قدّر صفات يهوه تقديرا عميقا
«كُونُوا مُقْتَدِينَ بِٱللهِ كَأَوْلَادٍ أَحِبَّاءَ». — اف ٥:١.
١ (أ) أَيَّةُ صِفَاتٍ يَمْلِكُهَا يَهْوَهُ يُمْكِنُ أَنْ يَتَأَمَّلَ فِيهَا ٱلْمَسِيحِيُّ؟ (ب) أَيَّةُ فَائِدَةٍ نَجْنِيهَا مِنْ فَحْصِ صِفَاتِ ٱللهِ؟
أَيَّةُ صِفَاتٍ تَخْطُرُ عَلَى بَالِكَ عِنْدَمَا تَتَأَمَّلُ فِي شَخْصِيَّةِ يَهْوَهَ؟ عَادَةً، تَتَبَادَرُ إِلَى ذِهْنِنَا ٱلْمَحَبَّةُ، ٱلْعَدْلُ، ٱلْحِكْمَةُ، وَٱلْقُدْرَةُ. لٰكِنْ لَدَى يَهْوَهَ أَكْثَرُ مِنْ ٤٠ صِفَةً مُحَبَّبَةً جَرَتْ مُنَاقَشَتُهَا فِي مَطْبُوعَاتِنَا. فَتَخَيَّلِ ٱلْكَمَّ ٱلْهَائِلَ مِنَ ٱلْمَعْلُومَاتِ ٱلَّذِي نَسْتَطِيعُ أَنْ نَكْتَشِفَهُ عَنْ شَخْصِيَّةِ إِلٰهِنَا مِنْ خِلَالِ دَرْسِنَا ٱلشَّخْصِيِّ أَوِ ٱلْعَائِلِيِّ! وَمَا ٱلْفَائِدَةُ ٱلَّتِي نَجْنِيهَا مِنْ دَرْسِنَا هٰذَا؟ سَيَعْمُقُ تَقْدِيرُنَا لِأَبِينَا ٱلسَّمَاوِيِّ. وَهٰذَا ٱلْأَمْرُ بِدَوْرِهِ سَيُقَوِّي رَغْبَتَنَا فِي ٱلِٱقْتِرَابِ إِلَيْهِ وَٱلِٱقْتِدَاءِ بِهِ. — يش ٢٣:٨؛ مز ٧٣:٢٨.
٢ (أ) أَيُّ إِيضَاحٍ يُظْهِرُ كَيْفَ نُعَمِّقُ تَقْدِيرَنَا لِصِفَاتِ يَهْوَهَ؟ (ب) أَيَّةَ أَسْئِلَةٍ سَنُنَاقِشُ؟
٢ وَكَيْفَ نُعَمِّقُ تَقْدِيرَنَا لِأَمْرٍ مَا تَدْرِيجِيًّا؟ إِلَيْكَ هٰذَا ٱلْإِيضَاحَ: لِنَفْرِضْ أَنَّكَ تَذَوَّقْتَ طَبَقًا جَدِيدًا فَأَعْجَبَكَ طَعْمُهُ. وَكَيْ تُحِبَّهُ أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ، تَتَشَمَّمُ أَوَّلًا رَائِحَتَهُ ٱلذَّكِيَّةَ، ثُمَّ تَتَلَذَّذُ بِكُلِّ لُقْمَةٍ تَأْكُلُهَا، وَأَخِيرًا تُعِدُّهُ أَنْتَ بِنَفْسِكَ. عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ، يَعْمُقُ تَقْدِيرُنَا لِصِفَاتِ يَهْوَهَ بِٱلتَّعَلُّمِ عَنْهَا، ٱلتَّأَمُّلِ فِيهَا، وَمِنْ ثُمَّ ٱلِٱقْتِدَاءِ بِهَا. (اف ٥:١) وَهَدَفُ هٰذِهِ ٱلْمَقَالَةِ وَٱلْمَقَالَتَيْنِ ٱلتَّالِيَتَيْنِ هُوَ تَعْمِيقُ تَقْدِيرِنَا لِصِفَاتِ ٱللهِ ٱلَّتِي قَلَّمَا نُفَكِّرُ فِيهَا. وَعِنْدَ مُنَاقَشَةِ كُلٍّ مِنْهَا، سَنَتَنَاوَلُ ٱلْأَسْئِلَةَ ٱلتَّالِيَةَ: مَاذَا تَعْنِي هٰذِهِ ٱلصِّفَةُ؟ كَيْفَ يُعْرِبُ عَنْهَا يَهْوَهُ؟ وَكَيْفَ نَقْتَدِي بِهَا؟
يَهْوَهُ هُوَ سَهْلُ ٱلِٱقْتِرَابِ
٣، ٤ (أ) مَاذَا يَعْنِي أَنْ يَكُونَ ٱلشَّخْصُ سَهْلَ ٱلِٱقْتِرَابِ؟ (ب) كَيْفَ يُعْرِبُ يَهْوَهُ عَنْ هٰذِهِ ٱلصِّفَةِ؟
٣ مَاذَا يَعْنِي أَنْ يَكُونَ ٱلشَّخْصُ سَهْلَ ٱلِٱقْتِرَابِ؟ يَعْنِي أَنْ يَكُونَ لَطِيفًا، مُسْتَعِدًّا أَنْ يَدْعَمَ ٱلْآخَرِينَ، وَمِنَ ٱلسَّهْلِ ٱلتَّحَدُّثُ إِلَيْهِ. وَغَالِبًا مَا نُمَيِّزُ إِذَا كَانَ سَهْلَ ٱلِٱقْتِرَابِ مِنْ كَلَامِهِ وَلُغَةِ جَسَدِهِ، كَٱلْإِشَارَاتِ وَتَعَابِيرِ ٱلْوَجْهِ وَغَيْرِهَا.
٤ فَكَيْفَ يُعْرِبُ يَهْوَهُ عَنْ هٰذِهِ ٱلصِّفَةِ؟ رَغْمَ أَنَّهُ ٱلْإِلٰهُ ٱلْكُلِّيُّ ٱلْقُدْرَةِ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلْكَوْنَ ٱلْفَسِيحَ، فَهُوَ يُؤَكِّدُ لَنَا أَنَّهُ مُسْتَعِدٌّ أَنْ يَسْمَعَ صَلَوَاتِنَا وَيَسْتَجِيبَهَا. (اقرإ المزمور ١٤٥:١٨؛ اشعيا ٣٠:
صِفَةٌ بَالِغَةُ ٱلْأَهَمِّيَّةِ
٥ لِمَاذَا مِنَ ٱلْمُهِمِّ أَنْ يَكُونَ ٱلشَّيْخُ سَهْلَ ٱلِٱقْتِرَابِ؟
٥ مُنْذُ فَتْرَةٍ قَصِيرَةٍ، طُرِحَ عَلَى شُهُودٍ غَيُورِينَ مِنْ مُخْتَلِفِ أَنْحَاءِ ٱلْعَالَمِ ٱلسُّؤَالُ ٱلتَّالِي: «أَيَّةُ صِفَةٍ فِي ٱلشَّيْخِ تُفَضِّلُهَا؟». فَأَجَابَ مُعْظَمُهُمْ: «أَنْ يَكُونَ سَهْلَ ٱلِٱقْتِرَابِ». لَا شَكَّ أَنَّ عَلَى كُلِّ مَسِيحِيٍّ أَنْ يَبْذُلَ مَا فِي وِسْعِهِ لِتَنْمِيَةِ هٰذِهِ ٱلصِّفَةِ. لٰكِنَّ هٰذَا ٱلْأَمْرَ يَصِحُّ خُصُوصًا فِي ٱلشُّيُوخِ. (اش ٣٢:
٦ مَا هِيَ إِحْدَى ٱلطَّرَائِقِ لِيَكُونَ ٱلشَّيْخُ سَهْلَ ٱلِٱقْتِرَابِ؟
٦ إِحْدَى ٱلطَّرَائِقِ هِيَ أَنْ تُظْهِرَ ٱلِٱهْتِمَامَ ٱلْأَصِيلَ بِٱلْآخَرِينَ. فَإِذَا ٱهْتَمَّ ٱلشَّيْخُ بِٱلْإِخْوَةِ — كِبَارًا كَانُوا أَمْ صِغَارًا — وَبَيَّنَ ٱسْتِعْدَادَهُ لِيُضَحِّيَ مِنْ أَجْلِهِمْ، فَسَيَشْعُرُونَ بِذٰلِكَ وَيَتَقَرَّبُونَ مِنْهُ. (مر ١٠:
٧ لِمَاذَا وَضْعُ شَارَةِ ٱلْمَحْفِلِ يَدْفَعُ ٱلنَّاسَ فِي أَغْلَبِ ٱلْأَحْيَانِ إِلَى ٱلتَّحَدُّثِ إِلَيْنَا، وَأَيُّ دَرْسٍ نَتَعَلَّمُهُ؟
٧ تَأَمَّلْ فِي مَا يَلِي: مُنْذُ فَتْرَةٍ وَجِيزَةٍ، كَانَ أَخٌ يَضَعُ عَلَى سُتْرَتِهِ شَارَةَ ٱلْمَحْفِلِ وَهُوَ عَائِدٌ عَلَى مَتْنِ طَائِرَةٍ إِلَى مَوْطِنِهِ. وَعَلَى هٰذِهِ ٱلشَّارَةِ كُتِبَ مِحْوَرُ ٱلْمَحْفِلِ: «لِيَأْتِ مَلَكُوتُ ٱللهِ». وَحِينَ رَأَى ٱلْمُضِيفُ هٰذِهِ ٱلْكَلِمَاتِ، قَالَ لِلْأَخِ: «نَعَمْ، لِيَأْتِ مَلَكُوتُهُ. أَوَدُّ أَنْ نَتَحَدَّثَ أَكْثَرَ عَنْ هٰذَا ٱلْمَوْضُوعِ». وَفِي وَقْتٍ لَاحِقٍ، جَرَتْ مُنَاقَشَةٌ بَيْنَهُمَا وَقَبِلَ ٱلْمُضِيفُ بِسُرُورٍ مَجَلَّاتِنَا. لَا شَكَّ أَنَّ ٱلْعَدِيدَ مِنَّا مَرَّ بِٱخْتِبَارَاتٍ مُمَاثِلَةٍ. فَلِمَ تَجْذِبُ شَارَةُ ٱلْمَحْفِلِ ٱنْتِبَاهَ ٱلنَّاسِ وَتَدْفَعُهُمْ فِي أَغْلَبِ ٱلْأَحْيَانِ إِلَى ٱلتَّحَدُّثِ إِلَيْنَا؟ لِأَنَّهَا تَقُولُ عَنْ لِسَانِ حَامِلِهَا: «لَا تَتَرَدَّدُوا أَنْ تَتَحَدَّثُوا إِلَيَّ وَتَسْأَلُونِي عَنْ مُعْتَقَدَاتِي». فَٱلشَّارَةُ هِيَ عَلَامَةٌ ظَاهِرَةٌ تَدُلُّ أَنَّنَا عَلَى ٱسْتِعْدَادٍ أَنْ نُخْبِرَ ٱلْغَيْرَ عَنْ إِيمَانِنَا. عَلَى نَحْوٍ مُمَاثِلٍ، ثَمَّةَ عَلَامَاتٌ يَلْزَمُ أَنْ يُظْهِرَهَا ٱلشَّيْخُ لِلْإِخْوَةِ يَقُولُ لَهُمْ مِنْ خِلَالِهَا: «لَا تَتَرَدَّدُوا فِي ٱلتَّحَدُّثِ إِلَيَّ». فَمَا هِيَ بَعْضٌ مِنْهَا؟
٨ كَيْفَ يُظْهِرُ ٱلشُّيُوخُ ٱهْتِمَامَهُمُ ٱلْأَصِيلَ بِٱلْآخَرِينَ، وَمَا تَأْثِيرُ ذٰلِكَ فِي ٱلْجَمَاعَةِ؟
٨ صَحِيحٌ أَنَّ ٱلْعَادَاتِ قَدْ تَخْتَلِفُ بِٱخْتِلَافِ ٱلْبُلْدَانِ، لٰكِنْ بِإِمْكَانِنَا عُمُومًا أَنْ نُظْهِرَ ٱهْتِمَامًا أَصِيلًا بِٱلْآخَرِينَ مِنْ خِلَالِ ٱبْتِسَامَةٍ صَادِقَةٍ، مُصَافَحَةٍ حَارَّةٍ، أَوْ تَحِيَّةٍ وُدِّيَّةٍ. وَمَنْ يَجِبُ أَنْ يَأْخُذَ ٱلْمُبَادَرَةَ فِي ذٰلِكَ؟ لَاحِظِ ٱلْمِثَالَ ٱلَّذِي رَسَمَهُ يَسُوعُ. فَفِي ٱجْتِمَاعٍ مَعَ تَلَامِيذِهِ، ‹ٱقْتَرَبَ مِنْهُمْ وَكَلَّمَهُمْ›. (مت ٢٨:١٨) عَلَى غِرَارِ يَسُوعَ، يَأْخُذُ ٱلشُّيُوخُ ٱلْيَوْمَ ٱلْمُبَادَرَةَ فِي ٱلِٱقْتِرَابِ مِنْ إِخْوَتِهِمْ وَٱلتَّحَدُّثِ إِلَيْهِمْ. وَمَا تَأْثِيرُ هٰذَا ٱلْأَمْرِ فِي ٱلْجَمَاعَةِ؟ تَقُولُ فَاتِحَةٌ عُمْرُهَا ٨٨ سَنَةً: «إِنَّ ٱلِٱبْتِسَامَاتِ ٱلدَّافِئَةَ وَٱلتَّعْلِيقَاتِ ٱلْمُشَجِّعَةَ ٱلَّتِي أَتَلَقَّاهَا مِنَ ٱلشُّيُوخِ حِينَ أَدْخُلُ قَاعَةَ ٱلْمَلَكُوتِ تَجْعَلُهُمْ مُحَبَّبِينَ إِلَى قَلْبِي». وَتَذْكُرُ أُخْتٌ أَمِينَةٌ أُخْرَى: «أَفْرَحُ كَثِيرًا حِينَ يَسْتَقْبِلُنِي ٱلشُّيُوخُ فِي ٱلِٱجْتِمَاعِ بِٱبْتِسَامَةٍ، حَتَّى لَوْ كَانَتِ ٱلِٱبْتِسَامَةُ أَمْرًا عَادِيًّا بِٱلنِّسْبَةِ إِلَى ٱلْبَعْضِ».
سَهْلُ ٱلِٱقْتِرَابِ وَمُسْتَعِدٌّ لِتَخْصِيصِ ٱلْوَقْتِ لِلْإِخْوَةِ
٩، ١٠ (أ) كَيْفَ يَكُونُ يَهْوَهُ خَيْرَ مِثَالٍ يُحْتَذَى بِهِ؟ (ب) كَيْفَ يَقْتَدِي ٱلشُّيُوخُ بِيَهْوَهَ؟
٩ لَا يَكُونُ ٱلْمَرْءُ سَهْلَ ٱلِٱقْتِرَابِ مَا لَمْ يَكُنْ مُسْتَعِدًّا أَنْ يُخَصِّصَ ٱلْوَقْتَ لِلْآخَرِينَ. وَيَهْوَهُ هُوَ خَيْرُ مِثَالٍ يُحْتَذَى بِهِ. فَهُوَ «لَيْسَ بَعِيدًا عَنْ كُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا». (اع ١٧:٢٧) وَيُمْكِنُ أَنْ يَقْتَدِيَ ٱلشُّيُوخُ بِيَهْوَهَ بِتَخْصِيصِ ٱلْوَقْتِ لِيَتَحَدَّثُوا إِلَى ٱلْإِخْوَةِ، كِبَارًا وَصِغَارًا، قَبْلَ وَبَعْدَ ٱلِٱجْتِمَاعِ. ذَكَرَ أَخٌ فَاتِحٌ: «حِينَ يَسْتَفْسِرُ شَيْخٌ عَنْ أَحْوَالِي ثُمَّ يُصْغِي إِلَيَّ، أَشْعُرُ بِأَنَّهُ يُقَدِّرُنِي». وَعَلَّقَتْ أُخْتٌ تَخْدُمُ يَهْوَهَ مُنْذُ نَحْوِ ٥٠ سَنَةً: «إِنَّ ٱلشُّيُوخَ ٱلَّذِينَ يُخَصِّصُونَ بَعْضَ ٱلْوَقْتِ لِيَتَكَلَّمُوا مَعِي بَعْدَ ٱلِٱجْتِمَاعِ يَجْعَلُونَنِي أَشْعُرُ بِأَنَّنِي قَيِّمَةٌ فِي نَظَرِهِمْ».
١٠ لَا شَكَّ أَنَّ مَسْؤُولِيَّاتٍ أُخْرَى تَقَعُ عَلَى عَاتِقِ ٱلرُّعَاةِ ٱلْمَسِيحِيِّينَ. لٰكِنْ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ هَدَفُهُمُ ٱلْأَوَّلُ فِي ٱلِٱجْتِمَاعِ أَنْ يُولُوا ٱهْتِمَامَهُمْ لِلْخِرَافِ.
يَهْوَهُ هُوَ غَيْرُ مُحَابٍ
١١، ١٢ (أ) مَا مَعْنَى عَدَمِ ٱلْمُحَابَاةِ؟ (ب) كَيْفَ يُبَيِّنُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنَّ يَهْوَهَ غَيْرُ مُحَابٍ؟
١١ إِنَّ عَدَمَ ٱلْمُحَابَاةِ هُوَ صِفَةٌ أُخْرَى مِنْ صِفَاتِ يَهْوَهَ ٱلْمُحَبَّبَةِ. فَمَا مَعْنَى عَدَمِ ٱلْمُحَابَاةِ؟ يَعْنِي أَنْ يَكُونَ ٱلْمَرْءُ مُنْصِفًا، لَا يَمْتَلِكُ أَوْ يُظْهِرُ مَيْلًا إِلَى ٱلتَّحَامُلِ أَوِ ٱلتَّحَيُّزِ. فَلِعَدَمِ ٱلْمُحَابَاةِ وَجْهَانِ: مَوْقِفُ ٱلْمَرْءِ ٱلْعَقْلِيُّ وَتَصَرُّفَاتُهُ. فَإِنْ لَمْ نَكُنْ مُقْتَنِعِينَ أَنَّ عَلَيْنَا مُعَامَلَةَ ٱلْجَمِيعِ بِإِنْصَافٍ، فَلَنْ نَنْدَفِعَ إِلَى فِعْلِ ذٰلِكَ. وَفِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْيُونَانِيَّةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ، تَعْنِي عِبَارَةُ «لَيْسَ مُحَابِيًا» حَرْفِيًّا لَا يَأْخُذُ بِٱلْوُجُوهِ. (اع ١٠:٣٤) فَمَنْ لَيْسَ مُحَابِيًا يُعَامِلُ ٱلْآخَرَ بِٱحْتِرَامٍ لِمَا هُوَ عَلَيْهِ مِنَ ٱلدَّاخِلِ، وَلَيْسَ وَفْقًا لِمَظْهَرِهِ ٱلْخَارِجِيِّ أَوْ ظُرُوفِهِ.
١٢ وَيَهْوَهُ هُوَ أَعْظَمُ مِثَالٍ لَنَا مِنْ جِهَةِ عَدَمِ ٱلْمُحَابَاةِ. فَكَلِمَتُهُ تَذْكُرُ أَنَّهُ «لَيْسَ مُحَابِيًا». (اقرإ الاعمال ١٠:
قَدَّرَتْ بَنَاتُ صَلُفْحَادَ عَدَمَ مُحَابَاةِ ٱللهِ (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَتَيْنِ ١٣، ١٤.)
١٣، ١٤ (أ) أَيَّةُ مُشْكِلَةٍ وَاجَهَتْهَا بَنَاتُ صَلُفْحَادَ؟ (ب) كَيْفَ أَعْرَبَ يَهْوَهُ عَنْ عَدَمِ ٱلْمُحَابَاةِ؟
١٣ عَلَى عَتَبَةِ أَرْضِ ٱلْمَوْعِدِ، وَاجَهَتْ خَمْسُ أَخَوَاتٍ عَازِبَاتٍ مِنْ سِبْطِ مَنَسَّى مُشْكِلَةً. فَبَعْدَ أَنْ مَاتَ أَبُوهُنَّ صَلُفْحَادُ فِي ٱلْبَرِّيَّةِ، لَمْ يَحِقَّ لَهُنَّ أَنْ يَرِثْنَ ٱلْأَرْضَ ٱلَّتِي كَانَتْ سَتُخَصَّصُ لَهُ. فَقَدِ ٱقْتَضَتِ ٱلشَّرِيعَةُ أَنْ يَنْتَقِلَ ٱلْمِيرَاثُ إِلَى ٱلْبَنِينَ لَا ٱلْبَنَاتِ. لٰكِنَّ أَبَاهُنَّ لَمْ يُنْجِبْ بَنِينَ. (عد ٢٦:
١٤ فِي مُحَاوَلَةٍ لِلْحُؤُولِ دُونَ ذٰلِكَ، وَقَفَتِ ٱلْأَخَوَاتُ ٱلْخَمْسُ أَمَامَ مُوسَى وَسَأَلْنَهُ: «لِمَاذَا يُحْذَفُ ٱسْمُ أَبِينَا مِنْ بَيْنِ عَشِيرَتِهِ لِأَنَّهُ لَيْسَ لَهُ ٱبْنٌ؟». ثُمَّ تَوَسَّلْنَ إِلَيْهِ: «أَعْطِنَا مِلْكًا فِي وَسْطِ إِخْوَةِ أَبِينَا». فَمَاذَا كَانَ رَدُّ فِعْلِ مُوسَى؟ هَلْ أَجَابَهُنَّ: ‹إِنَّهَا قَاعِدَةٌ لَا ٱسْتِثْنَاءَ لَهَا›؟ كَلَّا، بَلْ «قَدَّمَ . . . دَعْوَاهُنَّ أَمَامَ يَهْوَهَ». (عد ٢٧:
١٥ (أ) كَيْفَ يُعَامِلُ يَهْوَهُ شَعْبَهُ، وَخُصُوصًا مَنْ لَا سَنَدَ لَهُمْ؟ (ب) أَيَّةُ رِوَايَاتٍ أُخْرَى فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ تَدُلُّ أَنَّ يَهْوَهَ غَيْرُ مُحَابٍ؟
١٥ يَا لَهُ مِنْ قَرَارٍ مُنْصِفٍ! فَقَدْ عَامَلَ يَهْوَهُ هٰؤُلَاءِ ٱلنِّسَاءَ، ٱللَّوَاتِي كُنَّ بِلَا سَنَدٍ، بِكَرَامَةٍ وَٱحْتِرَامٍ مُسَاوِيًا إِيَّاهُنَّ بِبَاقِي ٱلْإِسْرَائِيلِيِّينَ. (مز ٦٨:٥) وَهٰذِهِ ٱلرِّوَايَةُ لَيْسَتْ سِوَى وَاحِدَةٍ مِنْ رِوَايَاتٍ عَدِيدَةٍ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ تَدُلُّ أَنَّ يَهْوَهَ يُعَامِلُ شَعْبَهُ بِعَدَمِ مُحَابَاةٍ. — ١ صم ١٦:
لِنَقْتَدِ بِيَهْوَهَ
١٦ كَيْفَ نَقْتَدِي بِعَدَمِ مُحَابَاةِ يَهْوَهَ؟
١٦ كَيْفَ نَقْتَدِي بِعَدَمِ مُحَابَاةِ يَهْوَهَ؟ تَذَكَّرْ أَنَّ لِعَدَمِ ٱلْمُحَابَاةِ وَجْهَيْنِ. فَنَحْنُ لَنْ نُعَامِلَ ٱلْآخَرِينَ بِإِنْصَافٍ مَا لَمْ نَكُنْ مُقْتَنِعِينَ أَنَّ ٱلْجَمِيعَ يَسْتَحِقُّونَ ذٰلِكَ. دُونَ شَكٍّ، نَحْنُ جَمِيعًا نَظُنُّ أَنَّنَا أَشْخَاصٌ مُنْفَتِحُونَ وَعَدِيمُو ٱلْمُحَابَاةِ. لٰكِنَّ تَقْيِيمَ أَنْفُسِنَا بِمَوْضُوعِيَّةٍ لَيْسَ دَائِمًا بِهٰذِهِ ٱلسُّهُولَةِ. فَكَيْفَ نَكْتَشِفُ مَا إِذَا كُنَّا مُحَابِينَ أَمْ لَا؟ لِنَأْخُذْ عَلَى سَبِيلِ ٱلْمِثَالِ يَسُوعَ. فَكَيْ يَعْرِفَ مَاذَا يَقُولُ ٱلنَّاسُ عَنْهُ، سَأَلَ أَصْدِقَاءَهُ ٱلَّذِينَ يَثِقُ بِهِمْ: «مَنْ يَقُولُ ٱلنَّاسُ إِنَّ ٱبْنَ ٱلْإِنْسَانِ هُوَ؟». (مت ١٦:
١٧ كَيْفَ نُعَامِلُ ٱلْآخَرِينَ بِعَدَمِ مُحَابَاةٍ؟
١٧ فِي ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ، نَحْنُ نَقْتَدِي بِيَهْوَهَ حِينَ نُعَامِلُ كُلَّ إِخْوَتِنَا بِكَرَامَةٍ وَلُطْفٍ حُبِّيٍّ. مَثَلًا، فِي إِعْرَابِنَا عَنْ رُوحِ ٱلضِّيَافَةِ، نَدْعُو إِلَى مَنْزِلِنَا جَمِيعَ ٱلرُّفَقَاءِ ٱلْمُؤْمِنِينَ، بِمَنْ فِيهِمِ ٱلَّذِينَ تَخْتَلِفُ بِيئَتُهُمْ عَنْ بِيئَتِنَا، وَكَذٰلِكَ ٱلْفُقَرَاءُ وَٱلْيَتَامَى وَٱلْأَرَامِلُ. (اقرأ غلاطية ٢:١٠؛ يعقوب ١:٢٧.) عِلَاوَةً عَلَى ذٰلِكَ، أَثْنَاءَ ٱلْكِرَازَةِ بِٱلْمَلَكُوتِ، نَنْقُلُ ٱلْبِشَارَةَ إِلَى أُنَاسٍ مِنْ كُلِّ ٱلْخَلْفِيَّاتِ، بِمَنْ فِيهِمِ ٱلْأَجَانِبُ. وَلَدَيْنَا فُرْصَةٌ رَائِعَةٌ أَنْ نُعْرِبَ عَنْ عَدَمِ تَحَامُلِنَا هٰذَا بِٱسْتِخْدَامِ ٱلْمَطْبُوعَاتِ ٱلْمُؤَسَّسَةِ عَلَى ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلَّتِي تُنْتِجُهَا هَيْئَةُ يَهْوَهَ بِنَحْوِ ٦٠٠ لُغَةٍ.
١٨ كَيْفَ سَتُظْهِرُ شَخْصِيًّا أَنَّكَ تُقَدِّرُ سُهُولَةَ ٱلِٱقْتِرَابِ وَعَدَمَ ٱلْمُحَابَاةِ لَدَى يَهْوَهَ؟
١٨ حَقًّا، كُلَّمَا تَأَمَّلْنَا كَمْ يَهْوَهُ هُوَ سَهْلُ ٱلِٱقْتِرَابِ وَغَيْرُ مُحَابٍ، عَمُقَ تَقْدِيرُنَا لَهُ. وَهٰذَا بِدَوْرِهِ يَدْفَعُنَا أَنْ نَبْذُلَ مَا فِي وِسْعِنَا لِلِٱقْتِدَاءِ بِهِ فِي تَعَامُلَاتِنَا مَعَ رُفَقَائِنَا ٱلْمُؤْمِنِينَ وَٱلَّذِينَ نَكْرِزُ لَهُمْ.
«يَهْوَهُ قَرِيبٌ مِنْ كُلِّ ٱلَّذِينَ يَدْعُونَهُ». — مز ١٤٥:١٨. (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ٩.)
«يَهْوَهُ إِلٰهُكُمْ . . . لَا يُحَابِي». — تث ١٠:١٧. (اُنْظُرِ ٱلْفِقْرَةَ ١٧.)