — عب ٤:١٢.
٢ وَهَلْ تَوَقَّفَ كِيفِن عَنْ إِجْرَاءِ ٱلتَّغْيِيرَاتِ فِي حَيَاتِهِ بَعْدَ ٱلْمَعْمُودِيَّةِ؟ كَلَّا، فَكَانَ لَا يَزَالُ عَلَيْهِ أَنْ يَعْمَلَ عَلَى تَنْمِيَةِ وَتَحْسِينِ صِفَاتِهِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. (اف ٤:٣١، ٣٢) فَقَدْ تَفَاجَأَ مَثَلًا حِينَ رَأَى مَا أَصْعَبَ ٱلسَّيْطَرَةَ عَلَى حِدَّةِ طَبْعِهِ. يُخْبِرُ: «فِي ٱلْوَاقِعِ، كَانَ ٱلتَّحَكُّمُ بِٱنْفِعَالَاتِي أَصْعَبَ مِنَ ٱلْإِقْلَاعِ عَنِ ٱلْعَادَاتِ ٱلسَّيِّئَةِ ٱلَّتِي مَارَسْتُهَا فِي ٱلْمَاضِي». لٰكِنَّهُ نَجَحَ فِي إِجْرَاءِ ٱلتَّغْيِيرَاتِ ٱللَّازِمَةِ بِفَضْلِ ٱلصَّلَوَاتِ ٱلْحَارَّةِ وَٱلدَّرْسِ ٱلْمُكَثَّفِ لِلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.
٣ وَمِثْلَ كِيفِن، أَجْرَى كَثِيرُونَ مِنَّا قَبْلَ ٱلْمَعْمُودِيَّةِ تَغْيِيرَاتٍ هَائِلَةً فِي حَيَاتِهِمْ لِتَنْسَجِمَ مَعَ مَطَالِبِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلْأَسَاسِيَّةِ. وَلٰكِنْ بَعْدَ ٱلْمَعْمُودِيَّةِ أَيْضًا، عَلَيْنَا أَنْ نُجْرِيَ تَغْيِيرَاتٍ أَصْغَرَ لِنَقْتَدِيَ بِٱللهِ وَٱلْمَسِيحِ أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ. (اف ٥:١، ٢؛ ١ بط ٢:٢١) عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، قَدْ نُلَاحِظُ أَنَّ لَدَيْنَا مَيْلًا إِلَى ٱلِٱنْتِقَادِ أَوِ ٱلثَّرْثَرَةِ ٱلْمُؤْذِيَةِ، أَوْ خَوْفًا مِنَ ٱلنَّاسِ، أَوْ غَيْرَهَا مِنَ ٱلضَّعَفَاتِ. وَرُبَّمَا نَجِدُ ٱلتَّغْيِيرَ أَصْعَبَ مِمَّا تَخَيَّلْنَا، فَنَتَسَاءَلُ فِي أَنْفُسِنَا: ‹بِمَا أَنَّنِي سَبَقَ أَنْ أَجْرَيْتُ تَغْيِيرَاتٍ هَائِلَةً، فَلِمَ يَصْعُبُ عَلَيَّ ٱلْقِيَامُ بِتَغْيِيرَاتٍ أَصْغَرَ؟ مَاذَا عَلَيَّ أَنْ أَفْعَلَ لِأُطَبِّقَ مَا يَقُولُهُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ وَأَسْتَمِرَّ فِي تَحْسِينِ شَخْصِيَّتِي؟›.
كُنْ مَنْطِقِيًّا فِي تَوَقُّعَاتِكَ
٤ لِمَ لَا نَسْتَطِيعُ أَنْ نُرْضِيَ يَهْوَهَ دَائِمًا؟
٤ نَحْنُ نُحِبُّ يَهْوَهَ وَنَرْغَبُ مِنْ كُلِّ قَلْبِنَا أَنْ نُرْضِيَهُ. وَلٰكِنْ مَهْمَا كَانَتْ هٰذِهِ ٱلرَّغْبَةُ قَوِيَّةً، نُقَصِّرُ أَحْيَانًا فِي إِرْضَائِهِ بِسَبَبِ نَقْصِنَا. فَنَشْعُرُ كَٱلرَّسُولِ بُولُسَ ٱلَّذِي كَتَبَ: «اَلْإِرَادَةُ حَاضِرَةٌ عِنْدِي، وَأَمَّا أَنْ أَعْمَلَ ٱلْحُسْنَى فَلَا». — رو ٧:١٨؛ يع ٣:٢.
٥ أَيَّةُ مُمَارَسَاتٍ تَخَلَّصْنَا مِنْهَا قَبْلَ ٱلْمَعْمُودِيَّةِ، وَلٰكِنْ أَيَّةُ نَقَائِصَ رُبَّمَا لَا نَزَالُ نُصَارِعُهَا؟
٥ لَقَدْ تَخَلَّصْنَا مِنَ ٱلْمُمَارَسَاتِ ٱلَّتِي يُبْغِضُهَا يَهْوَهُ قَبْلَ أَنْ نَتَأَهَّلَ لِلِٱنْضِمَامِ إِلَى ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ. (١ كو ٦:٩، ١٠) لٰكِنَّنَا لَا نَزَالُ نَاقِصِينَ. (كو ٣:٩، ١٠) لِذٰلِكَ حَتَّى لَوْ كُنَّا مُعْتَمِدِينَ مُنْذُ سَنَوَاتٍ، مِنْ غَيْرِ ٱلْمَنْطِقِيِّ أَنْ نَتَوَقَّعَ أَنَّنَا لَنْ نَرْتَكِبَ أَخْطَاءً أَوْ نُعَانِيَ ٱنْتِكَاسَاتٍ أَوْ نُصَارِعَ دَوَافِعَ وَمُيُولًا خَاطِئَةً. وَفِي ٱلْوَاقِعِ، قَدْ يَلْزَمُنَا أَنْ نُحَارِبَ ضَعْفًا مَا لِسَنَوَاتٍ كَثِيرَةٍ.
٦، ٧ (أ) مَاذَا يُتِيحُ لَنَا أَنْ نَنْعَمَ بِصَدَاقَةِ يَهْوَهَ رَغْمَ نَقْصِنَا؟ (ب) لِمَ لَا يَجِبُ أَنْ نَتَرَدَّدَ فِي طَلَبِ ٱلْغُفْرَانِ مِنْ يَهْوَهَ؟
٦ لٰكِنَّ نَقْصَنَا ٱلْمَوْرُوثَ لَيْسَ عَائِقًا يَمْنَعُنَا مِنَ ٱلتَّمَتُّعِ بِصَدَاقَةِ يَهْوَهَ أَوِ ٱلِٱسْتِمْرَارِ فِي خِدْمَتِهِ. فَحِينَ ٱجْتَذَبَنَا يَهْوَهُ إِلَيْهِ، عَلِمَ أَنَّنَا سَنُخْطِئُ أَحْيَانًا. (يو ٦:٤٤) فَهُوَ يَعْرِفُ طَبِيعَتَنَا وَيَقْرَأُ مَا فِي قَلْبِنَا، وَقَدْ رَأَى ٱلْمُيُولَ ٱلْخَاطِئَةَ ٱلَّتِي يَجِبُ أَنْ نُصَارِعَهَا. مَعَ ذٰلِكَ، لَمْ يَمْتَنِعْ عَنِ ٱتِّخَاذِنَا أَصْدِقَاءَ لَهُ.
٧ زِدْ عَلَى ذٰلِكَ أَنَّ ٱللهَ أَحَبَّنَا كَثِيرًا حَتَّى بَذَلَ ٱبْنَهُ ٱلْحَبِيبَ ذَبِيحَةً لِفِدَائِنَا. (يو ٣:١٦) وَعَلَى أَسَاسِ هٰذَا ٱلتَّدْبِيرِ ٱلَّذِي لَا يُقَدَّرُ بِثَمَنٍ، نَطْلُبُ ٱلْغُفْرَانَ مِنْ يَهْوَهَ حِينَ نُخْطِئُ، وَاثِقِينَ أَنَّنَا مَا زِلْنَا أَصْدِقَاءَهُ. (رو ٧:٢٤، ٢٥؛ ١ يو ٢:١، ٢) فَهَلْ يُعْقَلُ أَنْ نَحْرِمَ أَنْفُسَنَا مِنْ فَوَائِدِ ٱلْفِدْيَةِ لِشُعُورِنَا بِأَنَّنَا نَجِسُونَ أَوْ خُطَاةٌ؟! سَيَكُونُ هٰذَا بِمَثَابَةِ ٱلِٱمْتِنَاعِ عَنْ غَسْلِ أَيْدِينَا بِٱلْمَاءِ حِينَ تَتَّسِخُ. وَلَا نَنْسَ أَنَّ يَهْوَهَ زَوَّدَ ٱلْفِدْيَةَ أَوَّلًا وَآخِرًا لِأَجْلِ ٱلْخُطَاةِ ٱلتَّائِبِينَ. وَبِفَضْلِهَا، نَنْعَمُ بِصَدَاقَتِهِ رَغْمَ أَنَّنَا نَاقِصُونَ. — اقرأ ١ تيموثاوس ١:١٥.
٨ لِمَ لَا يَجِبُ أَنْ نَتَغَاضَى عَنْ ضَعَفَاتِنَا؟
٨ طَبْعًا، نَحْنُ لَا نَتَغَاضَى عَنْ ضَعَفَاتِنَا أَوْ نُبَرِّرُهَا. فَلِكَيْ نُقَوِّيَ عَلَاقَتَنَا بِيَهْوَهَ، يَلْزَمُ أَنْ نَجْتَهِدَ فِي ٱلِٱقْتِدَاءِ بِهِ وَبِٱبْنِهِ، وَنَكُونَ مِنَ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلَّذِينَ مز ١٥:١-٥) وَيَنْبَغِي أَنْ نَسْعَى إِلَى كَبْحِ مُيُولِنَا ٱلْخَاطِئَةِ، وَإِلَى ٱلتَّغَلُّبِ عَلَيْهَا إِنْ أَمْكَنَ. فَعَلَيْنَا دَوْمًا أَنْ نَسْعَى إِلَى ‹إِصْلَاحِ› شَخْصِيَّتِنَا، سَوَاءٌ ٱعْتَمَدْنَا مُؤَخَّرًا أَوْ كُنَّا فِي ٱلْحَقِّ مُنْذُ سَنَوَاتٍ كَثِيرَةٍ. — ٢ كو ١٣:١١.
يَقْبَلُهُمْ أَصْدِقَاءَ لَهُ. (٩ مَاذَا يُظْهِرُ أَنَّ لُبْسَ ٱلشَّخْصِيَّةِ ٱلْجَدِيدَةِ عَمَلِيَّةٌ مُسْتَمِرَّةٌ؟
٩ ذَكَّرَ بُولُسُ رُفَقَاءَهُ ٱلْمُؤْمِنِينَ: «[قَدْ تَعَلَّمْتُمْ] أَنْ تَطْرَحُوا عَنْكُمُ ٱلشَّخْصِيَّةَ ٱلْقَدِيمَةَ ٱلَّتِي تُشَاكِلُ سِيرَتَكُمُ ٱلسَّابِقَةَ وَتُفْسَدُ بِحَسَبِ شَهَوَاتِهَا ٱلْخَادِعَةِ، وَأَنْ تَتَجَدَّدُوا فِي ٱلْقُوَّةِ ٱلَّتِي تُحَرِّكُ ذِهْنَكُمْ، وَتَلْبَسُوا ٱلشَّخْصِيَّةَ ٱلْجَدِيدَةَ ٱلَّتِي خُلِقَتْ بِحَسَبِ مَشِيئَةِ ٱللهِ فِي ٱلْبِرِّ وَٱلْوَلَاءِ ٱلْحَقِيقِيَّيْنِ». (اف ٤:٢٢-٢٤) وَيُشِيرُ ٱلْفِعْلُ «تَتَجَدَّدُوا» أَنَّ لُبْسَ ٱلشَّخْصِيَّةِ ٱلْجَدِيدَةِ عَمَلِيَّةٌ مُسْتَمِرَّةٌ. وَهٰذَا مُشَجِّعٌ. فَهُوَ يُؤَكِّدُ لَنَا أَنْ لَا حُدُودَ لِتَنْمِيَةِ وَتَحْسِينِ ٱلصِّفَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ ٱلَّتِي تُؤَلِّفُ ٱلشَّخْصِيَّةَ ٱلْجَدِيدَةَ، حَتَّى لَوْ كُنَّا نَخْدُمُ يَهْوَهَ مُنْذُ فَتْرَةٍ طَوِيلَةٍ. فَٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ يُمْكِنُ أَنْ يُغَيِّرَ حَيَاتَنَا بِٱسْتِمْرَارٍ.
أَلَا يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ ٱلتَّغْيِيرُ أَسْهَلَ؟
١٠ مَاذَا يَلْزَمُ أَنْ نَفْعَلَ كَيْ نُوَاصِلَ إِجْرَاءَ ٱلتَّغْيِيرَاتِ عَلَى ضَوْءِ كَلِمَةِ ٱللهِ، وَأَيَّةُ أَسْئِلَةٍ تَنْشَأُ؟
١٠ لَا غِنَى عَنِ ٱلسَّعْيِ بِٱجْتِهَادٍ كَيْ نُوَاصِلَ إِجْرَاءَ ٱلتَّغْيِيرَاتِ فِي حَيَاتِنَا عَلَى ضَوْءِ كَلِمَةِ ٱللهِ. وَلٰكِنْ لِمَاذَا تَتَطَلَّبُ هٰذِهِ ٱلْعَمَلِيَّةُ جُهُودًا جَبَّارَةً؟ فَمَا دَامَ يَهْوَهُ يُبَارِكُ سَعْيَنَا، أَلَا يَجِبُ أَنْ يَكُونَ إِحْرَازُ ٱلتَّقَدُّمِ ٱلرُّوحِيِّ أَسْهَلَ؟ أَلَا يَسْتَطِيعُ أَنْ يُهَوِّنَ عَلَيْنَا فِعْلَ ٱلصَّوَابِ بِحَيْثُ نَعْكِسُ صِفَاتِهِ دُونَ جُهْدٍ يُذْكَرُ؟
١١-١٣ لِمَ يُرِيدُ يَهْوَهُ أَنْ نَسْعَى بِٱجْتِهَادٍ لِلتَّغَلُّبِ عَلَى ضَعَفَاتِنَا؟
١١ عِنْدَمَا نَتَأَمَّلُ فِي ٱلْكَوْنِ ٱلْمَادِّيِّ، نَرَى أَدِلَّةً دَامِغَةً عَلَى قُدْرَةِ يَهْوَهَ ٱلْعَظِيمَةِ. عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ، تُحَوِّلُ ٱلشَّمْسُ خَمْسَةَ مَلَايِينِ طُنٍّ مِنَ ٱلْمَادَّةِ إِلَى طَاقَةٍ كُلَّ ثَانِيَةٍ. وَرَغْمَ أَنَّهُ لَا يَصِلُنَا عَبْرَ ٱلْغِلَافِ ٱلْجَوِّيِّ سِوَى مِقْدَارٍ ضَئِيلٍ جِدًّا مِنْ هٰذِهِ ٱلطَّاقَةِ، فَهُوَ يُزَوِّدُ مَا يَكْفِي مِنْ حَرَارَةٍ وَضَوْءٍ لِدَعْمِ ٱلْحَيَاةِ عَلَى ٱلْأَرْضِ. (مز ٧٤:١٦؛ اش ٤٠:٢٦) هٰذَا وَإِنَّ يَهْوَهَ يُعْطِي خُدَّامَهُ ٱلْبَشَرَ ٱلْمِقْدَارَ ٱلْمُلَائِمَ مِنَ ٱلْقُوَّةِ حَسَبَ ٱلْحَاجَةِ. (اش ٤٠:٢٩) فَمِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ فِي وِسْعِهِ إِعْطَاءَنَا ٱلْقُوَّةَ ٱللَّازِمَةَ لِنَتَغَلَّبَ عَلَى كُلِّ ضَعَفَاتِنَا، دُونَ أَنْ نُضْطَرَّ إِلَى مُصَارَعَتِهَا أَوِ ٱلتَّعَلُّمِ مِنْ أَخْطَائِنَا. فَلِمَ لَا يَفْعَلُ ذٰلِكَ؟
١٢ لَقَدْ وَهَبَنَا يَهْوَهُ ٱلْإِرَادَةَ ٱلْحُرَّةَ. وَحِينَ نُطِيعُهُ بِٱخْتِيَارِنَا وَنَسْعَى جَاهِدِينَ لِفِعْلِ مَشِيئَتِهِ، نُظْهِرُ عُمْقَ مَحَبَّتِنَا لَهُ وَرَغْبَتَنَا فِي إِرْضَائِهِ. وَبِمَا أَنَّ ٱلشَّيْطَانَ شَكَّكَ فِي شَرْعِيَّةِ سُلْطَانِ يَهْوَهَ، فَنَحْنُ نُظْهِرُ تَأْيِيدَنَا لِسُلْطَانِ ٱللهِ حِينَ نُطِيعُهُ. وَأَبُونَا ٱلسَّمَاوِيُّ ٱلْمُحِبُّ يُقَدِّرُ بِٱلتَّأْكِيدِ كُلَّ ٱلْجُهُودِ ٱلَّتِي نَبْذُلُهَا طَوْعًا تَأْيِيدًا لِسُلْطَانِهِ. (اي ٢:٣-٥؛ ام ٢٧:١١) أَمَّا إِذَا أَعْفَانَا مِنْ بَذْلِ أَيِّ جُهْدٍ فِي مُحَارَبَةِ مُيُولِنَا ٱلنَّاقِصَةِ، فَسَتُصْبِحُ فِكْرَةُ ٱلْوَلَاءِ لَهُ وَتَأْيِيدِ سُلْطَانِهِ بِلَا مَعْنًى.
١٣ لِذٰلِكَ يَحُثُّنَا يَهْوَهُ أَنْ نَبْذُلَ «كُلَّ جَهْدٍ» فِي ٱلِٱقْتِدَاءِ بِصِفَاتِهِ. (اقرأ ٢ بطرس ١:٥-٧؛ كو ٣:١٢) وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ نَعْمَلَ بِجِدٍّ عَلَى ضَبْطِ أَفْكَارِنَا وَمَشَاعِرِنَا. (رو ٨:٥؛ ١٢:٩) وَحِينَ نَبْذُلُ وِسْعَنَا فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ، نَشْعُرُ بِٱلِٱكْتِفَاءِ إِذْ نَلْمُسُ أَنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ لَا يَزَالُ يُغَيِّرُ حَيَاتَنَا.
دَعْ كَلِمَةَ ٱللهِ تُوَاصِلُ تَغْيِيرَ حَيَاتِكَ
١٤، ١٥ مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ نَفْعَلَ لِنُنَمِّيَ ٱلصِّفَاتِ ٱلَّتي تُرْضِي يَهْوَهَ؟ (اُنْظُرِ ٱلْإِطَارَ: « اَلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ وَٱلصَّلَاةُ غَيَّرَا حَيَاتَهُمْ».)
١٤ مَاذَا يَنْبَغِي أَنْ نَفْعَلَ لِنُنَمِّيَ ٱلصِّفَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةَ وَنُرْضِيَ يَهْوَهَ؟ عِوَضَ أَنْ نُقَرِّرَ نَحْنُ بِأَنْفُسِنَا أَيَّةَ تَغْيِيرَاتٍ يَلْزَمُ أَنْ نُجْرِيَ فِي شَخْصِيَّتِنَا، عَلَيْنَا أَنْ نَتْبَعَ إِرْشَادَ ٱللهِ. تَحُثُّنَا رُومَا ١٢:٢: «كُفُّوا عَنْ مُشَاكَلَةِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ هٰذَا، بَلْ غَيِّرُوا شَكْلَكُمْ بِتَغْيِيرِ ذِهْنِكُمْ، لِتَتَبَيَّنُوا بِٱلِٱخْتِبَارِ مَا هِيَ مَشِيئَةُ ٱللهِ ٱلصَّالِحَةُ ٱلْمَقْبُولَةُ ٱلْكَامِلَةُ». فَيَهْوَهُ بِوَاسِطَةِ كَلِمَتِهِ وَرُوحِهِ ٱلْقُدُسِ يُسَاعِدُنَا أَنْ نَتَبَيَّنَ مَشِيئَتَهُ وَنَفْعَلَهَا وَنُجْرِيَ ٱلتَّغْيِيرَاتِ ٱللَّازِمَةَ لِنَبْلُغَ مَطَالِبَهُ. وَٱلْجُهُودُ ٱلَّتِي نَبْذُلُهَا فِي هٰذَا ٱلْمَجَالِ يَنْبَغِي أَنْ تَشْمُلَ قِرَاءَةَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ يَوْمِيًّا، ٱلتَّأَمُّلَ فِيهِ، وَٱلصَّلَاةَ طَلَبًا لِلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ. (لو ١١:١٣؛ غل ٥:٢٢، ٢٣) وَعِنْدَمَا نَدَعُ إِرْشَادَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ يَصُوغُ تَفْكِيرَنَا وَفْقَ فِكْرِ يَهْوَهَ، تُصْبِحُ أَفْكَارُنَا وَأَقْوَالُنَا وَأَعْمَالُنَا مَرْضِيَّةً أَكْثَرَ فِي نَظَرِهِ. وَلٰكِنْ حَتَّى بَعْدَ ذٰلِكَ، يَبْقَى ٱلْحَذَرُ وَاجِبًا لِئَلَّا نَسْتَسْلِمَ لِضَعَفَاتِنَا. — ام ٤:٢٣.
١٥ وَبِٱلْإِضَافَةِ إِلَى قِرَاءَةِ كَلِمَةِ ٱللهِ يَوْمِيًّا، يَلْزَمُنَا أَنْ نَدْرُسَهَا مُسْتَعِينِينَ بِمَطْبُوعَاتِنَا ٱلْمَسِيحِيَّةِ بِهَدَفِ ٱلِٱقْتِدَاءِ بِصِفَاتِ يَهْوَهَ ٱلرَّائِعَةِ. وَقَدْ نَجِدُ أَنَّ بَعْضَ ٱلْآيَاتِ أَوِ ٱلْمَقَالَاتِ مِنْ مَجَلَّتَيْ بُرْجِ ٱلْمُرَاقَبَةِ وَ إِسْتَيْقِظْ! تُسَاعِدُنَا خُصُوصًا عَلَى تَنْمِيَةِ ٱلصِّفَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ أَوِ ٱلتَّغَلُّبِ عَلَى بَعْضِ ٱلضَّعَفَاتِ. فَمِنَ ٱلْمُفِيدِ أَنْ نَجْمَعَهَا وَنُرَاجِعَهَا مِنْ حِينٍ إِلَى آخَرَ.
١٦ لِمَ لَا يَجِبُ أَنْ نَتَثَبَّطَ إِذَا شَعَرْنَا أَنَّ تَقَدُّمَنَا ٱلرُّوحِيَّ بَطِيءٌ؟
١٦ إِنَّ تَعَلُّمَ ٱلِٱقْتِدَاءِ بِصِفَاتِ يَهْوَهَ يَسْتَغْرِقُ وَقْتًا. لِذٰلِكَ إِذَا شَعَرْنَا أَنَّ تَقَدُّمَنَا ٱلرُّوحِيَّ بَطِيءٌ، يَجِبُ أَنْ نَتَحَلَّى بِٱلصَّبْرِ فِيمَا نَسْعَى بِٱجْتِهَادٍ إِلَى إِجْرَاءِ ٱلتَّغْيِيرَاتِ فِي حَيَاتِنَا بِٱتِّبَاعِ إِرْشَادِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ. فِي ٱلْبِدَايَةِ، قَدْ نَحْتَاجُ أَنْ نُؤَدِّبَ نَفْسَنَا لِنَفْعَلَ مَا تَقُولُهُ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ. وَلٰكِنْ كُلَّمَا فَكَّرْنَا وَتَصَرَّفْنَا كَمَا يُرِيدُ يَهْوَهُ، أَصْبَحَ ذٰلِكَ جُزْءًا مِنْ شَخْصِيَّتِنَا وَسَهُلَ عَلَيْنَا إِرْضَاؤُهُ. — مز ٣٧:٣١؛ ام ٢٣:١٢؛ غل ٥:١٦، ١٧.
أَبْقِ فِي بَالِكَ ٱلْمُسْتَقْبَلَ ٱلْمُشْرِقَ
١٧ أَيُّ مُسْتَقْبَلٍ مُشْرِقٍ نَتَطَلَّعُ إِلَيْهِ مَا دُمْنَا أَوْلِيَاءَ لِيَهْوَهَ؟
١٧ لَنْ نُضْطَرَّ عَلَى ٱلدَّوَامِ أَنْ نُحَارِبَ نَقَائِصَنَا. فَنَحْنُ نَتَطَلَّعُ إِلَى ٱلْوَقْتِ حِينَ يُصْبِحُ عُبَّادُ يَهْوَهَ ٱلْأَوْلِيَاءُ كَامِلِينَ وَيَحْظَوْنَ بِٱمْتِيَازِ خِدْمَتِهِ إِلَى ٱلْأَبَدِ. وَآنَذَاكَ سَيَكُونُ ٱلْإِعْرَابُ عَنِ ٱلصِّفَاتِ ٱلْإِلٰهِيَّةِ أَسْهَلَ بِكَثِيرٍ. وَلٰكِنْ حَتَّى فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْحَاضِرِ، تُتِيحُ لَنَا ٱلْفِدْيَةُ أَنْ نَعْبُدَ إِلٰهَنَا ٱلْمُحِبَّ يَهْوَهَ. وَرَغْمَ نَقْصِنَا، فِي وِسْعِنَا أَنْ نُرْضِيَهُ مَا دُمْنَا نَبْذُلُ كُلَّ جُهْدِنَا لِنُغَيِّرَ شَخْصِيَّتَنَا وَنُطَبِّقَ مَا نَتَعَلَّمُهُ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.
١٨، ١٩ مَاذَا يُؤَكِّدُ لَنَا أَنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يُسَاعِدُنَا أَنْ نُوَاصِلَ إِجْرَاءَ ٱلتَّغْيِيرَاتِ فِي حَيَاتِنَا؟
١٨ وَبِٱلْعَوْدَةِ إِلَى كِيفِن، فَقَدْ سَعَى جَاهِدًا لِيَضْبُطَ طَبْعَهُ ٱلْحَادَّ. فَتَأَمَّلَ فِي مَبَادِئِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَطَبَّقَهَا، وَقَبِلَ ٱلْمُسَاعَدَةَ وَٱلْمَشُورَةَ مِنْ رُفَقَائِهِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ. فَأَحْرَزَ خِلَالَ بِضْعِ سَنَوَاتٍ تَقَدُّمًا مَلْحُوظًا. وَتَأَهَّلَ مَعَ ٱلْوَقْتِ لِيَكُونَ خَادِمًا مُسَاعِدًا، ثُمَّ شَيْخًا. وَرَغْمَ مُرُورِ ٢٠ سَنَةً عَلَى تَعْيِينِهِ شَيْخًا فِي ٱلْجَمَاعَةِ، يُدْرِكُ أَنَّهُ لَا يَزَالُ عَلَيْهِ أَنْ يُحَارِبَ ضَعَفَاتِهِ لِئَلَّا يُعَانِيَ ٱنْتِكَاسَةً رُوحِيَّةً.
١٩ وَعَلَى غِرَارِ كِيفِن، لِنَسْمَحْ دَائِمًا لِكَلِمَةِ ٱللهِ بِأَنْ تُحَسِّنَ شَخْصِيَّتَنَا وَتُقَرِّبَنَا إِلَى يَهْوَهَ. (مز ٢٥:١٤) وَفِيمَا نَلْمُسُ بَرَكَةَ يَهْوَهَ عَلَى جُهُودِنَا، سَنَتَيَقَّنُ أَنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يُسَاعِدُنَا أَنْ نُوَاصِلَ إِجْرَاءَ ٱلتَّغْيِيرَاتِ فِي حَيَاتِنَا. — مز ٣٤:٨.
^ [١] (اَلْفِقْرَةُ ١) اَلِٱسْمُ مُسْتَعَارٌ.