الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

فردوس ارضي سيأتي قريبًا

فردوس ارضي سيأتي قريبًا

الفصل ١٩

فردوس ارضي سيأتي قريبًا

١،‏ ٢ (‏أ)‏ ما هي الرغبة البشرية الطبيعية،‏ ولكن اية امور تُعيق تحقيقها؟‏ (‏ب)‏ اية احوال تكون مثالية؟‏

هل توَدّون ان تدوم حياتكم الى ما لا نهاية —‏ حافلة ومُرْضية؟‏ سيكون جوابكم على الارجح،‏ نعم.‏ فهنالك الكثير من الامور المثيرة للقيام بها،‏ الاماكن الخلَّابة لرؤيتها،‏ والاشياء الجديدة لتعلُّمها.‏

٢ ومع ذلك،‏ تُعيق تمتُّعنا بالحياة مشاكل يبدو انها بلا حلّ.‏ مثلا،‏ هنالك القِصَر النسبي لمدة حياتنا الحاضرة.‏ ثم ان الحياة كثيرًا ما تكون ممتلئة بالمرض،‏ الحزن،‏ والاضطراب.‏ ولذلك لكي يتمتَّع الناس بالحياة كاملا،‏ بكل ابعادها،‏ تقتضي الحالة المثالية وجود (‏١)‏ محيط كفردوس،‏ ‏(‏٢)‏ أمن تام،‏ ‏(‏٣)‏ عمل ممتع جدًّا،‏ ‏(‏٤)‏ صحة متألِّقة،‏ و (‏٥)‏ حياة لا تنتهي.‏

٣ مَن فقط يمكنه ان يحقِّق احوالا مثالية كهذه؟‏

٣ ولكن هل هذا طلب يتجاوز الحد؟‏ انه كذلك،‏ دون شك،‏ من وجهة النظر البشرية.‏ فقد اظهر التاريخ ان البشر،‏ من تلقاء انفسهم،‏ لا يمكنهم ان يحقِّقوا احوالا مثالية كهذه.‏ بيد ان هذه الامور،‏ من وجهة نظر خالقنا،‏ ليست فقط ممكنة بل حتمية!‏ ولماذا؟‏ لأن مثل هذه الاحوال المرغوب فيها كانت جزءًا من قصد اللّٰه الاصلي لهذه الارض.‏ —‏ مزمور ١٢٧:‏١؛‏ متى ١٩:‏٢٦ .‏

ردّ الفردوس

٤ ماذا كان قصد اللّٰه الاصلي لهذه الارض؟‏

٤ كما لاحظنا في الفصول السابقة،‏ لم يكن البشران الاولان كالحيوانات.‏ وعوضًا عن ذلك،‏ خُلقا بشرًا بكل ما في الكلمة من معنى.‏ وكان موطنهما الأصلي،‏ عدْن،‏ «فردوس سرور.‏» (‏تكوين ٢:‏٨‏،‏ ترجمة دواي‏)‏ فكان عليهما ان ‹يعملاه ويحفظاه.‏› (‏تكوين ٢:‏١٥‏)‏ وفضلا عن ذلك،‏ شمل دورهما على الارض هذا التعيين الاداري البشري:‏ «أَثمروا واكثُروا واملأوا الارض وأَخضِعوها.‏» (‏تكوين ١:‏٢٨‏)‏ واذ تزداد ذريَّتهما،‏ كانوا سيحظون بمهمَّة توسيع حدود هذه الحديقة الجميلة،‏ محوِّلين الارض كلها الى فردوس.‏ ولكَم من الزمن كان سيدوم؟‏ يذكر الكتاب المقدس بشكل ثابت ان الارض ستبقى «الى الدهر والأبد.‏» (‏مزمور ١٠٤:‏٥؛‏ جامعة ١:‏٤‏)‏ ولذلك كان القصد ان تخدم الارض الفردوسية بشكل دائم كموطن مُبهِج لبشر كاملين يعيشون هناك الى الأبد.‏ —‏ اشعياء ٤٥:‏​١١،‏ ١٢،‏ ١٨ .‏

٥ لماذا يمكننا ان نثق بأن قصد اللّٰه سيتحقَّق؟‏

٥ ومع ان التمرُّد في عدْن اعاق مؤَقتًا إتمام قصد اللّٰه،‏ فهو لم يغيِّر هذا القصد.‏ لقد هيَّأ اللّٰه الوسيلة لايقاف الضرر وردّ الفردوس.‏ والآليَّة لإنجاز ذلك هي ملكوت اللّٰه،‏ الحكومة السماوية التي جعلها يسوع جزءًا بارزًا من رسالته الى الجنس البشري.‏ (‏متى ٦:‏​١٠،‏ ٣٣‏)‏ ويمكننا ان نكون على يقين من ان قصد اللّٰه الاصلي سيتمّ.‏ والخالق الكلِّي القدرة وراءَ ذلك يؤكِّد لنا:‏ «هكذا تكون كلمتي التي تخرج من فمي.‏ لا ترجع اليَّ فارغة بل تعمل ما سُرِرتُ به وتنجح في ما ارسلتُها له.‏» —‏ اشعياء ٥٥:‏١١ .‏

٦،‏ ٧ (‏أ)‏ كيف نعرف اننا نقترب من ردّ الفردوس؟‏ (‏ب)‏ مَن سيُحفظون عبر نهاية نظام الاشياء هذا،‏ ومَن لن يُحفظوا؟‏

٦ من المشجِّع ان نرى حوادث العالم في ايامنا تتمِّم «علامة» «الأيام الأخيرة.‏» (‏متى ٢٤:‏​٣-‏١٤؛‏ ٢ تيموثاوس ٣:‏​١-‏٥‏)‏ ويدل ذلك ان الوقت الذي «تنجح» فيه «كلمة» اللّٰه انما هو قريب.‏ وهذا النجاح أكيد لأن اللّٰه الكلِّي القدرة سيتدخَّل في شؤون البشر للتحقُّق من إنجاز مقاصده.‏ (‏ارميا ٢٥:‏​٣١-‏٣٣‏)‏ وقريبًا جدًّا،‏ يمكن ان نتوقَّع رؤية اتمام المزمور النبوي الذي يقول:‏ «لأنَّ عاملي الشر يُقطعون والذين ينتظرون (‏يهوه)‏ هم يرثون الارض.‏ بعد قليل لا يكون الشرير.‏ .‏ .‏ .‏ الصِّديقون يرثون الارض ويسكنونها الى الأبد.‏» ‏—‏ مزمور ٣٧:‏​٩-‏١١،‏ ٢٩؛‏ متى ٥:‏٥ .‏

٧ وهكذا فإن الذين يختارون الاستقلال عن الخالق ‹سيُقطعون.‏› أما الذين «ينتظرون (‏يهوه)‏» فسيعبُرون نهاية هذا النظام أحياءً ويشرعون في ردّ الفردوس.‏ وتدريجيًّا سينتشر حتى يشمل الارض بكاملها.‏ ان قدوم هذا الفردوس أكيد الى حدّ ان يسوع بثقة تامَّة استطاع ان يَعِد اللص المعلَّق الى جانبه:‏ «الحق اقول لك اليوم،‏ ستكون معي في الفردوس.‏» —‏ لوقا ٢٣:‏٤٣‏،‏ ع‌ج‏.‏

تحويل الارض

٨،‏ ٩ اي انعكاس للاحوال سيحدث في ما يتعلق بالارض الحرفية؟‏

٨ ان وصْف الكتاب المقدس للفردوس مثير حقًّا.‏ فهو يُخبر،‏ مثلا،‏ عن تغيير مدهش في حالة الارض نفسها.‏ وربما تتذكَّرون ان البشرَين الأوَّلَين،‏ عند طردهما من عدْن،‏ أُخبرا بأن الارض ستُنبِت شَوكًا وحسَكًا،‏ وأنه بعَرَق وجههما فقط سيتمكَّنان من إخراج الطعام من الارض.‏ (‏تكوين ٣:‏​١٧-‏١٩‏)‏ ومن ذلك الحين حتى الآن كثيرًا ما كان الامر كفاحًا دائمًا ضد الصحاري المُجتاحة،‏ التُّربة الماحِلة،‏ القَحط،‏ الأعشاب الضارة،‏ الحشرات،‏ أمراض النبات،‏ وإخفاق المحاصيل.‏ وكثيرًا ما ربحت المجاعة المعركة.‏

٩ غير ان هذه الحالة ستنعكس:‏ «تفرَح البَرِّية والارض اليابسة ويَبتهج القَفر ويُزهِر كالنَّرجِس.‏ .‏ .‏ .‏ لأنه قد انفجرت في البَرِّية مياه وأنهار في القَفر.‏ ويصير السَّراب أجَمًا والمَعطَشة ينابيع ماء.‏» «عوضًا عن الشَّوك ينبُت سَرْو وعوضًا عن القَرِيس يطلَع آس.‏» (‏اشعياء ٣٥:‏​١،‏ ٦،‏ ٧؛‏ ٥٥:‏١٣‏)‏ ولذلك فان تحقيق قصد اللّٰه يعني انه ستكون للجنس البشري المهمَّة الممتعة جدًّا لتحويل الارض الى بقعة جَمال تجلب البهجة لسكَّانها الى الأبد.‏ ولكنَّ ذلك سيعني اكثر من مجرد جَمال.‏

نهاية للفقر

١٠،‏ ١١ كيف سيزيل يهوه الجوع؟‏

١٠ ان تحوُّل الصحاري الواسعة والمناطق القاحلة سيعني زيادةً ضخمة في الارض المُنتِجة.‏ وتحت إشراف الخالق،‏ ستنجح جهود الانسان في جعل الارض مثمرة بشكل لم يسبق له مثيل:‏ «(‏يهوه)‏ يعطي الخير وأرضُنا تعطي غلَّتها.‏» (‏مزمور ٨٥:‏١٢‏)‏ وهذه ‹الغلَّة› ستجلب «حفنة بُرّ في الارض في رؤوس الجبال.‏» (‏مزمور ٧٢:‏١٦‏)‏ ولن يتضوَّر ثانيةً ابدًا ملايين الناس جوعًا.‏ —‏ اشعياء ٢٥:‏٦ .‏

١١ وأيضًا ستصبح البطالة شيئا من الماضي،‏ اذ تزول الى الأبد.‏ وسيتمتع الجميع بثمار تعبهم:‏ «يغرسون كرومًا ويأكلون أثمارها.‏ .‏ .‏ .‏ لا يغرسون وآخَر يأكل.‏» (‏اشعياء ٦٥:‏​٢١،‏ ٢٢‏)‏ كل ذلك سيجلب نوع الأمن الاقتصادي الموصوف في حزقيال ٣٤:‏٢٧‏:‏ «وتعطي شجرة الحقل ثمرتها وتعطي الارض غلَّتها ويكونون آمنين في أرضهم.‏»‏

١٢ مَن سيتمتعون بسكن لائق في الفردوس؟‏

١٢ ولكنَّ البشر بالفطرة يرغبون ايضًا في بيت لائق وقطعة ارض لزرع أزهار،‏ أشجار،‏ وبساتين.‏ وهل هو سكن لائق ان يزدحم ملايين الناس في وحدات سكنيَّة لمَبانٍ ضخمة او في أحياء فقيرة مُهمَلة،‏ او ان يعيشوا في الشوارع؟‏ لا شيء من ذلك سيوجد في الفردوس الآتي،‏ لأن قصد اللّٰه هو:‏ «يبنون بيوتا ويسكنون فيها .‏ .‏ .‏ لا يبنون وآخَر يسكن.‏» وبرنامج البناء العالمي هذا سينجح كاملا،‏ وسيدوم:‏ «يستعمل مختاريَّ عمل أيديهم.‏ لا يتعبون باطلا.‏» (‏اشعياء ٦٥:‏​٢١-‏٢٣‏)‏ وهكذا لن يكون السكن اللائق امتياز مجرد أقلِّية من الأثرياء،‏ بل سيتمتع به جميع الذين يذعنون لحُكم اللّٰه.‏

لا مَرَض في ما بعد،‏ لا موت في ما بعد

١٣،‏ ١٤ ماذا سيحدث للمرض،‏ العجز،‏ وحتى الموت؟‏

١٣ تؤكِّد لنا كلمة اللّٰه ايضًا ان الاحوال المُرْضية في الفردوس لن يشوِّهها العَجْز او المَرَض،‏ او يقصِّرها الموت:‏ «لا يقول ساكن انا مرِضْت.‏» (‏اشعياء ٣٣:‏٢٤‏)‏ «سيمسح اللّٰه كل دمعة من عيونهم والموت لا يكون في ما بعد ولا يكون حزن ولا صراخ ولا وجع في ما بعد لان الامور الأُولى قد مضَت.‏» —‏ رؤيا ٢١:‏٤ .‏

١٤ تصوَّروا عالمًا يُشفى فيه كل مَرَض وعجز!‏ تقول كلمة اللّٰه:‏ «حينئذٍ تتفقَّح عيون العُمي وآذان الصُّمّ تتفتَّح.‏ حينئذٍ يقفُز الأعرج كالأُيَّل ويترنَّم لسان الأخرس.‏» (‏اشعياء ٣٥:‏​٥،‏ ٦‏)‏ فيا له من تحوُّل رائع!‏ وتخيَّلوا ايضًا التوقُّع البديع،‏ من تلك اللحظة فصاعدًا،‏ ان يحيا المرء ما دام اللّٰه حيا —‏ الى الأبد!‏ ولن يُبتلى الجنس البشري بالموت ثانيةً ابدًا،‏ لأن اللّٰه «يبلع الموت الى الأبد.‏» ‏—‏ اشعياء ٢٥:‏٨ .‏

١٥ ماذا سيحدث للمُسِنِّين الذين ينجون من نهاية هذا النظام؟‏

١٥ ولكن ماذا عن اولئك المُسِنِّين الذين ينجون من نهاية هذا النظام؟‏ هل تكون لهم فقط صحة جيدة في الشيخوخة ويبقون هكذا الى الأبد؟‏ كلا،‏ لان اللّٰه يملك القدرة،‏ وسيستخدمها ايضًا،‏ ليعكس عمليَّة الشيخوخة.‏ وكما يصف الكتاب المقدس ذلك:‏ «يصير لَحمُه أغَضَّ من لَحم الصَّبي ويعود الى أيام شبابه.‏» (‏ايوب ٣٣:‏٢٥‏)‏ فالمُسِنُّون سيعودون تدريجيًّا الى الرجولة والأنوثة الكاملتين اللتين تمتَّع بهما آدم وحواء في عدْن.‏ وهذه العمليَّة ستكون احدى نتائج «التجديد» الذي تكلَّم عنه يسوع.‏ —‏ متى ١٩:‏٢٨ .‏

سلام عالمي دائم

١٦،‏ ١٧ لماذا لن تعكِّر الحرب او العنف صفاء الفردوس؟‏

١٦ وهل ستعكِّر الحرب او العنف يومًا ما صفاء الفردوس؟‏ لن يحدث ذلك «لان المستقيمين يسكنون الارض والكاملين يبقون فيها.‏ أما الاشرار فينقرضون من الارض والغادرون يُستأصَلون منها.‏» (‏امثال ٢:‏​٢١،‏ ٢٢‏)‏ فلا مجال للحرب او العنف عندما لا يكون معكِّرو السلام موجودين في ما بعد.‏

١٧ ولماذا يُدعى الذين «يبقون،‏» بعد ان يقرض اللّٰه الاشرار والغادرين،‏ «مستقيمين» و «كاملين»؟‏ لانهم سبقوا فتعلَّموا مقاييس اللّٰه للحياة السلميَّة وتكيَّفوا وفق هذه المقاييس.‏ ان هذه المعرفة عن اللّٰه،‏ فضلا عن الإذعان لشرائعه،‏ هي مفتاح السلام في الفردوس،‏ لان الكتاب المقدس يصرِّح:‏ «لا يسوؤون ولا يُفسِدون .‏ .‏ .‏ لان الارض تمتلئ من معرفة ‏(‏يهوه ‏)‏ كما تغطِّي المياه البحر.‏» (‏اشعياء ١١:‏٩‏)‏ وقال يسوع ايضًا،‏ «يكون الجميع متعلِّمين من (‏يهوه)‏،‏» وان الذين يقبلون هذا التعليم ويحيون بموجبه تكون لهم «حياة ابدية.‏» —‏ يوحنا ٦:‏​٤٥-‏٤٧ .‏

١٨ مَن يتعلَّمون اليوم من اجل العيش الفردوسي السلمي؟‏

١٨ والمفرح ان هذا التعليم العالمي الذي يدور حول اللّٰه سيُنتِج عالمًا سلميًّا ومنسجمًا كليًّا خاليًا من الجريمة،‏ التحامل،‏ والكراهية،‏ خاليًا من الانقسامات السياسية والحرب.‏ وقيمة هذا التعليم ظاهرة الآن بوضوح بين الملايين من شهود يهوه حول الارض.‏ فهم يشكِّلون أُخُوَّة عالمية مؤسَّسة على المحبة والاحترام المتبادل.‏ (‏يوحنا ١٣:‏​٣٤،‏ ٣٥‏)‏ ان سلامهم ووحدتهم العالميَّين لا ينثلمان.‏ ولا يمكن حتى للاضطهاد او الحروب العالمية ان تجعلهم يحملون السلاح ضد جيرانهم في ايّ مكان من العالم.‏ وبما ان هذا السلام والوحدة العالميَّين يمكن ان يوجدا حتى في العالم المنقسم اليوم،‏ فمن المؤكَّد انه سيكون اسهل بكثير ان يواصلوا هذا النمط تحت حُكم اللّٰه في الفردوس.‏ —‏ متى ٢٦:‏٥٢؛‏ ١ يوحنا ٣:‏​١٠-‏١٢ .‏

١٩ اي اتمام للنبوة جارٍ الآن سيستمر في الفردوس؟‏

١٩ ولذلك،‏ حالما يبدأ ردّ الفردوس،‏ سيسود السلام الارض كلَّها.‏ والناجون من حرب اللّٰه الشاملة في هرمجدون سيستمرون في الحفاظ على كلمات النبوة التي يتمِّمونها الآن:‏ «لا ترفع امَّة على امَّة سيفًا ولا يتعلَّمون الحرب في ما بعد.‏» ولذلك،‏ يمكن للنبوة ان تضيف:‏ «بل يجلسون كل واحد تحت كرمته وتحت تينته ولا يكون مَن يُرعِب.‏» ‏(‏ميخا ٤:‏​٣،‏ ٤‏)‏ ولكَم من الوقت؟‏ ان الوعد المُطَمئن هو:‏ «للسَّلام لا نهاية.‏» —‏ اشعياء ٩:‏٧ .‏

٢٠ كيف سيتعامل يهوه مع الأُمم ومعدَّاتها الحربية؟‏

٢٠ صحيح ان الأُمم العسكرية اليوم قد كوَّمت أسلحتها الحربية بصورة لم يسبق لها مثيل.‏ ولكنَّ هذا كله لا يعني شيئًا لمَن خُلِق الكون بقوَّته.‏ فهو يُخبرنا بما سيفعله قريبًا بالأسلحة الحربية للأُمم:‏ «هَلمُّوا انظروا أعمال اللّٰه كيف جعل خِرَبًا في الارض.‏ مُسَكِّن الحروب الى أقصى الارض.‏ يكسِر القوس ويقطع الرُّمح.‏ المَركبات يُحرقها بالنار.‏» (‏مزمور ٤٦:‏​٨،‏ ٩‏)‏ ان سحْق الأُمم وقوَّتها العسكرية سيمهِّد السبيل للسلام الشامل الدائم في الفردوس.‏ —‏ دانيال ٢:‏٤٤؛‏ رؤيا ١٩:‏​١١-‏٢١ .‏

سلام مع عالَم الحيوان

٢١،‏ ٢٢ اية علاقة ستُرَدّ بين البشر والحيوانات؟‏

٢١ ولكي يكتمِل السلام الشامل للفردوس،‏ سيكون هنالك ردّ للانسجام الذي وُجِد في عدْن بين البشر والحيوانات.‏ ‏(‏تكوين ١:‏​٢٦-‏٣١‏)‏ واليوم،‏ يخاف الانسان من حيوانات عديدة،‏ وفي الوقت نفسه،‏ يشكِّل تهديدًا لها.‏ ولكنَّ الحال ستختلف في الفردوس.‏ ومهما كانت الطريقة التي استخدمها اللّٰه للحفاظ على الانسجام بين الانسان والحيوان في عدْن،‏ فسيفعل ذلك في الفردوس.‏ وهكذا ستصبح سيادة الانسان الحبية على الحيوانات حقيقةً مرَّةً أخرى.‏

٢٢ يعلن الخالق بهذا الشأن:‏ «وأقطع لهم عهدًا في ذلك اليوم مع حيوان البَرِّية وطيور السماء ودبَّابات الارض.‏» (‏هوشع ٢:‏١٨‏)‏ وبأية نتيجة؟‏ «وأقطع معهم عهد سلام وأَنزِع الوحوش الرديئة من الارض فيسكنون في البَرِّية مُطمَئنِّين وينامون في الوعور.‏» —‏ حزقيال ٣٤:‏٢٥ .‏

٢٣ اي تغيير عميق مقبل ضمن عالَم الحيوان يُنبِئ به اشعياء؟‏

٢٣ ان السلام الذي سيوجد بين البشر،‏ وبين البشر والحيوانات،‏ سينعكس ايضًا ضمن عالَم الحيوان:‏ ‏«فيسكُن الذئب مع الخروف ويربُض النِّمر مع الجَدْي والعِجل والشِّبل والمُسمَّن معًا وصبي صغير يسوقها.‏ والبقرة والدُّبَّة ترعيان.‏ تربُض اولادهما معًا والأسد كالبقر يأكل تِبنًا.‏ ويلعب الرضيع على سَرَب الصِّل ويمُدّ الفطيم يده على جُحر الأُفعُوان.‏ لا يسوؤون ولا يُفسِدون في كل جبل قدسي.‏» —‏ اشعياء ١١:‏​٦-‏٩ .‏

٢٤ كيف يصف المزمور ٣٧ السلام الذي سيوجد في الفردوس؟‏

٢٤ ما أجمل الوصف الذي يعطيه الكتاب المقدس للسلام التام الذي سيوجد في الفردوس!‏ فلا عجب ان يقول المزمور ٣٧:‏١١ عن الحياة في ذلك النظام الجديد:‏ «أما الودعاء فيرثون الارض ويتلذَّذون في كثرة السلامة.‏»‏

عودة الأموات

٢٥،‏ ٢٦ (‏أ)‏ اي وعد تقدِّمه كلمة اللّٰه بخصوص الأموات؟‏ (‏ب)‏ لماذا تذكُّر كل الذين ماتوا ليس مشكلة عند الخالق؟‏

٢٥ ان الفوائد التي ستأتي في الفردوس لن تتدفَّق فقط الى اولئك الناجين من نهاية نظام الاشياء الحاضر هذا.‏ فتحت حُكم ملكوت اللّٰه السماوي سيحدث انتصار مدهش جدًّا —‏ انتصار تام على الموت.‏ فلن يُغلَب الموت الموروث فقط،‏ ولكنَّ الأموات الآن سيعودون الى الحياة ويُمنحون فرصة العيش في الفردوس!‏ تضمن كلمة اللّٰه:‏ «سوف تكون قيامة للأموات الأبرار والأثَمة.‏» (‏اعمال ٢٤:‏١٥‏)‏ ويا لها من مناسبة مفرحة ان يرجع الأحبَّاء من المدفن،‏ جيلا بعد جيل!‏ —‏ لوقا ٧:‏​١١-‏١٦؛‏ ٨:‏​٤٠-‏٥٦؛‏ يوحنا ١١:‏​٣٨-‏٤٥ .‏

٢٦ قال يسوع:‏ «تأتي ساعة فيها يسمع جميع الذين في القبور (‏التذكارية)‏ صوته.‏ فيخرج الذين فعلوا الصالحات الى قيامة الحياة والذين عمِلوا السيِّآت الى قيامة الدينونة.‏» (‏يوحنا ٥:‏​٢٨،‏ ٢٩‏)‏ نعم،‏ سيُرَدّ الذين في ذاكرة اللّٰه الى الحياة.‏ ولا يجب ان نعتقد ان هذه مهمَّة اصعب من ان ينجزها اللّٰه.‏ تذكَّروا انه خلق مئات بلايين،‏ اجل،‏ تريليونات النجوم.‏ ويقول الكتاب المقدس انه يدعو كلها «بأسماء.‏» (‏اشعياء ٤٠:‏٢٦‏)‏ ان عدد الناس الذين عاشوا وماتوا هو جزء ضئيل من ذلك.‏ فمن السهل ان تسَعهم ونماذج حياتهم ذاكرة اللّٰه.‏

٢٧ اية فرصة سيحظى بها الجميع في الفردوس؟‏

٢٧ سيتعلَّم جميع المُقامين مقاييس اللّٰه البارة في محيط فردوسي.‏ ولن يعيقهم الشر،‏ الألم،‏ او الظُّلم كما كانوا في حياتهم الماضية.‏ واذا قبِلوا حُكم اللّٰه وتكيَّفوا وفق مقاييسه،‏ فسيُحكم بأنهم أهل للحياة المستمرة.‏ (‏افسس ٤:‏​٢٢-‏٢٤‏)‏ ولذلك اذا كان اللص الذي عُلِّق الى جانب يسوع سيبقى في الفردوس،‏ يجب ان يتغيَّر من لص الى مستقيم.‏ أما الذين يتمرَّدون على حُكم اللّٰه البار فلن يُسمح لهم بالبقاء أحياءً ليُفسِدوا سلام الآخرين وفرحهم.‏ وسينالون دينونة مضادَّة.‏ وهكذا،‏ سيحظى كل شخص بفرصة كاملة وعادلة ليُظهِر ما اذا كان يقدِّر حقًّا الحياة في ارض فردوسية حيث ‹يسكن البِر.‏› —‏ ٢ بطرس ٣:‏١٣ .‏

٢٨ وهكذا،‏ ماذا يكمن أمامنا مباشرة؟‏

٢٨ ومع الناجين من هرمجدون سيتمتع آنذاك الأموات المقامون بحياة لا نهاية لبهجتها.‏ والدماغ البشري الكامل،‏ بإمكانيةٍ ضخمةٍ للمعرفة،‏ سيتمكن من تشرُّب المعلومات الى الأبد.‏ فكِّروا في ما سنتعلَّمه عن الارض وعن الكون المَهيب ببلايين مَجرَّاته!‏ تأمَّلوا في العمل المثير والمانح الاكتفاء الذي سنقوم به في البناء،‏ هندسة المناظر الطبيعية،‏ البَستنة،‏ التعليم،‏ الفنّ،‏ الموسيقى،‏ والحقول الاخرى الكثيرة!‏ ولذلك لن تكون الحياة ممِلَّة او غير مثمرة.‏ وعوضًا عن ذلك،‏ كما يُنبِئ الكتاب المقدس،‏ سيكون كلُّ يوم في الفردوس ‹لذَّة.‏› (‏مزمور ٣٧:‏١١‏)‏ وهكذا،‏ أمامنا مباشرة بداية عصر جديد مدهش.‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[النبذة في الصفحة ٢٣٢]‏

لا يمكن للبشر ان ينجزوا احوالا مثالية،‏ أما اللّٰه فيمكنه ذلك

‏[النبذة في الصفحة ٢٣٦]‏

سيكون هنالك تغيير مدهش في الارض نفسها

‏[النبذة في الصفحة ٢٤٢]‏

سحْق الأُمم وقوَّتها العسكرية سيمهِّد السبيل للسلام الشامل

‏[النبذة في الصفحة ٢٤٤]‏

‏«يتلذَّذون في كثرة السلامة»‏

‏[النبذة في الصفحة ٢٤٦]‏

أمامنا مباشرة عصر جديد مدهش

‏[الصورة في الصفحة ٢٣٣]‏

مثل هذه الاحوال المثالية تمكِّننا من التمتع بالحياة كاملا

محيط فردوسي

أمن تام

عمل ممتع جدًّا

صحة متألِّقة

حياة لا تنتهي

‏[الصورة في الصفحة ٢٣٤]‏

الذين يختارون الاستقلال عن الخالق سيُقطعون

‏[الصورة في الصفحة ٢٣٥]‏

‏«الذين ينتظرون (‏يهوه)‏» سينجون

‏[الصور في الصفحتين ٢٣٦،‏ ٢٣٧]‏

ستكون للجنس البشري المهمَّة الممتعة لتحويل الارض الى فردوس

‏[الصورة في الصفحة ٢٣٨]‏

سيكون هنالك أمن اقتصادي للجميع

‏[الصورتان في الصفحة ٢٣٩]‏

لن يشوِّه الفردوسَ العَجْز،‏ المَرَض،‏ او الموت

‏[الصورة في الصفحة ٢٤٠]‏

‏«يصير لَحمُه أغَضَّ من لَحم الصَّبي ويعود الى أيام شبابه.‏» —‏ ايوب ٣٣:‏٢٥

‏[الصورة في الصفحة ٢٤١]‏

لن تكون هنالك حرب او عنف في الفردوس.‏ كل الأسلحة ستدمَّر.‏ —‏ حزقيال ٣٩:‏​٩،‏ ١٠

‏[الصورة في الصفحة ٢٤٣]‏

سيكون هنالك ردّ للانسجام بين البشر والحيوانات

‏[الصورة في الصفحة ٢٤٥]‏

الاموات سيعودون الى الحياة ويُمنحون فرصة العيش في الفردوس!‏ تضمن كلمة اللّٰه:‏ «سوف تكون قيامة للأموات الأبرار والأثَمة»‏