الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

اللمحات المسبقة عن ملكوت اللّٰه اصبحت حقيقة

اللمحات المسبقة عن ملكوت اللّٰه اصبحت حقيقة

اللمحات المسبقة عن ملكوت اللّٰه اصبحت حقيقة

‏«حسنا تفعلون انكم تنتبهون [للكلمة النبوية] كما الى سراج يضيء في مكان مظلم».‏ —‏ ٢ بطرس ١:‏١٩‏.‏

١ اية حالتَين متباينتين هنالك في العالم؟‏

 يمرّ العالم اليوم بأزمة تلو الاخرى،‏ من الكوارث البيئية حتى الارهاب العالمي.‏ وهذه المشاكل خارجة عن نطاق سيطرة البشر.‏ حتى اديان العالم ليس في مقدورها المساعدة.‏ وفي الواقع،‏ غالبا ما تزيد الطين بلة بتأجيج نيران التعصب والبغض وروح القومية،‏ مما يقسِّم الناس.‏ فكما أُنبئ،‏ «الظلام الحالك يغطي الامم».‏ (‏اشعيا ٦٠:‏٢‏)‏ رغم ذلك،‏ يتطلع ملايين الاشخاص الى المستقبل بثقة.‏ ولماذا؟‏ لأنهم ينتبهون لكلمة اللّٰه النبوية «كما الى سراج يضيء في مكان مظلم».‏ فهم يسمحون ‹لكلمة› اللّٰه،‏ او رسالته،‏ الموجودة الآن في الكتاب المقدس،‏ ان ترشد خطواتهم.‏ —‏ ٢ بطرس ١:‏١٩‏.‏

٢ بحسب نبوة دانيال عن «وقت النهاية»،‏ مَن فقط ينالون الفهم الروحي؟‏

٢ كتب النبي دانيال عن «وقت النهاية» قائلا:‏ «كثيرون يتصفحونه،‏ والمعرفة الحقة تزداد.‏ كثيرون يتطهّرون ويتبيضون ويُمحَّصون.‏ أما الاشرار فيفعلون شرّا،‏ ولا احد من الاشرار يفهم.‏ ولكن ذوي البصيرة يفهمون».‏ (‏دانيال ١٢:‏٤،‏ ١٠‏)‏ فلن ينال الفهم الروحي إلا الذين «يتصفحون» بإخلاص،‏ او يدرسون بدأب،‏ كلمة اللّٰه ويحيون بمقتضى مقاييسه ويسعون الى فعل مشيئته.‏ —‏ متى ١٣:‏١١-‏١٥؛‏ ١ يوحنا ٥:‏٢٠‏.‏

٣ اية حقيقة مهمة ميَّزها تلاميذ الكتاب المقدس في سبعينات القرن التاسع عشر؟‏

٣ في سبعينات القرن التاسع عشر،‏ قبل ابتداء «الايام الاخيرة»،‏ ابتدأ يهوه اللّٰه يلقي المزيد من الضوء على «الاسرار المقدسة لملكوت السموات».‏ (‏٢ تيموثاوس ٣:‏١-‏٥؛‏ متى ١٣:‏١١‏)‏ فآ‌نذاك،‏ ميّز فريق من تلاميذ الكتاب المقدس —‏ خلافا للرأي السائد —‏ ان رجوع المسيح غير منظور.‏ فبعد تتويجه ملكا في السماء،‏ سيرجع بمعنى انه سيولي انتباهه للارض.‏ وسيعرف تلاميذه ان حضوره غير المنظور ابتدأ بواسطة علامة مركبة منظورة.‏ —‏ متى ٢٤:‏٣-‏١٤‏.‏

حين صارت اللمحة المسبقة حقيقة

٤ كيف يقوّي يهوه ايمان خدامه العصريين؟‏

٤ كانت رؤيا التجلي لمحة مسبقة رائعة عن مجيء المسيح في مجد الملكوت.‏ (‏متى ١٧:‏١-‏٩‏)‏ وقد قوَّت هذه الرؤيا ايمان بطرس ويعقوب ويوحنا في حين ان كثيرين كانوا قد توقفوا عن اتّباع يسوع لأنه لم يتمِّم ما توقّعوه منه.‏ على نحو مماثل،‏ يقوّي يهوه ايمان خدامه العصريين في وقت النهاية هذا بإلقاء الضوء على إتمام هذه الرؤيا المهيبة وبعض النبوات المتعلقة بها.‏ فلنناقش الآن بعضا من هذه الحقائق الروحية المقوية للايمان.‏

٥ مَن هو كوكب الصبح،‏ ومتى ‹اشرق›؟‏

٥ كتب الرسول بطرس،‏ مشيرا الى التجلي:‏ «فمن ثم صارت عندنا الكلمة النبوية اكيدة اكثر.‏ وحسنا تفعلون انكم تنتبهون لها كما الى سراج يضيء في مكان مظلم —‏ الى ان ينفجر النهار ويشرق كوكب الصبح —‏ في قلوبكم».‏ (‏٢ بطرس ١:‏١٩‏)‏ يشير كوكب الصبح،‏ او «نجم الصباح المتألق»،‏ الى يسوع المسيح الممجَّد.‏ (‏رؤيا ٢٢:‏١٦‏)‏ وقد ‹اشرق› سنة ١٩١٤ عندما وُلد ملكوت اللّٰه في السماء،‏ مما وسم بزوغ فجر عهد جديد.‏ (‏رؤيا ١١:‏١٥‏)‏ وفي رؤيا التجلي،‏ ظهر موسى وإيليا الى جانب يسوع وتحدّثا معه.‏ فمَن مثّلا؟‏

٦،‏ ٧ مَن يمثِّل موسى وإيليا اللذان ظهرا في رؤيا التجلي،‏ وأية تفاصيل مهمة تكشفها الاسفار المقدسة عن الذين يرمزان اليهم؟‏

٦ بما ان موسى وإيليا شاركا في مجد المسيح،‏ فلا بد ان يمثِّل هذان الشاهدان الامينان المسيحيين الذين سيحكمون مع يسوع في ملكوته.‏ والفهم ان يسوع لديه حكام معاونون منسجم مع رؤيا شاهدها النبي دانيال،‏ وهي لمحة مسبقة عن المسيَّا المتوَّج.‏ فقد رأى دانيال «مثل ابن انسان» ينال ‹سلطانا دهريا› من «القديم الايام» يهوه اللّٰه.‏ ولكن لاحِظ ماذا رأى دانيال بعد ذلك.‏ كتب قائلا:‏ «أما المملكة والسلطان وعظمة الممالك تحت كل السماء فأُعطيت لشعب قدوسي العلي».‏ (‏دانيال ٧:‏١٣،‏ ١٤،‏ ٢٧‏)‏ نعم،‏ قبل التجلي بأكثر من خمسة قرون،‏ كشف اللّٰه ان اشخاصا ‹قدوسين› سيشاركون المسيح في مجده الملكي.‏

٧ ومَن هم القدوسون في رؤيا دانيال؟‏ قال عنهم الرسول بولس:‏ «الروح نفسه يشهد مع روحنا بأننا اولاد اللّٰه.‏ فإنْ كنا اولادا،‏ فنحن ايضا ورثة:‏ ورثة اللّٰه،‏ بل شركاء المسيح في الميراث،‏ إنْ تألمنا معه لكي نُمجَّد ايضا معه».‏ (‏روما ٨:‏١٦،‏ ١٧‏)‏ فهؤلاء القدوسون هم تلاميذ يسوع الممسوحون بالروح.‏ وفي سفر الرؤيا،‏ يقول يسوع:‏ «مَن يغلب فسأعطيه ان يجلس معي على عرشي،‏ كما غلبت انا ايضا وجلست مع ابي على عرشه».‏ فهؤلاء ‹الغالبون› المقامون الذين يبلغ عددهم ٠٠٠‏,١٤٤،‏ سيحكمون مع يسوع على الارض بكاملها.‏ —‏ رؤيا ٣:‏٢١؛‏ ٥:‏٩،‏ ١٠؛‏ ١٤:‏١،‏ ٣،‏ ٤؛‏ ١ كورنثوس ١٥:‏٥٣‏.‏

٨ كيف يقوم تلاميذ يسوع الممسوحون بعمل مماثل لعمل موسى وإيليا،‏ وبأية نتائج؟‏

٨ ولكن لماذا يُمثَّل المسيحيون الممسوحون بموسى وإيليا؟‏ لأن هؤلاء المسيحيين،‏ فيما لا يزالون بشرا على الارض،‏ يقومون بعمل مماثل لعمل موسى وإيليا.‏ مثلا،‏ انهم يخدمون كشهود ليهوه في وجه الاضطهاد.‏ (‏اشعيا ٤٣:‏١٠؛‏ اعمال ٨:‏١-‏٨؛‏ رؤيا ١١:‏٢-‏١٢‏)‏ فكموسى وإيليا،‏ يشهِّرون بجرأة الدين الباطل ويحضّون الاشخاص المخلصين على تقديم التعبد المطلق للّٰه.‏ (‏خروج ٣٢:‏١٩،‏ ٢٠؛‏ تثنية ٤:‏٢٢-‏٢٤؛‏ ١ ملوك ١٨:‏١٨-‏٤٠‏)‏ وهل عملهم مثمر؟‏ نعم،‏ دون شك!‏ فإضافة الى انهم ساهموا في جمع العدد المتبقي من الممسوحين،‏ يساهمون ايضا في مساعدة ملايين من ‹الخراف الاخر› على الاذعان طوعا ليسوع المسيح.‏ —‏ يوحنا ١٠:‏١٦؛‏ رؤيا ٧:‏٤‏.‏

المسيح يُتِمّ غلبته

٩ كيف تصوِّر الرؤيا ٦:‏٢ يسوع كما هو اليوم؟‏

٩ ان يسوع هو الآن ملك جبار،‏ وليس مجرد شخص بشري راكب على جحش أتان.‏ فهو يُصوَّر راكبا على فرس،‏ الذي يُستخدم في الكتاب المقدس كرمز للحرب.‏ (‏امثال ٢١:‏٣١‏)‏ تقول الرؤيا ٦:‏٢‏:‏ «نظرت وإذا فرس ابيض،‏ والجالس عليه معه قوس،‏ وأُعطي تاجا،‏ وخرج غالبا ولكي يُتِمّ غلبته».‏ كما ان المرنم الملهم داود كتب عن يسوع:‏ «يُرسِل يهوه عصا قوّتك من صهيون،‏ ويقول:‏ ‹تسلّط في وسط اعدائك›».‏ —‏ مزمور ١١٠:‏٢‏.‏

١٠ (‏أ)‏ ما هو اول نصر مجيد حقّقه يسوع عندما خرج ليُتِمّ غلبته؟‏ (‏ب)‏ ماذا حدث في العالم اثر اول نصر ليسوع؟‏

١٠ وأول نصر حقّقه يسوع كان نصرا على اقوى اعداء له:‏ الشيطان وأبالسته.‏ فقد طردهم من السماء الى الارض.‏ وهؤلاء الاشخاص الروحانيون الاشرار يعلمون ان لهم زمانا قصيرا.‏ لذلك يُطلِقون العنان لسخطهم الشديد على البشر ويسبِّبون ويلا عظيما.‏ ويُمثَّل هذا الويل في سفر الرؤيا بركوب ثلاثة فرسان.‏ (‏رؤيا ٦:‏٣-‏٨؛‏ ١٢:‏٧-‏١٢‏)‏ وبحسب نبوة يسوع عن ‹علامة حضوره واختتام نظام الاشياء›،‏ فإن ركوب هؤلاء الفرسان يُنتِج الحروب،‏ المجاعات،‏ والاوبئة المميتة.‏ (‏متى ٢٤:‏٣،‏ ٧؛‏ لوقا ٢١:‏٧-‏١١‏)‏ وستزداد حدة هذه المشاكل،‏ تماما كآ‌لام ‹المخاض› قبيل الولادة،‏ حتى ‹يُتِمّ المسيح غلبته› بمحو كل اثر لهيئة الشيطان المنظورة.‏ a —‏ متى ٢٤:‏٨‏.‏

١١ كيف يشهد تاريخ الجماعة المسيحية على سلطة المسيح الملكية؟‏

١١ والدليل الآخر على سلطة يسوع الملكية هو الحماية التي يزوِّدها للجماعة المسيحية لكي تتمِّم تفويضها ان تكرز برسالة الملكوت حول العالم.‏ فرغم المقاومة الشرسة التي تشنّها بابل العظيمة —‏ الامبراطورية العالمية للدين الباطل —‏ والحكومات العدائية،‏ لم يستمر عمل الكرازة فحسب،‏ بل وصل ايضا الى نطاق لم يسبق له مثيل في تاريخ العالم.‏ (‏رؤيا ١٧:‏٥،‏ ٦‏)‏ فيا له من دليل قاطع يُثبِت ان المسيح صار ملكا!‏ —‏ مزمور ١١٠:‏٣‏.‏

١٢ لماذا لا يميّز معظم الناس حضور المسيح غير المنظور؟‏

١٢ ولكن من المحزن ان معظم الناس،‏ بمَن فيهم ملايين المدّعين المسيحية،‏ لا يميّزون المغزى الحقيقي للحوادث البالغة الاهمية التي تجري على الارض اليوم.‏ حتى انهم يستهزئون بالذين يعلنون ملكوت اللّٰه.‏ (‏٢ بطرس ٣:‏٣،‏ ٤‏)‏ لماذا؟‏ لأن الشيطان يعمي اذهانهم.‏ (‏٢ كورنثوس ٤:‏٣،‏ ٤‏)‏ فمنذ قرون عديدة،‏ ابتدأ يضع برقع الظلام الروحي على عيونهم.‏ حتى انه جعلهم يتخلّون عن رجاء الملكوت الثمين.‏

التخلي عن رجاء الملكوت

١٣ ماذا حدث نتيجة برقع الظلام الروحي؟‏

١٣ انبأ يسوع ان اشخاصا مرتدين،‏ كالزوان المزروع بين الحنطة،‏ سيتسللون الى الجماعة المسيحية ويضلّون كثيرين.‏ (‏متى ١٣:‏٢٤-‏٣٠،‏ ٣٦-‏٤٣؛‏ اعمال ٢٠:‏٢٩-‏٣١؛‏ يهوذا ٤‏)‏ وبمرور الوقت،‏ تبنى هؤلاء المدّعون المسيحية اعيادا وممارسات وتعاليم وثنية،‏ زاعمين ان بإمكانهم اعتبارها مسيحية.‏ على سبيل المثال،‏ يتأصل عيد الميلاد من طقوس عبادة الالهَين الوثنيَّين مِثرا وزحل.‏ ولكن ماذا جعل المدّعين المسيحية يتبنون هذه الاحتفالات غير المسيحية؟‏ تقول دائرة المعارف البريطانية:‏ «تأسس عيد الميلاد،‏ عيد ميلاد يسوع المسيح،‏ نتيجة التلاشي التدريجي لتوقّع رجوع المسيح الوشيك».‏

١٤ كيف حرَّفت تعاليم اوريجانس وأوغسطين حق الملكوت؟‏

١٤ لاحِظ ايضا التحريف في معنى كلمة «ملكوت».‏ يذكر كتاب ملكوت اللّٰه بمفهوم القرن العشرين (‏بالانكليزية)‏:‏ «وسمت تعاليم اوريجانس [لاهوتي عاش في القرن الثالث] نقطة التحوّل في استعمال كلمة ‹ملكوت› في المسيحية،‏ بحيث صارت تعني حكم اللّٰه في القلب».‏ وعلامَ اسّس اوريجانس تعليمه؟‏ ليس على الاسفار المقدسة،‏ بل على ‹اساس فلسفة ونظرة مختلفتَين كليّا عن نظرة يسوع والكنيسة الباكرة›.‏ كما ان اوغسطين من هيپّو (‏٣٥٤-‏٤٣٠ ب‌م)‏ ذكر في كتابه مدينة اللّٰه (‏باللاتينية)‏ ان الكنيسة نفسها هي ملكوت اللّٰه.‏ وبناء على هذا التفكير غير المؤسس على الاسفار المقدسة،‏ صارت كنائس العالم المسيحي تتولى سلطة سياسية.‏ وطوال قرون عديدة،‏ غالبا ما تمارس سلطتها هذه بوحشية.‏ —‏ رؤيا ١٧:‏٥،‏ ١٨‏.‏

١٥ كيف تتمّ غلاطية ٦:‏٧ في حالة الكثير من كنائس العالم المسيحي؟‏

١٥ لكنَّ الكنائس اليوم تحصد ما زرعته.‏ (‏غلاطية ٦:‏٧‏)‏ فكنائس كثيرة تخسر سلطتها ورعاياها.‏ وتنتشر هذه الظاهرة بشكل ملحوظ في اوروبا.‏ فاستنادا الى صحيفة المسيحية اليوم (‏بالانكليزية)‏،‏ لا تُستخدَم «كاتدرائيات اوروبا الضخمة كبيوت للعبادة بل كمتاحف،‏ لا يَؤُمّها إلا السيّاح».‏ كما ان هذه الظاهرة نفسها منتشرة في انحاء اخرى من العالم.‏ فأيّ إنذار يحمله ذلك للدين الباطل؟‏ هل يزول نتيجة تضاؤل الدعم المادي له او تناقص اعضائه؟‏ وكيف يؤثر ذلك في الدين الحقيقي؟‏

كُن مستعدا ليوم اللّٰه العظيم

١٦ لماذا العداء المتزايد نحو بابل العظيمة امر جدير بالملاحظة؟‏

١٦ ان الدخان والرماد اللذين يقذفهما البركان الذي كان هامدا طوال فترة من الوقت هما انذار بثوران يوشك ان يحدث.‏ على نحو مماثل،‏ فإن العداء المتزايد نحو الدين في انحاء كثيرة من الارض هو دليل ان ايام الدين الباطل باتت معدودة.‏ فعمّا قريب،‏ سيدفع يهوه السياسيين في العالم الى التضافر بغية تشهير وتخريب الزانية الروحية بابل العظيمة.‏ (‏رؤيا ١٧:‏١٥-‏١٧؛‏ ١٨:‏٢١‏)‏ ولكن هل يلزم ان يخاف المسيحيون الحقيقيون من هذه الحادثة وأحداث ‹الضيق العظيم› الاخرى التي ستليها؟‏ (‏متى ٢٤:‏٢١‏)‏ بالعكس!‏ فلديهم اسباب للابتهاج عندما يتَّخذ اللّٰه الاجراء ضد الاشرار.‏ (‏رؤيا ١٨:‏٢٠؛‏ ١٩:‏١،‏ ٢‏)‏ لنتأمل في ما حدث لأورشليم في القرن الاول وللمسيحيين العائشين فيها.‏

١٧ لماذا يمكن لخدام يهوه الامناء ان يشعروا بالثقة عند مجيء نهاية هذا النظام؟‏

١٧ عندما حاصرت الجيوش الرومانية اورشليم سنة ٦٦ ب‌م،‏ لم يُصعَق المسيحيون المتيقظون روحيا او يرتعبوا.‏ فلأنهم تلاميذ مجتهدون لكلمة اللّٰه،‏ عرفوا ‹ان خراب اورشليم قد اقترب›.‏ (‏لوقا ٢١:‏٢٠‏)‏ كما عرفوا ان اللّٰه سيفتح لهم مجالا للهرب الى مكان آمن.‏ وهذا تماما ما حدث.‏ (‏دانيال ٩:‏٢٦؛‏ متى ٢٤:‏١٥-‏١٩؛‏ لوقا ٢١:‏٢١‏)‏ اليوم ايضا،‏ يمكن للذين يعرفون اللّٰه ويطيعون ابنه ان يشعروا بالثقة عند مجيء نهاية هذا النظام.‏ (‏٢ تسالونيكي ١:‏٦-‏٩‏)‏ فعندما يندلع الضيق العظيم،‏ ‹سينتصبون بابتهاج ويرفعون رؤوسهم،‏ لأنهم يعرفون ان نجاتهم قريبة›.‏ —‏ لوقا ٢١:‏٢٨‏.‏

١٨ ماذا ستكون نتيجة هجوم جوج الشامل على خدام يهوه؟‏

١٨ بعد دمار بابل العظيمة،‏ سيشنّ الشيطان ابليس،‏ بصفته جوجا من ارض ماجوج،‏ هجوما شاملا على شهود يهوه المسالمين.‏ وستأتي حشوده «كسحاب يغطي الارض»،‏ متوقعين ان يحققوا انتصارا سهلا.‏ فما اشدّ الصدمة التي تنتظرهم!‏ (‏حزقيال ٣٨:‏١٤-‏١٦،‏ ١٨-‏٢٣‏)‏ يكتب الرسول يوحنا:‏ «رأيت السماء مفتوحة،‏ وإذا فرس ابيض.‏ والجالس عليه يُدعى الامين والحق.‏  .‏ .‏ .‏ من فمه يخرج سيف طويل ماض،‏ لكي يضرب به الامم».‏ و «ملك الملوك» الذي لا يُقهَر هذا سينقذ عبّاد يهوه الاولياء ويبيد كل اعدائهم.‏ (‏رؤيا ١٩:‏١١-‏٢١‏)‏ فيا لها من خاتمة رائعة لإتمام رؤيا التجلي!‏

١٩ كيف سيؤثر النصر التام الذي سيحققه المسيح في تلاميذه الاولياء،‏ وماذا ينبغي ان يفعلوا الآن؟‏

١٩ ان يسوع سوف «يظهر عجيبا في ذلك اليوم مع جميع الذين مارسوا الايمان،‏ لأن الشهادة التي اديناها لاقت ايمانا بينكم».‏ (‏٢ تسالونيكي ١:‏١٠‏)‏ فإذا اردت ان تكون آنذاك بين الذين يُظهِرون المهابة والتوقير لابن اللّٰه الظافر،‏ فاستمر في تقوية ايمانك و ‹كُن مستعدا،‏ لأنه في ساعة لا تظن يأتي ابن الانسان›.‏ —‏ متى ٢٤:‏٤٣،‏ ٤٤‏.‏

اِبقَ واعيا

٢٠ (‏أ)‏ كيف نُظهِر تقديرنا ‹للعبد الامين الفطين› الذي اقامه اللّٰه؟‏ (‏ب)‏ اية اسئلة ينبغي ان نطرحها على انفسنا؟‏

٢٠ يحضّ «العبد الامين الفطين» دائما شعب اللّٰه ان يظلوا متيقظين روحيا ويبقوا واعين.‏ (‏متى ٢٤:‏٤٥،‏ ٤٦؛‏ ١ تسالونيكي ٥:‏٦‏)‏ فهل تقدِّر هذه التذكيرات التي تأتي في حينها؟‏ هل تأخذها في الاعتبار حين تضع اولوياتك في الحياة؟‏ لمَ لا تسأل نفسك:‏ ‹هل املك بصرا روحيا واضحا يمكِّنني من رؤية ابن اللّٰه يحكم في السماء؟‏ هل اراه مستعدا لتنفيذ الدينونة الالهية في بابل العظيمة وباقي نظام الشيطان؟‏›.‏

٢١ لماذا ربما يسمح البعض لبصرهم الروحي بأن يضعف،‏ وماذا من الملحّ ان يفعلوا؟‏

٢١ يسمح بعض الذين يعاشرون شعب يهوه اليوم لبصرهم الروحي بأن يضعف.‏ فهل يمكن ان يكون السبب افتقارهم الى الصبر او الاحتمال،‏ كما كانت حال البعض من تلاميذ يسوع الاولين؟‏ هل تؤثِّر فيهم هموم الحياة،‏ المادية،‏ او الاضطهاد؟‏ (‏متى ١٣:‏٣-‏٨،‏ ١٨-‏٢٣؛‏ لوقا ٢١:‏٣٤-‏٣٦‏)‏ او ربما يستصعب البعض فهم معلومات معينة نشرها «العبد الامين الفطين».‏ اذا كانت اية حالة من الحالات الآنفة الذكر تنطبق عليك،‏ نحثّك ان تدرس كلمة اللّٰه بغيرة متجدِّدة وأن تتضرع الى يهوه لكي تستعيد علاقتك المتينة واللصيقة به.‏ —‏ ٢ بطرس ٣:‏١١-‏١٥‏.‏

٢٢ كيف اثّر فيكم شخصيا التأمل في رؤيا التجلي والنبوات المتعلقة بها؟‏

٢٢ مُنحَت رؤيا التجلي لتلاميذ يسوع حين كانوا بحاجة الى التشجيع.‏ أما اليوم،‏ فلدينا شيء اعظم بكثير لتقويتنا:‏ إتمام هذه اللمحة المسبقة الرائعة والنبوات المتعلقة بها.‏ وإذ نتأمل في هذه الحقائق المجيدة ومغزاها المستقبلي،‏ فلنردِّد نحن ايضا من كل قلبنا المشاعر التي عبّر عنها الرسول يوحنا حين قال:‏ «آمين!‏ تعالَ،‏ ايّها الرب يسوع».‏ —‏ رؤيا ٢٢:‏٢٠‏.‏

‏[الحاشية]‏

a ان كلمة مخاض هي ترجمة حرفية للكلمة اليونانية الاصلية.‏ (‏قارن متى ٢٤:‏٨‏،‏ ترجمة الملكوت ما بين السطور،‏ بالانكليزية‏)‏ وهذا يعني ان مشاكل العالم ستزداد في عددها،‏ حدتها،‏ وطولها،‏ تماما كآ‌لام المخاض.‏ وستبلغ ذروتها في الضيق العظيم.‏

هل تذكرون؟‏

‏• في سبعينات القرن التاسع عشر،‏ ماذا فهم فريق صغير من تلاميذ الكتاب المقدس عن رجوع المسيح؟‏

‏• كيف تمّت رؤيا التجلي؟‏

‏• كيف اثّر خروج يسوع ليُتِمّ غلبته في العالم والجماعة المسيحية؟‏

‏• ماذا يجب ان نفعل لنكون بين الذين سينجون عندما يُتِمّ يسوع غلبته؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصور في الصفحتين ١٦،‏ ١٧]‏

اللمحة المسبقة تصبح حقيقة

‏[الصور في الصفحة ١٨]‏

هل تعرف ماذا حدث عندما خرج المسيح ليُتِمّ غلبته؟‏