الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

تحديد هوية العبَّاد الحقيقيين في وقت النهاية

تحديد هوية العبَّاد الحقيقيين في وقت النهاية

الفصل السابع عشر

تحديد هوية العبَّاد الحقيقيين في وقت النهاية

١ حسب دانيال الاصحاح ٧‏،‏ اية حوادث غير عادية كانت ستحصل مع مجموعة صغيرة وضعيفة من الناس في ايامنا؟‏

مجموعة صغيرة وضعيفة من الناس تعرَّضوا لهجوم عنيف من دولة عالمية جبارة.‏ لكنهم لم يخرجوا من الهجوم سالمين فحسب،‏ بل تجدَّد نشاطهم ايضا.‏ ولم يكن ذلك بقوتهم الخاصة بل لأن يهوه الله يُعزُّهم.‏ لقد سبق فأنبأ دانيال الاصحاح ٧ من سفر دانيال بهذه الاحداث التي وقعت في اوائل القرن العشرين.‏ ولكن مَن كان هؤلاء الناس؟‏ اشار اليهم الاصحاح نفسه من دانيال بالقول انهم «قديسو العلي»،‏ يهوه الله.‏ وكشف ايضا ان هؤلاء سيصيرون في النهاية حكاما معاونين في الملكوت المسيَّاني!‏ —‏ دانيال ٧:‏​١٣،‏ ١٤،‏ ١٨،‏ ٢١،‏ ٢٢،‏ ٢٥-‏٢٧‏.‏

٢ (‏أ)‏ كيف يشعر يهوه تجاه خدامه الممسوحين؟‏ (‏ب)‏ ايّ مسلك يُعتبر اتخاذه حكمة في هذه الازمنة؟‏

٢ كما تعلّمنا في دانيال الاصحاح ١١‏،‏ سيلقى ملك الشمال حتفه بعد ان يهدِّد امن الارض الروحية حيث يعيش هؤلاء المؤمنون.‏ (‏دانيال ١١:‏٤٥‏؛‏ قارنوا حزقيال ٣٨:‏​١٨-‏٢٣‏.‏)‏ نعم،‏ يهوه هو حامي ممسوحيه الامناء.‏ يقول لنا المزمور ١٠٥:‏​١٤،‏ ١٥‏:‏ «وبَّخ [يهوه] ملوكا من اجلهم.‏ قائلا لا تمسوا مسحائي ولا تسيئوا الى انبيائي».‏ أفلا توافقون اذًا انه من الحكمة،‏ في هذه الازمنة المضطربة،‏ ان يزيد ‹الجمع الكثير› المتعاظم معاشرتهم لهؤلاء القديسين؟‏ (‏كشف ٧:‏٩؛‏ زكريا ٨:‏٢٣‏)‏ وقد اوصى يسوع المسيح بأن يفعل المشبَّهون بالخراف الامر عينه:‏ معاشرة اخوته الروحيين الممسوحين بدعمهم في عملهم.‏ —‏ متى ٢٥:‏​٣١-‏٤٦؛‏ غلاطية ٣:‏٢٩‏.‏

٣ (‏أ)‏ لماذا ليس من السهل العثور على أتباع يسوع الممسوحين والالتصاق بهم؟‏ (‏ب)‏ كيف سيساعدنا الاصحاح ١٢ من سفر دانيال في هذا المجال؟‏

٣ لكنَّ خصم الله —‏ الشيطان —‏ يشنّ حربا مستميتة على الممسوحين.‏ وقد روَّج الدين الباطل،‏ مالئا الارض تقريبا بالمسيحيين الزائفين.‏ وبسبب ذلك ضلَّ اناس كثيرون.‏ ويئس آخرون من العثور على الذين يمثِّلون الدين الحقيقي.‏ (‏متى ٧:‏​١٥،‏ ٢١-‏٢٣؛‏ كشف ١٢:‏​٩،‏ ١٧‏)‏ حتى الذين يجدون ‹القطيع الصغير› ويعاشرونهم يجب ان يجاهدوا ليحافظوا على ايمانهم،‏ لأن هذا العالم يأبى إلا ان يقوِّض ايمانهم.‏ (‏لوقا ١٢:‏٣٢‏)‏ وماذا عنكم؟‏ هل وجدتم «قديسي العلي»،‏ وهل تعاشرونهم؟‏ هل تعون الادلة القاطعة التي تثبت انكم وجدتم فعلا مَن اختارهم الله؟‏ يمكن لهذه الادلة ان تقوّي ايمانكم.‏ ويمكن ان تجهِّزكم ايضا لمساعدة الآخرين ان يدركوا حقيقة التشويش الديني في العالم اليوم.‏ ويحتوي الاصحاح ١٢ من سفر دانيال على فيض من هذه المعلومات التي يمكن ان تنقذ حياتكم.‏

الرئيس العظيم يتحرَّك

٤ (‏أ)‏ ايّ امرَين مختلفَين يتعلقان بميخائيل تنبئ بهما دانيال ١٢:‏١‏؟‏ (‏ب)‏ ماذا يَقصد غالبا سفر دانيال عندما يتحدث عن ‹قيام› ملك؟‏

٤ تقول دانيال ١٢:‏١‏:‏ «في ذلك الوقت يقوم ميخائيل الرئيس العظيم القائم لبني شعبك».‏ يُنبئ هذا العدد بأمرَين مختلفَين يتعلقان بميخائيل:‏ اولا،‏ أنه «قائم»،‏ مما يشير الى حالة تمتد فترةً من الزمن؛‏ وثانيا،‏ أنه «يقوم»،‏ مما يشير الى حدث يقع خلال هذه الفترة من الزمن.‏ في البداية،‏ يجب ان نعرف في اية فترة يكون ميخائيل ‹قائما لبني شعب› دانيال.‏ تذكروا ان ميخائيل هو اسم يُطلق على يسوع في مركزه كحاكم سماوي.‏ وهذه الاشارة الى كونه ‹قائما› تذكّرنا بالطريقة التي تُستعمل بها هذه الكلمة في اماكن اخرى من سفر دانيال.‏ فهي غالبا ما تشير الى اجراء يتعلق بملك،‏ مثل تسلُّمه السلطة الملكية.‏ —‏ دانيال ١١:‏​٢-‏٤،‏ ٧،‏ ٢٠،‏ ٢١‏.‏

٥،‏ ٦ (‏أ)‏ خلال اية فترة من الزمن يكون ميخائيل قائما؟‏ (‏ب)‏ متى وكيف «يقوم» ميخائيل،‏ وبأية نتائج؟‏

٥ من الواضح ان الملاك كان يشير الى فترة من الزمن تحدِّدها نبوة الكتاب المقدس في مكان آخر.‏ وقد دعاها يسوع ‹حضوره› (‏باليونانية:‏ پاروسيا‏)‏،‏ حين يكون حاكما كملك في السماء.‏ (‏متى ٢٤:‏​٣٧-‏٣٩‏)‏ وهذه الفترة تدعى ايضا «الايام الاخيرة» و «وقت النهاية».‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١؛‏ دانيال ١٢:‏​٤،‏ ٩‏)‏ وميخائيل قائم كملك في السماء منذ ابتدأت هذه الفترة سنة ١٩١٤.‏ —‏ قارنوا اشعياء ١١:‏١٠؛‏ كشف ١٢:‏​٧-‏٩‏.‏

٦ ولكن متى «يقوم» ميخائيل؟‏ يقوم عندما يتخذ اجراءً خصوصيا.‏ وهذا ما سيفعله يسوع في المستقبل.‏ فسفر الكشف ١٩:‏​١١-‏١٦ يصف يسوع نبويا بأنه الملك المسيَّاني العظيم الراكب على فرس قائدا جيشا من الملائكة ومهلكا اعداء الله.‏ وتتابع دانيال ١٢:‏١ قائلة:‏ «يكون زمان ضيق لم يكن منذ كانت امة الى ذلك الوقت».‏ فالمسيح،‏ بصفته المنفِّذ الرئيسي لأحكام يهوه،‏ سيقضي على كامل نظام الاشياء الشرير خلال ‹الضيق العظيم› المنبإ به.‏ —‏ متى ٢٤:‏٢١؛‏ ارميا ٢٥:‏٣٣؛‏ ٢ تسالونيكي ١:‏​٦-‏٨؛‏ كشف ٧:‏١٤؛‏ ١٦:‏​١٤،‏ ١٦‏.‏

٧ (‏أ)‏ ايّ امل ينتظر جميع المؤمنين خلال ‹زمان الضيق› المقبل؟‏ (‏ب)‏ ما هو سفر يهوه،‏ ولماذا من المهم جدا ان نوجَد مكتوبين فيه؟‏

٧ وماذا سيحدث خلال هذه الفترة الكئيبة للاشخاص الذين يمارسون الايمان؟‏ قيل لدانيال:‏ «في ذلك الوقت ينجَّى شعبك كل مَن يوجد مكتوبا في السفر».‏ (‏قارنوا لوقا ٢١:‏​٣٤-‏٣٦‏.‏)‏ فما هو هذا السفر؟‏ انه يمثِّل من حيث الاساس تَذكرة يهوه الله للذين يفعلون مشيئته.‏ (‏ملاخي ٣:‏١٦؛‏ عبرانيين ٦:‏١٠‏)‏ والذين تُكتب اسماؤهم في سفر الحياة هذا هم اكثر الاشخاص أمنًا في العالم،‏ لأنهم يتمتعون بالحماية الالهية.‏ ومهما يكن الاذى الذي قد يتعرَّضون له،‏ يمكن ان يُبطل وسيُبطل.‏ حتى اذا ادركهم الموت قبل حلول ‹زمان الضيق› المقبل هذا،‏ يبقون بأمان في ذاكرة يهوه التي لا تُحَدّ.‏ وسيتذكرهم ويقيمهم من الموت خلال حكم يسوع المسيح الممتد الف سنة.‏ —‏ اعمال ٢٤:‏١٥؛‏ كشف ٢٠:‏​٤-‏٦‏.‏

القديسون «يستيقظون»‏

٨ ايّ رجاء بديع تقدِّمه دانيال ١٢:‏٢‏؟‏

٨ ان القيامة لَرجاء معزٍّ.‏ وتتناول دانيال ١٢:‏٢ هذا الموضوع عندما تقول:‏ «كثيرون من الراقدين في تراب الارض يستيقظون هؤلاء الى الحياة الابدية وهؤلاء الى العار للازدراء الابدي».‏ (‏قارنوا اشعياء ٢٦:‏١٩‏.‏)‏ تُذكّرنا هذه الكلمات بوعد يسوع المسيح المؤثر بقيامة عامة.‏ (‏يوحنا ٥:‏​٢٨،‏ ٢٩‏)‏ ويا له من رجاء بديع!‏ فكّروا في الاصدقاء وأعضاء العائلة الاحبّاء —‏ ممَّن غيَّبهم الموت —‏ الذين لهم فرصة العيش ثانيةً في المستقبل!‏ لكنَّ هذا الوعد في سفر دانيال يشير بشكل رئيسي الى قيامة من نوع آخر،‏ قيامة سبق فحدثت.‏ وكيف نعرف هذا؟‏

٩ (‏أ)‏ لماذا من المنطقي التوقع ان دانيال ١٢:‏٢ تتمّ خلال الايام الاخيرة؟‏ (‏ب)‏ ايّ نوع من القيامة تشير اليه النبوة،‏ وكيف نعرف ذلك؟‏

٩ تأملوا في القرينة.‏ كما رأينا،‏ لا ينطبق العدد الاول من الاصحاح ١٢ فقط على نهاية نظام الاشياء،‏ بل ايضا على كامل فترة الايام الاخيرة.‏ وفي الواقع،‏ لا يتمّ معظم الاصحاح في الفردوس الارضي المقبل،‏ بل خلال وقت النهاية.‏ وهل حدثت قيامة خلال هذه الفترة؟‏ صحيح ان الرسول بولس كتب عن قيامة «الذين للمسيح اثناء حضوره»،‏ لكنَّ هؤلاء المقامين الى الحياة في السماء سيكونون «غير قابلين للفساد».‏ (‏١ كورنثوس ١٥:‏​٢٣،‏ ٥٢‏)‏ فلا احد منهم سيقام «الى العار للازدراء الابدي» المنبإ به في دانيال ١٢:‏٢‏.‏ فهل هنالك قيامة من نوع آخر؟‏ للقيامة في الكتاب المقدس معنى روحي في بعض الاحيان.‏ مثلا،‏ يحتوي سفرا حزقيال والكشف على آيات نبوية تُطبَّق على فكرة اعادة الحياة،‏ او القيامة،‏ من الناحية الروحية.‏ —‏ حزقيال ٣٧:‏​١-‏١٤؛‏ كشف ١١:‏​٣،‏ ٧،‏ ١١‏.‏

١٠ (‏أ)‏ بأيّ معنى أُقيمت البقية الممسوحة خلال وقت النهاية؟‏ (‏ب)‏ كيف حدث ان بعض الممسوحين الذين أُعيد احياؤهم استيقظوا «الى العار للازدراء الابدي»؟‏

١٠ وهل حدثت لخدام الله الممسوحين اعادة إحياء كهذه في وقت النهاية؟‏ نعم!‏ فالتاريخ يشهد على ان بقية صغيرة من المسيحيين الامناء تعرَّضت سنة ١٩١٨ لهجوم فظيع اعاق خدمتهم العامة المنظمة.‏ وبعد ذلك،‏ خلافا لكل التوقعات،‏ عادوا الى الحياة بمعنى روحي سنة ١٩١٩.‏ وهذه الوقائع تطابق فكرة القيامة المنبإ بها في دانيال ١٢:‏٢‏.‏ فقد ‹استيقظ› البعض روحيا في ذلك الوقت وبعده.‏ ولكن للأسف لم يبقَ الكل احياء روحيا.‏ وهؤلاء الذين،‏ بعدما استيقظوا،‏ اختاروا ان يرفضوا الملك المسيَّاني وتركوا خدمة الله،‏ جلبوا على انفسهم ‹العار والازدراء الابدي› كما هو موصوف في دانيال ١٢:‏٢‏.‏ (‏عبرانيين ٦:‏​٤-‏٦‏)‏ لكنَّ الممسوحين الامناء استفادوا من اعادة إحيائهم روحيا وأيَّدوا بولاء الملك المسيَّاني.‏ وأمانتهم تؤدي في النهاية الى «الحياة الابدية»،‏ كما تذكر النبوة.‏ ويساعدنا نشاطهم الروحي اليوم في وجه المقاومة على تحديد هويتهم.‏

‏‹يضيئون كالنجوم›‏

١١ مَن هم «الفاهمون» اليوم،‏ وبأيّ معنى يضيئون كالنجوم؟‏

١١ ان العددَين التاليَين من دانيال الاصحاح ١٢ يساعداننا اكثر على تحديد هوية «قديسي العلي».‏ ففي العدد ٣ يخبر الملاك دانيال:‏ «الفاهمون يضيئون كضياء الجَلَد والذين ردُّوا كثيرين الى البر كالكواكب [‹كالنجوم›،‏ ع‌ج‏] الى ابد الدهور».‏ فمَن هم «الفاهمون» اليوم؟‏ تشير الادلة مرة اخرى الى «قديسي العلي» انفسهم.‏ فمَن غير البقية الممسوحة الامينة فهم ان ميخائيل،‏ الرئيس العظيم،‏ ابتدأ قيامه كملك سنة ١٩١٤؟‏!‏ وبكرازتهم بحقائق مثل هذه —‏ بالاضافة الى المحافظة على سلوك مسيحي —‏ ‹اضاءوا كأنوار› في هذا العالم المظلم روحيا.‏ (‏فيلبي ٢:‏١٥؛‏ يوحنا ٨:‏١٢‏)‏ وتنبأ يسوع عنهم:‏ «في ذلك الوقت يسطع الابرار كالشمس في ملكوت ابيهم».‏ —‏ متى ١٣:‏٤٣‏.‏

١٢ (‏أ)‏ خلال وقت النهاية،‏ كيف انهمك الممسوحون في ‹رد كثيرين الى البر›؟‏ (‏ب)‏ كيف سيرد الممسوحون كثيرين الى البر و ‹يضيئون كالنجوم› خلال حكم المسيح ألف سنة؟‏

١٢ وتخبرنا دانيال ١٢:‏٣ ايضا ما العمل الذي سيشغل المسيحيون الممسوحون انفسهم به في وقت النهاية.‏ فهُم ‹سيردّون كثيرين الى البر›.‏ لقد شرعت البقية الممسوحة في تجميع آخر اعضاء الـ‍ ٠٠٠‏,١٤٤ الذين هم شركاء المسيح في الميراث.‏ (‏روما ٨:‏​١٦،‏ ١٧؛‏ كشف ٧:‏​٣،‏ ٤‏)‏ وعندما أُنجز هذا العمل —‏ في منتصف ثلاثينات القرن العشرين كما يتضح —‏ بدأوا يجمعون ‹الجمع الكثير› من ‹الخراف الاخر›.‏ ‏(‏كشف ٧:‏٩؛‏ يوحنا ١٠:‏١٦‏)‏ وهؤلاء ايضا يمارسون الايمان بذبيحة يسوع المسيح الفدائية.‏ لذلك يملكون موقفا طاهرا امام يهوه.‏ وهؤلاء الذين يُعَدُّون بالملايين اليوم يعزُّون رجاء النجاة من الدمار الآتي على هذا العالم الشرير.‏ وخلال حكم المسيح ألف سنة،‏ سيطبِّق يسوع وملوكه وكهنته الـ‍ ٠٠٠‏,١٤٤ كل فوائد الفدية على الجنس البشري الطائع،‏ مساعدين بذلك جميع الذين يمارسون الايمان على التحرر من كل آثار الخطية الموروثة من آدم.‏ (‏٢ بطرس ٣:‏١٣؛‏ كشف ٧:‏​١٣،‏ ١٤؛‏ ٢٠:‏​٥،‏ ٦‏)‏ وهكذا،‏ بالمعنى الاكمل،‏ سيشارك الممسوحون آنذاك في ‹رد كثيرين الى البر›،‏ و ‹سيضيئون كالنجوم› في السماء.‏ فهل تقدِّرون رجاء العيش على الارض في ظل الحكومة السماوية المجيدة للمسيح والحكام المعاونين معه؟‏ يا له من امتياز ان نشترك مع ‹القديسين› في الكرازة ببشارة ملكوت الله هذه!‏ —‏ متى ٢٤:‏١٤‏.‏

‏«يتصفحون»‏

١٣ بأيّ معنى خُتم وأُخفي الكلام في سفر دانيال؟‏

١٣ ابتدأ الملاك يكشف الامور لدانيال من دانيال ١٠:‏٢٠‏،‏ وهو الآن يختتمها بهذه الكلمات المشجِّعة:‏ «أما انت يا دانيال فأخفِ الكلام واختم السفر الى وقت النهاية.‏ كثيرون يتصفحونه والمعرفة تزداد».‏ (‏دانيال ١٢:‏٤‏)‏ ان الكثير مما أُوحي الى دانيال ان يكتبه خُتم وأُخفي عن الفهم البشري.‏ حتى ان دانيال نفسه كتب لاحقا:‏ «وأنا سمعت وما فهمت».‏ (‏دانيال ١٢:‏٨‏)‏ وبهذا المعنى بقي سفر دانيال مختوما طوال قرون.‏ وماذا عن اليوم؟‏

١٤ (‏أ)‏ خلال وقت النهاية،‏ مَن اخذوا «يتصفَّحون»،‏ وماذا تصفَّحوا؟‏ (‏ب)‏ ايّ دليل هنالك على ان يهوه بارك ‹تصفُّحهم› هذا؟‏

١٤ انه امتياز ان نعيش في «وقت النهاية» المنبإ به في سفر دانيال.‏ وانسجاما مع ما ذكرته النبوة،‏ كثيرون من المؤمنين ‹تصفَّحوا› كلمة الله.‏ وماذا كانت النتيجة؟‏ ببركة يهوه،‏ ازدادت المعرفة الحقيقية.‏ وبورك شهود يهوه الممسوحون الامناء ببصيرة مكَّنتهم من ان يفهموا ان ابن الانسان صار ملكا سنة ١٩١٤،‏ ان يحدِّدوا هوية الوحوش في نبوة دانيال،‏ وأن يحذِّروا من «الرجسة التي تسبِّب الخراب» —‏ وهذه مجرد امثلة قليلة.‏ (‏دانيال ١١:‏٣١‏،‏ ع‌ج‏)‏ وهذا الازدياد في المعرفة هو سمة اخرى تحدِّد هوية «قديسي العلي».‏ لكنَّ دانيال تلقى ادلة اضافية.‏

‏‹التفريق›‏

١٥ ايّ سؤال طرحه احد الملائكة،‏ وبمَن قد يذكّرنا هذا السؤال؟‏

١٥ تذكرون ان دانيال تلقّى هذه الرسائل الملائكية وهو على جانب «النهر العظيم» دجلة.‏ (‏دانيال ١٠:‏٤‏)‏ وهو يرى الآن ثلاثة ملائكة ويقول:‏ «فنظرت انا دانيال وإذا باثنين آخرين قد وقفا واحد من هنا على شاطئ النهر وآخر من هناك على شاطئ النهر.‏ وقال للرجل اللابس الكتان الذي من فوق مياه النهر الى متى انتهاء العجائب».‏ (‏دانيال ١٢:‏​٥،‏ ٦‏)‏ قد يذكّرنا السؤال الذي طرحه الملاك بـ‍ «قديسي العلي» ايضا.‏ ففي بداية «وقت النهاية» سنة ١٩١٤،‏ كانوا مهتمّين جدا ان يعرفوا كم من الوقت سيمرّ قبل ان تتمّ وعود الله.‏ ويُرى من الجواب عن هذا السؤال انهم هم محور هذه النبوة.‏

١٦ اية نبوة تفوَّه بها الملاك،‏ وكيف اكد انها ستتم فعلا؟‏

١٦ تمضي رواية دانيال قائلة:‏ «فسمعت الرجل اللابس الكتان الذي من فوق مياه النهر اذ رفع يمناه ويسراه نحو السموات وحلف بالحي الى الابد انه الى زمان وزمانين ونصف.‏ فإذا تم تفريق ايدي الشعب المقدس تتم كل هذه».‏ (‏دانيال ١٢:‏٧‏)‏ انها لَمسألة جدية.‏ فقد رفع الملاك يدَيه حالفًا،‏ ربما ليرى الملاكان الواقفان عند جانبَي النهر العريض ما يفعل.‏ وقد اكد بذلك ان اتمام هذه النبوة حاصل لا محالة.‏ ولكن اين تقع هذه الازمنة في مجرى التاريخ؟‏ ليس العثور على الجواب صعبا كما قد تعتقدون.‏

١٧ (‏أ)‏ ما هي اوجه الشبه في النبوات المسجلة في دانيال ٧:‏٢٥،‏ دانيال ١٢:‏٧‏،‏ و كشف ١١:‏​٣،‏ ٧،‏ ٩‏؟‏ (‏ب)‏ كم يبلغ طول الثلاثة ازمنة ونصف الزمان؟‏

١٧ تتميَّز هذه النبوة بأنها تشبه كثيرا نبوتَين اخريَين.‏ الاولى،‏ التي تناولناها في الفصل ٩ من هذا الكتاب،‏ موجودة في دانيال ٧:‏٢٥‏؛‏ والاخرى موجودة في كشف ١١:‏​٣،‏ ٧،‏ ٩‏.‏ لاحظوا بعض اوجه الشبه.‏ كل واحدة تتم في وقت النهاية.‏ والنبوتان كلتاهما تتعلقان بخدام الله القدوسين،‏ وتقولان عنهم انهم يُضطهَدون ويعجزون وقتيا عن القيام بعملهم الكرازي العلني.‏ وتُظهر كل نبوة ان خدام الله يُعاد احياؤهم ثم يستأنفون عملهم،‏ محبِطين بذلك مساعي مضطهِديهم.‏ وتذكر كل نبوة طول فترة المشقة هذه التي يمرّ بها القديسون.‏ فالنبوتان في دانيال (‏٧:‏٢٥ و ١٢:‏٧‏)‏ تشيران الى «زمان وأزمنة ونصف زمان» (‏التي يعترف العلماء عموما انها تعني ثلاثة ازمنة ونصفا)‏ وإلى «زمان وزمانين ونصف» (‏اي ثلاثة ازمنة ونصف)‏.‏ ويشير سفر الكشف الى الفترة نفسها بقوله انها ٤٢ شهرا،‏ او ٢٦٠‏,١ يوما.‏ (‏كشف ١١:‏​٢،‏ ٣‏)‏ ويؤكد ذلك ان الثلاثة ازمنة ونصف الزمان في دانيال تشير الى ثلاث سنوات ونصف يتألف كلٌّ منها من ٣٦٠ يوما.‏ ولكن متى ابتدأت هذه الايام الـ‍ ٢٦٠‏,١؟‏

١٨ (‏أ)‏ حسب دانيال ١٢:‏٧‏،‏ ماذا كان سيسم نهاية الـ‍ ٢٦٠‏,١ يوما؟‏ (‏ب)‏ متى فُرِّقت اخيرا «ايدي الشعب المقدس»،‏ وكيف حدث ذلك؟‏ (‏ج)‏ متى بدأت الـ‍ ٢٦٠‏,١ يوما،‏ وكيف ‹تنبَّأ الممسوحون بمسوح› خلال هذه الفترة؟‏

١٨ تذكر النبوة بوضوح متى تنتهي الـ‍ ٢٦٠‏,١ يوما:‏ عندما ‹يتم تفريق ايدي الشعب المقدس›.‏ ففي اواسط سنة ١٩١٨،‏ أُدين بتهم باطلة الاعضاء البارزون في جمعية برج المراقبة للكتاب المقدس والكراريس،‏ بمَن فيهم رئيسها ج.‏ ف.‏ رذرفورد،‏ وحُكم عليهم بالسجن فترات طويلة،‏ ونُفِّذ الحكم.‏ لقد رأى قديسو الله عملهم ‹يتفرَّق› وقوة ايديهم تنهار.‏ وإذا حسبنا ثلاث سنوات ونصفا رجوعا من اواسط سنة ١٩١٨،‏ نصل الى اواخر سنة ١٩١٤.‏ ففي ذلك الوقت كان الفريق الصغير من الممسوحين يستعد لحملة الاضطهاد.‏ فكانت الحرب العالمية الاولى قد اندلعت،‏ ومقاومة عملهم تتفاقم.‏ حتى انهم اسسوا آيتهم السنوية لسنة ١٩١٥ على هذا السؤال الذي طرحه المسيح على اثنين من أتباعه:‏ «أتستطيعان ان تشربا من كأسي؟‏».‏ (‏متى ٢٠:‏٢٢‏،‏ ترجمة الملك جَيمس ‏)‏ وكما أُنبئ في كشف ١١:‏٣‏،‏ فإن الـ‍ ٢٦٠‏,١ يوما التي تلت كانت فترة حداد بالنسبة الى الممسوحين —‏ فكأنهم اخذوا يتنبأون لابسين مسوحا.‏ وازداد الاضطهاد.‏ فسُجن اناس منهم،‏ وهاجم الرعاع البعض،‏ فيما تعرَّض آخرون للتعذيب.‏ وتثبَّط كثيرون عندما مات الرئيس الاول للجمعية،‏ ت.‏ ت.‏ رصل،‏ سنة ١٩١٦.‏ ولكن ماذا كان سيحدث بعدما انتهت هذه الفترة الحالكة بموت هؤلاء القديسين كهيئة تبشيرية؟‏

١٩ كيف تؤكد لنا النبوة في سفر الكشف الاصحاح ١١ ان إسكات الممسوحين لم يكن ليطول؟‏

١٩ ان النبوة المقابلة الموجودة في كشف ١١:‏​٣،‏ ٩،‏ ١١ تُظهر انه بعد قتل ‹الشاهدَين›،‏ تبقى جثتاهما مطروحتَين فترة قصيرة فقط —‏ ثلاثة ايام ونصفا —‏ ثم يُعاد احياؤهما.‏ وبشكل مماثل،‏ تُظهر النبوة في دانيال الاصحاح ١٢ انه لم يكن القديسون ليبقوا ساكتين،‏ بل كان ينتظرهم المزيد من العمل.‏

‏«يتطهَّرون ويُبيَّضون ويُمحَّصون»‏

٢٠ حسب دانيال ١٢:‏١٠‏،‏ اية بركات يحظى بها الممسوحون بعد التجارب القاسية التي يمرّون بها؟‏

٢٠ كما ذُكر سابقا،‏ سجَّل دانيال هذه الامور دون ان يفهمها.‏ لكنه ظل يتساءل دون شك هل يقضي المضطهِدون نهائيا على القديسين،‏ لأنه سأل:‏ «ما هي آخِر هذه».‏ فأجاب الملاك:‏ «اذهب يا دانيال لأن الكلمات مخفية ومختومة الى وقت النهاية.‏ كثيرون يتطهَّرون ويُبيَّضون ويُمحَّصون.‏ أما الاشرار فيفعلون شرا ولا يفهم احد الاشرار لكنِ الفاهمون يفهمون».‏ (‏دانيال ١٢:‏​٨-‏١٠‏)‏ لقد كان عند القديسين امل اكيد!‏ فهُم لن يهلكوا،‏ بل سيُبيَّضون بحيث يُنعَم عليهم بموقف طاهر امام يهوه الله.‏ (‏ملاخي ٣:‏​١-‏٣‏)‏ وكان فهمهم للامور الروحية سيمكّنهم من البقاء اطهارا في عينَي الله.‏ وبالتباين،‏ كان الاشرار سيرفضون فهم الامور الروحية.‏ ولكن متى كان سيحدث كل ذلك؟‏

٢١ (‏أ)‏ ايّ شرطين كان يجب ان يتوفرا قبل ان تبدأ الفترة الزمنية المنبأ بها في دانيال ١٢:‏١١‏؟‏ (‏ب)‏ ما هي «المحرقة الدائمة»،‏ ومتى أُزيلت؟‏ (‏انظروا الاطار في الصفحة ٢٩٨.‏)‏

٢١ قيل لدانيال:‏ «من وقت ازالة المحرقة الدائمة وإقامة رجس المخرَّب [‹الرجسة التي تسبِّب الخراب›،‏ ع‌ج‏] الف ومئتان وتسعون يوما».‏ اذًا تبدأ هذه الفترة الزمنية عندما تكون بعض الشروط قد توفَّرت.‏ فكان يجب ان تكون «المحرقة الدائمة»‏ * قد أُزيلت.‏ (‏دانيال ١٢:‏١١‏)‏ وعن اية محرقة كان الملاك يتحدث؟‏ لم يكن يتحدث عن المحرقات الحيوانية المقدَّمة في ايّ هيكل ارضي.‏ فالهيكل الذي كان قائما في اورشليم كان مجرد «نسخة عن الحقيقة» التي هي هيكل يهوه الروحي العظيم الذي تأسس عندما صار يسوع رئيس كهنته سنة ٢٩ ب‌م.‏ وفي هذا الهيكل الروحي،‏ الذي يمثِّل ترتيب الله للعبادة النقية،‏ لا حاجة الى تقديم ذبائح عن الخطية بشكل دائم،‏ لأن «المسيح .‏ .‏ .‏ قُدِّم مرة لا غير ليحمل خطايا كثيرين».‏ (‏عبرانيين ٩:‏​٢٤-‏٢٨‏)‏ ومع ذلك،‏ يقدِّم جميع المسيحيين الحقيقيين ذبائح في هذا الهيكل.‏ فقد كتب الرسول بولس:‏ «فلنقدِّم [بالمسيح] في كل حين ذبيحة تسبيح لله،‏ اي ثمر شفاه تعلن اسمه جهرا».‏ (‏عبرانيين ١٣:‏١٥‏)‏ اذًا توفَّر الشرط الاول لهذه النبوة —‏ ازالة «المحرقة الدائمة» —‏ نحو اواسط سنة ١٩١٨ عندما عُلِّق العمل الكرازي.‏

٢٢ (‏أ)‏ ما هي «الرجسة» المخرِّبة،‏ ومتى نُصبت؟‏ (‏ب)‏ متى بدأت الفترة الزمنية المنبأ بها في دانيال ١٢:‏١١‏،‏ ومتى انتهت؟‏

٢٢ ولكن ماذا عن الشرط الثاني:‏ ‹إقامة الرجسة التي تسبِّب الخراب›؟‏ كما رأينا خلال مناقشتنا دانيال ١١:‏٣١‏،‏ كانت هذه الرجسة في البداية عصبة الامم،‏ ثم عادت فظهرت باسم الامم المتحدة.‏ وهما رجستان لأنه قيل عنهما انهما الرجاء الوحيد للسلام على الارض.‏ وهكذا حلّت هاتان المؤسستان،‏ في قرارة نفس كثيرين،‏ محلّ ملكوت الله.‏ وقد اقتُرح تشكيل العصبة رسميا في كانون الثاني (‏يناير)‏ ١٩١٩.‏ وهكذا يكون قد توفَّر في ذلك الوقت الشرطان المطلوبان في دانيال ١٢:‏١١‏.‏ وهذا يعني ان الـ‍ ٢٩٠‏,١ يوما بدأت في اوائل سنة ١٩١٩ وامتدت حتى خريف سنة ١٩٢٢ (‏في نصف الكرة الارضية الشمالي)‏.‏

٢٣ كيف تقدَّم قديسو الله نحو احراز موقف مطهَّر خلال الـ‍ ٢٩٠‏,١ يوما المنبإ بها في دانيال الاصحاح ١٢‏؟‏

٢٣ فهل احرز القديسون خلال ذلك الوقت تقدُّما نحو الصيرورة مبيَّضين ومطهَّرين في عينَي الله؟‏ نعم،‏ بالتأكيد!‏ ففي آذار (‏مارس)‏ ١٩١٩،‏ أُطلق من السجن رئيس جمعية برج المراقبة وعشراؤه الاحماء.‏ وبُرِّئوا لاحقا من التهم الباطلة الموجَّهة ضدهم.‏ وكانوا مدركين ان عملهم لم ينتهِ،‏ لذلك باشروا عملهم على الفور ورتَّبوا لعقد محفل في ايلول (‏سبتمبر)‏ ١٩١٩.‏ وفي تلك السنة نفسها،‏ صدر العدد الاول من المجلة المرافقة لـ‍ برج المراقبة.‏ وهذه المجلة،‏ التي دُعيت في البداية العصر الذهبي ‏(‏تدعى الآن استيقظ!‏‏)‏،‏ ايَّدت دائما برج المراقبة في تشهير فساد هذا العالم بشجاعة وفي مساعدة شعب الله على البقاء اطهارا.‏ وبحلول نهاية الـ‍ ٢٩٠‏,١ يوما المنبإ بها،‏ كان القديسون قد قطعوا شوطا كبيرا في احراز الموقف المطهَّر والمسترد.‏ وفي ايلول (‏سبتمبر)‏ ١٩٢٢،‏ في وقت انتهاء هذه الفترة،‏ عقدوا محفلا بارزا في سيدر پوينت،‏ اوهايو،‏ الولايات المتحدة الاميركية.‏ وأعطى هذا المحفل العمل الكرازي زخما هائلا.‏ ولكن كانت هنالك حاجة الى المزيد من التقدُّم.‏ وكان ذلك سيحدث في الفترة البارزة التالية.‏

السعادة نصيب القديسين

٢٤،‏ ٢٥ (‏أ)‏ اية فترة زمنية تنبئ بها دانيال ١٢:‏١٢‏،‏ ومتى ابتدأت وانتهت كما يتَّضح؟‏ (‏ب)‏ ماذا كانت الحالة الروحية بين البقية الممسوحة في مستهل الـ‍ ٣٣٥‏,١ يوما؟‏

٢٤ اختتم ملاك يهوه نبوته عن القديسين بهذه الكلمات:‏ «طوبى لمَن [«سعيد مَن»،‏ ع‌ج‏] ينتظر ويبلغ الى الالف والثلاث مئة والخمسة والثلاثين يوما».‏ (‏دانيال ١٢:‏١٢‏)‏ لم يعطِ الملاك اية دلائل تمكِّننا من تحديد بداية الفترة الثالثة او نهايتها.‏ ولكن يتَّضح من الاحداث الثيوقراطية انها اتت عقب الفترة السابقة مباشرة.‏ وفي هذه الحال يكون امتدادها من خريف سنة ١٩٢٢ حتى اواخر ربيع سنة ١٩٢٦ (‏في نصف الكرة الارضية الشمالي)‏.‏ وهل كان القديسون ينعمون بحالة من السعادة بحلول اواخر هذه الفترة؟‏ اجل،‏ وبطرائق روحية مهمة.‏

٢٥ حتى بعد نهاية المحفل الذي عُقد سنة ١٩٢٢ (‏كما يَظهر في الصفحة ٣٠٢)‏،‏ كان بعض قديسي الله لا يزالون يتوقون الى الماضي.‏ وفي اجتماعاتهم كانوا لا يزالون يستخدمون،‏ بالاضافة الى الكتاب المقدس،‏ مجلَّدات دروس في الاسفار المقدسة بقلم ت.‏ ت.‏ رصل كمواد درس رئيسية.‏ وفي ذلك الوقت،‏ كان يسود الاعتقاد القائل انه في سنة ١٩٢٥ ستبدأ القيامة وسيُسترد الفردوس الى الارض.‏ لذلك كان كثيرون يخدمون وهم يفكّرون في تاريخ محدَّد.‏ ورفض البعض بتكبُّر الاشتراك في عمل الكرازة للناس.‏ ولم يروِّج ذلك حالة السعادة.‏

٢٦ كيف تغيَّرت الحالة الروحية للممسوحين في مجرى الايام الـ‍ ٣٣٥‏,١؟‏

٢٦ لكنَّ ذلك كله تغيَّر في مجرى الـ‍ ٣٣٥‏,١ يوما.‏ فقد برزت اهمية الكرازة عندما صُنعت ترتيبات قانونية ليشترك كل شخص في خدمة الحقل.‏ وبُرمجت الاجتماعات لتُدرس فيها برج المراقبة كل اسبوع.‏ وقد تضمَّن العدد الانكليزي ١ آذار (‏مارس)‏ ١٩٢٥ المقالة التاريخية «ولادة الامة» التي اعطت شعب الله فهما كاملا لما حدث في السنوات ١٩١٤-‏١٩١٩.‏ وبعدما انقضت سنة ١٩٢٥،‏ لم يعد القديسون يخدمون الله وهم يفكّرون في موعد نهائي قريب ومحدَّد لعملهم،‏ بل صار اهتمامهم الرئيسي تقديس اسم يهوه.‏ وجرى التشديد على هذه الحقيقة الجوهرية بشكل لم يسبق له مثيل في مقالة «مَن سيكرمون يهوه؟‏» في عدد ١ كانون الثاني (‏يناير)‏ ١٩٢٦ من مجلة برج المراقبة ‏(‏بالانكليزية)‏.‏ وفي المحفل الذي عُقد في ايار (‏مايو)‏ ١٩٢٦،‏ صدر كتاب الانقاذ ‏(‏بالانكليزية)‏.‏ (‏انظروا الصفحة ٣٠٢.‏)‏ وكان جزءا من سلسلة كتب جديدة صُمِّمت لتحلّ محل مجلَّدات دروس في الاسفار المقدسة.‏ فلم يعد القديسون ينظرون الى الماضي،‏ بل صاروا يتطلعون بثقة الى المستقبل وإلى العمل الذي ينتظرهم.‏ وهكذا انتهت الـ‍ ٣٣٥‏,١ يوما والقديسون في حالة سعادة،‏ تماما كما أُنبئ.‏

٢٧ كيف تساعدنا مراجعة سريعة لدانيال الاصحاح ١٢ ان نحسم امر هوية ممسوحي يهوه؟‏

٢٧ طبعا،‏ لم يحتمل الجميع في هذه الحقبة العاصفة.‏ ولا شك ان هذا ما دفع الملاك الى التشديد على اهمية ‹الانتظار›.‏ فالذين احتملوا وانتظروا بوركوا بركة سخية.‏ ويتبيَّن لنا ذلك اذا قمنا بمراجعة سريعة لدانيال الاصحاح ١٢ ‏.‏ فكما أُنبئ،‏ أُعيد احياء الممسوحين،‏ او أُقيموا،‏ بمعنى روحي.‏ ومُنحوا فهما متميِّزا لكلمة الله،‏ وفُوِّض اليهم ‹تصفُّحها›،‏ وبتوجيه من الروح القدس كشفوا الامور التي بقيت غامضة زمانا طويلا.‏ وطهَّرهم يهوه وجعلهم يضيئون روحيا كالنجوم.‏ ونتيجةً لذلك ردوا كثيرين الى موقف بار امام يهوه الله.‏

٢٨،‏ ٢٩ على ماذا يجب ان نصمِّم فيما يقترب «وقت النهاية» من ختامه؟‏

٢٨ نظرا الى كل هذه السمات النبوية التي تحدِّد هوية «قديسي العلي»،‏ ايّ عذر يبقى على عدم الاعتراف بهم ومعاشرتهم؟‏ ان بركات رائعة تنتظر الجمع الكثير الذي ينضم الى صف الممسوحين،‏ المتناقص عددهم،‏ في خدمة يهوه.‏ لذلك يجب ان ننتظر جميعنا اتمام وعود الله.‏ (‏حبقوق ٢:‏٣‏)‏ فميخائيل،‏ الرئيس العظيم،‏ قائم اليوم لشعب الله منذ عقود.‏ وقريبا جدا سيبدأ،‏ بصفته المعيَّن من الله،‏ بتنفيذ الاحكام الالهية ضد نظام الاشياء هذا.‏ وعندما يفعل ذلك،‏ ماذا سيكون وضعنا؟‏

٢٩ سيتوقف الجواب عن هذا السؤال على اختيارنا العيش حياة مستقيمة اليوم.‏ ولتقوية تصميمنا على ذلك فيما يقترب «وقت النهاية» من ختامه،‏ دعونا نتأمل في الآية الاخيرة من سفر دانيال.‏ ومناقشتنا لهذه الآية في الفصل التالي ستساعدنا ان نرى كيف وقف دانيال امام الهه وكيف سيقف امامه في المستقبل.‏

‏[الحاشية]‏

^ ‎الفقرة 21‏ تكتفي السبعينية اليونانية بترجمة العبارة الى «الذبيحة».‏

ماذا فهمتم؟‏

‏• خلال اية فترة زمنية يكون ميخائيل ‹قائما›،‏ وكيف ومتى سوف «يقوم»؟‏

‏• ما نوع القيامة التي تشير اليها دانيال ١٢:‏٢‏؟‏

‏• اية تواريخ تسم بداية ونهاية

الثلاثة ازمنة ونصف الزمان المذكورة في دانيال ١٢:‏٧‏؟‏

الـ‍ ٢٩٠‏,١ يوما المنبإ بها في دانيال ١٢:‏١١‏؟‏

الـ‍ ٣٣٥‏,١ يوما التي تنبأت بها دانيال ١٢:‏١٢‏؟‏

‏• كيف يساعدنا الانتباه لدانيال الاصحاح ١٢ على تحديد هوية عبَّاد يهوه الحقيقيين؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الاطار في الصفحة ٢٩٨]‏

ازالة المحرقة الدائمة

تَظهر في سفر دانيال عبارة «المحرقة الدائمة» خمس مرات.‏ وهي تشير الى ذبيحة التسبيح —‏ ‹ثمر الشفاه› —‏ المقدَّمة بانتظام ليهوه الله من قِبل خدامه.‏ (‏عبرانيين ١٣:‏١٥‏)‏ ويشار الى ازالتها المنبإ بها في دانيال ٨:‏١١،‏ ١١:‏٣١‏،‏ و ١٢:‏١١ ‏.‏

خلال الحربَين العالميتَين،‏ اضطُهد شعب يهوه اضطهادا قاسيا في اراضي «ملك الشمال» و «ملك الجنوب».‏ (‏دانيال ١١:‏​١٤،‏ ١٥‏)‏ وحدثت ازالة «المحرقة الدائمة» نحو نهاية الحرب العالمية الاولى،‏ عندما كان العمل الكرازي شبه متوقف في اواسط سنة ١٩١٨.‏ (‏دانيال ١٢:‏٧‏)‏ وخلال الحرب العالمية الثانية،‏ «أُبطلت» ايضا «المحرقة الدائمة» طوال ٣٠٠‏,٢ يوم على يد الدولة العالمية الانكلواميركية.‏ (‏دانيال ٨:‏​١١-‏١٤‏؛‏ انظروا الفصل ١٠ من هذا الكتاب.‏)‏ ونزعتها ايضا ‹الاذرع› النازية طوال فترة غير محدَّدة في الاسفار المقدسة.‏ —‏ دانيال ١١:‏٣١‏؛‏ انظروا الفصل ١٥ من هذا الكتاب.‏

‏[الجدول/‏الصور في الصفحة ٣٠١]‏

الفترات النبوية في سفر دانيال

سبعة ازمنة (‏٥٢٠‏,٢ سنة)‏:‏ من ١٠/‏٦٠٧ ق‌م الى

دانيال ٤:‏​١٦،‏ ٢٥ ١٠/‏١٩١٤ ب‌م

(‏الملكوت المسيَّاني يتأسس.‏

انظروا الفصل ٦ من هذا الكتاب.‏)‏

ثلاثة ازمنة ونصف من ١٢/‏١٩١٤ الى ٦/‏١٩١٨

‏(‏٢٦٠‏,١ يوما)‏:‏ (‏المسيحيون الممسوحون يُضايَقون.‏

دانيال ٧:‏٢٥؛‏ ١٢:‏٧ انظروا الفصل ٩ من هذا الكتاب.‏)‏

٣٠٠‏,٢ صباح ومساء:‏ من ١ او ١٥/‏٦/‏١٩٣٨ الى ٨ او ٢٢/‏١٠/‏١٩٤٤

دانيال ٨:‏١٤ (‏‹الجمع الكثير› يبرز،‏ يتزايد.‏

انظروا الفصل ١٠ من هذا الكتاب.‏)‏

٧٠ اسبوعا (‏٤٩٠ سنة)‏:‏ من ٤٥٥ ق‌م الى ٣٦ ب‌م

دانيال ٩:‏​٢٤-‏٢٧ (‏مجيء المسيَّا وخدمته الارضية.‏

انظروا الفصل ١١ من هذا الكتاب.‏)‏

٢٩٠‏,١ يوما من ١/‏١٩١٩ الى ٩/‏١٩٢٢

دانيال ١٢:‏١١ (‏المسيحيون الممسوحون يستيقظون

ويتقدمون روحيا.‏)‏

٣٣٥‏,١ يوما:‏ من ٩/‏١٩٢٢ الى ٥/‏١٩٢٦

دانيال ١٢:‏١٢ (‏المسيحيون الممسوحون يبلغون

حالة سعيدة.‏)‏

‏[الصور في الصفحة ٢٨٧]‏

أُرسل خدام يهوه ظلما الى السجن الاصلاحي الفدرالي في أتلانتا،‏ جورجيا،‏ الولايات المتحدة الاميركية.‏ وهم،‏ من اليسار الى اليمين:‏ (‏الجالسون)‏ أ.‏ ه‍.‏ ماكميلان،‏ ج.‏ ف.‏ رذرفورد،‏ و.‏ ا.‏ ڤان آمبورڠ؛‏ (‏الواقفون)‏ ج.‏ ه‍.‏ فيشر،‏ ر.‏ ج.‏ مارتن،‏ ج.‏ دَتشيكا،‏ ف.‏ ه‍.‏ رَبِسُن،‏ و ك.‏ ج.‏ وودْورث

‏[الصور في الصفحة ٢٩٩]‏

محافل بارزة عُقدت في سيدر پوينت،‏ اوهايو،‏ الولايات المتحدة الاميركية،‏ سنة ١٩١٩ (‏الى الاعلى)‏ وسنة ١٩٢٢ (‏الى الاسفل)‏

‏[صورة تغطي كامل الصفحة ٣٠٢]‏