الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

الفصل ٢

ملكوت اللّٰه يولد في السماء

ملكوت اللّٰه يولد في السماء

مِحْوَرُ ٱلْفَصْلِ

يَهْوَهُ يُعِدُّ شَعْبَهُ لِوِلَادَةِ ٱلْمَلَكُوتِ

١،‏ ٢ مَا أَعْظَمُ حَدَثٍ تَارِيخِيٍّ شَهِدَهُ ٱلْعَالَمُ،‏ وَلِمَ وَقَعَ بَعِيدًا عَنْ أَعْيُنِ ٱلْبَشَرِ؟‏

 عَلَى مَرِّ ٱلْقُرُونِ،‏ شَهِدَ ٱلْمَسْرَحُ ٱلْعَالَمِيُّ أَحْدَاثًا حَاسِمَةً بَدَّلَتْ وَجْهَ ٱلتَّارِيخِ.‏ فَهَلْ تَسَاءَلْتَ يَوْمًا،‏ مَثَلُكَ مَثَلُ كَثِيرِينَ،‏ مَاذَا كُنْتَ سَتَشْعُرُ لَوْ عَايَشْتَ نُقْطَةَ تَحَوُّلٍ هَزَّتِ ٱلْعَالَمَ بِأَسْرِهِ؟‏ لَعَلَّكَ تَتَفَاجَأُ حِينَ تَعْرِفُ أَنَّ ٱلْجَالِسِينَ عَلَى مَقَاعِدِ ٱلْمُتَفَرِّجِينَ نَادِرًا مَا يَرَوْنَ بِأُمِّ عَيْنِهِمِ ٱلْأَحْدَاثَ ٱلَّتِي تُطِيحُ بِأَنْظِمَةٍ قَدِيمَةٍ وَتَخُطُّ سُطُورًا جَدِيدَةً فِي صَفَحَاتِ ٱلزَّمَنِ.‏ فَٱلتَّارِيخُ يُصْنَعُ فِي ٱلْغَالِبِ وَرَاءَ ٱلْكَوَالِيسِ،‏ فِي مَجَالِسِ ٱلْمُلُوكِ وَٱلْقَاعَاتِ ٱلْخَاصَّةِ وَٱلْمَقَارِّ ٱلْحُكُومِيَّةِ.‏ مَعَ ذٰلِكَ،‏ تَتْرُكُ تَغْيِيرَاتٌ كَهٰذِهِ أَثَرَهَا فِي حَيَاةِ ٱلْمَلَايِينِ.‏

٢ فَمَا ٱلْقَوْلُ فِي أَعْظَمِ حَدَثٍ تَارِيخِيٍّ عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ؟‏ وَبِسُؤَالِنَا هٰذَا نَقْصِدُ بِٱلطَّبْعِ وِلَادَةَ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ،‏ ٱلْحُكُومَةِ ٱلْمَسِيَّانِيَّةِ ٱلْمَوْعُودِ بِهَا مُنْذُ زَمَنٍ طَوِيلٍ ٱلَّتِي سَتَضَعُ حَدًّا لِكَامِلِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلشِّرِّيرِ.‏ صَحِيحٌ أَنَّ هٰذَا ٱلْحَدَثَ ٱلسَّمَاوِيَّ ٱلْهَامَّ تَرَكَ بَصَمَاتِهِ عَلَى أَعْدَادٍ لَا تُحْصَى،‏ إِلَّا أَنَّهُ وَقَعَ بَعِيدًا عَنْ أَعْيُنِ ٱلْبَشَرِ.‏ ‏(‏اقرأ دانيال ٢:‏​٣٤،‏ ٣٥،‏ ٤٤،‏ ٤٥‏.‏)‏ فَهَلْ يَعْنِي ذٰلِكَ أَنَّ يَهْوَهَ حَجَبَهُ عَنْهُمْ؟‏ أَمْ إِنَّهُ أَعَدَّ شَعْبَهُ ٱلْوَلِيَّ مُسْبَقًا لِتَأْسِيسِ ٱلْمَلَكُوتِ؟‏ لِنَرَ سَوِيًّا.‏

‏«رَسُولِي .‏ .‏ .‏ يُعِدُّ ٱلطَّرِيقَ أَمَامِي»‏

٣-‏٥ (‏أ)‏ مَنْ هُوَ «رَسُولُ ٱلْعَهْدِ» ٱلْمَذْكُورُ فِي مَلَاخِي ٣:‏١‏؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا كَانَ سَيَحْدُثُ قَبْلَ إِتْيَانِ «رَسُولِ ٱلْعَهْدِ» إِلَى ٱلْهَيْكَلِ؟‏

٣ لَطَالَمَا قَصَدَ يَهْوَهُ أَنْ يُهَيِّئَ شَعْبَهُ لِوِلَادَةِ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ.‏ تَأَمَّلْ مَثَلًا فِي كَلِمَاتِ مَلَاخِي ٣:‏١ ٱلنَّبَوِيَّةِ:‏ «هَا أَنَا مُرْسِلٌ رَسُولِي،‏ فَيُعِدُّ ٱلطَّرِيقَ أَمَامِي.‏ وَيَأْتِي بَغْتَةً إِلَى هَيْكَلِهِ ٱلرَّبُّ ٱلَّذِي تَطْلُبُونَهُ،‏ وَرَسُولُ ٱلْعَهْدِ ٱلَّذِي تُسَرُّونَ بِهِ».‏

٤ فَمَتَى تَمَّتْ هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتُ عَصْرِيًّا وَأَتَى «ٱلرَّبُّ»،‏ أَيْ يَهْوَهُ ٱللّٰهُ،‏ لِتَفَقُّدِ خُدَّامِهِ فِي ٱلدَّارِ ٱلْأَرْضِيَّةِ لِهَيْكَلِهِ ٱلرُّوحِيِّ؟‏ تُبَيِّنُ ٱلنُّبُوَّةُ أَنَّ يَهْوَهَ يَأْتِي مَعَ «رَسُولِ ٱلْعَهْدِ».‏ وَرَسُولُ ٱلْعَهْدِ هٰذَا لَيْسَ سِوَى ٱلْمَلِكِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ.‏ (‏لو ١:‏​٦٨-‏٧٣‏)‏ فَبِصِفَتِهِ مَلِكًا مُنَصَّبًا حَدِيثًا،‏ سَيَتَفَقَّدُ شَعْبَ ٱللّٰهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ وَيُمَحِّصُهُ.‏ —‏ ١ بط ٤:‏١٧‏.‏

٥ وَلٰكِنْ مَنْ هُوَ ‹ٱلرَّسُولُ› ٱلْمَذْكُورُ فِي ٱلْجُزْءِ ٱلْأَوَّلِ مِنْ مَلَاخِي ٣:‏١‏؟‏ كَانَتْ هٰذِهِ ٱلشَّخْصِيَّةُ ٱلنَّبَوِيَّةُ سَتَظْهَرُ قَبْلَ حُضُورِ ٱلْمَلِكِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ بِوَقْتٍ طَوِيلٍ.‏ فَهَلْ ‹أَعَدَّ› أَحَدٌ ٱلطَّرِيقَ أَمَامَ ٱلْمَسِيحِ فِي ٱلْعُقُودِ ٱلَّتِي سَبَقَتِ عَامَ ١٩١٤؟‏

٦ مَنْ لَعِبَ دَوْرَ ‹ٱلرَّسُولِ› ٱلْمُنْبَإِ بِهِ ٱلَّذِي يَأْتِي أَوَّلًا لِيُهَيِّئَ أَشْخَاصًا أُمَنَاءَ لِلْأَحْدَاثِ ٱلْآتِيَةِ؟‏

٦ تَطْرَحُ ٱلْمَطْبُوعَةُ بَيْنَ يَدَيْكَ هٰذَا ٱلسُّؤَالَ وَغَيْرَهُ مِنَ ٱلْأَسْئِلَةِ ٱلْمُشَابِهَةِ.‏ أَمَّا ٱلْأَجْوِبَةُ فَنَجِدُهَا فِي تَارِيخِ شَعْبِ يَهْوَهَ ٱلْعَصْرِيِّ.‏ فَفِي أَوَاخِرِ ٱلْقَرْنِ ٱلتَّاسِعَ عَشَرَ،‏ ظَهَرَ فَرِيقٌ صَغِيرٌ مِنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأُمَنَاءِ.‏ وَيُبَيِّنُ تَارِيخُ شَعْبِ ٱللّٰهِ بِكُلِّ وُضُوحٍ أَنَّهُمْ شَكَّلُوا ٱلْهَيْئَةَ ٱلْوَحِيدَةَ ٱلْمُؤَلَّفَةَ مِنْ مَسِيحِيِّينَ حَقِيقِيِّينَ نَمَوْا وَسْطَ حَقْلٍ شَاسِعٍ مِنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلزَّائِفِينَ.‏ وَبَاتَ هٰذَا ٱلْفَرِيقُ يُعْرَفُ بِٱلِٱسْمِ «تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ».‏ وَقَدْ لَعِبَ ٱلْقِيَادِيُّونَ بَيْنَهُمْ،‏ أَمْثَالُ تْشَارْلْز ت.‏ رَصِل وَرِفَاقِهِ ٱلْمُقَرَّبِينَ،‏ دَوْرَ ‹ٱلرَّسُولِ› ٱلْمُنْبَإِ بِهِ.‏ فَقَدَّمُوا ٱلْإِرْشَادَ ٱلرُّوحِيَّ لِشَعْبِ ٱللّٰهِ وَأَعَدُّوهُمْ لِلْأَحْدَاثِ ٱلْآتِيَةِ.‏ لِنَتَأَمَّلِ ٱلْآنَ فِي أَرْبَعَةِ مَجَالَاتٍ تَمَّمُوا فِيهَا دَوْرَ ‹ٱلرَّسُولِ›.‏

اَلْعِبَادَةُ بِٱلْحَقِّ

٧،‏ ٨ (‏أ)‏ مَنْ بَدَأَ يَفْضَحُ عَقِيدَةَ خُلُودِ ٱلنَّفْسِ خِلَالَ ٱلْقَرْنِ ٱلتَّاسِعَ عَشَرَ؟‏ (‏ب)‏ أَيُّ تَعَالِيمَ أُخْرَى فَضَحَهَا تْشَارْلْز ت.‏ رَصِل وَرِفَاقُهَ ٱلْمُقَرَّبُونَ؟‏

٧ اِنْكَبَّ تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ عَلَى ٱلدَّرْسِ وَٱلصَّلَاةِ؛‏ فَأَجْمَعُوا عَلَى حَقَائِقَ عَقَائِدِيَّةٍ وَاضِحَةٍ،‏ وَضَعُوهَا مَعًا،‏ ثُمَّ نَشَرُوهَا.‏ طَوَالَ قُرُونٍ،‏ ٱكْتَنَفَتِ ٱلظُّلْمَةُ ٱلرُّوحِيَّةُ ٱلْعَالَمَ ٱلْمَسِيحِيَّ،‏ وَٱرْتَكَزَ ٱلْكَثِيرُ مِنْ تَعَالِيمِهِ عَلَى أُسُسٍ وَثَنِيَّةٍ.‏ نَذْكُرُ مِنْهَا مَثَلًا عَقِيدَةَ خُلُودِ ٱلنَّفْسِ ٱلشَّهِيرَةَ.‏ وَلٰكِنْ خِلَالَ ٱلْقَرْنِ ٱلتَّاسِعَ عَشَرَ،‏ دَقَّقَ بَعْضُ دَارِسِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ بِمَوْضُوعِيَّةٍ فِي هٰذَا ٱلتَّعْلِيمِ وَرَأَوْا أَنَّهُ لَا يَمُتُّ إِلَى ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ بِصِلَةٍ.‏ نَتِيجَةً لِذٰلِكَ،‏ رَاحَ جُورْج سْتَتْسُون وَجُورْج سْتُورْز وَهَنْرِي غْرُو يَكْتُبُونَ وَيُحَاضِرُونَ بِشَجَاعَةٍ لِفَضْحِ هٰذِهِ ٱلْكِذْبَةِ ٱلشَّيْطَانِيَّةِ.‏ a وَعَمَلُهُمْ هٰذَا تَرَكَ أَثَرًا بَالِغًا فِي تْشَارْلْز ت.‏ رَصِل وَرِفَاقِهِ ٱلْمُقَرَّبِينَ.‏

٨ فَقَدْ أَدْرَكَ ٱلْفَرِيقُ ٱلصَّغِيرُ مِنْ تَلَامِيذِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَنْ ثَمَّةَ عَقَائِدُ أُخْرَى مُرْتَبِطَةٌ بِخُلُودِ ٱلنَّفْسِ هِيَ أَيْضًا مُضِلَّةٌ وَبَاطِلَةٌ.‏ وَمِنْهَا،‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ لَا ٱلْحَصْرِ،‏ ٱلتَّعْلِيمُ بِأَنَّ جَمِيعَ ٱلصَّالِحِينَ يَذْهَبُونَ إِلَى ٱلسَّمَاءِ وَأَنَّ ٱللّٰهَ يُعَذِّبُ نُفُوسَ ٱلْأَشْرَارِ ٱلْخَالِدَةَ إِلَى ٱلْأَبَدِ فِي جَهَنَّمَ.‏ فَمَا كَانَ مِنْ رَصِل وَرِفَاقِهِ ٱلْمُقَرَّبِينَ إِلَّا أَنْ فَضَحُوا هٰذِهِ ٱلْأَكَاذِيبَ بِكُلِّ شَجَاعَةٍ فِي ٱلْعَدِيدِ مِنَ ٱلْمَقَالَاتِ وَٱلْكُتُبِ وَٱلْكُرَّاسَاتِ وَٱلنَّشَرَاتِ وَٱلْعِظَاتِ ٱلْمَطْبُوعَةِ.‏

٩ كَيْفَ فَضَحَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ عَقِيدَةَ ٱلثَّالُوثِ؟‏

٩ فَضْلًا عَنْ ذٰلِكَ،‏ فَضَحَ تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ عَقِيدَةَ ٱلثَّالُوثِ ٱلَّتِي يُجِلُّهَا كَثِيرُونَ.‏ فَفِي عَامِ ١٨٨٧،‏ ذَكَرَتْ مَجَلَّةُ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ:‏ «تُبَيِّنُ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ بِمَا لَا يَقْبَلُ ٱلشَّكَّ أَنَّ كُلًّا مِنْ يَهْوَهَ وَٱلرَّبِ يَسُوعَ يَمْتَلِكُ هُوِيَّةً مُتَمَيِّزَةً،‏ وَتَكْشِفُ لَنَا ٱلْعَلَاقَةَ ٱلْمُحَدَّدَةَ ٱلَّتِي تَرْبُطُ بَيْنَهُمَا».‏ ثُمَّ لَفَتَتِ ٱلنَّظَرَ كَمْ غَرِيبٌ أَنْ «يُلَاقِيَ مَفْهُومُ إِلٰهٍ ثَالُوثِيٍّ،‏ أَيْ ثَلَاثَةِ آلِهَةٍ فِي إِلٰهٍ وَاحِدٍ وَوَاحِدٍ فِي ثَلَاثَةٍ،‏ أَهَمِّيَّةً وَقُبُولًا وَاسِعَيْنِ.‏ لٰكِنَّ هٰذَا ٱلْوَاقِعَ ٱلْمُؤْسِفَ يُظْهِرُ أَنَّ ٱلْكَنِيسَةَ ٱسْتَغْرَقَتْ فِي نَوْمٍ عَمِيقٍ فِيمَا كَبَّلَهَا ٱلْعَدُوُّ بِأَغْلَالِ ٱلْبُطْلِ».‏

١٠ كَيْفَ أَشَارَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ أَنَّ سَنَةَ ١٩١٤ سَنَةٌ مَفْصِلِيَّةٌ؟‏

١٠ وَحَسْبَمَا يُشِيرُ عُنْوَانُ ٱلْمَجَلَّةِ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ وَبَشِيرُ حُضُورِ ٱلْمَسِيحِ،‏ ٱهْتَمَّتْ هٰذِهِ ٱلْمَطْبُوعَةُ ٱهْتِمَامًا بَالِغًا بِٱلنُّبُوَّاتِ ٱلْمُتَعَلِّقَةِ بِحُضُورِ ٱلْمَسِيحِ.‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ أَدْرَكَ ٱلْمَمْسُوحُونَ ٱلْأُمَنَاءُ ٱلَّذِينَ سَاهَمُوا فِي كِتَابَتِهَا أَنْ ثَمَّةَ عَلَاقَةٌ بَيْنَ نُبُوَّةِ دَانِيَالَ عَنِ ‹ٱلْأَزْمِنَةِ ٱلسَّبْعَةِ› وَٱلْوَقْتِ حِينَ يُتَمِّمُ ٱللّٰهُ مَقَاصِدَهُ ٱلْمُرْتَبِطَةَ بِٱلْمَلَكُوتِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ.‏ حَتَّى إِنَّهُمْ أَشَارُوا مُنْذُ سَبْعِينَاتِ ٱلْقَرْنِ ٱلتَّاسِعَ عَشَرَ عَبْرَ صَفَحَاتِ ٱلْمَجَلَّةِ إِلَى أَنَّ ٱلْأَزْمِنَةَ ٱلسَّبْعَةَ تَنْتَهِي عَامَ ١٩١٤.‏ (‏دا ٤:‏٢٥؛‏ لو ٢١:‏٢٤‏)‏ صَحِيحٌ أَنَّ إِخْوَتَنَا آنَذَاكَ لَمْ يَفْهَمُوا كَامِلًا مَغْزَى هٰذِهِ ٱلسَّنَةِ ٱلْمَفْصِلِيَّةِ،‏ إِلَّا أَنَّهُمْ نَادَوْا بِمَا يَعْرِفُونَهُ عَلَى ٱلْمَلَإِ.‏ فَكَانَ لِكَلِمَاتِهِمْ صَدًى وَاسِعٌ.‏

١١،‏ ١٢ (‏أ)‏ إِلَى مَنْ نَسَبَ ٱلْأَخُ رَصِلُ ٱلْفَضْلَ فِي مَا عَلَّمَهُ؟‏ (‏ب)‏ مَا أَهَمِّيَّةُ ٱلْعَمَلِ ٱلَّذِي تَمَّمَهُ رَصِل وَرِفَاقُهُ ٱلْمُقَرَّبُونَ فِي ٱلْعُقُودِ ٱلَّتِي سَبَقَتْ عَامَ ١٩١٤؟‏

١١ فِي ٱلْوَقْتِ عَيْنِهِ،‏ لَمْ يَدَّعِ ٱلْأَخُ رَصِل وَرِفَاقُهُ ٱلْأُمَنَاءُ أَنَّهُمْ أَصْحَابُ ٱلْفَضْلِ فِي نَبْشِ هٰذِهِ ٱلْحَقَائِقِ ٱلرُّوحِيَّةِ وَفَهْمِهَا.‏ فَقَدِ ٱعْتَرَفَ رَصِل بِجُهُودِ مَنْ سَبَقُوهُ،‏ وَنَسَبَ ٱلْفَضْلَ أَوَّلًا وَأَخِيرًا إِلَى يَهْوَهَ ٱللّٰهِ ٱلَّذِي يَسُدُّ حَاجَةَ شَعْبِهِ إِلَى ٱلتَّعْلِيمِ فِي ٱلْوَقْتِ ٱلْمُنَاسِبِ.‏ وَلَا شَكَّ أَنَّ يَهْوَهَ بَارَكَ جُهُودَهُمْ لِتَنْقِيَةِ ٱلْحَقِّ مِنَ ٱلْبَاطِلِ.‏ فَعَلَى مَرِّ ٱلسِّنِينَ،‏ نَأَوْا بِأَنْفُسِهِمْ أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ عَنِ ٱلْعَالَمِ ٱلْمَسِيحِيِّ.‏

اَلْأَخُ رَصِل وَرِفَاقُهُ ٱلْمُقَرَّبُونَ نَاصَرُوا حَقَائِقَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ

١٢ كَخُلَاصَةٍ إِذًا،‏ نَاصَرَ هٰؤُلَاءِ ٱلرِّجَالُ ٱلْأُمَنَاءُ ٱلْحَقَائِقَ ٱلْعَقَائِدِيَّةَ فِي ٱلْعُقُودِ ٱلَّتِي سَبَقَتْ عَامَ ١٩١٤.‏ وَٱلْمَجْهُودُ ٱلْجَبَّارُ ٱلَّذِي بَذَلُوهُ مُذْهِلٌ بِكُلِّ ٱلْمَقَايِيسِ!‏ تَعْلِيقًا عَلَى تِلْكَ ٱلْحِقْبَةِ،‏ ذَكَرَ عَدَدُ ١ تِشْرِينَ ٱلثَّانِي (‏نُوفَمْبِر)‏ ١٩١٧ مِنْ مَجَلَّةِ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ وَبَشِيرُ حُضُورِ ٱلْمَسِيحِ:‏ «تَحَرَّرَ ٱلْمَلَايِينُ ٱلْيَوْمَ مِنْ قُيُودِ ٱلْخَوْفِ ٱلَّتِي فَرَضَتْهَا عَلَيْهِمْ تَعَالِيمُ جَهَنَّمَ وَغَيْرُهَا مِنَ ٱلْعَقَائِدِ ٱلْبَاطِلَةِ .‏ .‏ .‏ وَمَوْجَةُ ٱلْحَقِّ ٱلَّتِي تَشَكَّلَتْ مُنْذُ أَكْثَرَ مِنْ أَرْبَعِينَ سَنَةً لَا تَزَالُ تَعْلُو وَتَعْلُو وَلَنْ تَتَرَاجَعَ حَتَّى تَغْمُرَ ٱلْأَرْضَ بِرُمَّتِهَا.‏ أَمَّا ٱلْمُقَاوِمُونَ فَأَسْهَلُ لَهُمْ أَنْ يَرُدُّوا أَمْوَاجَ ٱلْمُحِيطِ ٱلْعَاتِيَةَ بِيَدَيْنِ هَزِيلَتَيْنِ مِنْ أَنْ يَرْدَعُوا ٱنْتِشَارَ ٱلْحَقِّ فِي كُلِّ ٱلْأَرْضِ!‏».‏

١٣،‏ ١٤ (‏أ)‏ كَيْفَ أَعَدَّ ‹ٱلرَّسُولُ› ٱلطَّرِيقَ أَمَامَ ٱلْمَلِكِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ إِخْوَتِنَا ٱلَّذِينَ عَاشُوا قَبْلَ أَكْثَرَ مِنْ مِئَةِ سَنَةٍ؟‏

١٣ وَٱلْآنَ تَأَمَّلْ فِي مَا يَلِي:‏ هَلْ يُعْتَبَرُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْحَقِيقِيُّونَ مُسْتَعِدِّينَ لِبِدَايَةِ حُضُورِ ٱلْمَسِيحِ إِنْ عَجِزُوا عَنِ ٱلتَّمْيِيزِ بَيْنَ يَسُوعَ وَأَبِيهِ يَهْوَهَ؟‏!‏ هَلْ يُعْقَلُ أَنْ يَكُونُوا مُهَيَّئِينَ إِنْ حَسِبُوا أَنَّ ٱلْخُلُودَ مِنْ نَصِيبِ ٱلْجَمِيعِ لَا هِبَةٌ ثَمِينَةٌ يُنْعِمُ بِهَا ٱللّٰهُ عَلَى عَدَدٍ قَلِيلٍ نِسْبِيًّا مِنَ ٱلْمَسِيحِيِّينَ؟‏!‏ أَوْ هَلْ يَجُوزُ أَنْ يَظُنُّوا أَنَّ ٱللّٰهَ يُعَذِّبُ ٱلنَّاسَ فِي جَهَنَّمَ طَوَالَ ٱلْأَبَدِيَّةِ دُونَ أَيِّ أَمَلٍ بِٱلرَّاحَةِ؟‏!‏ لَا شَكَّ إِذًا أَنَّ ‹ٱلرَّسُولَ› أَعَدَّ بِٱلْفِعْلِ ٱلطَّرِيقَ أَمَامَ ٱلْمَلِكِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ.‏

١٤ وَمَا ٱلْقَوْلُ فِينَا ٱلْيَوْمَ؟‏ مَاذَا نَتَعَلَّمُ مِنْ إِخْوَتِنَا ٱلَّذِينَ عَاشُوا قَبْلَ أَكْثَرَ مِنْ ١٠٠ عَامٍ؟‏ عَلَى غِرَارِهِمْ،‏ عَلَيْنَا نَحْنُ أَيْضًا أَنْ نَكُونَ قُرَّاءً نَهِمِينَ لِكَلِمَةِ ٱللّٰهِ وَنَنْكَبَّ عَلَى دَرْسِهَا.‏ (‏يو ١٧:‏٣‏)‏ فَلْنَفْتَحْ شَهِيَّتَنَا إِذًا لِلطَّعَامِ ٱلرُّوحِيِّ فِيمَا يَشْتَدُّ جُوعُ هٰذَا ٱلْعَالَمِ ٱلْمَهْوُوسِ بِٱلْمَالِ وَٱلْمُمْتَلَكَاتِ.‏ —‏ اقرأ ١ تيموثاوس ٤:‏١٥‏.‏

‏«اُخْرُجُوا مِنْهَا،‏ يَا شَعْبِي»‏

١٥ مَاذَا أَدْرَكَ تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ تَدْرِيجِيًّا؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْحَاشِيَةَ أَيْضًا.‏)‏

١٥ نَادَى تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ بِضَرُورَةِ ٱلتَّحَرُّرِ مِنْ كَنَائِسِ ٱلْعَالَمِ.‏ عَامَ ١٨٧٩،‏ أَتَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ عَلَى ذِكْرِ «ٱلْكَنِيسَةِ ٱلْبَابِلِيَّةِ».‏ فَهَلْ عَنَتْ بِذٰلِكَ ٱلْكُرْسِيَّ ٱلْبَابَوِيَّ أَوِ ٱلْكَنِيسَةَ ٱلْكَاثُولِيكِيَّةَ ٱلرُّومَانِيَّةَ؟‏ طَوَالَ قُرُونٍ،‏ زَعَمَتِ ٱلطَّوَائِفُ ٱلْبُرُوتِسْتَانْتِيَّةُ أَنَّ بَابِلَ ٱلْمُنْبَأَ عَنْهَا فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ تُمَثِّلُ ٱلْكَنِيسَةَ ٱلْكَاثُولِيكِيَّةَ.‏ إِلَّا أَنَّ تَلَامِيذَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَدْرَكُوا تَدْرِيجِيًّا أَنَّ جَمِيعَ كَنَائِسِ ٱلْعَالَمِ ٱلْمَسِيحِيِّ تَنْدَرِجُ ضِمْنَ «بَابِلَ» ٱلْعَصْرِيَّةِ.‏ لِمَاذَا؟‏ لِأَنَّ جَمِيعَهَا عَلَّمَ أَبَاطِيلَ عَقَائِدِيَّةً كَٱلَّتِي نَاقَشْنَاهَا آنِفًا.‏ b وَمَعَ ٱلْوَقْتِ،‏ تَحَدَّثَتْ مَطْبُوعَاتُنَا بِصَرَاحَةٍ أَكْبَرَ عَمَّا يَنْبَغِي لِذَوِي ٱلْقُلُوبِ ٱلطَّيِّبَةِ فِي ٱلْكَنَائِسِ ٱلْبَابِلِيَّةِ فِعْلُهُ.‏

١٦،‏ ١٧ (‏أ)‏ كَيْفَ شَجَّعَ ٱلْمُجَلَّدُ ٱلثَّالِثُ مِنْ مُجَلَّدَاتِ اَلْفَجْرُ ٱلْأَلْفِيُّ وَمَجَلَّةُ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ ٱلنَّاسَ أَنْ يَنْفَصِلُوا عَنِ ٱلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ؟‏ (‏ب)‏ أَيُّ عَامِلٍ خَفَّفَ وَطْأَةَ تَحْذِيرَاتِ ٱلْإِخْوَةِ ٱلْبَاكِرَةِ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْحَاشِيَةَ.‏)‏

١٦ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ نَاقَشَ ٱلْمُجَلَّدُ ٱلثَّالِثُ مِنْ مُجَلَّدَاتِ اَلْفَجْرُ ٱلْأَلْفِيُّ عَامَ ١٨٩١ رَفْضَ ٱللّٰهِ لِبَابِلَ ٱلْعَصْرِيَّةِ وَذَكَرَ:‏ «إِنَّ ٱلنِّظَامَ ٱلْكَنَسِيَّ بِرُمَّتِهِ وَبِكُلِّ تَشَعُّبَاتِهِ مَرْفُوضٌ تَمَامًا».‏ وَأَضَافَ أَنَّ كُلَّ مَنْ «لَا يُوَافِقُونَ [بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةَ] فِي عَقَائِدِهَا وَمُمَارَسَتِهَا ٱلْبَاطِلَةِ مَدْعُوُّونَ ٱلْآنَ إِلَى ٱلِٱنْفِصَالِ عَنْهَا».‏

١٧ وَفِي كَانُونَ ٱلثَّانِي (‏يَنَايِر)‏ مِنْ عَامِ ١٩٠٠،‏ قَدَّمَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ مَشُورَةً لِلَّذِينَ أَبْقَوْا أَسْمَاءَهُمْ مُدْرَجَةً فِي سِجِلَّاتِ كَنَائِسِ ٱلْعَالَمِ ٱلْمَسِيحِيِّ،‏ مُبَرِّرِينَ مَوْقِفَهُمْ بِٱلْقَوْلِ:‏ «إِنِّي أُؤَيِّدُ ٱلْحَقَّ قَلْبًا وَقَالَبًا وَنَادِرًا مَا أَحْضُرُ تَجَمُّعَاتٍ دِينِيَّةً أُخْرَى».‏ فَطَرَحَتِ ٱلْمَقَالَةُ ٱلسُّؤَالَ ٱلتَّالِيَ:‏ «هَلْ هٰذَا تَصَرُّفٌ مَقْبُولٌ؟‏ هَلْ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ لِلْمَسِيحِيِّ رِجْلٌ فِي بَابِلَ وَرِجْلٌ خَارِجَهَا؟‏ هَلْ هٰذِهِ هِيَ ٱلطَّاعَةُ ٱلْمَطْلُوبَةُ .‏ .‏ .‏ وَٱلْمَقْبُولَةُ وَٱلْمَرْضِيَّةُ لَدَى ٱللّٰهِ؟‏ قَطْعًا لَا!‏ فَقَدْ قَطَعَ [عُضْوُ ٱلْكَنِيسَةِ] عَلَانِيَةً عَهْدًا عِنْدَمَا ٱنْضَمَّ إِلَى طَائِفَتِهِ،‏ وَهُوَ مُلْزَمٌ أَنْ يُتِمَّ كَامِلَ بُنُودِهِ بِأَمَانَةٍ إِلَى أَنْ .‏ .‏ .‏ يُنْكِرَ عُضْوِيَّتَهُ عَلَانِيَةً أَوْ يُلْغِيَهَا».‏ وَعَلَى مَرِّ ٱلسِّنِينَ،‏ ٱزْدَادَتْ هٰذِهِ ٱلرِّسَالَةُ وُضُوحًا وَصَرَامَةً.‏ c وَبَاتَ جَلِيًّا أَنَّ عَلَى خُدَّامِ يَهْوَهَ قَطْعَ أَيِّ صِلَةٍ بِٱلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ.‏

١٨ لِمَ كَانَ ضَرُورِيًّا أَنْ يَخْرُجَ ٱلنَّاسُ مِنْ بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ؟‏

١٨ وَهُنَا نَسْأَلُ ثَانِيَةً:‏ هَلْ كَانَ ٱلْمَسِيحُ ٱلْمُنَصَّبُ مَلِكًا سَيَجِدُ عَلَى ٱلْأَرْضِ هَيْئَةً مِنْ خُدَّامٍ مَمْسُوحِينَ مُجَهَّزِينَ لَوْلَا هٰذِهِ ٱلدَّعَوَاتُ ٱلْمُتَكَرِّرَةُ إِلَى ٱلْخُرُوجِ مِنْ «بَابِلَ ٱلْعَظِيمَةِ»؟‏ اَلْجَوَابُ وَاضِحٌ،‏ فَوَحْدَهُمُ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْمُحَرَّرُونَ مِنْ قَبْضَةِ بَابِلَ قَادِرُونَ أَنْ يَعْبُدُوا يَهْوَهَ «بِٱلرُّوحِ وَٱلْحَقِّ».‏ (‏يو ٤:‏٢٤‏)‏ فَلْنُصَمِّمْ نَحْنُ أَيْضًا عَلَى ٱلْبَقَاءِ مُنْفَصِلِينَ عَنِ ٱلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ وَلْنَسْتَمِرَّ فِي إِطَاعَةِ ٱلْوَصِيَّةِ ٱلْقَائِلَةِ:‏ «اُخْرُجُوا مِنْهَا،‏ يَا شَعْبِي».‏ —‏ اقرإ الرؤيا ١٨:‏٤‏.‏

اَلِٱجْتِمَاعُ مَعًا لِعِبَادَةِ ٱللّٰهِ

١٩،‏ ٢٠ كَيْفَ شَجَّعَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَنْ يَجْتَمِعُوا مَعًا لِعِبَادَةِ ٱللّٰهِ؟‏

١٩ بَيَّنَ تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَهَمِّيَّةَ أَنْ يَجْتَمِعَ ٱلْمُؤْمِنُونَ مَعًا إِنْ أَمْكَنَ لِتَقْدِيمِ ٱلْعِبَادَةِ.‏ لَا يَكْفِي ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْحَقِيقِيِّينَ ٱلْخُرُوجُ مِنَ ٱلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ.‏ فَمِنَ ٱلْمُهِمِّ أَيْضًا أَنْ يُشَارِكُوا فِي ٱلْعِبَادَةِ ٱلْحَقَّةِ.‏ لِذٰلِكَ شَجَّعَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ مِنْ بِدَايَاتِهَا ٱلْقُرَّاءَ أَنْ يَجْتَمِعُوا مَعًا لِيَعْبُدُوا ٱللّٰهَ.‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ كَتَبَ ٱلْأَخُ رَصِل فِي تَمُّوزَ (‏يُولْيُو)‏ عَامَ ١٨٨٠ تَقْرِيرًا عَنْ جَوْلَةٍ أَلْقَى خِلَالَهَا خِطَابَاتٍ فِي عِدَّةِ مَنَاطِقَ.‏ وَفِي تَقْرِيرِهِ أَخْبَرَ كَمْ كَانَتِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتُ ٱلْكَثِيرَةُ مُشَجِّعَةً.‏ ثُمَّ حَثَّ ٱلْقُرَّاءَ أَنْ يُرْسِلُوا بِدَوْرِهِمْ تَقَارِيرَ عَنْ تَقَدُّمِهِمْ،‏ وَكَانَ فِي نِيَّتِهِ أَنْ يَنْشُرَ بَعْضًا مِنْهَا فِي صَفَحَاتِ ٱلْمَجَلَّةِ لِيَطَّلِعَ ٱلْجَمِيعُ عَلَيْهَا.‏ ذَكَرَ:‏ «أَخْبِرُونَا .‏ .‏ .‏ كَيْفَ يُبَارِكُكُمُ ٱلرَّبُّ،‏ وَهَلْ تُوَاصِلُونَ ٱلِٱجْتِمَاعَ مَعَ ٱلَّذِينَ يُشَاطِرُونَكُمْ إِيمَانَكُمُ ٱلنَّفِيسَ».‏

تْشَارْلْز رَصِل مَعَ مَجْمُوعَةٍ مِنْ أَوَائِلِ تَلَامِيذِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ فِي كُوبِنْهَاغِنْ بِٱلدَّانِمَارْك عَامَ ١٩٠٩

٢٠ وَعَامَ ١٨٨٢،‏ نُشِرَتْ فِي بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ مَقَالَةٌ بِعُنْوَانِ «اَلِٱجْتِمَاعُ مَعًا».‏ وَقَدْ حَضَّتِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ أَنْ يَعْقِدُوا ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ «لِيَبْنُوا وَيُشَجِّعُوا وَيُقَوُّوا وَاحِدُهُمُ ٱلْآخَرَ».‏ وَأَضَافَتْ:‏ «لَا ضَرُورَةَ أَنْ يُوجَدَ بَيْنَكُمْ شَخْصٌ مُتَعَلِّمٌ أَوْ مَوْهُوبٌ.‏ بَلْ يَكْفِي أَنْ يَجْلُبَ كُلٌّ مِنْكُمْ كِتَابَهُ ٱلْمُقَدَّسَ وَوَرَقَةً وَقَلَمَ رَصَاصٍ،‏ وَٱسْتَفِيدُوا قَدْرَ ٱلْإِمْكَانِ مِنَ ٱلْمُسَاعِدَاتِ ٱلْمُتَوَفِّرَةِ كَفَهَارِسِ كَلِمَاتِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ .‏ .‏ .‏ فِي ٱلْبِدَايَةِ،‏ ٱخْتَارُوا مَوْضُوعًا مُعَيَّنًا وَٱطْلُبُوا إِرْشَادَ ٱلرُّوحِ لِفَهْمِهِ.‏ ثُمَّ ٱقْرَأُوا،‏ حَلِّلُوا،‏ وَقَارِنُوا ٱلْآيَاتِ بِآ‌يَاتٍ أُخْرَى.‏ وَٱلرُّوحُ ٱلْقُدُسُ سَيُرْشِدُكُمْ حَتْمًا إِلَى ٱلْحَقِّ».‏

٢١ أَيُّ مِثَالٍ رَسَمَتْهُ ٱلْجَمَاعَةُ فِي أَللِّيغِينِي بِبِنْسِلْفَانْيَا فِي مَا يَخْتَصُّ بِٱلِٱجْتِمَاعَاتِ وَعَمَلِ ٱلرِّعَايَةِ؟‏

٢١ فِي تِلْكَ ٱلْفَتْرَةِ،‏ ٱتَّخَذَ تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ مِنْ أَللِّيغِينِي فِي وِلَايَةِ بِنْسِلْفَانْيَا ٱلْأَمِيرْكِيَّةِ مَقَرًّا لَهُمْ.‏ وَهُنَاكَ رَسَمُوا مِثَالًا حَسَنًا بِٱلِٱجْتِمَاعِ مَعًا إِطَاعَةً لِلْوَصِيَّةِ ٱلْمُوحَى بِهَا.‏ ‏(‏اقرإ العبرانيين ١٠:‏​٢٤،‏ ٢٥‏.‏)‏ اِسْتَرْجَعَ أَخٌ مُسِنٌّ ٱسْمُهُ تْشَارْلْز كَابِن ذِكْرَيَاتِهِ عَنْ هٰذِهِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ ٱلَّتِي حَضَرَهَا فِي صِغَرِهِ.‏ كَتَبَ:‏ «لَا أَزَالُ أَذْكُرُ آيَةً خُطَّتْ عَلَى حَائِطٍ فِي قَاعَةِ ٱلْمَحَافِلِ ٱلتَّابِعَةِ لِلْجَمْعِيَّةِ.‏ تَقُولُ:‏ ‹مُعَلِّمُكُمْ وَاحِدٌ ٱلْمَسِيحُ وَأَنْتُمْ جَمِيعًا إِخْوَةٌ›.‏ وَلَا تَزَالُ لِهٰذِهِ ٱلْآيَةِ مَكَانَةٌ مُمَيَّزَةٌ عِنْدِي.‏ فَلَا وُجُودَ لِصَفِّ رِجَالِ دِينٍ بَيْنَ شَعْبِ ٱللّٰهِ».‏ (‏مت ٢٣:‏٨‏)‏ وَٱنْطَبَعَتْ كَذٰلِكَ فِي ذَاكِرَةِ ٱلْأَخِ كَابِنَ ٱلِٱجْتِمَاعَاتُ ٱلدَّسِمَةُ وَٱلتَّشْجِيعُ ٱلْحَارُّ وَجُهُودُ ٱلْأَخِ رَصِلَ ٱلدَّؤُوبَةُ لِرِعَايَةِ كُلِّ عُضْوٍ فِي ٱلْجَمَاعَةِ إِفْرَادِيًّا.‏

٢٢ هَلْ تَجَاوَبَ ٱلْأَشْخَاصُ ٱلْأُمَنَاءُ مَعَ ٱلْإِرْشَادِ بِحُضُورِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ،‏ وَأَيُّ دَرْسٍ نَتَعَلَّمُهُ مِنْهُمْ؟‏

٢٢ وَقَدْ تَجَاوَبَ أَشْخَاصٌ أُمَنَاءُ مَعَ هٰذَا ٱلْمِثَالِ وَأَذْعَنُوا لِلْإِرْشَادِ ٱلْمُقَدَّمِ لَهُمْ.‏ فَتَشَكَّلَتْ جَمَاعَاتٌ فِي وِلَايَاتٍ أُخْرَى كَأُوهَايُو وَمِيشِيغَان،‏ ثُمَّ فِي جَمِيعِ أَنْحَاءِ أَمِيرْكَا ٱلشَّمَالِيَّةِ وَفِي بُلْدَانٍ أُخْرَى أَيْضًا.‏ وَهُنَا نَسْأَلُ ثَالِثَةً:‏ هَلْ يُعَدُّ ٱلْأُمَنَاءُ مُهَيَّئِينَ بِٱلْفِعْلِ لِحُضُورِ ٱلْمَسِيحِ إِنْ لَمْ يُدَرَّبُوا عَلَى ٱلِٱجْتِمَاعِ مَعًا لِعِبَادَةِ ٱللّٰهِ إِطَاعَةً لِلْوَصِيَّةِ ٱلْمُلْهَمَةِ؟‏!‏ تَشَبُّهًا بِهٰؤُلَاءِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ،‏ لِنُصَمِّمْ نَحْنُ ٱلْيَوْمَ عَلَى حُضُورِ ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ بِٱنْتِظَامٍ وَلْنَسْتَغِلَّ كُلَّ فُرْصَةٍ سَانِحَةٍ لِعِبَادَةِ ٱللّٰهِ مَعًا وَبِنَاءِ وَاحِدِنَا ٱلْآخَرَ.‏

اَلْكِرَازَةُ بِغَيْرَةٍ

٢٣ كَيْفَ أَوْضَحَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ أَنَّ عَلَى جَمِيعِ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلْمُنَادَاةَ بِٱلْبِشَارَةِ؟‏

٢٣ عَلَّمَ تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَنَّ عَلَى جَمِيعِ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلْمُنَادَاةَ بِٱلْبِشَارَةِ.‏ عَلَّقَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ عَامَ ١٨٨٥:‏ «لَا نَنْسَ أَبَدًا أَنَّ كُلَّ مَمْسُوحٍ مَمْسُوحٌ لِيُبَشِّرَ (‏اش ٦١:‏١‏)‏،‏ أَيْ مَدْعُوٌّ إِلَى ٱلْكِرَازَةِ».‏ كَمَا أَوْرَدَ عَدَدٌ صَادِرٌ عَامَ ١٨٨٨ ٱلْحَضَّ ٱلتَّالِيَ:‏ «تَفْوِيضُنَا وَاضِحٌ لَا لُبْسَ فِيهِ .‏ .‏ .‏ وَإِذَا تَجَاهَلْنَاهُ وَٱسْتَعْفَيْنَا،‏ نَكُونُ خُدَّامًا كَسَالَى بِكُلِّ مَعْنَى ٱلْكَلِمَةِ غَيْرَ جَدِيرِينَ بِٱلِٱمْتِيَازِ ٱلرَّفِيعِ ٱلَّذِي أُنْعِمَ بِهِ عَلَيْنَا».‏

٢٤،‏ ٢٥ (‏أ)‏ هَلِ ٱكْتَفَى رَصِل وَأَصْدِقَاؤُهُ ٱلْمُقَرَّبُونَ بِتَشْجِيعِ ٱلنَّاسِ عَلَى ٱلْكِرَازَةِ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ وَصَفَ أَحَدُ مُوَزِّعِي ٱلْمَطْبُوعَاتِ ٱلْجَائِلِينَ نَشَاطَهُ قَبْلَ «عَصْرِ ٱلسَّيَّارَاتِ»؟‏

٢٤ وَلَمْ يَكْتَفِ ٱلْأَخُ رَصِل وَرِفَاقُهُ ٱلْمُقَرَّبُونَ بِتَشْجِيعِ ٱلنَّاسِ عَلَى ٱلْكِرَازَةِ.‏ فَقَدْ أَصْدَرُوا نَشَرَاتٍ بِعُنْوَانِ نَشَرَاتُ تَلَامِيذِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ‏.‏ (‏دُعِيَتْ فِي وَقْتٍ لَاحِقٍ نَشَرَاتُ ٱللَّاهُوتِ ٱلْقَدِيمِ ٱلْفَصْلِيَّةُ.‏‏)‏ وَقَدْ حَصَلَ قُرَّاءُ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ عَلَيْهَا لِيُوَزِّعُوهَا مَجَّانًا عَلَى ٱلنَّاسِ.‏

يَحْسُنُ بِكُلٍّ مِنَّا أَنْ يَسْأَلَ نَفْسَهُ:‏ ‹هَلْ تَحْتَلُّ ٱلْكِرَازَةُ ٱلْمَقَامَ ٱلْأَوَّلَ فِي حَيَاتِي؟‏›‏

٢٥ آنَذَاكَ،‏ عُرِفَ مَنْ كَرَّسُوا حَيَاتَهُمْ كَامِلًا لِلْخِدْمَةِ بِٱلِٱسْمِ «مُوَزِّعُو ٱلْمَطْبُوعَاتِ ٱلْجَائِلُونَ».‏ وَقَدْ شَارَكَ فِي هٰذَا ٱلْعَمَلِ تْشَارْلْز كَابِنُ ٱلْمَذْكُورُ آنِفًا.‏ اِسْتَذْكَرَ لَاحِقًا:‏ «اِسْتَنَدْتُ إِلَى خَرَائِطَ صَادِرَةٍ عَنْ دَائِرَةِ ٱلْمَسْحِ ٱلْجِيُولُوجِيِّ ٱلْأَمِيرْكِيَّةِ لِأُغَطِّيَ ٱلْمُقَاطَعَةَ فِي بِنْسِلْفَانْيَا.‏ وَقَدْ بَيَّنَتْ هٰذِهِ ٱلْخَرَائِطُ جَمِيعَ ٱلطُّرُقَاتِ مِمَّا مَكَّنَنِي مِنْ بُلُوغِ مُخْتَلِفِ أَنْحَاءِ ٱلْوِلَايَةِ سَيْرًا عَلَى ٱلْأَقْدَامِ.‏ أَحْيَانًا كُنْتُ أَتَنَقَّلُ فِي ٱلرِّيفِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ لِأُسَجِّلَ ٱلطَّلِبَاتِ لِلْحُصُولِ عَلَى سِلْسِلَةِ ٱلْكُتُبِ دُرُوسٌ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ.‏ بَعْدَئِذٍ كُنْتُ أَسْتَأْجِرُ عَرَبَةً يَجُرُّهَا حِصَانٌ لِأُوصِلَ ٱلْكُتُبَ.‏ وَغَالِبًا مَا تَوَقَّفْتُ وَنِمْتُ عِنْدَ ٱلْمُزَارِعِينَ.‏ هٰكَذَا كُنَّا نَكْرِزُ قَبْلَ عَصْرِ ٱلسَّيَّارَاتِ».‏

مُوَزِّعُ مَطْبُوعَاتٍ جَائِلٌ.‏ لَاحِظْ «خَرِيطَةَ ٱلدُّهُورِ» ٱلْمَرْسُومَةَ عَلَى جَانِبِ ٱلْعَرَبَةِ

٢٦ (‏أ)‏ لِمَ لَزِمَ أَنْ يَنْهَمِكَ شَعْبُ ٱللّٰهِ فِي ٱلْكِرَازَةِ لِيَكُونُوا مُسْتَعِدِّينَ لِحُكْمِ ٱلْمَسِيحِ؟‏ (‏ب)‏ أَيُّ سُؤَالَيْنِ يَحْسُنُ بِنَا أَنْ نَطْرَحَهُمَا عَلَى أَنْفُسِنَا؟‏

٢٦ لَا شَكَّ أَنَّ جُهُودَ ٱلْإِخْوَةِ ٱلْأَوَائِلِ فِي نَشْرِ ٱلْبِشَارَةِ ٱسْتَلْزَمَتِ ٱلشَّجَاعَةَ وَٱلْغَيْرَةَ.‏ وَلٰكِنْ لِنَسْأَلْ أَنْفُسَنَا لِلْمَرَّةِ ٱلْأَخِيرَةِ:‏ ‹هَلْ كَانَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلْحَقِيقِيُّونَ سَيُعْتَبَرُونَ مُسْتَعِدِّينَ لِحُكْمِ ٱلْمَسِيحِ مَا لَمْ يُدْرِكُوا أَهَمِّيَّةَ عَمَلِ ٱلْكِرَازَةِ؟‏›.‏ اَلْجَوَابُ:‏ قَطْعًا لَا!‏ فَهٰذَا ٱلْعَمَلُ كَانَ سَيُصْبِحُ وَجْهًا أَسَاسِيًّا يُمَيِّزُ حُضُورَ ٱلْمَسِيحِ.‏ (‏مت ٢٤:‏١٤‏)‏ لِذَا وَجَبَ عَلَى شَعْبِ ٱللّٰهِ آنَذَاكَ أَنْ يَكُونَ مُهَيَّأً لِوَضْعِ هٰذَا ٱلْعَمَلِ ٱلْحَيَوِيِّ فِي ٱلْمَقَامِ ٱلْأَوَّلِ.‏ وَيَحْسُنُ بِكُلٍّ مِنَّا أَيْضًا أَنْ يَسْأَلَ نَفْسَهُ:‏ ‹هَلْ تَحْتَلُّ ٱلْكِرَازَةُ ٱلْمَقَامَ ٱلْأَوَّلَ فِي حَيَاتِي؟‏ هَلْ أُضَحِّي لِأُشَارِكَ فِيهَا كَامِلًا؟‏›.‏

وُلِدَ ٱلْمَلَكُوتُ أَخِيرًا!‏

٢٧،‏ ٢٨ مَاذَا رَأَى ٱلرَّسُولُ يُوحَنَّا فِي رُؤْيَا،‏ وَمَا كَانَتْ رَدَّةُ فِعْلِ ٱلشَّيْطَانِ وَأَبَالِسَتِهِ تِجَاهَ وِلَادَةِ ٱلْمَلَكُوتِ؟‏

٢٧ وَأَخِيرًا حَلَّتْ سَنَةُ ١٩١٤ ٱلْمَفْصِلِيَّةُ!‏ وَكَمَا نَاقَشْنَا أَوَّلَ ٱلْفَصْلِ،‏ لَمْ يَشْهَدْ أَيُّ إِنْسَانٍ بِأُمِّ ٱلْعَيْنِ ٱلْأَحْدَاثَ ٱلسَّمَاوِيَّةَ ٱلْمَجِيدَةَ.‏ إِلَّا أَنَّ ٱلرَّسُولَ يُوحَنَّا رَأَى رُؤْيَا صَوَّرَتْ مَا حَدَثَ بِرُمُوزٍ.‏ فَقَدْ شَاهَدَ «آيَةً عَظِيمَةً» فِي ٱلسَّمَاءِ عَنِ «ٱمْرَأَةٍ» تُمَثِّلُ هَيْئَةَ ٱللّٰهِ ٱلْمُؤَلَّفَةَ مِنْ مَخْلُوقَاتٍ رُوحَانِيَّةٍ سَمَاوِيَّةٍ.‏ كَانَتِ ٱلْمَرْأَةُ حُبْلَى وَوَلَدَتِ ٱبْنًا ذَكَرًا.‏ وَٱلْوَلَدُ حَسْبَمَا يُخْبِرُنَا يُوحَنَّا «سَيَرْعَى جَمِيعَ ٱلْأُمَمِ بِعَصًا مِنْ حَدِيدٍ».‏ وَلٰكِنْ مَا إِنْ وَلَدَتِ ٱلْمَرْأَةُ حَتَّى «ٱخْتُطِفَ وَلَدُهَا إِلَى ٱللّٰهِ وَإِلَى عَرْشِهِ».‏ ثُمَّ سُمِعَ صَوْتٌ عَالٍ فِي ٱلسَّمَاءِ يَقُولُ:‏ «اَلْآنَ صَارَ خَلَاصُ إِلٰهِنَا وَقُدْرَتُهُ وَمَلَكُوتُهُ وَسُلْطَةُ مَسِيحِهِ».‏ —‏ رؤ ١٢:‏​١،‏ ٥،‏ ١٠‏.‏

٢٨ لَا شَكَّ أَنَّ يُوحَنَّا شَاهَدَ فِي رُؤْيَاهُ هٰذِهِ وِلَادَةَ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ.‏ كَانَ هٰذَا ٱلْحَدَثُ مَجِيدًا بِكُلِّ مَعْنَى ٱلْكَلِمَةِ؛‏ وَلٰكِنْ لَيْسَ بِنَظَرِ ٱلْجَمِيعِ.‏ فَٱلشَّيْطَانُ وَأَبَالِسَتُهُ حَارَبُوا ٱلْمَلَائِكَةَ ٱلْأُمَنَاءَ تَحْتَ قِيَادَةِ مِيخَائِيلَ،‏ أَيِ ٱلْمَسِيحِ.‏ وَبِأَيِّ نَتِيجَةٍ؟‏ «طُرِحَ ٱلتِّنِّينُ ٱلْعَظِيمُ،‏ ٱلْحَيَّةُ ٱلْأُولَى،‏ ٱلْمَدْعُوُّ إِبْلِيسَ وَٱلشَّيْطَانَ،‏ ٱلَّذِي يُضِلُّ ٱلْمَسْكُونَةَ كُلَّهَا،‏ طُرِحَ إِلَى ٱلْأَرْضِ وَطُرِحَتْ مَعَهُ مَلَائِكَتُهُ».‏ —‏ رؤ ١٢:‏​٧،‏ ٩‏.‏

عَامَ ١٩١٤،‏ بَدَأَ تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ يُمَيِّزُونَ عَلَامَةَ حُضُورِ ٱلْمَسِيحِ غَيْرِ ٱلْمَرْئِيِّ

٢٩،‏ ٣٠ بَعْدَ وِلَادَةِ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ كَيْفَ تَبَدَّلَتِ ٱلْأَحْوَالُ (‏أ)‏ عَلَى ٱلْأَرْضِ؟‏ (‏ب)‏ فِي ٱلسَّمَاءِ؟‏

٢٩ قَبْلَ عَامِ ١٩١٤ بِوَقْتٍ طَوِيلٍ،‏ أَخْبَرَ تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ أَنَّ تِلْكَ ٱلسَّنَةَ سَتَشْهَدُ بِدَايَةَ حِقْبَةٍ مِنَ ٱلِٱضْطِرَابَاتِ.‏ وَلٰكِنْ مَا خُيِّلَ لَهُمْ قَطُّ أَنْ تَصْدُقَ تَوَقُّعَاتُهُمْ إِلَى هٰذَا ٱلْحَدِّ!‏ فَسَطْوَةُ ٱلشَّيْطَانِ عَلَى ٱلْمُجْتَمَعِ ٱلْبَشَرِيِّ تَضَاعَفَتْ حَسْبَمَا تَكْشِفُ رُؤْيَا يُوحَنَّا.‏ أَنْبَأَ قَائِلًا:‏ «وَيْلٌ لِلْأَرْضِ وَٱلْبَحْرِ،‏ لِأَنَّ إِبْلِيسَ قَدْ نَزَلَ إِلَيْكُمَا،‏ وَبِهِ غَضَبٌ عَظِيمٌ،‏ عَالِمًا أَنَّ لَهُ زَمَانًا قَصِيرًا!‏».‏ (‏رؤ ١٢:‏١٢‏)‏ وَبِٱلْفِعْلِ ٱنْدَلَعَتْ عَامَ ١٩١٤ ٱلْحَرْبُ ٱلْعَالَمِيَّةُ ٱلْأُولَى وَشَهِدَتِ ٱلْأَرْضُ بِدَايَةَ إِتْمَامِ عَلَامَةِ حُضُورِ ٱلْمَسِيحِ.‏ وَهٰكَذَا ٱبْتَدَأَتِ «ٱلْأَيَّامُ ٱلْأَخِيرَةُ» لِنِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ هٰذَا.‏ —‏ ٢ تي ٣:‏١‏.‏

٣٠ بِٱلْمُقَابِلِ،‏ عَمَّتِ ٱلْفَرْحَةُ ٱلسَّمَاءَ.‏ فَٱلشَّيْطَانُ وَأَبَالِسَتُهُ طُرِدُوا إِلَى ٱلْأَبَدِ!‏ نَقْرَأُ فِي سِفْرِ ٱلرُّؤْيَا:‏ «لِذٰلِكَ تَهَلَّلِي،‏ أَيَّتُهَا ٱلسَّمٰوَاتُ وَٱلسَّاكِنُونَ فِيهَا!‏».‏ (‏رؤ ١٢:‏١٢‏)‏ وَبَعْدَ أَنْ تَطَهَّرَتِ ٱلسَّمَاءُ وَنُصِّبَ يَسُوعُ مَلِكًا،‏ بَاتَ ٱلْمَلَكُوتُ ٱلْمَسِيَّانِيُّ عَلَى أُهْبَةِ ٱلِٱسْتِعْدَادِ لِيَعْمَلَ مِنْ أَجْلِ شَعْبِ ٱللّٰهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏ فَمَاذَا فَعَلَ؟‏ حَسْبَمَا رَأَيْنَا فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْفَصْلِ،‏ كَانَ ٱلْمَسِيحُ بِصِفَتِهِ «رَسُولَ ٱلْعَهْدِ» سَيُمَحِّصُ أَوَّلًا خُدَّامَ يَهْوَهَ ٱلْأَرْضِيِّينَ.‏ فَعَلَامَ ٱشْتَمَلَ ذٰلِكَ؟‏

شَعْبُ ٱللّٰهِ يُمْتَحَنُ

٣١ بِمَ أَنْبَأَ مَلَاخِي عَنْ فَتْرَةِ ٱلتَّمْحِيصِ،‏ وَكَيْفَ بَدَأَ إِتْمَامُ هٰذِهِ ٱلنُّبُوَّةِ؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلْحَاشِيَةَ أَيْضًا.‏)‏

٣١ أَنْبَأَ مَلَاخِي أَنَّ عَمَلِيَّةَ ٱلتَّمْحِيصِ لَنْ تَكُونَ سَهْلَةً.‏ كَتَبَ:‏ «مَنْ يَتَحَمَّلُ يَوْمَ مَجِيئِهِ،‏ وَمَنْ يَقِفُ عِنْدَ ظُهُورِهِ؟‏ لِأَنَّهُ مِثْلُ نَارِ ٱلْمُمَحِّصِ وَمِثْلُ أُشْنَانِ ٱلْقَصَّارِينَ».‏ (‏مل ٣:‏٢‏)‏ وَكَمْ كَانَتْ كَلِمَاتُهُ صَحِيحَةً!‏ فَٱبْتِدَاءً مِنْ عَامِ ١٩١٤،‏ وَاجَهَ شَعْبُ ٱللّٰهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ سِلْسِلَةَ ٱمْتِحَانَاتٍ وَمَصَاعِبَ.‏ وَفِيمَا ٱسْتَعَرَتِ ٱلْحَرْبُ ٱلْعَالَمِيَّةُ ٱلْأُولَى،‏ وَاجَهَ عَدَدٌ كَبِيرٌ مِنْ تَلَامِيذِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ مُقَاوَمَةً شَرِسَةً وَزُجُّوا فِي ٱلسِّجْنِ.‏ d

٣٢ أَيُّ خَضَّةٍ تَعْرَّضَ لَهَا شَعْبُ ٱللّٰهِ مِنَ ٱلدَّاخِلِ بَعْدَ عَامِ ١٩١٦؟‏

٣٢ فَضْلًا عَنْ ذٰلِكَ،‏ تَعَرَّضَتِ ٱلْهَيْئَةُ لِخَضَّةٍ مِنَ ٱلدَّاخِلِ أَيْضًا.‏ فَعَامَ ١٩١٦،‏ مَاتَ ٱلْأَخُ رَصِل عَنْ عُمْرِ ٦٤ سَنَةً فَقَطْ.‏ وَخَبَرُ وَفَاتِهِ أَحْدَثَ صَدْمَةً لِشَرِيحَةٍ كَبِيرَةٍ مِنْ شَعْبِ ٱللّٰهِ.‏ وَٱتَّضَحَ آنَذَاكَ أَنَّ ٱلْبَعْضَ عَلَّقُوا أَهَمِّيَّةً مُفْرِطَةً عَلَى هٰذِهِ ٱلشَّخْصِيَّةِ ٱلْبَارِزَةِ.‏ وَرَغْمَ أَنَّ ٱلْأَخَ رَصِل لَمْ يَرْغَبْ إِطْلَاقًا فِي نَيْلِ هٰذَا ٱلْإِكْرَامِ،‏ فَقَدْ بَلَغَ إِجْلَالُ بَعْضِ ٱلْإِخْوَةِ لَهُ حَدَّ ٱلتَّأْلِيهِ.‏ وَظَنَّ كَثِيرُونَ أَنَّ ٱلْكَشْفَ ٱلتَّقَدُّمِيَّ عَنِ ٱلْحَقِّ ٱنْتَهَى بِمَوْتِهِ،‏ حَتَّى إِنَّ ٱلْبَعْضَ قَاوَمُوا بِشَرَاسَةٍ ٱلْجُهُودَ لِلْمُضِيِّ قُدُمًا!‏ فَأَسْهَمَ مَوْقِفُهُمْ هٰذَا فِي نَشْأَةِ ٱرْتِدَادٍ أَحْدَثَ شَرْخًا فِي صُفُوفِ ٱلْهَيْئَةِ.‏

٣٣ كَيْفَ شَكَّلَتْ خَيْبَاتُ ٱلْأَمَلِ ٱمْتِحَانًا لِشَعْبِ ٱللّٰهِ؟‏

٣٣ وَقَدْ شَكَّلَتْ خَيْبَاتُ ٱلْأَمَلِ ٱمْتِحَانًا آخَرَ إِذْ لَمْ تَتَحَقَّقْ بَعْضُ ٱلتَّوَقُّعَاتِ.‏ صَحِيحٌ أَنَّ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ أَصَابَتْ فِي ٱلْإِشَارَةِ إِلَى سَنَةِ ١٩١٤ بِوَصْفِهَا مَوْعِدَ ٱنْتِهَاءِ أَزْمِنَةِ ٱلْأُمَمِ،‏ إِلَّا أَنَّ ٱلْإِخْوَةَ لَمْ يَكُونُوا قَدْ فَهِمُوا مَا سَيَحْصُلُ آنَذَاكَ.‏ (‏لو ٢١:‏٢٤‏)‏ فَقَدْ ظَنُّوا أَنَّ ٱلْمَسِيحَ سَيَأْخُذُ صَفَّ ٱلْعَرُوسِ ٱلْمُؤَلَّفَ مِنْ مَسِيحِيِّينَ مَمْسُوحِينَ تِلْكَ ٱلسَّنَةَ لِيَحْكُمُوا مَعَهُ فِي ٱلسَّمَاءِ.‏ وَبِٱلطَّبْعِ لَمْ تَتَحَقَّقْ تَوَقُّعَاتُهُمْ هٰذِهِ.‏ ثُمَّ فِي أَوَاخِرِ عَامِ ١٩١٧،‏ أَعْلَنَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ أَنَّ فَتْرَةَ حَصَادٍ طُولُهَا ٤٠ عَامًا سَتَنْتَهِي فِي رَبِيعِ عَامِ ١٩١٨.‏ وَلٰكِنْ مَرَّةً جَدِيدَةً لَمْ يَنْتَهِ عَمَلُ ٱلْكِرَازَةِ،‏ بَلِ ٱزْدَهَرَ بَعْدَ هٰذَا ٱلتَّارِيخِ.‏ فَٱقْتَرَحَتِ ٱلْمَجَلَّةُ أَنَّ ٱلْحَصَادَ ٱنْتَهَى بِٱلْفِعْلِ،‏ إِنَّمَا بَقِيَتْ فَتْرَةٌ مِنَ ٱللُّقَاطِ بَعْدُ.‏ مَعَ ذٰلِكَ،‏ تَوَقَّفَ كَثِيرُونَ عَنْ خِدْمَةِ يَهْوَهَ بِسَبَبِ خَيْبَةِ ٱلْأَمَلِ.‏

٣٤ أَيُّ ٱمْتِحَانٍ رَهِيبٍ أَلَمَّ بِشَعْبِ ٱللّٰهِ عَامَ ١٩١٨،‏ وَلِمَ ٱعْتَبَرَهُمُ ٱلْعَالَمُ ٱلْمَسِيحِيُّ «أَمْوَاتًا»؟‏

٣٤ وَفِي عَامِ ١٩١٨،‏ وَاجَهَ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱمْتِحَانًا رَهِيبًا.‏ فَقَدِ ٱعْتُقِلَ جُوزِيف ف.‏ رَذَرْفُورْد،‏ خَلِيفَةُ رَصِل فِي قِيَادَةِ شَعْبِ ٱللّٰهِ،‏ مَعَ سَبْعَةِ إِخْوَةٍ مَسْؤُولِينَ.‏ وَحُكِمَ عَلَيْهِمْ ظُلْمًا بِٱلسَّجْنِ مُدَّةً طَوِيلَةً فِي سِجْنٍ فِدِرَالِيٍّ فِي أَتْلَانْتَا بِوِلَايَةِ جُورْجِيَا ٱلْأَمِيرْكِيَّةِ.‏ وَبَدَا لِبَعْضِ ٱلْوَقْتِ أَنَّ عَمَلَ شَعْبِ ٱللّٰهِ قَدْ شُلَّ.‏ فَتَهَلَّلَ كَثِيرُونَ مِنْ رِجَالِ دِينِ ٱلْعَالَمِ ٱلْمَسِيحِيِّ،‏ إِذْ تَوَهَّمُوا أَنَّ تَلَامِيذَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ «ٱلْمُزْعِجِينَ» أَصْبَحُوا «أَمْوَاتًا» وَمَا عَادُوا يُشَكِّلُونَ أَيَّ تَهْدِيدٍ.‏ أَفَلَيْسَ «قَادَتُهُمْ» قَيْدَ ٱلِٱعْتِقَالِ وَمَرْكَزُهُمُ ٱلرَّئِيسِيُّ فِي بْرُوكْلِين مُقْفَلًا وَعَمَلُ ٱلْكِرَازَةِ يُضَيَّقُ عَلَيْهِ فِي أَمِيرْكَا وَأُورُوبَّا؟‏!‏ (‏رؤ ١١:‏​٣،‏ ٧-‏١٠‏)‏ وَلٰكِنْ سُرْعَانَ مَا ٱكْتَشَفَ هٰؤُلَاءِ أَنَّ ٱلرِّيَاحَ تَجْرِي بِمَا لَا تَشْتَهِي ٱلسُّفُنُ .‏ .‏ .‏

إِحْيَاءُ عَمَلِ ٱلْمَلَكُوتِ

٣٥ لِمَ سَمَحَ يَسُوعُ بِأَنْ تُصِيبَ ٱلشَّدَائِدُ أَتْبَاعَهُ،‏ وَكَيْفَ سَاعَدَهُمْ؟‏

٣٥ خَفِيَ عَلَى أَعْدَاءِ ٱلْحَقِّ أَنَّ ٱلْمَسِيحَ لَمْ يَسْمَحْ بِأَنْ تُصِيبَ هٰذِهِ ٱلشَّدَائِدُ شَعْبَهُ إِلَّا لِأَنَّ يَهْوَهَ كَانَ جَالِسًا آنَذَاكَ «كَمَنْ يُمَحِّصُ ٱلْفِضَّةَ وَيُنَقِّيهَا».‏ (‏مل ٣:‏٣‏)‏ فَيَهْوَهُ وَيَسُوعُ كَانَا مُتَأَكِّدَيْنِ أَنَّ ٱلْأُمَنَاءَ سَيَنْبَعِثُونَ مِنَ ٱلِٱمْتِحَانَاتِ ٱلنَّارِيَّةِ مُمَحَّصِينَ وَمُطَهَّرِينَ وَبِأَفْضَلِ حَالٍ لِيَخْدُمُوا ٱلْمَلِكَ.‏ وَمِنْ بِدَايَةِ عَامِ ١٩١٩،‏ أَصْبَحَ جَلِيًّا أَنَّ رُوحَ يَهْوَهَ حَقَّقَ ٱلْمُسْتَحِيلَ فِي نَظَرِ أَعْدَائِهِ حِينَ أَحْيَا أَتْبَاعَهُ ٱلْأُمَنَاءَ.‏ (‏رؤ ١١:‏١١‏)‏ فَكَمَا يَظْهَرُ،‏ تَمَّمَ ٱلْمَسِيحُ فِي ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ أَحَدَ أَوْجُهِ عَلَامَةِ ٱلْأَيَّامِ ٱلْأَخِيرَةِ بِتَعْيِينِهِ «ٱلْعَبْدَ ٱلْأَمِينَ ٱلْفَطِينَ».‏ وَهٰذَا ٱلْعَبْدُ يَتَأَلَّفُ مِنْ مَجْمُوعَةٍ صَغِيرَةٍ مِنَ ٱلرِّجَالِ ٱلْمَمْسُوحِينَ ٱلَّذِينَ يَأْخُذُونَ ٱلْقِيَادَةَ بَيْنَ أَتْبَاعِهِ بِإِعْطَائِهِمِ ٱلطَّعَامَ ٱلرُّوحِيَّ فِي حِينِهِ.‏ —‏ مت ٢٤:‏​٤٥-‏٤٧‏.‏

٣٦ مَاذَا أَظْهَرَ أَنَّ شَعْبَ ٱللّٰهِ أُقِيمُوا رُوحِيًّا؟‏

٣٦ أُخْلِيَ سَبِيلُ ٱلْأَخِ رَذَرْفُورْد وَرِفَاقِهِ فِي ٢٦ آذَارَ (‏مَارِس)‏ ١٩١٩.‏ وَسُرْعَانَ مَا رُتِّبَ لِعَقْدِ مَحْفِلٍ فِي أَيْلُولَ (‏سِبْتَمْبِر)‏ ٱلتَّالِي.‏ كَمَا بُوشِرَ ٱلْإِعْدَادُ لِنَشْرِ مَجَلَّةٍ ثَانِيَةٍ تُدْعَى اَلْعَصْرُ ٱلذَّهَبِيُّ.‏ وَهٰذِهِ ٱلْمَطْبُوعَةُ ٱلْمُرَافِقَةُ لِمَجَلَّةِ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ صُمِّمَتْ لِلِٱسْتِعْمَالِ فِي خِدْمَةِ ٱلْحَقْلِ.‏ e وَشَهِدَتْ تِلْكَ ٱلسَّنَةُ أَيْضًا إِصْدَارَ أَوَّلِ عَدَدٍ مِنْ اَلنَّشْرَةُ ٱلَّتِي تُدْعَى ٱلْيَوْمَ دَلِيلَ ٱجْتِمَاعِ ٱلْخِدْمَةِ وٱلْحَيَاةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ.‏ وَمُنْذُ بِدَايَاتِهَا،‏ شَجَّعَتْ هٰذِهِ ٱلْمَطْبُوعَةُ عَلَى ٱلِٱنْهِمَاكِ فِي خِدْمَةِ ٱلْحَقْلِ.‏ لَا شَكَّ إِذًا أَنَّ ٱلْبِشَارَةَ مِنْ بَيْتٍ إِلَى بَيْتٍ لِإِيصَالِ ٱلرِّسَالَةِ لِكُلِّ شَخْصٍ ٱكْتَسَبَتْ أَهَمِّيَّةً مُتَزَايِدَةً بَدْءًا مِنْ عَامِ ١٩١٩.‏

٣٧ كَيْفَ أَظْهَرَ ٱلْبَعْضُ بَعْدَ عَامِ ١٩١٩ أَنَّهُمْ بِلَا وَلَاءٍ؟‏

٣٧ وَعَمَلُ ٱلْكِرَازَةِ سَاهَمَ هُوَ ٱلْآخَرُ فِي تَمْحِيصِ خُدَّامِ ٱلْمَسِيحِ،‏ إِذْ إِنَّ ٱلْمُتَكَبِّرِينَ وَٱلْمُتَعَجْرِفِينَ بَيْنَهُمْ مَا كَانُوا لِيَنْهَمِكُوا فِي عَمَلٍ مُتَوَاضِعٍ لَا يَلِيقُ «بِمَقَامِهِمْ».‏ لِذَا فَإِنَّ ٱلْأَشْخَاصَ ٱلَّذِينَ رَفَضُوا ٱلْمُشَارَكَةَ فِي هٰذَا ٱلْعَمَلِ فَرَزُوا أَنْفُسَهُمْ عَنِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْأُمَنَاءِ.‏ وَبَعْدَ عَامِ ١٩١٩،‏ ٱسْتَحْوَذَتِ ٱلْمَرَارَةُ عَلَى بَعْضِهِمْ فَلَجَأُوا إِلَى ٱلْقَدْحِ وَٱلذَّمِّ فِي خُدَّامِ يَهْوَهَ ٱلْأُمَنَاءِ،‏ حَتَّى إِنَّهُمْ وَقَفُوا إِلَى جَانِبِ مُضْطَهِدِيهِمْ.‏

٣٨ عَلَامَ تَدُلُّ ٱلِٱنْتِصَارَاتُ وَٱلنَّجَاحَاتُ ٱلَّتِي يُحَقِّقُهَا أَتْبَاعُ ٱلْمَسِيحِ عَلَى ٱلْأَرْضِ؟‏

٣٨ رَغْمَ هُجُومَاتٍ كَهٰذِهِ،‏ تَوَاصَلَ نُمُوُّ وَٱزْدِهَارُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ رُوحِيًّا عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏ وَكُلُّ نَجَاحٍ أَحْرَزُوهُ مُذَّاكَ،‏ كُلُّ ٱنْتِصَارٍ حَقَّقُوهُ،‏ يُزَوِّدُنَا ٱلدَّلِيلَ تِلْوَ ٱلْآخَرِ أَنَّ مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ يَحْكُمُ ٱلْآنَ!‏ فَكَيْفَ لِحَفْنَةٍ مِنَ ٱلْبَشَرِ ٱلنَّاقِصِينَ أَنْ يَنْتَصِرُوا مَرَّةً بَعْدَ مَرَّةٍ عَلَى ٱلشَّيْطَانِ وَنِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلشِّرِّيرِ دُونَ دَعْمِ ٱللّٰهِ ٱلْفَعَّالِ وَبَرَكَتِهِ مِنْ خِلَالِ ٱبْنِهِ وَمَلَكُوتِهِ؟‏!‏ —‏ اقرأ اشعيا ٥٤:‏١٧‏.‏

اَلْأَخُ رَذَرْفُورْد يُلْقِي خِطَابًا حَمَاسِيًّا فِي مَحْفِلٍ بَعْدَ مُجَرَّدِ أَشْهُرٍ مِنْ إِطْلَاقِ سَرَاحِهِ

٣٩،‏ ٤٠ (‏أ)‏ مَا بَعْضُ مُمَيِّزَاتِ هٰذِهِ ٱلْمَطْبُوعَةِ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ يُفِيدُكَ دَرْسُ هٰذَا ٱلْكِتَابِ؟‏

٣٩ عَلَى ضَوْءِ ذٰلِكَ،‏ تَتَفَحَّصُ هٰذِهِ ٱلْمَطْبُوعَةُ إِنْجَازَاتِ مَلَكُوتِ ٱللّٰهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ مُنْذُ وِلَادَتِهِ فِي ٱلسَّمَاءِ قَبْلَ قَرْنٍ مِنَ ٱلزَّمَنِ.‏ وَفِي كُلِّ قِسْمٍ مِنَ ٱلْكِتَابِ،‏ نَتَنَاوَلُ وَجْهًا مِنْ أَوْجُهِ عَمَلِ ٱلْمَلَكُوتِ هُنَا عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏ وَتُسَاعِدُنَا أُطُرُ ٱلْمُرَاجَعَةِ فِي كُلِّ فَصْلٍ كَيْ نَكْتَشِفَ هَلِ ٱلْمَلَكُوتُ حَقِيقِيٌّ فِي نَظَرِ كُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا.‏ وَأَخِيرًا نُنَاقِشُ فِي ٱلْفُصُولِ ٱلْخِتَامِيَّةِ مَا يُمْكِنُنَا تَوَقُّعُهُ عِنْدَ مَجِيءِ ٱلْمَلَكُوتِ فِي ٱلْمُسْتَقْبَلِ ٱلْقَرِيبِ لِيَقْضِيَ عَلَى ٱلْأَشْرَارِ وَيُؤْذِنَ بِتَحَوُّلِ ٱلْأَرْضِ إِلَى فِرْدَوْسٍ.‏ فَكَيْفَ تَسْتَفِيدُ مِنْ دَرْسِ هٰذِهِ ٱلْمَطْبُوعَةِ؟‏

٤٠ يَهْدِفُ ٱلشَّيْطَانُ أَنْ يُخْمِدَ تَدْرِيجِيًّا إِيمَانَكَ بِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ.‏ أَمَّا يَهْوَهُ فَيَرْغَبُ أَنْ يُشَدِّدَ فِيكَ ٱلْإِيمَانَ ٱلَّذِي يَحْمِيكَ وَيُقَوِّيكَ.‏ (‏اف ٦:‏١٦‏)‏ وَمِنْ هٰذَا ٱلْمُنْطَلَقِ،‏ نَحُثُّكَ أَنْ تَجْتَهِدَ فِي دَرْسِ هٰذِهِ ٱلْمَطْبُوعَةِ.‏ وَلْتُدَاوِمْ عَلَى سُؤَالِ نَفْسِكَ:‏ ‹هَلِ ٱلْمَلَكُوتُ حَقِيقِيٌّ فِي نَظَرِي؟‏›.‏ فَكُلَّمَا كَانَ وَاقِعِيًّا فِي عَيْنَيْكَ،‏ تَضَاعَفَ ٱلِٱحْتِمَالُ أَنْ تَكُونَ بَيْنَ خُدَّامِ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلْأُمَنَاءِ وَٱلنَّشِيطِينَ يَوْمَ يَرَى ٱلْجَمِيعُ أَنَّ مَلَكُوتَ ٱللّٰهِ حَقِيقِيٌّ وَيَحْكُمُ بِٱلْفِعْلِ.‏

a لِمَزِيدٍ مِنَ ٱلْمَعْلُومَاتِ عَنْ سْتَتْسُون وَسْتُورْز وَغْرُو،‏ رَاجِعْ كِتَابَ شُهُودُ يَهْوَهَ —‏ مُنَادُونَ بِمَلَكُوتِ ٱللّٰهِ،‏ ٱلصَّفْحَتَيْنِ ٤٥-‏٤٦‏.‏

b أَدْرَكَ تَلَامِيذُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ضَرُورَةَ ٱلِٱنْسِحَابِ مِنَ ٱلْهَيْئَاتِ ٱلدِّينِيَّةِ ٱلَّتِي تُبْقِي عَلَى صَدَاقَتِهَا مَعَ ٱلْعَالَمِ.‏ مَعَ ذٰلِكَ،‏ ظَلُّوا طَوَالَ سَنَوَاتٍ يَعْتَبِرُونَ مَنْ يَدَّعُونَ ٱلْإِيمَانَ بِٱلْفِدْيَةِ وَٱلِٱنْتِذَارَ لِلّٰهِ إِخْوَةً مَسِيحِيِّينَ وَلَوْ لَمْ يَكُونُوا مِنْ تَلَامِيذِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏

c أَحَدُ ٱلْعَوَامِلِ ٱلَّتِي خَفَّفَتْ مِنْ وَطْأَةِ هٰذِهِ ٱلتَّحْذِيرَاتِ ٱلْبَاكِرَةِ أَنَّهَا طُبِّقَتْ مِنْ حَيْثُ ٱلْأَسَاسُ عَلَى قَطِيعِ ٱلْمَسِيحِ ٱلصَّغِيرِ ٱلْمُؤَلَّفِ مِنْ ٠٠٠‏,١٤٤.‏ فَكَمَا نَرَى فِي ٱلْفَصْلِ ٱلْخَامِسِ‏،‏ ٱعْتُقِدَ قَبْلَ ٱلْعَامِ ١٩٣٥ أَنَّ ‹ٱلْجَمْعَ ٱلْكَثِيرَ› ٱلْمَذْكُورَ فِي ٱلرُّؤْيَا ٧:‏​٩،‏ ١٠ سَيَشْمُلُ أَعْدَادًا غَفِيرَةً مِنْ أَعْضَاءِ كَنَائِسِ ٱلْعَالَمِ ٱلْمَسِيحِيِّ.‏ وَسَيُشَكِّلُ هٰؤُلَاءِ صَفًّا سَمَاوِيًّا ثَانَوِيًّا مُكَافَأَةً لَهُمْ لِأَنَّهُمْ أَيَّدُوا ٱلْمَسِيحَ فِي نِهَايَةِ ٱلْمَطَافِ.‏

d فِي شَهْرِ أَيْلُولَ (‏سِبْتَمْبِر)‏ مِنْ عَامِ ١٩٢٠،‏ صَدَرَ عَدَدٌ خَاصٌّ مِنْ مَجَلَّةِ اَلْعَصْرُ ٱلذَّهَبِيُّ (‏اَلْآنَ اِسْتَيْقِظْ!‏‏)‏ يَسْرِدُ بِٱلتَّفْصِيلِ عِدَّةَ حَوَادِثَ ٱضْطُهِدَ فِيهَا ٱلْإِخْوَةُ أَثْنَاءَ ٱلْحَرْبِ فِي أَلْمَانِيَا وَإِنْكِلْتَرَا وَكَنَدَا وَٱلْوِلَايَاتِ ٱلْمُتَّحِدَةِ،‏ وَبْعَضُهَا كَانَ شَرِسًا إِلَى أَقْصَى ٱلْحُدُودِ.‏ أَمَّا ٱلْعُقُودُ ٱلَّتِي سَبَقَتِ ٱلْحَرْبَ ٱلْعَالَمِيَّةَ ٱلْأُولَى فَقَلَّمَا شَهِدَتِ ٱضْطِهَادًا شَرِسًا كَهٰذَا.‏

e لِسَنَوَاتٍ عَدِيدَةٍ،‏ صُمِّمَتْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ خُصُوصًا لِبُنْيَانِ أَعْضَاءِ ٱلْقَطِيعِ ٱلصَّغِيرِ.‏