ارفضْ تفكير العالم
«اِحْذَرُوا لِئَلَّا يَسْبِيَكُمْ أَحَدٌ بِٱلْفَلْسَفَةِ وَٱلْخِدَاعِ ٱلْفَارِغِ . . . حَسَبَ مَبَادِئِ ٱلْعَالَمِ». — كو ٢:٨.
اَلتَّرْنِيمَتَانِ: ٦٠، ٢٦
١ أَيُّ نَصِيحَةٍ قَدَّمَهَا بُولُسُ لِلْمَسِيحِيِّينَ فِي كُولُوسِّي؟ (اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي بِدَايَةِ ٱلْمَقَالَةِ.)
كَتَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ رِسَالَتَهُ إِلَى ٱلْمَسِيحِيِّينَ فِي كُولُوسِّي خِلَالَ سَجْنِهِ فِي رُومَا نَحْوَ عَامِ ٦٠-٦١ بم. وَشَجَّعَهُمْ فِيهَا أَنْ يَكْتَسِبُوا ‹ٱلْفَهْمَ ٱلرُّوحِيَّ›. (كو ١:٩) وَأَضَافَ: «أَقُولُ هٰذَا لِئَلَّا يَغُرَّكُمْ أَحَدٌ بِحُجَجٍ تَهْدِفُ إِلَى إِقْنَاعِكُمْ. اِحْذَرُوا لِئَلَّا يَسْبِيَكُمْ أَحَدٌ بِٱلْفَلْسَفَةِ وَٱلْخِدَاعِ ٱلْفَارِغِ حَسَبَ تَقْلِيدِ ٱلنَّاسِ، حَسَبَ مَبَادِئِ ٱلْعَالَمِ ٱلْأَوَّلِيَّةِ وَلَيْسَ حَسَبَ ٱلْمَسِيحِ». (كو ٢:٤، ٨) ثُمَّ أَوْضَحَ مَا ٱلْخَطَأُ فِي بَعْضِ ٱلْأَفْكَارِ ٱلشَّائِعَةِ، وَلِمَ تُعْجِبُ ٱلْبَشَرَ ٱلنَّاقِصِينَ. فَهِيَ تُشْعِرُهُمْ مَثَلًا أَنَّهُمْ حُكَمَاءُ وَمُهِمُّونَ. لِذَا كَتَبَ بُولُسُ رِسَالَتَهُ لِيُسَاعِدَ ٱلْإِخْوَةَ أَنْ يَرْفُضُوا تَفْكِيرَ ٱلْعَالَمِ وَٱلْمُمَارَسَاتِ ٱلْخَاطِئَةَ. — كو ٢:١٦، ١٧، ٢٣.
٢ لِمَاذَا سَنُنَاقِشُ أَمْثِلَةً عَلَى ٱلْأَفْكَارِ ٱلْعَالَمِيَّةِ؟
٢ اَلْيَوْمَ أَيْضًا، يَتَجَاهَلُ ٱلْعَالَمُ شَرَائِعَ ٱللهِ وَيَعْتَبِرُهَا بِلَا قِيمَةٍ. وَيُمْكِنُ لِتَفْكِيرِهِ أَنْ يُضْعِفَ إِيمَانَنَا تَدْرِيجِيًّا وَيُفْسِدَ عُقُولَنَا. وَنَحْنُ نَتَعَرَّضُ لِهٰذَا ٱلتَّفْكِيرِ مِنْ خِلَالِ ٱلتِّلِفِزْيُونِ وَٱلْإِنْتِرْنِت وَكَذٰلِكَ فِي ٱلْعَمَلِ وَٱلْمَدْرَسَةِ. فَكَيْفَ نَحْمِي عُقُولَنَا
مِنْهُ؟ سَنُنَاقِشُ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ خَمْسَةَ أَفْكَارٍ عَالَمِيَّةٍ وَنَتَعَلَّمُ كَيْفَ نَرْفُضُهَا.لَا دَاعِيَ أَنْ أُومِنَ بِٱللهِ
٣ أَيُّ فِكْرَةٍ تُعْجِبُ كَثِيرِينَ، وَلِمَاذَا؟
٣ «لَا أَحْتَاجُ إِلَى ٱلْإِيمَانِ بِٱللهِ لِأَكُونَ شَخْصًا صَالِحًا». يَقُولُ كَثِيرُونَ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ إِنَّهُمْ لَا يُؤْمِنُونَ بِٱللهِ، وَيَعْتَبِرُونَ أَنْفُسَهُمْ «لَا دِينِيِّينَ». وَبَعْضُ هٰؤُلَاءِ لَا يَهُمُّهُمْ هَلِ ٱللهُ مَوْجُودٌ أَوْ لَا، بَلْ يَرْغَبُونَ أَنْ يَعِيشُوا كَمَا يَحْلُو لَهُمْ. (اقرإ المزمور ١٠:٤.) وَيَشْعُرُ آخَرُونَ أَنَّهُمْ يَبْدُونَ أَذْكِيَاءَ حِينَ يَقُولُونَ: «اَلْأَخْلَاقُ ٱلْحَسَنَةُ لَا تَتَوَقَّفُ عَلَى ٱلْإِيمَانِ بِٱللهِ».
٤ كَيْفَ نُوضِحُ أَنَّ ٱللهَ مَوْجُودٌ؟
٤ وَلٰكِنْ هَلْ مَنْطِقِيٌّ أَنْ نَرْفُضَ وُجُودَ خَالِقٍ؟ يَضِيعُ ٱلْبَعْضُ فِي مَتَاهَةٍ مِنَ ٱلْمَعْلُومَاتِ حِينَ يَبْحَثُونَ عَنِ ٱلْجَوَابِ فِي ٱلْعِلْمِ. لٰكِنَّ ٱلْحَقِيقَةَ وَاضِحَةٌ وَبَسِيطَةٌ. تَأَمَّلْ فِي مَا يَلِي: مُسْتَحِيلٌ أَنْ يَظْهَرَ مَبْنًى دُونَ أَنْ يَبْنِيَهُ أَحَدٌ. فَهَلْ مَعْقُولٌ أَنْ تَظْهَرَ ٱلْكَائِنَاتُ ٱلْحَيَّةُ دُونَ خَالِقٍ؟! هٰذَا وَإِنَّ أَبْسَطَ ٱلْخَلَايَا هِيَ أَكْثَرُ تَعْقِيدًا مِنْ أَيِّ بَيْتٍ. فَهِيَ تَقْدِرُ مَثَلًا أَنْ تَتَكَاثَرَ، مِمَّا يَتَطَلَّبُ أَنْ تُخَزِّنَ ٱلْمَعْلُومَاتِ وَتَنْسَخَهَا. فَمَنْ صَمَّمَهَا؟ يُجِيبُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ: «كُلُّ بَيْتٍ يَبْنِيهِ أَحَدٌ، وَلٰكِنَّ بَانِيَ كُلِّ شَيْءٍ هُوَ ٱللهُ». — عب ٣:٤.
٥ كَيْفَ نَرُدُّ عَلَى ٱلْفِكْرَةِ أَنَّنَا لَا نَحْتَاجُ إِلَى ٱللهِ لِنَكُونَ صَالِحِينَ؟
٥ وَمَاذَا عَنِ ٱلِٱعْتِقَادِ أَنَّ ٱلْإِنْسَانَ لَا يَحْتَاجُ إِلَى ٱلْإِيمَانِ بِٱللهِ لِيَكُونَ صَالِحًا؟ تُؤَكِّدُ كَلِمَةُ ٱللهِ أَنَّ غَيْرَ ٱلْمُؤْمِنِينَ يَتَحَلَّوْنَ بِبَعْضِ ٱلْقِيَمِ وَٱلْآدَابِ ٱلْجَيِّدَةِ. (رو ٢:١٤، ١٥) فَقَدْ يُحِبُّونَ وَالِدِيهِمْ مَثَلًا وَيَحْتَرِمُونَهُمْ. وَلٰكِنْ دُونَ ٱلْمَبَادِئِ ٱلْإِلٰهِيَّةِ، مِنَ ٱلْمُمْكِنِ أَنْ يَتَّخِذُوا قَرَارَاتٍ سَيِّئَةً جِدًّا. (اش ٣٣:٢٢) كَمَا أَنَّ مُثَقَّفِينَ كَثِيرِينَ يُوَافِقُونَ أَنَّ أَوْضَاعَ ٱلْعَالَمِ تَدُلُّ أَنَّ ٱلْبَشَرَ بِحَاجَةٍ إِلَى ٱللهِ. (اقرأ ارميا ١٠:٢٣.) فَٱلْإِنْسَانُ لَا يَقْدِرُ أَنْ يَعْرِفَ ٱلصَّوَابَ كَامِلًا دُونَ أَنْ يُؤْمِنَ بِٱللهِ وَيَتْبَعَ مَبَادِئَهُ. فَلَا نَسْمَحْ لِلْعَالَمِ بِأَنْ يَخْدَعَنَا. — مز ١٤٦:٣.
لَا أَحْتَاجُ إِلَى ٱلدِّينِ
٦ كَيْفَ يَنْظُرُ كَثِيرُونَ إِلَى ٱلدِّينِ؟
٦ «لَا أَحْتَاجُ إِلَى ٱلدِّينِ لِأَعِيشَ حَيَاةً سَعِيدَةً». تُعْجِبُ هٰذِهِ ٱلْفِكْرَةُ كَثِيرِينَ لِأَنَّهُمْ يَعْتَبِرُونَ ٱلدِّينَ مُمِلًّا وَبِلَا فَائِدَةٍ. كَمَا أَنَّ أَدْيَانًا عَدِيدَةً تُبْعِدُ ٱلنَّاسَ عَنِ ٱللهِ لِأَنَّهَا تَتَدَخَّلُ فِي ٱلسِّيَاسَةِ، تَجْمَعُ ٱلْعُشُورَ، وَتُعَلِّمُ عَقَائِدَ بَاطِلَةً مِثْلَ نَارِ جَهَنَّمَ. فَلَا عَجَبَ أَنْ يَتَزَايَدَ مَنْ يَعْتَقِدُونَ أَنَّ حَيَاتَهُمْ أَسْعَدُ بِلَا دِينٍ. فَنَسْمَعُهُمْ يَقُولُونَ: «أُحِبُّ ٱللهَ، لٰكِنِّي لَا أُحِبُّ ٱلْأَدْيَانَ».
٧ لِمَاذَا يُفْرِحُنَا ٱلدِّينُ ٱلْحَقِيقِيُّ؟
٧ وَهَلْ صَحِيحٌ أَنَّنَا لَا نَحْتَاجُ إِلَى ٱلدِّينِ؟ لَا شَكَّ أَنَّ ٱلْإِنْسَانَ يَعِيشُ سَعِيدًا بِلَا ٱلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ. لٰكِنَّهُ لَنْ يَشْعُرَ بِٱلسَّعَادَةِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ إِلَّا إِذَا تَمَتَّعَ بِعَلَاقَةٍ مَعَ يَهْوَهَ، «ٱلْإِلٰهِ ٱلسَّعِيدِ». (١ تي ١:١١) فَيَهْوَهُ يَفْعَلُ كُلَّ شَيْءٍ لِخَيْرِ ٱلْآخَرِينَ. وَعِبَادَتُهُ تُفْرِحُنَا لِأَنَّهَا تُشَجِّعُنَا عَلَى تَقْدِيمِ ٱلْمُسَاعَدَةِ أَيْضًا. (اع ٢٠:٣٥) كَمَا تُسَاهِمُ فِي سَعَادَةِ عَائِلَتِنَا. فَهِيَ تُعَلِّمُنَا أَنْ نَحْتَرِمَ رَفِيقَ زَوَاجِنَا، نَلْتَزِمَ بِنُذُورِ ٱلزَّوَاجِ، نُرَبِّيَ أَوْلَادًا مُهَذَّبِينَ، وَنُحِبَّ عَائِلَتَنَا مَحَبَّةً حَقِيقِيَّةً. وَبِفَضْلِ ٱلدِّينِ ٱلْحَقِيقِيِّ، نَتَمَتَّعُ بِٱلسَّلَامِ وَٱلْوَحْدَةِ فِي ٱلْجَمَاعَاتِ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ. — اقرأ اشعيا ٦٥:١٣، ١٤.
٨ بِحَسَبِ مَتَّى ٥:٣، مَاذَا يُفْرِحُ ٱلْإِنْسَانَ؟ أَوْضِحْ.
٨ وَكَيْفَ نَرُدُّ عَلَى ٱلِٱعْتِقَادِ بِأَنَّ ٱلشَّخْصَ يَكُونُ سَعِيدًا دُونَ أَنْ يَعْبُدَ ٱللهَ؟ فَكِّرْ فِي ٱلسُّؤَالِ ٱلتَّالِي: مَاذَا يُفْرِحُ ٱلنَّاسَ؟ يَتَمَتَّعُ ٱلْبَعْضُ بِٱلْعَمَلِ أَوْ بِمُمَارَسَةِ رِيَاضَةٍ أَوْ هِوَايَةٍ مَا. أَمَّا آخَرُونَ فَيَشْعُرُونَ بِٱلسَّعَادَةِ حِينَ يَهْتَمُّونَ بِعَائِلَتِهِمْ وَأَصْدِقَائِهِمْ. لَا شَكَّ أَنَّ هٰذِهِ ٱلنَّشَاطَاتِ مُفْرِحَةٌ. لٰكِنَّ حَيَاتَنَا لَهَا هَدَفٌ أَسْمَى يَجْلُبُ لَنَا سَعَادَةً دَائِمَةً. فَعَلَى عَكْسِ ٱلْمَخْلُوقَاتِ غَيْرِ ٱلْعَاقِلَةِ، أَتَاحَ لَنَا ٱللهُ أَنْ نَتَعَرَّفَ إِلَيْهِ وَنَخْدُمَهُ. وَقَدْ خَلَقَنَا بِحَيْثُ يُشْعِرُنَا ذٰلِكَ بِٱلسَّعَادَةِ. (اقرأ متى ٥:٣.) وَبِٱلْفِعْلِ، يَفْرَحُ خُدَّامُ يَهْوَهَ وَيَتَشَجَّعُونَ حِينَ يَجْتَمِعُونَ مَعًا لِيَعْبُدُوهُ. (مز ١٣٣:١) كَمَا أَنَّهُمْ يُسَرُّونَ بِوَحْدَتِهِمِ ٱلْعَالَمِيَّةِ، مَبَادِئِهِمِ ٱلسَّامِيَةِ، وَرَجَائِهِمِ ٱلرَّائِعِ.
أَنَا حُرٌّ فِي حَيَاتِي
٩ (أ) أَيُّ فِكْرَةٍ عَنِ ٱلْجِنْسِ شَائِعَةٌ فِي ٱلْعَالَمِ؟ (ب) لِمَ تَدِينُ كَلِمَةُ ٱللهِ ٱلْجِنْسَ خَارِجَ ٱلزَّوَاجِ؟
٩ «مَا ٱلْخَطَأُ فِي مُمَارَسَةِ ٱلْجِنْسِ خَارِجَ ٱلزَّوَاجِ؟». يَقُولُ لَنَا ٱلنَّاسُ أَحْيَانًا: «لِمَ أَنْتُمْ مُتَزَمِّتُونَ هٰكَذَا؟ عِيشُوا حَيَاتَكُمْ». لٰكِنَّ كَلِمَةَ ٱللهِ تَدِينُ ٱلْعَهَارَةَ. * (اقرأ ١ تسالونيكي ٤:٣-٨.) وَهِيَ تَقُولُ إِنَّ ٱلْعَلَاقَاتِ ٱلْجِنْسِيَّةَ يَجِبُ أَنْ تَكُونَ مَحْصُورَةً بَيْنَ رَجُلٍ وَٱمْرَأَةٍ مُتَزَوِّجَيْنِ. وَيَهْوَهُ يَحِقُّ لَهُ أَنْ يُحَدِّدَ ٱلصَّحَّ وَٱلْخَطَأَ لِأَنَّهُ خَلَقَنَا. وَقَدْ أَعْطَانَا وَصَايَاهُ لِأَنَّهُ يُحِبُّنَا وَيُرِيدُ مَصْلَحَتَنَا. فَٱلْعَائِلَاتُ ٱلَّتِي تُطِيعُهَا تَنْعَمُ بِٱلْأَمَانِ وَٱلْمَحَبَّةِ، وَيُظْهِرُ أَفْرَادُهَا ٱلِٱحْتِرَامَ وَاحِدُهُمْ لِلْآخَرِ. أَمَّا ٱلَّذِينَ يَعْرِفُونَ وَصَايَاهُ وَلَا يُطِيعُونَهَا، فَسَيَدِينُهُمُ ٱللهُ. — عب ١٣:٤.
١٠ كَيْفَ نَتَجَنَّبُ ٱلْعَهَارَةَ؟
١٠ وَتُعَلِّمُنَا كَلِمَةُ ٱللهِ كَيْفَ نَتَجَنَّبُ ٱلْعَهَارَةَ. فَمِنَ ٱلْمُهِمِّ مَثَلًا أَنْ نَضْبُطَ نَظَرَنَا. قَالَ يَسُوعُ: «كُلُّ مَنْ يُدَاوِمُ عَلَى ٱلنَّظَرِ إِلَى ٱمْرَأَةٍ لِيَشْتَهِيَهَا، فَقَدْ زَنَى بِهَا فِي قَلْبِهِ. فَإِنْ كَانَتْ عَيْنُكَ ٱلْيُمْنَى تُعْثِرُكَ، فَٱقْلَعْهَا وَأَلْقِهَا عَنْكَ». (مت ٥:٢٨، ٢٩) لِذٰلِكَ لَا نُشَاهِدُ مَوَادَّ إِبَاحِيَّةً وَلَا نَسْتَمِعُ إِلَى أَغَانٍ بَذِيئَةٍ. كَمَا نُطَبِّقُ نَصِيحَةَ بُولُسَ: «أَمِيتُوا . . . أَعْضَاءَ جَسَدِكُمُ ٱلَّتِي عَلَى ٱلْأَرْضِ مِنْ جِهَةِ ٱلْعَهَارَةِ». (كو ٣:٥) وَمِنَ ٱلضَّرُورِيِّ أَيْضًا أَنْ نَضْبُطَ أَفْكَارَنَا وَأَحَادِيثَنَا. — اف ٥:٣-٥.
اَلْمِهْنَةُ ٱلْمُرْبِحَةُ هِيَ أَفْضَلُ هَدَفٍ فِي ٱلْحَيَاةِ
١١ لِمَ يَسْعَى كَثِيرُونَ وَرَاءَ مِهْنَةٍ مُرْبِحَةٍ؟
١١ «اَلْمِهْنَةُ ٱلنَّاجِحَةُ هِيَ مِفْتَاحُ ٱلسَّعَادَةِ».
يُشَجِّعُنَا كَثِيرُونَ أَنْ نَسْتَثْمِرَ وَقْتَنَا وَطَاقَتَنَا فِي مِهْنَةٍ مَا، خُصُوصًا فِي مِهْنَةٍ تَعِدُنَا بِٱلشُّهْرَةِ وَٱلسُّلْطَةِ وَٱلْغِنَى. وَمِنَ ٱلْمُمْكِنِ أَنْ يُؤَثِّرَ فِينَا هٰذَا ٱلتَّفْكِيرُ لِأَنَّهُ شَائِعٌ جِدًّا فِي ٱلْعَالَمِ.١٢ هَلِ ٱلْمِهْنَةُ ٱلنَّاجِحَةُ هِيَ مِفْتَاحُ ٱلسَّعَادَةِ؟
١٢ فَهَلْ يَتَمَتَّعُ ٱلْإِنْسَانُ بِسَعَادَةٍ دَائِمَةٍ إِذَا نَجَحَ فِي مِهْنَةٍ تُحَقِّقُ ٱلسُّلْطَةَ وَٱلشُّهْرَةَ؟ كَلَّا. فَٱلشَّيْطَانُ سَعَى إِلَى ٱلسُّلْطَةِ وَٱلشُّهْرَةِ. لٰكِنَّهُ لَيْسَ سَعِيدًا، بَلْ غَاضِبٌ جِدًّا. (مت ٤:٨، ٩؛ رؤ ١٢:١٢) أَمَّا نَحْنُ فَنَفْرَحُ كَثِيرًا حِينَ نُعَلِّمُ ٱلنَّاسَ عَنِ ٱللهِ وَوُعُودِهِ. وَلَا مِهْنَةَ تَجْلُبُ لَنَا فَرَحًا كَهٰذَا. كَمَا أَنَّ رُوحَ ٱلْمُنَافَسَةِ فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْيَوْمَ تُوَلِّدُ ٱلْغَيْرَةَ وَٱلْعَدَاوَةَ بَيْنَ ٱلنَّاسِ. وَفِي ٱلنِّهَايَةِ يَجِدُونَ أَنَّ جُهُودَهُمْ لَيْسَتْ إِلَّا ‹سَعْيًا وَرَاءَ ٱلرِّيحِ›. — جا ٤:٤.
١٣ (أ) مَا نَظْرَتُنَا إِلَى ٱلْعَمَلِ؟ (ب) مَاذَا فَرَّحَ ٱلرَّسُولَ بُولُسَ؟
١٣ طَبْعًا، نَحْنُ بِحَاجَةٍ أَنْ نَكْسِبَ مَعِيشَتَنَا. وَلَا مُشْكِلَةَ أَبَدًا أَنْ نَخْتَارَ عَمَلًا نُحِبُّهُ. وَلٰكِنْ لَا يَجِبُ أَنْ يَكُونَ عَمَلُنَا أَهَمَّ مَا فِي حَيَاتِنَا. قَالَ يَسُوعُ: «مَا مِنْ أَحَدٍ يَسْتَطِيعُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِرَبَّيْنِ، لِأَنَّهُ إِمَّا أَنْ يُبْغِضَ ٱلْوَاحِدَ وَيُحِبَّ ٱلْآخَرَ، أَوْ يَلْتَصِقَ بِٱلْوَاحِدِ وَيَحْتَقِرَ ٱلْآخَرَ. لَا تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَكُونُوا عَبِيدًا لِلهِ وَٱلْمَالِ». (مت ٦:٢٤) وَحِينَ نُرَكِّزُ عَلَى خِدْمَةِ يَهْوَهَ وَتَعْلِيمِ ٱلنَّاسِ مِنْ كَلِمَتِهِ، نُحِسُّ بِفَرَحٍ لَا مَثِيلَ لَهُ. وَهٰذَا مَا لَمَسَهُ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ. فَفِي شَبَابِهِ، سَعَى وَرَاءَ مُسْتَقْبَلٍ وَاعِدٍ فِي ٱلدِّيَانَةِ ٱلْيَهُودِيَّةِ. لٰكِنَّهُ أَحَسَّ بِٱلسَّعَادَةِ ٱلْحَقِيقِيَّةِ حِينَ عَلَّمَ ٱلنَّاسَ كَلِمَةَ ٱللهِ وَرَآهَا تُغَيِّرُ حَيَاتَهُمْ. (اقرأ ١ تسالونيكي ٢:١٣، ١٩، ٢٠.) فِعْلًا، مَا مِنْ عَمَلٍ آخَرَ يُشْعِرُنَا بِسَعَادَةٍ كَهٰذِهِ.
نَفْرَحُ كَثِيرًا حِينَ نُعَلِّمُ ٱلنَّاسَ عَنِ ٱللهِ (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَتَيْنِ ١٢، ١٣.)
اَلْإِنْسَانُ قَادِرٌ أَنْ يَحُلَّ مَشَاكِلَهُ
١٤ لِمَ يَظُنُّ كَثِيرُونَ أَنَّ ٱلْإِنْسَانَ قَادِرٌ أَنْ يَحُلَّ مَشَاكِلَهُ؟
١٤ «يَقْدِرُ ٱلْبَشَرُ أَنْ يَحُلُّوا مَشَاكِلَ ٱلْعَالَمِ». لِمَاذَا تُعْجِبُ هٰذِهِ ٱلْفِكْرَةُ كَثِيرِينَ؟ لِأَنَّهَا تَعْنِي أَنَّ ٱلْإِنْسَانَ لَا يَحْتَاجُ إِلَى إِرْشَادِ ٱللهِ، بَلْ يَقْدِرُ أَنْ يَفْعَلَ
مَا يَحْلُو لَهُ. وَبِحَسَبِ بَعْضِ ٱلدِّرَاسَاتِ، يَشْهَدُ ٱلْعَالَمُ تَرَاجُعًا فِي ٱلْحُرُوبِ وَٱلْجَرَائِمِ وَٱلْأَمْرَاضِ وَٱلْفَقْرِ. ذَكَرَ أَحَدُ ٱلتَّقَارِيرِ: «اَلْبَشَرِيَّةُ تَتَقَدَّمُ لِأَنَّ ٱلْبَشَرَ قَرَّرُوا أَنْ يُحَسِّنُوا ٱلْعَالَمَ». فَهَلْ يَعْنِي ذٰلِكَ أَنَّ ٱلْإِنْسَانَ تَوَصَّلَ أَخِيرًا إِلَى حَلِّ مَشَاكِلِهِ؟ لِنَتَأَمَّلْ فِي بَعْضِ ٱلْحَقَائِقِ ٱلْمُهِمَّةِ.١٥ أَيُّ حَقَائِقَ تُبْرِزُ خُطُورَةَ مَشَاكِلِ ٱلْإِنْسَانِ؟
١٥ اَلْحُرُوبُ: بِحَسَبِ ٱلتَّقْدِيرَاتِ، مَاتَ أَكْثَرُ مِنْ ٦٠ مِلْيُونَ شَخْصٍ فِي ٱلْحَرْبَيْنِ ٱلْعَالَمِيَّتَيْنِ. مَعَ ذٰلِكَ، لَمْ يَتَعَلَّمِ ٱلْبَشَرُ ٱلدَّرْسَ. فَعَامَ ٢٠١٥، أُجْبِرَ أَكْثَرُ مِنِ ١٢ مِلْيُونَ شَخْصٍ عَلَى تَرْكِ مَنَازِلِهِمْ بِسَبَبِ ٱلْحَرْبِ أَوِ ٱلِٱضْطِهَادِ. وَهٰكَذَا بَلَغَ مَجْمُوعُ ٱلنَّازِحِينَ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ نَحْوَ ٦٥ مِلْيُونَ شَخْصٍ. اَلْجَرَائِمُ: صَحِيحٌ أَنَّ أَنْوَاعًا مُعَيَّنَةً مِنَ ٱلْجَرَائِمِ تَقِلُّ فِي بَعْضِ ٱلْمَنَاطِقِ، لٰكِنَّ أَنْوَاعًا أُخْرَى تَتَزَايَدُ بِسُرْعَةٍ خَطِيرَةٍ. مِثَالٌ عَلَى ذٰلِكَ ٱلْجَرَائِمُ ٱلْإِلِكْتُرُونِيَّةُ وَٱلْعُنْفُ ٱلْمَنْزِلِيُّ وَٱلْإِرْهَابُ وَٱلْفَسَادُ. فَٱلْإِنْسَانُ إِذًا لَا يَقْدِرُ أَنْ يَضَعَ حَدًّا لِلْجَرِيمَةِ. اَلْأَمْرَاضُ: سَيْطَرَ ٱلْإِنْسَانُ عَلَى ٱلْعَدِيدِ مِنَ ٱلْأَمْرَاضِ. وَلٰكِنْ وَفْقًا لِتَقْرِيرٍ صَدَرَ عَامَ ٢٠١٣، يَمُوتُ سَنَوِيًّا تِسْعَةُ مَلَايِينِ شَخْصٍ تَحْتَ عُمْرِ ٱلسِّتِّينَ بِسَبَبِ أَمْرَاضِ ٱلْقَلْبِ وَٱلْجِهَازِ ٱلتَّنَفُّسِيِّ وَٱلسَّرَطَانِ وَٱلسَّكْتَةِ ٱلدِّمَاغِيَّةِ وَٱلدَّاءِ ٱلسُّكَّرِيِّ. اَلْفَقْرُ: وَفْقًا لِلْبَنْكِ ٱلدُّوَلِيِّ، ٱرْتَفَعَ عَدَدُ ٱلَّذِينَ يَعِيشُونَ فِي فَقْرٍ مُدْقِعٍ بِإِفْرِيقْيَا مِنْ ٢٨٠ مِلْيُونًا عَامَ ١٩٩٠ إِلَى ٣٣٠ مِلْيُونًا عَامَ ٢٠١٢.
١٦ (أ) لِمَ مَلَكُوتُ ٱللهِ هُوَ ٱلْحَلُّ ٱلْوَحِيدُ لِمَشَاكِلِ ٱلْبَشَرِ؟ (ب) أَيُّ بَرَكَاتٍ مَذْكُورَةٌ فِي إِشَعْيَا وَٱلْمَزْمُورِ؟
١٦ يَتَحَكَّمُ أَشْخَاصٌ أَنَانِيُّونَ بِٱلْمُؤَسَّسَاتِ ٱلِٱقْتِصَادِيَّةِ وَٱلسِّيَاسِيَّةِ فِي أَيَّامِنَا. لِذَا لَا أَمَلَ أَنْ يَقْضُوا عَلَى ٱلْحُرُوبِ وَٱلْجَرَائِمِ وَٱلْأَمْرَاضِ وَٱلْفَقْرِ. أَمَّا مَلَكُوتُ ٱللهِ فَقَادِرٌ عَلَى ذٰلِكَ. إِلَيْكَ مَا سَيَفْعَلُهُ يَهْوَهُ مِنْ أَجْلِنَا. اَلْحُرُوبُ: سَيُزِيلُ مَلَكُوتُ ٱللهِ كُلَّ مُسَبِّبَاتِ ٱلْحُرُوبِ. فَهُوَ سَيَتَغَلَّبُ عَلَى ٱلْأَنَانِيَّةِ وَٱلْفَسَادِ وَٱلتَّعَصُّبِ ٱلْقَوْمِيِّ وَٱلدِّينِ ٱلْبَاطِلِ، وَسَيَقْضِي عَلَى ٱلشَّيْطَانِ نَفْسِهِ. (مز ٤٦:٨، ٩) اَلْجَرَائِمُ: سَيَنْشُرُ مَلَكُوتُ ٱللهِ ٱلْمَحَبَّةَ وَٱلثِّقَةَ بَيْنَ ٱلنَّاسِ، مِثْلَمَا يَفْعَلُ مَعَ ٱلْمَلَايِينِ ٱلْآنَ. وَهٰذَا أَمْرٌ تَعْجَزُ عَنْهُ ٱلْحُكُومَاتُ ٱلْبَشَرِيَّةُ. (اش ١١:٩) اَلْأَمْرَاضُ: سَيَمْنَحُ يَهْوَهُ شَعْبَهُ صِحَّةً كَامِلَةً. (اش ٣٥:٥، ٦) اَلْفَقْرُ: سَيُنْهِيهِ يَهْوَهُ وَيَفْسَحُ ٱلْمَجَالَ لِلْجَمِيعِ أَنْ يَعِيشُوا حَيَاةً سَعِيدَةً وَيَتَمَتَّعُوا بِصَدَاقَتِهِ. وَهٰذِهِ ٱلْحَيَاةُ أَثْمَنُ مِنْ أَمْوَالِ ٱلدُّنْيَا كُلِّهَا. — مز ٧٢:١٢، ١٣.
اِعْرِفُوا «كَيْفَ يَجِبُ أَنْ تُجِيبُوا»
١٧ كَيْفَ تَرْفُضُ ٱلْأَفْكَارَ ٱلْعَالَمِيَّةَ؟
١٧ إِذَا سَمِعْتَ فِكْرَةً شَائِعَةً تَتَعَارَضُ مَعَ مُعْتَقَدَاتِكَ، فَٱبْحَثْ عَمَّا تَقُولُهُ كَلِمَةُ ٱللهِ بِخُصُوصِهَا وَٱسْتَشِرْ أَخًا نَاضِجًا. حَلِّلْ لِمَ تُعْجِبُ هٰذِهِ ٱلْفِكْرَةُ كَثِيرِينَ، ٱعْرِفْ مَا ٱلْخَطَأُ فِيهَا، وَفَكِّرْ كَيْفَ تَرُدُّ عَلَيْهَا. فَبِإِمْكَانِنَا جَمِيعًا أَنْ نَحْمِيَ أَنْفُسَنَا مِنْ تَفْكِيرِ ٱلْعَالَمِ إِذَا ٱتَّبَعْنَا نَصِيحَةَ بُولُسَ: «وَاصِلُوا ٱلسَّيْرَ بِحِكْمَةٍ مِنْ جِهَةِ ٱلَّذِينَ فِي ٱلْخَارِجِ . . . لِكَيْ تَعْرِفُوا كَيْفَ يَجِبُ أَنْ تُجِيبُوا كُلَّ وَاحِدٍ». — كو ٤:٥، ٦.
^ الفقرة 9 لَا يُدْرِكُ كَثِيرُونَ أَنَّ ٱلْآيَاتِ فِي يُوحَنَّا ٧:٥٣–٨:١١ أُضِيفَتْ إِلَى بَعْضِ ٱلتَّرْجَمَاتِ، وَلَيْسَتْ جُزْءًا مِنَ ٱلْكِتَابَاتِ ٱلْأَصْلِيَّةِ ٱلْمُوحَى بِهَا. وَٱلْبَعْضُ يَسْتَنْتِجُونَ مِنْهَا خَطَأً أَنْ لَا إِنْسَانَ يَقْدِرُ أَنْ يَدِينَ ٱلزُّنَاةَ، لِأَنَّ ٱلْجَمِيعَ خُطَاةٌ. لٰكِنَّ ٱلشَّرِيعَةَ ٱلَّتِي أَعْطَاهَا ٱللهُ لِأُمَّةِ إِسْرَائِيلَ تَقُولُ: «إِذَا وُجِدَ رَجُلٌ مُضْطَجِعًا مَعَ ٱمْرَأَةٍ ذَاتِ بَعْلٍ، يَمُوتَانِ كِلَاهُمَا». — تث ٢٢:٢٢.