الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

يسوع المسيح —‏ اعظم مرسَل

يسوع المسيح —‏ اعظم مرسَل

يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ —‏ أَعْظَمُ مُرْسَلٍ

‏«إِنَّنِي مُمَثِّلٌ عَنْهُ،‏ وَهُوَ أَرْسَلَنِي».‏ —‏ يو ٧:‏٢٩‏.‏

١،‏ ٢ مَا مَعْنَى كَلِمَةِ مُرْسَلٌ،‏ وَعَمَّنْ يُمْكِنُ ٱلْقَوْلُ إِنَّهُ أَعْظَمُ مُرْسَلٍ؟‏

مَاذَا يَتَبَادَرُ إِلَى ذِهْنِكَ عِنْدَمَا تَسْمَعُ كَلِمَةَ «مُرْسَلٌ»؟‏ يُفَكِّرُ ٱلْبَعْضُ فِي مُرْسَلِي ٱلْعَالَمِ ٱلْمَسِيحِيِّ ٱلَّذِينَ يَتَدَخَّلُ كَثِيرُونَ مِنْهُمْ فِي ٱلشُّؤُونِ ٱلسِّيَاسِيَّةِ وَٱلِٱقْتِصَادِيَّةِ لِلْبُلْدَانِ ٱلَّتِي أُرْسِلُوا إِلَيْهَا.‏ أَمَّا نَحْنُ شُهُودَ يَهْوَه فَنُفَكِّرُ فِي ٱلْمُرْسَلِينَ ٱلَّذِينَ تَبْعَثُهُمُ ٱلْهَيْئَةُ ٱلْحَاكِمَةُ لِيَكْرِزُوا بِبِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ فِي مُخْتَلِفِ ٱلْبُلْدَانِ حَوْلَ ٱلْعَالَمِ.‏ (‏مت ٢٤:‏١٤‏)‏ وَهؤُلَاءِ ٱلْمُرْسَلُونَ لَا يُفَكِّرُونَ فِي مَصْلَحَتِهِمِ ٱلْخَاصَّةِ بَلْ يُضَحُّونَ بِوَقْتِهِمْ وَطَاقَتِهِمْ فِي سَبِيلِ قَضِيَّةٍ نَبِيلَةٍ:‏ مُسَاعَدَةِ ٱلنَّاسِ عَلَى ٱلِٱقْتِرَابِ إِلَى يَهْوَه ٱللهِ وَنَيْلِ عَلَاقَةٍ مُمَيَّزَةٍ بِهِ.‏ —‏ يع ٤:‏٨‏.‏

٢ إِنَّ كَلِمَةَ «مُرْسَلٌ» لَا تَرِدُ فِي مَتْنِ نَصِّ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ —‏ تَرْجَمَةِ ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ بِهذَا ٱلْمَعْنَى ٱلَّذِي نَسْتَعْمِلُهُ ٱلْيَوْمَ.‏ لكِنَّ تَرْجَمَةَ ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ،‏ بِشَوَاهِدَ ‏(‏بِٱلْإِنْكِلِيزِيَّةِ)‏ تَضَعُ فِي حَاشِيَةِ أَفَسُسَ ٤:‏١١ كَلِمَةَ «مُرْسَلِينَ» كَتَرْجَمَةٍ بَدِيلَةٍ لِلْكَلِمَةِ ٱلْيُونَانِيَّةِ ٱلْمَنْقُولَةِ إِلَى «مُبَشِّرِينَ».‏ وَكَمَا نَعْلَمُ،‏ يَهْوَه هُوَ أَعْظَمُ مُبَشِّرٍ عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ.‏ وَلكِنْ لَا يُمْكِنُنَا ٱلْقَوْلُ إِنَّهُ أَعْظَمُ مُرْسَلٍ إِذْ إِنَّ أَحَدًا لَمْ يُرْسِلْهُ،‏ بَلْ هُوَ مَنْ يَبْعَثُ مُرْسَلِينَ.‏ فَقَدْ قَالَ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ عَنْ أَبِيهِ ٱلسَّمَاوِيِّ:‏ «إِنَّنِي مُمَثِّلٌ عَنْهُ،‏ وَهُوَ أَرْسَلَنِي».‏ (‏يو ٧:‏٢٩‏)‏ فَيَهْوَه أَرْسَلَ ٱلِٱبْنَ،‏ مَوْلُودَهُ ٱلْوَحِيدَ،‏ إِلَى ٱلْأَرْضِ تَعْبِيرًا عَنْ مَحَبَّتِهِ ٱلْفَائِقَةِ لِلْبَشَرِ.‏ (‏يو ٣:‏١٦‏)‏ وَأَحَدُ أَسْبَابِ إِرْسَالِهِ هُوَ ‹لِيَشْهَدَ لِلْحَقِّ›.‏ لِذَا يُمْكِنُ ٱلْقَوْلُ إِنَّهُ أَعْظَمُ وَأَسْمَى مُرْسَلٍ.‏ (‏يو ١٨:‏٣٧‏)‏ وَقَدْ أَحْرَزَ يَسُوعُ نَجَاحًا بَاهِرًا فِي إِعْلَانِ بِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ،‏ حَتَّى إِنَّهُ لَا يَزَالُ بِإِمْكَانِنَا نَحْنُ ٱلْيَوْمَ ٱلِٱسْتِفَادَةُ مِنْ خِدْمَتِهِ.‏ وَإِحْدَى ٱلْفَوَائِدِ هِيَ أَنَّ بِٱسْتِطَاعَتِنَا ٱلِٱقْتِدَاءَ بِأَسَالِيبِهِ ٱلتَّعْلِيمِيَّةِ فِي خِدْمَتِنَا،‏ سَوَاءٌ أَكُنَّا مُرْسَلِينَ أَمْ لَا.‏

٣ أَيَّةُ أَسْئِلَةٍ سَنَتَنَاوَلُهَا فِي هذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟‏

٣ عِنْدَمَا نَتَحَدَّثُ عَنْ دَوْرِ يَسُوعَ كَمُنَادٍ بِٱلْمَلَكُوتِ،‏ قَدْ تَخْطُرُ عَلَى بَالِنَا أَسْئِلَةٌ مِثْلُ:‏ أَيَّةُ ٱخْتِبَارَاتٍ مَرَّ بِهَا يَسُوعُ عَلَى ٱلْأَرْضِ؟‏ لِمَاذَا كَانَ تَعْلِيمُهُ فَعَّالًا؟‏ وَلِمَاذَا كَانَتْ خِدْمَتُهُ نَاجِحَةً؟‏

تَحَلَّى بِرُوحٍ طَوْعِيَّةٍ فِي مُحِيطِهِ ٱلْجَدِيدِ

٤-‏٦ مَا هِيَ بَعْضُ ٱلتَّغْيِيرَاتِ ٱلَّتِي وَاجَهَهَا يَسُوعُ عِنْدَ إِرْسَالِهِ إِلَى ٱلْأَرْضِ؟‏

٤ فِي أَيَّامِنَا،‏ قَدْ يُضْطَرُّ ٱلْمُرْسَلُونَ أَوِ ٱلْمَسِيحِيُّونَ ٱلَّذِينَ يَنْتَقِلُونَ لِيَخْدُمُوا حَيْثُ ٱلْحَاجَةُ أَعْظَمُ إِلَى مُنَادِينَ بِٱلْمَلَكُوتِ أَنْ يَتَكَيَّفُوا مَعَ مُسْتَوَى مَعِيشَةٍ أَدْنَى.‏ فَأَيَّةُ تَغْيِيرَاتٍ وَاجَهَهَا يَسُوعُ عِنْدَ مَجِيئِهِ إِلَى ٱلْأَرْضِ؟‏ فِي ٱلسَّمَاءِ،‏ كَانَ يَسُوعُ يَعِيشُ مَعَ أَبِيهِ بَيْنَ ٱلْمَخْلُوقَاتِ ٱلْمَلَائِكِيَّةِ ٱلَّتِي تَخْدُمُ يَهْوَه بِدَافِعٍ نَقِيٍّ.‏ (‏اي ٣٨:‏٧‏)‏ أَمَّا هُنَا عَلَى ٱلْأَرْضِ فَكَانَتِ ٱلْحَالَةُ مُخْتَلِفَةً تَمَامًا.‏ فَكَانَ عَلَيْهِ أَنْ يَعِيشَ فِي عَالَمٍ فَاسِدٍ بَيْنَ بَشَرٍ خُطَاةٍ.‏ (‏مر ٧:‏٢٠-‏٢٣‏)‏ حَتَّى إِنَّهُ ٱضْطُرَّ إِلَى ٱحْتِمَالِ ٱلتَّنَافُسِ بَيْنَ تَلَامِيذِهِ ٱلْمُقَرَّبِينَ إِلَيْهِ.‏ (‏لو ٢٠:‏٤٦؛‏ ٢٢:‏٢٤‏)‏ وَلكِنْ دُونَ شَكٍّ،‏ عَرَفَ يَسُوعُ كَيْفَ يَتَصَرَّفُ فِي شَتَّى ٱلظُّرُوفِ ٱلَّتِي وَاجَهَهَا.‏

٥ بِٱلْإِضَافَةِ إِلَى ذلِكَ،‏ عِنْدَ وِلَادَةِ يَسُوعَ عَلَى ٱلْأَرْضِ،‏ لَمْ يَبْدَأْ بِٱلتَّكَلُّمِ بِشَكْلٍ عَجَائِبِيٍّ بَلْ تَعَلَّمَ وَهُوَ طِفْلٌ أَنْ يَتَكَلَّمَ لُغَةً بَشَرِيَّةً.‏ فَيَا لَلْفَرْقِ ٱلشَّاسِعِ بَيْنَ مَا كَانَ عَلَيْهِ وَضْعُهُ فِي ٱلسَّمَاءِ حِينَ كَانَ يَتَرَأَّسُ ٱلْمَلَائِكَةَ وَبَيْنَ وَضْعِهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ!‏ فَهُنَا عَلَى ٱلْأَرْضِ،‏ ٱسْتَخْدَمَ عَلَى ٱلْأَقَلِّ أَحَدَ «أَلْسِنَةِ ٱلنَّاسِ» ٱلْبَعِيدَةِ كُلَّ ٱلْبُعْدِ عَنْ ‹أَلْسِنَةِ ٱلْمَلَائِكَةِ›.‏ (‏١ كو ١٣:‏١‏)‏ رَغْمَ ذلِكَ،‏ تَمَكَّنَ يَسُوعُ مِنَ ٱلتَّفَوُّهِ بِكَلِمَاتٍ مُسِرَّةٍ كَمَا لَمْ يَفْعَلْ أَيُّ إِنْسَانٍ قَطُّ.‏ —‏ لو ٤:‏٢٢‏.‏

٦ وَاجَهَ ٱبْنُ ٱللهِ أَيْضًا تَغْيِيرَاتٍ جَذْرِيَّةً أُخْرَى.‏ فَقَدْ صَارَ إِنْسَانًا كَٱلَّذِينَ كَانُوا سَيَصِيرُونَ «إِخْوَتَهُ»،‏ أَيْ أَتْبَاعَهُ ٱلْمَمْسُوحِينَ،‏ وَلكِنْ طَبْعًا دُونَ أَنْ يَرِثَ ٱلْخَطِيَّةَ مِنْ آدَمَ.‏ (‏اِقْرَأْ عبرانيين ٢:‏١٧،‏ ١٨‏.‏‏)‏ وَفِي ٱللَّيْلَةِ ٱلْأَخِيرَةِ مِنْ حَيَاتِهِ عَلَى ٱلْأَرْضِ،‏ ٱمْتَنَعَ عَنِ ٱلطَّلَبِ مِنْ أَبِيهِ ٱلسَّمَاوِيِّ أَنْ يُرْسِلَ «أَكْثَرَ مِنِ ٱثْنَيْ عَشَرَ فَيْلَقًا مِنَ ٱلْمَلَائِكَةِ»،‏ رَغْمَ ٱلسُّلْطَةِ ٱلَّتِي سَبَقَ أَنْ كَانَتْ لَدَيْهِ عَلَى ٱلْمَخْلُوقَاتِ ٱلرُّوحَانِيَّةِ ٱلْمَوْضُوعَةِ تَحْتَ إِمْرَتِهِ بِصِفَتِهِ مِيخَائِيلَ رَئِيسَ ٱلْمَلَائِكَةِ.‏ (‏مت ٢٦:‏٥٣؛‏ يه ٩‏)‏ وَصَحِيحٌ أَنَّهُ صَنَعَ ٱلْعَجَائِبَ عَلَى ٱلْأَرْضِ،‏ لكِنَّ مَا فَعَلَهُ كَانَ مَحْدُودًا بِٱلْمُقَارَنَةِ مَعَ مَا كَانَ بِمَقْدُورِهِ فِعْلُهُ فِي ٱلسَّمَاءِ.‏

٧ كَيْفَ تَصَرَّفَ ٱلْيَهُودُ فِي مَا يَتَعَلَّقُ بِٱلشَّرِيعَةِ؟‏

٧ بِمَا أَنَّ يَسُوعَ كَانَ «ٱلْكَلِمَةَ» خِلَالَ وُجُودِهِ ٱلسَّابِقِ لِبَشَرِيَّتِهِ،‏ فَلَرُبَّمَا كَانَ ٱلنَّاطِقَ بِلِسَانِ ٱللهِ ٱلَّذِي سَارَ أَمَامَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ.‏ (‏يو ١:‏١؛‏ خر ٢٣:‏٢٠-‏٢٣‏)‏ وَهؤُلَاءِ ٱلْإِسْرَائِيلِيُّونَ كَانُوا قَدْ ‹أَخَذُوا ٱلشَّرِيعَةَ كَمَا نَقَلَهَا مَلَائِكَةٌ،‏ وَلٰكِنَّهُمْ لَمْ يَحْفَظُوهَا›.‏ (‏اع ٧:‏٥٣؛‏ عب ٢:‏٢،‏ ٣‏)‏ وَفِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ أَيْضًا،‏ لَمْ يَتَمَكَّنِ ٱلْقَادَةُ ٱلدِّينِيُّونَ ٱلْيَهُودُ مِنْ فَهْمِ مَغْزَى ٱلشَّرِيعَةِ.‏ لِنَتَأَمَّلْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ فِي شَرِيعَةِ ٱلسَّبْتِ.‏ (‏اِقْرَأْ مرقس ٣:‏٤-‏٦‏.‏‏)‏ فَٱلْكَتَبَةُ وَٱلْفَرِّيسِيُّونَ ‹تَجَاهَلُوا أَثْقَلَ مَا فِي ٱلشَّرِيعَةِ،‏ أَيِ ٱلْعَدْلَ وَٱلرَّحْمَةَ وَٱلْأَمَانَةَ›.‏ (‏مت ٢٣:‏٢٣‏)‏ رَغْمَ ذلِكَ،‏ لَمْ يَقْطَعْ يَسُوعُ ٱلْأَمَلَ وَيَتَوَقَّفْ عَنْ إِعْلَانِ ٱلْحَقِّ.‏

٨ لِمَاذَا يَقْدِرُ يَسُوعُ أَنْ يَأْتِيَ لِمُسَاعَدَتِنَا؟‏

٨ كَانَ يَسُوعُ يَتَحَلَّى بِرُوحٍ طَوْعِيَّةٍ.‏ فَقَدِ ٱمْتَلَكَ مَحَبَّةً لِلنَّاسِ وَرَغْبَةً شَدِيدَةً فِي مُسَاعَدَتِهِمْ.‏ لِذلِكَ لَمْ تَفْتُرْ رُوحُ ٱلتَّبْشِيرِ لَدَيْهِ.‏ وَبِسَبَبِ أَمَانَتِهِ لِيَهْوَه ٱلَّتِي أَعْرَبَ عَنْهَا وَهُوَ عَلَى ٱلْأَرْضِ،‏ «عُهِدَ إِلَيْهِ بِٱلْخَلَاصِ ٱلْأَبَدِيِّ لِجَمِيعِ ٱلَّذِينَ يُطِيعُونَهُ».‏ عِلَاوَةً عَلَى ذلِكَ،‏ ‹بِمَا أَنَّهُ تَأَلَّمَ عِنْدَمَا ٱمْتُحِنَ،‏ فَهُوَ يَقْدِرُ أَنْ يَأْتِيَ لِمُسَاعَدَةِ ٱلْمُمْتَحَنِينَ› أَمْثَالِنَا.‏ —‏ عب ٢:‏١٨؛‏ ٥:‏٨،‏ ٩‏.‏

نَالَ تَدْرِيبًا جَيِّدًا لِيَصِيرَ مُعَلِّمًا

٩،‏ ١٠ أَيُّ تَدْرِيبٍ نَالَهُ يَسُوعُ قَبْلَ إِرْسَالِهِ إِلَى ٱلْأَرْضِ؟‏

٩ تُعِدُّ ٱلْهَيْئَةُ ٱلْحَاكِمَةُ فِي أَيَّامِنَا ٱلتَّرْتِيبَاتِ لِتَدْرِيبِ ٱلْمُرْسَلِينَ قَبْلَ أَنْ يَذْهَبُوا إِلَى تَعْيِينَاتِهِمْ.‏ فَهَلْ نَالَ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ ٱلتَّدْرِيبَ أَيْضًا؟‏ نَعَمْ.‏ لكِنَّهُ لَمْ يَتَدَرَّبْ فِي مَدَارِسِ ٱلرَّبَّانِيِّينَ قَبْلَ مَسْحِهِ كَمَسِيَّا،‏ وَلَمْ يَتَعَلَّمْ عِنْدَ قَدَمَيِ ٱلْقَادَةِ ٱلدِّينِيِّينَ ٱلْبَارِزِينَ.‏ (‏يو ٧:‏١٥‏؛‏ قَارِنْ اعمال ٢٢:‏٣‏.‏)‏ إِذًا،‏ مَاذَا جَعَلَهُ مُؤَهَّلًا لِيَصِيرَ مُعَلِّمًا؟‏

١٠ مَهْمَا كَانَ مَا تَعَلَّمَهُ يَسُوعُ مِنْ أُمِّهِ مَرْيَمَ وَأَبِيهِ بِٱلتَّبَنِّي يُوسُفَ،‏ فَقَدْ نَالَ تَدْرِيبَهُ ٱلْأَسَاسِيَّ لِلْخِدْمَةِ مِنْ مَصْدَرٍ أَسْمَى بِكَثِيرٍ.‏ قَالَ هُوَ نَفْسُهُ فِي هذَا ٱلْخُصُوصِ:‏ «لَمْ أَتَكَلَّمْ مِنْ تِلْقَاءِ ذَاتِي،‏ لٰكِنَّ ٱلْآبَ ٱلَّذِي أَرْسَلَنِي هُوَ أَعْطَانِي وَصِيَّةً مَاذَا أَقُولُ وَبِمَاذَا أَتَكَلَّمُ».‏ (‏يو ١٢:‏٤٩‏)‏ لَاحِظْ أَنَّ ٱلِٱبْنَ أُعْطِيَ إِرْشَادَاتٍ مُحَدَّدَةً حَوْلَ ٱلْأُمُورِ ٱلَّتِي كَانَ سَيُعَلِّمُهَا لِلْآخَرِينَ.‏ فَلَا شَكَّ أَنَّهُ قَضَى قَبْلَ مَجِيئِهِ إِلَى ٱلْأَرْضِ وَقْتًا كَبِيرًا فِي ٱلْإِصْغَاءِ إِلَى إِرْشَادِ أَبِيهِ.‏ وَهَلْ مِنْ تَدْرِيبٍ أَفْضَلُ مِنْ هذَا؟‏!‏

١١ إِلَى أَيِّ حَدٍّ عَكَسَ يَسُوعُ مَشَاعِرَ أَبِيهِ نَحْوَ ٱلْبَشَرِ؟‏

١١ يَتَمَتَّعُ ٱلِٱبْنُ مُنْذُ خَلْقِهِ بِعَلَاقَةٍ لَصِيقَةٍ بِأَبِيهِ.‏ لِذلِكَ تَمَكَّنَ خِلَالَ وُجُودِهِ ٱلسَّابِقِ لِبَشَرِيَّتِهِ مِنْ مُرَاقَبَةِ تَعَامُلَاتِ يَهْوَه مَعَ ٱلْبَشَرِ وَمَعْرِفَةِ مَشَاعِرِهِ نَحْوَهُمْ.‏ وَقَدْ عَكَسَ هذَا ٱلِٱبْنُ مَحَبَّةَ ٱللهِ لِلْبَشَرِ بِحَيْثُ تَمَكَّنَ مِنَ ٱلْقَوْلِ بِصِفَتِهِ ٱلْحِكْمَةَ ٱلْمُجَسَّمَةَ:‏ «لَذَّاتِي مَعَ بَنِي ٱلْبَشَرِ».‏ —‏ ام ٨:‏٢٢،‏ ٣١‏.‏

١٢،‏ ١٣ (‏أ)‏ مَاذَا تَعَلَّمَ يَسُوعُ بِمُرَاقَبَةِ تَعَامُلَاتِ أَبِيهِ مَعَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ وَضَعَ يَسُوعُ ٱلتَّدْرِيبَ ٱلَّذِي نَالَهُ مَوْضِعَ ٱلْعَمَلِ؟‏

١٢ شَمَلَ ٱلتَّدْرِيبُ ٱلَّذِي نَالَهُ ٱلِٱبْنُ أَيْضًا مُرَاقَبَةَ رَدِّ فِعْلِ أَبِيهِ فِي ٱلظُّرُوفِ غَيْرِ ٱلْمُؤَاتِيَةِ.‏ مَثَلًا،‏ رَأَى يَسُوعُ تَعَامُلَاتِ يَهْوَه مَعَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ ٱلْعُصَاةِ.‏ تَقُولُ نَحَمْيَا ٩:‏٢٨‏:‏ «مَا إِنِ ٱسْتَرَاحُوا حَتَّى عَادُوا إِلَى فِعْلِ ٱلشَّرِّ أَمَامَكَ [يَهْوَه]،‏ فَأَسْلَمْتَهُمْ إِلَى يَدِ أَعْدَائِهِمْ فَتَسَلَّطُوا عَلَيْهِمْ.‏ ثُمَّ عَادُوا وَٱسْتَغَاثُوا بِكَ،‏ وَأَنْتَ سَمِعْتَ مِنَ ٱلسَّمَاءِ وَأَنْقَذْتَهُمْ بِحَسَبِ وَافِرِ رَحْمَتِكَ مَرَّاتٍ كَثِيرَةً».‏ وَٱلْعَمَلُ مَعَ يَهْوَه وَمُرَاقَبَتُهُ سَاعَدَا يَسُوعَ عَلَى إِظْهَارِ رَأْفَةٍ مُمَاثِلَةٍ لِلنَّاسِ ٱلَّذِينَ أَوْصَلَ إِلَيْهِمِ ٱلْبِشَارَةَ.‏ —‏ يو ٥:‏١٩‏.‏

١٣ وَقَدْ وَضَعَ هذَا ٱلتَّدْرِيبَ مَوْضِعَ ٱلْعَمَلِ حِينَ تَعَامَلَ بِكُلِّ رَأْفَةٍ مَعَ تَلَامِيذِهِ.‏ مَثَلًا،‏ فِي ٱللَّيْلَةِ ٱلَّتِي سَبَقَتْ مَوْتَهُ،‏ «تَرَكَهُ» كُلُّ ٱلرُّسُلِ ٱلَّذِينَ أَحَبَّهُمْ كَثِيرًا «وَهَرَبُوا».‏ (‏مت ٢٦:‏٥٦؛‏ يو ١٣:‏١‏)‏ حَتَّى إِنَّ ٱلرَّسُولَ بُطْرُسَ أَنْكَرَهُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ.‏ غَيْرَ أَنَّ يَسُوعَ فَسَحَ ٱلْمَجَالَ لِرُسُلِهِ أَنْ يَعُودُوا إِلَيْهِ.‏ فَقَدْ قَالَ لِبُطْرُسَ:‏ «تَضَرَّعْتُ مِنْ أَجْلِكَ لِكَيْلَا يَتَلَاشَى إِيمَانُكَ.‏ وَأَنْتَ مَتَى عُدْتَ،‏ قَوِّ إِخْوَتَكَ».‏ (‏لو ٢٢:‏٣٢‏)‏ نَتِيجَةً لِذلِكَ،‏ تَأَسَّسَتْ أُمَّةُ إِسْرَائِيلَ ٱلرُّوحِيِّ عَلَى «ٱلرُّسُلِ وَٱلْأَنْبِيَاءِ»،‏ وَتَحْمِلُ أَحْجَارُ أَسَاسِ سُورِ مَدِينَةِ أُورُشَلِيمَ ٱلْجَدِيدَةِ أَسْمَاءَ رُسُلِ ٱلْحَمَلِ ٱلِٱثْنَيْ عَشَرَ.‏ وَحَتَّى هذَا ٱلْيَوْمِ،‏ يَزْدَهِرُ عَمَلُ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ وَعُشَرَائِهِمِ ٱلْمُنْتَذِرِينَ ‹ٱلْخِرَافِ ٱلْأُخَرِ› كَمُبَشِّرِينَ بِٱلْمَلَكُوتِ تَحْتَ يَدِ ٱللهِ ٱلْقَدِيرَةِ وَبِقِيَادَةِ ٱبْنِهِ ٱلْحَبِيبِ.‏ —‏ اف ٢:‏٢٠؛‏ يو ١٠:‏١٦؛‏ رؤ ٢١:‏١٤‏.‏

بِمَاذَا تَمَيَّزَ تَعْلِيمُهُ؟‏

١٤،‏ ١٥ مَا ٱلْفَرْقُ بَيْنَ تَعْلِيمِ يَسُوعَ وَتَعْلِيمِ ٱلْكَتَبَةِ وَٱلْفَرِّيسِيِّينَ؟‏

١٤ وَكَيْفَ وَضَعَ يَسُوعُ تَدْرِيبَهُ مَوْضِعَ ٱلْعَمَلِ عِنْدَ تَعْلِيمِ أَتْبَاعِهِ؟‏ عِنْدَمَا نُقَارِنُ طَرِيقَةَ تَعْلِيمِهِ مَعَ طَرِيقَةِ ٱلْقَادَةِ ٱلدِّينِيِّينَ ٱلْيَهُودِ،‏ نَرَى بِوُضُوحٍ كَمْ هُوَ مُتَفَوِّقٌ فِي هذَا ٱلْمَجَالِ.‏ فَٱلْكَتَبَةُ وَٱلْفَرِّيسِيُّونَ ‹أَبْطَلُوا كَلِمَةَ ٱللهِ بِسَبَبِ تَقْلِيدِهِمْ›.‏ بِٱلتَّبَايُنِ،‏ لَمْ يَتَكَلَّمْ يَسُوعُ مِنْ عِنْدِهِ،‏ بَلِ ٱلْتَصَقَ بِكَلَامِ ٱللهِ.‏ (‏مت ١٥:‏٦؛‏ يو ١٤:‏١٠‏)‏ وَهذَا مَا يَلْزَمُ أَنْ نَفْعَلَهُ نَحْنُ أَيْضًا.‏

١٥ وَهُنَالِكَ عَامِلٌ آخَرُ جَعَلَ يَسُوعَ مُخْتَلِفًا تَمَامًا عَنِ ٱلْقَادَةِ ٱلدِّينِيِّينَ.‏ فَعَنِ ٱلْكَتَبَةِ وَٱلْفَرِّيسِيِّينَ قَالَ يَسُوعُ:‏ «اِفْعَلُوا كُلَّ مَا يَقُولُونَهُ لَكُمْ وَٱحْفَظُوهُ،‏ وَلٰكِنْ لَا تَفْعَلُوا حَسَبَ أَعْمَالِهِمْ،‏ لِأَنَّهُمْ يَقُولُونَ وَلَا يَفْعَلُونَ».‏ (‏مت ٢٣:‏٣‏)‏ أَمَّا هُوَ فَقَدْ طَبَّقَ مَا عَلَّمَهُ.‏ فَلْنَتَأَمَّلْ فِي مِثَالٍ يُثْبِتُ صِحَّةَ ذلِكَ.‏

١٦ لِمَاذَا يُمْكِنُ ٱلْقَوْلُ إِنَّ يَسُوعَ عَمِلَ بِٱنْسِجَامٍ مَعَ كَلِمَاتِهِ ٱلْمُسَجَّلَةِ فِي مَتَّى ٦:‏١٩-‏٢١‏؟‏

١٦ حَثَّ يَسُوعُ تَلَامِيذَهُ أَنْ ‹يَدَّخِرُوا كُنُوزًا فِي ٱلسَّمَاءِ›.‏ (‏اِقْرَأْ متى ٦:‏١٩-‏٢١‏.‏‏)‏ فَهَلْ عَمِلَ هُوَ نَفْسُهُ بِٱنْسِجَامٍ مَعَ هذَا ٱلْحَضِّ؟‏ نَعَمْ.‏ فَقَدْ تَمَكَّنَ مِنَ ٱلْقَوْلِ:‏ «لِلثَّعَالِبِ أَوْجِرَةٌ وَلِطُيُورِ ٱلسَّمَاءِ أَوْكَارٌ،‏ أَمَّا ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ فَلَيْسَ لَهُ أَيْنَ يَضَعُ رَأْسَهُ».‏ (‏لو ٩:‏٥٨‏)‏ فَيَسُوعُ عَاشَ حَيَاةً بَسِيطَةً،‏ إِذْ إِنَّهُ ٱنْكَبَّ عَلَى إِعْلَانِ بِشَارَةِ ٱلْمَلَكُوتِ وَأَظْهَرَ عَمَلِيًّا مَاذَا يَعْنِي أَنْ تَكُونَ حَيَاةُ ٱلْمَرْءِ خَالِيَةً مِنَ ٱلْهُمُومِ ٱلنَّاتِجَةِ عَنِ ٱدِّخَارِ كُنُوزٍ عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏ وَقَدْ أَشَارَ أَيْضًا كَمْ هُوَ أَفْضَلُ أَنْ نَدَّخِرَ كُنُوزًا فِي ٱلسَّمَاءِ «حَيْثُ لَا يُفْسِدُ عُثٌّ وَلَا صَدَأٌ،‏ وَحَيْثُ لَا يَقْتَحِمُ سَارِقُونَ وَيَسْرِقُونَ».‏ فَهَلْ تَتْبَعُ حَضَّ يَسُوعَ أَنْ تَدَّخِرَ كُنُوزًا فِي ٱلسَّمَاءِ؟‏

صِفَاتٌ جَعَلَتْهُ مُحَبَّبًا إِلَى ٱلنَّاسِ

١٧ أَيَّةُ صِفَاتٍ جَعَلَتْ يَسُوعَ مُبَشِّرًا مُمَيَّزًا؟‏

١٧ أَيَّةُ صِفَاتٍ جَعَلَتْ يَسُوعَ مُبَشِّرًا مُمَيَّزًا؟‏ إِنَّ أَحَدَ ٱلْأُمُورِ ٱلَّتِي تَمَيَّزَ بِهَا يَسُوعُ هُوَ مَوْقِفُهُ حِيَالَ ٱلنَّاسِ ٱلَّذِينَ سَاعَدَهُمْ.‏ فَقَدْ عَكَسَ صِفَاتِ يَهْوَه ٱلرَّائِعَةَ مِثْلَ ٱلتَّوَاضُعِ،‏ ٱلْمَحَبَّةِ،‏ وَٱلرَّأْفَةِ.‏ لَاحِظْ كَيْفَ جَذَبَتْ هذِهِ ٱلصِّفَاتُ كَثِيرِينَ إِلَيْهِ.‏

١٨ لِمَاذَا يُمْكِنُ ٱلْقَوْلُ إِنَّ يَسُوعَ كَانَ مُتَوَاضِعًا؟‏

١٨ بَعْدَ أَنْ قَبِلَ يَسُوعُ ٱلتَّعْيِينَ ٱلْمُوكَلَ إِلَيْهِ أَنْ يَأْتِيَ إِلَى ٱلْأَرْضِ،‏ «أَخْلَى نَفْسَهُ آخِذًا هَيْئَةَ عَبْدٍ صَائِرًا فِي شَبَهِ ٱلنَّاسِ».‏ (‏في ٢:‏٧‏)‏ وَكَانَ هذَا عَمَلًا يَنِمُّ عَنِ ٱلتَّوَاضُعِ.‏ وَأَعْرَبَ يَسُوعُ أَيْضًا عَنْ هذِهِ ٱلصِّفَةِ بِعَدَمِ مُعَامَلَةِ ٱلنَّاسِ بِٱزْدِرَاءٍ أَوِ ٱلْإِيحَاءِ لَهُمْ بِأَنَّهُ تَكَلَّفَ عَنَاءَ ٱلْمَجِيءِ مِنَ ٱلسَّمَاءِ إِلَى ٱلْأَرْضِ،‏ لِذلِكَ يَجِبُ أَنْ يُصْغُوا لَهُ.‏ وَبِعَكْسِ ٱلْمُسَحَاءِ ٱلْكَذَبَةِ،‏ لَمْ يَكُنْ يَسُوعُ يَنْشُرُ ٱلْخَبَرَ عَلَى ٱلْمَلَإِ أَنَّهُ ٱلْمَسِيَّا ٱلْحَقِيقِيُّ.‏ بَلْ كَانَ يُوصِي ٱلنَّاسَ أَحْيَانًا أَلَّا يُخْبِرُوا ٱلْآخَرِينَ مَنْ هُوَ أَوْ مَاذَا فَعَلَ.‏ (‏مت ١٢:‏١٥-‏٢١‏)‏ فَقَدْ أَرَادَ أَنْ يَتَّخِذَ ٱلشَّخْصُ قَرَارَهُ بِٱتِّبَاعِهِ عَلَى أَسَاسِ مَا رَآهُ هُوَ بِنَفْسِهِ.‏ كَمَا أَنَّهُ لَمْ يَتَوَقَّعْ مِنْ تَلَامِيذِهِ أَنْ يَكُونُوا كَٱلْمَلَائِكَةِ ٱلْكَامِلِينَ ٱلَّذِينَ كَانَ يَعِيشُ وَسْطَهُمْ فِي ٱلسَّمَاءِ.‏ وَكَمْ كَانَ ذلِكَ مُشَجِّعًا لَهُمْ!‏

١٩،‏ ٢٠ كَيْفَ دَفَعَتِ ٱلْمَحَبَّةُ وَٱلرَّأْفَةُ يَسُوعَ إِلَى مُسَاعَدَةِ ٱلنَّاسِ؟‏

١٩ أَظْهَرَ يَسُوعُ ٱلْمَسِيحُ أَيْضًا ٱلْمَحَبَّةَ،‏ إِحْدَى صِفَاتِ أَبِيهِ ٱلسَّمَاوِيِّ ٱلرَّئِيسِيَّةِ.‏ (‏١ يو ٤:‏٨‏)‏ فَكَانَ يُعَلِّمُ ٱلْجُمُوعَ بِدَافِعِ ٱلْمَحَبَّةِ.‏ مَثَلًا،‏ تَأَمَّلْ فِي ٱلْمَشَاعِرِ ٱلَّتِي أَكَنَّهَا لِحَاكِمٍ شَابٍّ.‏ (‏اِقْرَأْ مرقس ١٠:‏١٧-‏٢٢‏.‏‏)‏ فَقَدْ «شَعَرَ بِمَحَبَّةٍ نَحْوَهُ» وَأَرَادَ مُسَاعَدَتَهُ.‏ لكِنَّ هذَا ٱلْحَاكِمَ لَمْ يَتَخَلَّ عَنْ مُمْتَلَكَاتِهِ ٱلْكَثِيرَةِ لِيَصِيرَ مِنْ أَتْبَاعِ ٱلْمَسِيحِ.‏

٢٠ كَانَتِ ٱلرَّأْفَةُ أَيْضًا بَيْنَ ٱلصِّفَاتِ ٱلَّتِي جَعَلَتْ يَسُوعَ مُحَبَّبًا إِلَى ٱلنَّاسِ.‏ فَٱلْمَشَاكِلُ كَانَتْ تُثْقِلُ كَاهِلَ ٱلَّذِينَ تَجَاوَبُوا مَعَ تَعْلِيمِهِ،‏ مَثَلُهُمْ مَثَلُ كُلِّ ٱلْبَشَرِ ٱلنَّاقِصِينَ.‏ وَبِمَا أَنَّهُ أَدْرَكَ هذَا ٱلْأَمْرَ،‏ عَلَّمَهُمْ بِرَأْفَةٍ وَأَشْفَقَ عَلَيْهِمْ.‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ كَانَ يَسُوعُ وَرُسُلُهُ ذَاتَ مَرَّةٍ مَشْغُولِينَ جِدًّا حَتَّى إِنَّهُ لَمْ يَتَسَنَّ لَهُمُ ٱلْوَقْتُ لِتَنَاوُلِ ٱلطَّعَامِ.‏ وَلكِنْ مَاذَا كَانَ رَدُّ فِعْلِ يَسُوعَ عِنْدَمَا رَأَى ٱلْجُمُوعَ يَأْتُونَ إِلَيْهِ؟‏ يَقُولُ ٱلسِّجِلُّ:‏ ‏«أَشْفَقَ عَلَيْهِمْ،‏ لِأَنَّهُمْ كَانُوا كَخِرَافٍ لَا رَاعِيَ لَهَا.‏ فَٱبْتَدَأَ يُعَلِّمُهُمْ أَشْيَاءَ كَثِيرَةً».‏ (‏مر ٦:‏٣٤‏)‏ فَيَسُوعُ لَاحَظَ حَالَةَ ٱلنَّاسِ وَبَذَلَ طَاقَتَهُ فِي تَعْلِيمِهِمْ وَصَنَعَ ٱلْعَجَائِبَ لِمُسَاعَدَتِهِمْ.‏ وَقَدْ جَذَبَتْ صِفَاتُهُ ٱلرَّائِعَةُ ٱلْبَعْضَ مِنْهُمْ وَأَثَّرَتْ فِيهِمْ كَلِمَاتُهُ،‏ فَصَارُوا تَلَامِيذَ لَهُ.‏

٢١ مَاذَا سَنُنَاقِشُ فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلتَّالِيَةِ؟‏

٢١ لَا شَكَّ أَنَّهُ لَا يَزَالُ هُنَالِكَ ٱلْكَثِيرُ لِتَعَلُّمِهِ عَنْ خِدْمَةِ يَسُوعَ ٱلْأَرْضِيَّةِ.‏ وَٱلْمَقَالَةُ ٱلتَّالِيَةُ سَتُظْهِرُ كَيْفَ يُمْكِنُنَا ٱلِٱقْتِدَاءُ بِطَرَائِقَ أُخْرَى بِيَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ،‏ أَعْظَمِ مُرْسَلٍ.‏

كَيْفَ تُجِيبُونَ؟‏

‏• أَيُّ تَدْرِيبٍ نَالَهُ يَسُوعُ قَبْلَ مَجِيئِهِ إِلَى ٱلْأَرْضِ؟‏

‏• كَيْفَ تَفَوَّقَ يَسُوعُ عَلَى ٱلْكَتَبَةِ وَٱلْفَرِّيسِيِّينَ فِي طَرِيقَةِ تَعْلِيمِهِ؟‏

‏• أَيَّةُ صِفَاتٍ جَعَلَتْ يَسُوعَ مُحَبَّبًا إِلَى ٱلنَّاسِ؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصورة في الصفحة ١٥]‏

كَيْفَ عَلَّمَ يَسُوعُ ٱلْجُمُوعَ؟‏