الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

دع تأديب يهوه يصوغك

دع تأديب يهوه يصوغك

‏«بِمَشُورَتِكَ تَهْدِينِي،‏ وَمِنْ بَعْدُ إِلَى مَجْدٍ تَأْخُذُنِي».‏ —‏ مز ٧٣:‏٢٤‏.‏

١،‏ ٢ ‏(‏أ)‏ أَيَّةُ أُمُورٍ هِيَ ضَرُورِيَّةٌ لِحِيَازَةِ عَلَاقَةٍ جَيِّدَةٍ بِٱللهِ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ نَسْتَفِيدُ مِنْ فَحْصِ ٱلْأَمْثِلَةِ ٱلْمُدَوَّنَةِ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْمُقَدَّسَةِ ٱلَّتِي تُظْهِرُ كَيْفَ تَجَاوَبَ ٱلنَّاسُ مَعَ تَأْدِيبِ ٱللهِ؟‏

‏«أَمَّا أَنَا فَٱلِٱقْتِرَابُ إِلَى ٱللهِ حَسَنٌ لِي.‏ فِي ٱلسَّيِّدِ ٱلرَّبِّ يَهْوَهَ جَعَلْتُ مَلْجَإِي».‏ (‏مز ٧٣:‏٢٨‏)‏ بِهٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ عَبَّرَ صَاحِبُ ٱلْمَزْمُورِ عَنْ ثِقَتِهِ بِٱللهِ.‏ فَأَيَّةُ ظُرُوفٍ أَدَّتْ بِهِ إِلَى حِيَازَةِ ثِقَةٍ كَهٰذِهِ؟‏ عِنْدَمَا رَأَى سَلَامَ ٱلْأَشْرَارِ،‏ صَارَ مُرَّ ٱلنَّفْسِ وَقَالَ:‏ «عَبَثًا طَهَّرْتُ قَلْبِي وَغَسَلْتُ بِٱلنَّقَاوَةِ يَدَيَّ».‏ (‏مز ٧٣:‏٢،‏ ٣،‏ ١٣،‏ ٢١‏)‏ لٰكِنَّ دُخُولَهُ إِلَى «مَقْدِسِ ٱللهِ ٱلْعَظِيمِ» أَتَاحَ لَهُ أَنْ يُعَدِّلَ تَفْكِيرَهُ وَيُحَافِظَ عَلَى عَلَاقَتِهِ بِٱللهِ.‏ (‏مز ٧٣:‏١٦-‏١٨‏)‏ فَقَدْ تَعَلَّمَ هٰذَا ٱلرَّجُلُ ٱلتَّقِيُّ مِنِ ٱخْتِبَارِهِ دَرْسًا قَيِّمًا:‏ إِنَّ كُلَّ مَنْ يُرِيدُ أَنْ يَحْظَى بِصَدَاقَةِ يَهْوَهَ عَلَيْهِ أَنْ يَكُونَ بَيْنَ شَعْبِهِ،‏ يُصْغِيَ إِلَى مَشُورَتِهِ،‏ وَيُطَبِّقَهَا فِي حَيَاتِهِ.‏ —‏ مز ٧٣:‏٢٤‏.‏

٢  نَحْنُ أَيْضًا نَرْغَبُ أَنْ نَمْتَلِكَ عَلَاقَةً لَصِيقَةً بِٱلْإِلٰهِ ٱلْحَيِّ وَٱلْحَقِيقِيِّ وَنُصْبِحَ أَشْخَاصًا مَرْضِيِّينَ فِي نَظَرِهِ.‏ وَلِهٰذِهِ ٱلْغَايَةِ،‏ مِنَ ٱلْحَيَوِيِّ أَنْ نَسْمَحَ لَهُ أَنْ يَصُوغَنَا بِوَاسِطَةِ ٱلتَّأْدِيبِ ٱلَّذِي يَأْتِي أَحْيَانًا عَلَى شَكْلِ مَشُورَةٍ.‏ فِي ٱلْمَاضِي،‏ فَسَحَ إِلٰهُنَا ٱلرَّحِيمُ ٱلْمَجَالَ أَمَامَ ٱلْأَفْرَادِ وَٱلْأُمَمِ كَيْ يَتَجَاوَبُوا مَعَ تَأْدِيبِهِ.‏ وَهٰذِهِ ٱلْأَمْثِلَةُ مُدَوَّنَةٌ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ «لِإِرْشَادِنَا» وَ ‹تَحْذِيرِنَا،‏ نَحْنُ ٱلَّذِينَ ٱنْتَهَتْ إِلَيْنَا أَوَاخِرُ أَنْظِمَةِ ٱلْأَشْيَاءِ›.‏ (‏رو ١٥:‏٤؛‏ ١ كو ١٠:‏١١‏)‏ فَإِذَا تَفَحَّصْنَاهَا عَنْ كَثَبٍ،‏ نَفْهَمُ شَخْصِيَّةَ يَهْوَهَ وَنُدْرِكُ أَيَّةُ فَوَائِدَ نَجْنِيهَا إِذَا مَا سَمَحْنَا لَهُ بِأَنْ يَصُوغَنَا.‏

يَهْوَهُ يُمَارِسُ سُلْطَتَهُ كَخَزَّافٍ

٣ كَيْفَ تَصِفُ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ سُلْطَةَ يَهْوَهَ عَلَى ٱلْبَشَرِ فِي إِشَعْيَا ٦٤:‏٨ وَإِرْمِيَا ١٨:‏١-‏٦‏؟‏ (‏اُنْظُرِ ٱلصُّورَةَ فِي مُسْتَهَلِّ ٱلْمَقَالَةِ.‏)‏

٣  تُورِدُ إِشَعْيَا ٦٤:‏٨ وَصْفًا مَجَازِيًّا لِسُلْطَةِ يَهْوَهَ عَلَى ٱلْأَفْرَادِ وَٱلْأُمَمِ،‏ قَائِلَةً:‏ «يَا يَهْوَهُ،‏ أَنْتَ أَبُونَا.‏ نَحْنُ ٱلطِّينُ وَأَنْتَ ٱلْخَزَّافُ،‏ وَكُلُّنَا عَمَلُ يَدَيْكَ».‏ فَلَدَى ٱلْخَزَّافِ سُلْطَةٌ مُطْلَقَةٌ أَنْ يَصُوغَ مِنَ ٱلطِّينِ ٱلْآنِيَةَ ٱلَّتِي يَشَاءُ.‏ أَمَّا ٱلْجِبْلَةُ فَلَا تَقُولُ لِجَابِلِهَا مَاذَا يَصْنَعُ.‏ عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ،‏ لَا يَحِقُّ لِلْإِنْسَانِ أَنْ يُمْلِيَ عَلَى ٱللهِ كَيْفَ يَصُوغُهُ.‏ —‏ اقرأ ارميا ١٨:‏١-‏٦‏.‏

٤ هَلْ يَصُوغُ يَهْوَهُ ٱلنَّاسَ وَٱلْأُمَمَ ٱعْتِبَاطِيًّا،‏ وَلِمَاذَا؟‏

٤  أَظْهَرَ يَهْوَهُ فِي تَعَامُلَاتِهِ مَعَ إِسْرَائِيلَ قَدِيمًا قُدْرَتَهُ عَلَى صَوْغِ ٱلْبَشَرِ مِثْلَمَا يَصُوغُ ٱلْخَزَّافُ ٱلطِّينَ.‏ لٰكِنْ شَتَّانَ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ ٱلْخَزَّافِ!‏ فَٱلْخَزَّافُ هُوَ ٱلَّذِي يَخْتَارُ أَنْ يَصْنَعَ مِنْ كُتْلَةِ طِينٍ ٱلْآنِيَةَ ٱلَّتِي يُرِيدُ.‏ لٰكِنَّ ٱلْكِتَابَ ٱلْمُقَدَّسَ يُؤَكِّدُ أَنَّ يَهْوَهَ لَا يَصُوغُ ٱلنَّاسَ أَوِ ٱلْأُمَمَ ٱعْتِبَاطِيًّا،‏ خَالِقًا ٱلصَّالِحِينَ وَٱلْأَرْدِيَاءَ.‏ فَقَدْ مَنَحَ ٱلْبَشَرَ هِبَةً قَيِّمَةً جِدًّا،‏ أَلَا وَهِيَ ٱلْإِرَادَةُ ٱلْحُرَّةُ.‏ وَيَسْتَحِيلُ أَنْ يُمَارِسَ سُلْطَتَهُ بِطَرِيقَةٍ تُبْطِلُ هِبَتَهُ هٰذِهِ.‏ فَعَلَى ٱلْبَشَرِ أَنْ يَخْتَارُوا هُمْ بِأَنْفُسِهِمْ أَنْ يَدَعُوا خَالِقَهُمْ يَهْوَهَ يَصُوغُهُمْ.‏ —‏ اقرأ ارميا ١٨:‏٧-‏١٠‏.‏

٥ كَيْفَ يُمَارِسُ يَهْوَهُ سُلْطَتَهُ عَلَى ٱلَّذِينَ يَرْفُضُونَ أَنْ يَصُوغَهُمْ؟‏

٥  وَكَيْفَ يُمَارِسُ ٱلْخَزَّافُ ٱلْعَظِيمُ يَهْوَهُ سُلْطَتَهُ عَلَى ٱلَّذِينَ يَرْفُضُونَ بِعِنَادٍ أَنْ يَصُوغَهُمْ؟‏ فَكِّرْ فِي مَا يَحْدُثُ لِلطِّينِ إِنْ أَصْبَحَ بَيْنَ يَدَيِ ٱلْخَزَّافِ جِبْلَةً غَيْرَ صَالِحَةٍ لِصُنْعِ ٱلْإِنَاءِ ٱلَّذِي يُرِيدُهُ.‏ عِنْدَئِذٍ،‏ يُحَوِّلُهُ إِلَى نَوْعٍ آخَرَ مِنَ ٱلْآنِيَةِ أَوْ يَرْمِيهِ بِكُلِّ بَسَاطَةٍ.‏ وَعُمُومًا،‏ يَكُونُ هُوَ ٱلْمَسْؤُولَ عَنْ فَشَلِ عَمَلِيَّةِ ٱلصِّيَاغَةِ هٰذِهِ.‏ لٰكِنَّ ٱلْأَمْرَ مُخْتَلِفٌ كُلِّيًّا مَعَ يَهْوَهَ ٱللهِ.‏ (‏تث ٣٢:‏٤‏)‏ فَهُوَ لَيْسَ ٱلْمَلُومَ عَلَى فَشَلِ عَمَلِيَّةِ ٱلصِّيَاغَةِ،‏ بَلِ ٱلْمَرْءُ نَفْسُهُ لِأَنَّهُ لَمْ يَسْمَحْ لَهُ بِأَنْ يَصُوغَهُ.‏ فَيَهْوَهُ يُمَارِسُ سُلْطَتَهُ عَلَى ٱلْبَشَرِ بِتَعْدِيلِ تَعَامُلَاتِهِ مَعَهُمْ وَفْقًا لِتَجَاوُبِهِمْ.‏ فَٱلَّذِينَ يُطِيعُونَهُ يَصْنَعُ مِنْهُمْ آنِيَةً مُفِيدَةً.‏ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ،‏ إِنَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ هُمْ «آنِيَةُ رَحْمَةٍ» جَرَى صَوْغُهَا ‹لِٱسْتِعْمَالٍ كَرِيمٍ›.‏ أَمَّا ٱلَّذِينَ يُقَاوِمُونَ ٱللهَ بِعِنَادٍ فَيَنْتَهِي بِهِمِ ٱلْمَطَافُ أَنْ يَكُونُوا «آنِيَةَ سُخْطٍ مُسْتَأْهِلَةً ٱلْهَلَاكَ».‏ —‏ رو ٩:‏١٩-‏٢٣‏.‏

٦،‏ ٧ كَيْفَ ٱخْتَلَفَ ٱلْمَلِكُ دَاوُدُ وَٱلْمَلِكُ شَاوُلُ فِي تَجَاوُبِهِمَا مَعَ مَشُورَةِ يَهْوَهَ؟‏

 ٦  إِحْدَى ٱلطَّرَائِقِ ٱلَّتِي يَصُوغُ بِهَا يَهْوَهُ ٱلنَّاسَ هِيَ مِنْ خِلَالِ ٱلتَّأْدِيبِ.‏ فَكِّرْ مَثَلًا كَيْفَ صَاغَ أَوَّلَ مَلِكَيْنِ ٱعْتَلَيَا عَرْشَ إِسْرَائِيلَ:‏ شَاوُلَ وَدَاوُدَ.‏ فَحِينَ زَنَى دُاوُدُ مَعَ بَثْشَبَعَ،‏ جَرَّ مَسْلَكُهُ عَلَيْهِ وَعَلَى غَيْرِهِ عَوَاقِبَ وَخِيمَةً.‏ وَيَهْوَهُ لَمْ يُحْجِمْ عَنْ تَأْدِيبِهِ بِحَزْمٍ رَغْمَ كَوْنِهِ مَلِكًا،‏ إِذْ أَرْسَلَ إِلَيْهِ ٱلنَّبِيَّ نَاثَانَ لِيُبَلِّغَهُ رِسَالَةً قَوِيَّةً.‏ (‏٢ صم ١٢:‏١-‏١٢‏)‏ فَكَيْفَ تَجَاوَبَ دَاوُدُ؟‏ لَقَدْ أَصَابَتْهُ كَلِمَاتُ نَاثَانَ فِي ٱلصَّمِيمِ،‏ فَتَابَ تَوْبَةً صَادِقَةً.‏ وَهٰكَذَا،‏ حَظِيَ دَاوُدُ بِرَحْمَةِ ٱللهِ.‏ —‏ اقرأ ٢ صموئيل ١٢:‏١٣‏.‏

 ٧  بِٱلْمُقَابِلِ،‏ لَمْ يُصْغِ شَاوُلُ إِلَى مَشُورَةِ يَهْوَهَ.‏ كَيْفَ ذٰلِكَ؟‏ كَانَ قَدْ تَلَقَّى أَمْرًا وَاضِحًا وَصَرِيحًا عَلَى لِسَانِ ٱلنَّبِيِّ صَمُوئِيلَ أَنْ يُحَرِّمَ لِلْهَلَاكِ كُلَّ ٱلْعَمَالِيقِيِّينَ وَمَوَاشِيهِمْ.‏ لٰكِنَّهُ لَمْ يُنَفِّذْ مَا طُلِبَ مِنْهُ،‏ بَلْ أَبْقَى عَلَى حَيَاةِ مَلِكِهِمْ أَجَاجَ وَأَفْضَلِ ٱلْمَوَاشِي.‏ وَيَعُودُ ذٰلِكَ جُزْئِيًّا إِلَى رَغْبَتِهِ فِي جَلْبِ ٱلْمَجْدِ لِنَفْسِهِ.‏ (‏١ صم ١٥:‏١-‏٣،‏ ٧-‏٩،‏ ١٢‏)‏ وَحِينَ أَتَتْهُ ٱلْمَشُورَةُ،‏ لَمْ يُلَيِّنْ قَلْبَهُ،‏ رَافِضًا أَنْ يَصُوغَهُ يَهْوَهُ ٱلْخَزَّافُ ٱلْعَظِيمُ.‏ فَرَاحَ يُبَرِّرُ تَصَرُّفَهُ مُحَاجًّا أَنَّهُ أَتَى بِٱلْمَوَاشِي لِيُقَدِّمَهَا ذَبِيحَةً لِلهِ وَٱسْتَخَفَّ بِمَشُورَةِ صَمُوئِيلَ.‏ وَكَانَتِ ٱلنَّتِيجَةُ أَنَّ يَهْوَهَ رَفَضَهُ كَمَلِكٍ.‏ وَمِنْ ذٰلِكَ ٱلْوَقْتِ فَصَاعِدًا،‏ لَمْ يَسْتَعِدْ شَاوُلُ قَطُّ عَلَاقَتَهُ ٱلْجَيِّدَةَ بِٱلْإِلٰهِ ٱلْحَقِيقِيِّ.‏ —‏ اقرأ ١ صموئيل ١٥:‏١٣-‏١٥،‏ ٢٠-‏٢٣‏.‏

اِسْتَخَفَّ شُاوُلُ بِٱلْمَشُورَةِ وَلَمْ يَتْبَعْهَا.‏ نَعَمْ،‏ لَقَدْ رَفَضَ أَنْ يَصُوغَهُ يَهْوَهُ.‏ (‏اُنْظُرِ  ٱلْفِقْرَةَ ٧‏.‏)‏

أُصِيبَ دَاوُدُ فِي ٱلصَّمِيمِ وَقَبِلَ ٱلْمَشُورَةَ.‏ لَقَدْ سَمَحَ لِيَهْوَهَ أَنْ يَصُوغَهُ.‏ فَهَلْ تَتَمَثَّلُ بِهِ؟‏ (‏اُنْظُرِ  ٱلْفِقْرَةَ ٦‏.‏)‏

اَللهُ غَيْرُ مُحَابٍ

٨ أَيُّ عِبْرَةٍ نَسْتَقِيهَا مِنْ طَرِيقَةِ تَجَاوُبِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ مَعَ صَوْغِ يَهْوَهَ لَهُمْ؟‏

٨  لَا يَمْنَحُ يَهْوَهُ ٱلْأَفْرَادَ فَقَطْ فُرْصَةً أَنْ يَقْبَلُوا صِيَاغَتَهُ لَهُمْ،‏ بَلِ ٱلْأُمَمَ أَيْضًا.‏ فَفِي عَامِ ١٥١٣ ق‌م،‏ دَخَلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ فِي عَلَاقَةِ عَهْدٍ مَعَ ٱللهِ بَعْدَمَا تَحَرَّرُوا مِنَ ٱلْعُبُودِيَّةِ فِي مِصْرَ.‏ فَصَارُوا أُمَّتَهُ ٱلْمُخْتَارَةَ وَنَالُوا ٱلِٱمْتِيَازَ أَنْ يُصَاغُوا عَلَى دُولَابِ ٱلْخَزَّافِ ٱلْعَظِيمِ،‏ إِذَا جَازَ ٱلتَّعْبِيرُ.‏ لٰكِنَّهُمُ ٱسْتَمَرُّوا فِي ٱرْتِكَابِ ٱلشَّرِّ فِي عَيْنَيْ يَهْوَهَ،‏ حَتَّى إِنَّهُمْ عَبَدُوا آلِهَةَ ٱلْأُمَمِ ٱلْمُحِيطَةِ بِهِمْ.‏ وَقَدْ أَرْسَلَ يَهْوَهُ إِلَيْهِمْ أَنْبِيَاءَهُ مَرَّةً تِلْوَ ٱلْأُخْرَى كَيْ يُعِيدَهُمْ إِلَى رُشْدِهِمْ،‏ وَلٰكِنَّهُمْ لَمْ يَسْمَعُوا لَهُ.‏ (‏ار ٣٥:‏١٢-‏١٥‏)‏ وَبِسَبَبِ مَسْلَكِهِمِ ٱلْمُعَانِدِ هٰذَا،‏ وَجَبَ تَأْدِيبُهُمْ.‏ فَمِثْلَ آنِيَةٍ مُسْتَأْهِلَةٍ ٱلْهَلَاكَ،‏ تَعَرَّضَتْ مَمْلَكَةُ ٱلْعَشَرَةِ أَسْبَاطٍ ٱلشَّمَالِيَّةُ لِغَزْوِ ٱلْأَشُّورِيِّينَ وَمَمْلَكَةُ ٱلسِّبْطَيْنِ ٱلْجَنُوبِيَّةُ لِغَزْوِ ٱلْبَابِلِيِّينَ.‏ فَيَا لَلْعِبْرَةِ ٱلَّتِي نَسْتَقِيهَا مِنْ هٰذِهِ ٱلرِّوَايَةِ!‏ فَنَحْنُ لَا نَسْتَفِيدُ مِنْ صَوْغِ يَهْوَهَ لَنَا مَا لَمْ نَتَجَاوَبْ مَعَهُ.‏

٩،‏ ١٠ كَيْفَ تَجَاوَبَ أَهْلُ نِينَوَى مَعَ ٱلتَّحْذِيرِ ٱلْإِلٰهِيِّ؟‏

٩  أَعْطَى يَهْوَهُ سُكَّانَ نِينَوَى،‏ عَاصِمَةِ أَشُّورَ،‏ فُرْصَةً لِيَتَجَاوَبُوا مَعَ تَحْذِيرِهِ.‏ فَكَانَتْ كَلِمَتُهُ إِلَى يُونَانَ قَائِلًا:‏ «قُمِ ٱذْهَبْ إِلَى نِينَوَى ٱلْمَدِينَةِ ٱلْعَظِيمَةِ،‏ وَنَادِ عَلَيْهَا بِأَنَّ شَرَّهُمْ قَدْ صَعِدَ أَمَامِي».‏ فَقَدْ رَأَى يَهْوَهُ أَنَّ نِينَوَى تَسْتَأْهِلُ ٱلْهَلَاكَ.‏ —‏ يون ١:‏١،‏ ٢؛‏ ٣:‏١-‏٤‏.‏

١٠  لٰكِنْ حِينَ أَعْلَنَ يُونَانُ رِسَالَةَ ٱلدَّيْنُونَةِ،‏ «آمَنَ أَهْلُ نِينَوَى بِٱللهِ،‏ وَنَادَوْا بِصَوْمٍ وَلَبِسُوا مُسُوحًا،‏ مِنْ كَبِيرِهِمْ إِلَى صَغِيرِهِمْ».‏ حَتَّى إِنَّ ٱلْمَلِكَ «قَامَ عَنْ عَرْشِهِ وَخَلَعَ رِدَاءَهُ ٱلرَّسْمِيَّ عَنْهُ،‏ وَتَغَطَّى بِمِسْحٍ وَجَلَسَ فِي ٱلرَّمَادِ».‏ نَعَمْ،‏ لَقَدْ سَمَحَ أَهْلُ نِينَوَى لِيَهْوَهَ أَنْ يَصُوغَهُمْ وَأَعْرَبُوا عَنِ ٱلتَّوْبَةِ.‏ نَتِيجَةَ ذٰلِكَ،‏ عَادَ يَهْوَهُ عَنْ قَرَارِهِ وَلَمْ يُدَمِّرْهُمْ.‏ —‏ يون ٣:‏٥-‏١٠‏.‏

١١ أَيَّةُ صِفَةٍ يَمْتَلِكُهَا يَهْوَهُ تَبْرُزُ مِنْ خِلَالِ تَعَامُلَاتِهِ مَعَ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ وَأَهْلِ نِينَوَى؟‏

١١  لَمْ يُحْجِمْ يَهْوَهُ عَنْ تَأْدِيبِ ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ مَعَ أَنَّهُمْ كَانُوا أُمَّتَهُ ٱلْمُخْتَارَةَ.‏ مِنْ نَاحِيَةٍ أُخْرَى،‏ رَغْمَ أَنَّ أَهْلَ نِينَوَى لَمْ يَكُونُوا فِي عَلَاقَةِ عَهْدٍ مَعَهُ،‏ فَقَدْ أَمَرَ بِأَنْ تُعْلَنَ لَهُمْ رِسَالَةُ دَيْنُونَتِهِ وَأَعْرَبَ لَهُمْ عَنِ ٱلرَّحْمَةِ عِنْدَمَا أَثْبَتُوا أَنَّهُمْ كَٱلطِّينِ ٱللَّيِّنِ بَيْنَ يَدَيْهِ.‏ وَهٰذَانِ ٱلْمِثَالَانِ هُمَا خَيْرُ دَلِيلٍ عَلَى أَنَّ يَهْوَهَ إِلٰهٌ «لَا يُحَابِي».‏ —‏ تث ١٠:‏١٧‏.‏

يَهْوَهُ مُتَعَقِّلٌ وَمَرِنٌ

١٢،‏ ١٣ ‏(‏أ)‏ لِمَاذَا يُغَيِّرُ ٱللهُ قَرَارَاتِهِ بِحَسَبِ تَجَاوُبِ ٱلنَّاسِ مَعَ صَوْغِهِ لَهُمْ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا عَنَى ‹تَأَسُّفُ› يَهْوَهَ فِي حَالَةِ شَاوُلَ؟‏ نِينَوَى؟‏

١٢  إِنَّ ٱلطَّرِيقَةَ ٱلَّتِي يَصُوغُنَا بِهَا يَهْوَهُ تُظْهِرُ أَنَّهُ إِلٰهٌ مُتَعَقِّلٌ وَمَرِنٌ.‏ فَفِي أَحْيَانٍ كَثِيرَةٍ يُصَمِّمُ أَنْ يَتَّخِذَ إِجْرَاءً ضِدَّ أَفْرَادٍ مُعَيَّنِينَ مُعْتَمِدًا حُكْمَهُ ٱلصَّائِبَ،‏ لٰكِنَّهُ يُغَيِّرُ رَأْيَهُ بَعْدَ ذٰلِكَ بِسَبَبِ تَجَاوُبِهِمْ مَعَهُ.‏ مَثَلًا،‏ تَقُولُ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْمُقَدَّسَةُ إِنَّ يَهْوَهَ ‹تَأَسَّفَ أَنَّهُ أَقَامَ شَاوُلَ مَلِكًا›.‏ (‏١ صم ١٥:‏١١‏)‏ وَعِنْدَمَا تَابَ أَهْلُ نِينَوَى وَرَجَعُوا عَنْ طَرِيقِهِمِ ٱلرَّدِيئَةِ،‏ «تَأَسَّفَ ٱللهُ عَلَى ٱلْبَلِيَّةِ ٱلَّتِي قَالَ إِنَّهُ يُنْزِلُهَا بِهِمْ،‏ وَلَمْ يُنْزِلْهَا».‏ —‏ يون ٣:‏١٠‏.‏

١٣  وَٱلْكَلِمَةُ ٱلْعِبْرَانِيَّةُ ٱلْمُتَرْجَمَةُ «تَأَسَّفَ» تَتَعَلَّقُ بِتَغْيِيرٍ فِي ٱلْمَوْقِفِ أَوِ ٱلنِّيَّةِ.‏ فَيَهْوَهُ غَيَّرَ مَوْقِفَهُ مِنْ شَاوُلَ،‏ إِذْ إِنَّهُ كَانَ قَدِ ٱخْتَارَهُ مَلِكًا لٰكِنَّهُ رَفَضَهُ فِي وَقْتٍ لَاحِقٍ.‏ وَهٰذَا ٱلتَّغْيِيرُ حَدَثَ لَيْسَ لِأَنَّهُ أَخْطَأَ فِي ٱخْتِيَارِهِ،‏ بَلْ لِأَنَّ شَاوُلَ سَلَكَ بِغَيْرِ إِيمَانٍ وَتَمَرَّدَ عَلَيْهِ.‏ أَمَّا بِٱلنِّسْبَةِ إِلَى أَهْلِ نِينَوَى،‏ فَقَدْ تَأَسَّفَ ٱللهُ بِمَعْنَى أَنَّهُ غَيَّرَ نِيَّتَهُ بِشَأْنِهِمْ.‏ فَكَمْ نَتَعَزَّى حِينَ نَعْرِفُ أَنَّ يَهْوَهَ خَزَّافَنَا ٱلْعَظِيمَ هُوَ إِلٰهٌ مُتَعَقِّلٌ وَمَرِنٌ،‏ حَنَّانٌ وَرَحِيمٌ،‏ مُسْتَعِدٌّ أَنْ يُغَيِّرَ رَأْيَهُ إِذَا عَادَ ٱلْخَاطِئُ عَنْ مَسْلَكِهِ!‏

لَا تَرْفُضْ تَأْدِيبَ يَهْوَهَ

١٤ ‏(‏أ)‏ كَيْفَ يَصُوغُنَا يَهْوَهُ ٱلْيَوْمَ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا يَجِبُ أَنْ نَفْعَلَ حِينَ يَصُوغُنَا يَهْوَهُ؟‏

١٤  يَصُوغُنَا يَهْوَهُ ٱلْيَوْمَ بِشَكْلٍ رَئِيسِيٍّ بِوَاسِطَةِ كَلِمَتِهِ وَهَيْئَتِهِ.‏ (‏٢ تي ٣:‏١٦،‏ ١٧‏)‏ أَفَلَا يَجِبُ أَنْ نَقْبَلَ كُلَّ تَأْدِيبٍ يَأْتِينَا مِنْ خِلَالِهِمَا؟‏ فَمَهْمَا مَرَّتْ عَلَيْنَا سَنَوَاتٌ وَنَحْنُ فِي ٱلْحَقِّ،‏ وَمَهْمَا نِلْنَا مِنِ ٱمْتِيَازَاتٍ فِي ٱلْخِدْمَةِ،‏ يَنْبَغِي أَنْ نَسْتَمِرَّ فِي ٱلتَّجَاوُبِ مَعَ مَشُورَةِ يَهْوَهَ،‏ سَامِحِينَ لَهَا بِأَنْ تَصُوغَنَا لِنَكُونَ آنِيَةً لِٱسْتِعْمَالٍ كَرِيمٍ.‏

١٥،‏ ١٦ ‏(‏أ)‏ أَيَّةُ مَشَاعِرَ سَلْبِيَّةٍ قَدْ تَتَأَتَّى عَنْ خَسَارَةِ ٱلِٱمْتِيَازَاتِ؟‏ وَأَيُّ ٱخْتِبَارٍ يُوضِحُ ذٰلِكَ؟‏ (‏ب)‏ مَاذَا يُسَاعِدُنَا أَنْ نَتَخَطَّى ٱلْمَشَاعِرَ ٱلسَّلْبِيَّةَ ٱلنَّاجِمَةَ عَنِ ٱلتَّأْدِيبِ؟‏

١٥  لَا يَقْتَصِرُ ٱلتَّأْدِيبُ عَلَى مَشُورَةٍ تُرْشِدُنَا أَوْ تَقْوِيمٍ يُصَوِّبُ تَفْكِيرَنَا.‏ بَلْ يَتَعَدَّاهُمَا أَحْيَانًا إِلَى ٱتِّخَاذِ إِجْرَاءٍ بِحَقِّنَا إِذَا ٱرْتَكَبْنَا مَعْصِيَةً مَا،‏ كَتَنْحِيَتِنَا عَنِ ٱمْتِيَازَاتِنَا.‏ إِلَيْكَ مَثَلًا مَا حَدَثَ مَعَ دَانِي ٱلَّذِي كَانَ يَخْدُمُ شَيْخًا فِي ٱلْجَمَاعَةِ.‏ * فَقَدِ ٱرْتَكَبَ غَلْطَةً جَسِيمَةً نَتِيجَةَ ٱتِّخَاذِهِ قَرَارًا غَيْرَ حَكِيمٍ فِي مَا يَخْتَصُّ بِبَعْضِ ٱلْمَسَائِلِ ٱلتِّجَارِيَّةِ.‏ فَوُبِّخَ عَلَى ٱنْفِرَادٍ وَأُعْلِنَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ أَنَّهُ لَمْ يَعُدْ يَخْدُمُ شَيْخًا.‏ فَمَاذَا شَعَرَ فِي ٱللَّيْلَةِ ٱلَّتِي تَنَحَّى فِيهَا؟‏ يَقُولُ:‏ «اِنْتَابَنِي إِحْسَاسٌ سَاحِقٌ بِٱلْفَشَلِ.‏ فَطَوَالَ ٣٠ سَنَةً،‏ حَصَلْتُ عَلَى ٱمْتِيَازَاتٍ كَثِيرَةٍ.‏ فَقَدْ خَدَمْتُ فَاتِحًا عَادِيًّا وَفِي بَيْتَ إِيلَ.‏ كَمَا عُيِّنْتُ خَادِمًا مُسَاعِدًا وَمِنْ ثُمَّ شَيْخًا.‏ وَقَبْلَ فَتْرَةٍ قَصِيرَةٍ مِنْ تَنْحِيَتِي،‏ أَلْقَيْتُ أَوَّلَ خِطَابٍ لِي فِي أَحَدِ ٱلْمَحَافِلِ ٱلْكُورِيَّةِ.‏ وَفَجْأَةً،‏ خَسِرْتُ كُلَّ شَيْءٍ.‏ فَشَعَرْتُ بِٱلْخَجَلِ وَٱلْإِحْرَاجِ وَأَنَّهُ لَمْ يَعُدْ لِي أَيُّ مَكَانٍ فِي ٱلْهَيْئَةِ».‏

١٦  وَجَبَ أَنْ يُغَيِّرَ دَانِي مَسْلَكَهُ بِٱلرُّجُوعِ عَنْ خَطَئِهِ.‏ وَلٰكِنْ مَا ٱلَّذِي سَاعَدَهُ أَنْ يَتَخَطَّى ٱلْمَشَاعِرَ ٱلسَّلْبِيَّةَ؟‏ يُوضِحُ قَائِلًا:‏ «عَزَمْتُ أَنْ أُحَافِظَ عَلَى رُوتِينٍ رُوحِيٍّ جَيِّدٍ.‏ وَنِلْتُ دَعْمًا كَبِيرًا مِنْ تَشْجِيعِ ٱلْإِخْوَةِ لِي.‏ هٰذَا وَقَدْ سَاهَمَتِ ٱلْمَطْبُوعَاتُ كَثِيرًا فِي تَقْوِيَتِي.‏ فَكَانَتِ ٱلْمَقَالَةُ ‏‹لِمَ لَا تَسْعَى مِنْ جَدِيدٍ إِلَى نَيْلِ ٱلِٱمْتِيَازَاتِ؟‏›‏ فِي عَدَدِ ١٥ آبَ (‏أُغُسْطُس)‏ ٢٠٠٩ مِنْ بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ بِمَثَابَةِ رِسَالَةٍ شَخْصِيَّةٍ تَلَقَّيْتُهَا ٱسْتِجَابَةً لِصَلَوَاتِي.‏ وَأَكْثَرُ مَا مَسَّنِي فِيهَا ٱلنَّصِيحَةُ ٱلتَّالِيَةُ:‏ ‹حَاوِلْ أَنْ تُرَكِّزَ عَلَى تَقْوِيَةِ رُوحِيَّاتِكَ مَا دُمْتَ لَا تَتَوَلَّى مَسْؤُولِيَّاتٍ إِضَافِيَّةً فِي ٱلْجَمَاعَةِ›».‏ وَٱلنَّتِيجَةُ؟‏ بَعْدَ مُضِيِّ سَنَوَاتٍ قَالَ:‏ «لَقَدْ بَارَكَنِي يَهْوَهُ مُجَدَّدًا بِتَعْيِينِي خَادِمًا مُسَاعِدًا».‏

١٧ أَيُّ دَوْرٍ يُمْكِنُ أَنْ يَلْعَبَهُ ٱلْفَصْلُ فِي عَوْدَةِ ٱلْخَاطِئِ إِلَى ٱلْحَقِّ؟‏ وَأَيُّ ٱخْتِبَارٍ يُظْهِرُ ذٰلِكَ؟‏

١٧  اَلْفَصْلُ هُوَ طَرِيقَةٌ أُخْرَى يُؤَدِّبُ يَهْوَهُ بِهَا خُدَّامَهُ.‏ فَهٰذَا ٱلتَّرْتِيبُ يَحْمِي ٱلْجَمَاعَةَ مِنَ ٱلتَّأْثِيرَاتِ ٱلرَّدِيئَةِ وَيُمْكِنُ أَنْ يَلْعَبَ دَوْرًا مُهِمًّا فِي عَوْدَةِ ٱلْخَاطِئِ إِلَى ٱلْحَقِّ.‏ (‏١ كو ٥:‏٦،‏ ٧،‏ ١١‏)‏ وَقِصَّةُ رُوبِير مِثَالٌ عَلَى ذٰلِكَ.‏ فَقَدْ بَقِيَ مَفْصُولًا طَوَالَ ١٦ سَنَةً.‏ وَأَثْنَاءَ كُلِّ هٰذِهِ ٱلْفَتْرَةِ،‏ لَمْ يُعَاشِرْهُ وَالِدَاهُ أَوْ إِخْوَتُهُ مُطْلَقًا،‏ أَوْ حَتَّى يُلْقُوا ٱلتَّحِيَّةَ عَلَيْهِ،‏ مُتَّبِعِينَ بِحَزْمٍ وَوَلَاءٍ وَصِيَّةَ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ فِي هٰذَا ٱلْخُصُوصِ.‏ وَٱلْيَوْمَ،‏ مَضَتْ سَنَوَاتٌ عَلَى عَوْدَةِ رُوبِير إِلَى ٱلْجَمَاعَةِ وَهُوَ يُحْرِزُ تَقَدُّمًا رُوحِيًّا مَلْحُوظًا.‏ وَحِينَ سُئِلَ مَا ٱلَّذِي دَفَعَهُ أَنْ يَرْجِعَ إِلَى يَهْوَهَ وَشَعْبِهِ بَعْدَ كُلِّ هٰذِهِ ٱلْمُدَّةِ،‏ أَجَابَ أَنَّ مَوْقِفَ عَائِلَتِهِ أَثَّرَ فِيهِ كَثِيرًا.‏ قَالَ:‏ «لَوْ أَنَّ عَائِلَتِي بَقِيَتْ عَلَى ٱتِّصَالٍ بِي،‏ لِمُجَرَّدِ ٱلِٱسْتِفْسَارِ عَنْ أَحْوَالِي مَثَلًا،‏ لَكُنْتُ ٱكْتَفَيْتُ بِهٰذَا ٱلْقَدْرِ مِنَ ٱلِٱهْتِمَامِ وَلَمَا دَفَعَنِي تَوْقِي إِلَيْهِمْ أَنْ أَرْجِعَ إِلَى ٱللهِ».‏

١٨ أَيُّ نَوْعٍ مِنَ ٱلطِّينِ يَجِبُ أَنْ نَكُونَ بَيْنَ يَدَيِ ٱلْخَزَّافِ ٱلْعَظِيمِ؟‏

١٨  قَدْ لَا تَحْتَاجُ أَنْتَ إِلَى هٰذَا ٱلنَّوْعِ مِنَ ٱلتَّأْدِيبِ.‏ لٰكِنْ أَيُّ نَوْعٍ مِنَ ٱلطِّينِ سَتَكُونُ بَيْنَ يَدَيِ ٱلْخَزَّافِ ٱلْعَظِيمِ؟‏ كَيْفَ سَتَتَجَاوَبُ إِذَا مَا نِلْتَ ٱلتَّأْدِيبَ؟‏ هَلْ تَتَمَثَّلُ بِدَاوُدَ أَمْ بِشَاوُلَ؟‏ إِنَّ ٱلْخَزَّافَ ٱلْعَظِيمَ هُوَ أَبُونَا.‏ وَ «ٱلَّذِي يُحِبُّهُ يَهْوَهُ يُوَبِّخُهُ،‏ كَمَا يُوَبِّخُ ٱلْأَبُ ٱبْنَهُ ٱلَّذِي يُسَرُّ بِهِ».‏ لِذَا،‏ «لَا تَرْفُضْ تَأْدِيبَ يَهْوَهَ،‏ وَلَا تَمْقُتْ تَوْبِيخَهُ».‏ —‏ ام ٣:‏١١،‏ ١٢‏.‏

^ ‎الفقرة 15‏ اَلِٱسْمَانِ ٱلْوَارِدَانِ فِي هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ مُسْتَعَارَانِ.‏