الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

الحياة الابدية على الارض —‏ هل هي رجاء مسيحي؟‏

الحياة الابدية على الارض —‏ هل هي رجاء مسيحي؟‏

اَلْحَيَاةُ ٱلْأَبَدِيَّةُ عَلَى ٱلْأَرْضِ —‏ هَلْ هِيَ رَجَاءٌ مَسِيحِيٌّ؟‏

‏«سَيَمْسَحُ [ٱللهُ] كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِمْ،‏ وَٱلْمَوْتُ لَا يَكُونُ فِي مَا بَعْدُ».‏ —‏ رؤ ٢١:‏٤‏.‏

١،‏ ٢ كَيْفَ نَعْرِفُ أَنَّ يَهُودًا كَثِيرِينَ فِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ آمَنُوا بِرَجَاءِ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ عَلَى ٱلْأَرْضِ؟‏

ذَاتَ مَرَّةٍ،‏ رَكَضَ إِلَى يَسُوعَ شَابٌّ غَنِيٌّ ذُو مَكَانَةٍ مَرْمُوقَةٍ وَسَقَطَ أَمَامَهُ عَلَى رُكْبَتَيْهِ وَسَأَلَهُ:‏ «أَيُّهَا ٱلْمُعَلِّمُ ٱلصَّالِحُ،‏ مَاذَا عَلَيَّ أَنْ أَعْمَلَ لِأَرِثَ ٱلْحَيَاةَ ٱلْأَبَدِيَّةَ؟‏».‏ (‏مر ١٠:‏١٧‏)‏ فَهَلْ كَانَ هذَا ٱلشَّابُّ يَقْصِدُ ٱلْحَيَاةَ ٱلْأَبَدِيَّةَ فِي ٱلسَّمَاءِ أَمْ عَلَى ٱلْأَرْضِ؟‏ نَاقَشْنَا فِي ٱلْمَقَالَةِ ٱلْأُولَى أَنَّ ٱللهَ سَبَقَ وَأَعْطَى ٱلْيَهُودَ رَجَاءَ ٱلْقِيَامَةِ وَٱلْحَيَاةِ عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏ وَفِي ٱلْقَرْنِ ٱلْأَوَّلِ،‏ كَانَ يُهُودٌ كَثِيرُونَ لَا يَزَالُونَ يُؤْمِنُونَ بِهذَا ٱلرَّجَاءِ عَيْنِهِ.‏

٢ مَثَلًا،‏ لَا بُدَّ أَنَّ مَرْثَا كَانَتْ تُفَكِّرُ فِي ٱلْقِيَامَةِ عَلَى ٱلْأَرْضِ حِينَ قَالَتْ لِيَسُوعَ عَنْ أَخِيهَا ٱلْمَيِّتِ:‏ «أَنَا أَعْلَمُ أَنَّهُ سَيَقُومُ فِي ٱلْقِيَامَةِ فِي ٱلْيَوْمِ ٱلْأَخِيرِ».‏ (‏يو ١١:‏٢٤‏)‏ وَلكِنْ رُبَّ مُعْتَرِضٍ أَنَّ ٱلصَّدُّوقِيِّينَ لَمْ يُؤْمِنُوا بِٱلْقِيَامَةِ.‏ (‏مر ١٢:‏١٨‏)‏ هذَا صَحِيحٌ،‏ إِلَّا أَنَّ ٱلْمُؤَرِّخَ جورج فوت مور ذَكَرَ فِي كِتَابِهِ اَلْيَهُودِيَّةُ فِي ٱلْقُرُونِ ٱلْأُولَى لِلْعَصْرِ ٱلْمَسِيحِيِّ ‏(‏بالانكليزية)‏:‏ «تُؤَكِّدُ ٱلْكِتَابَاتُ ٱلَّتِي تَعُودُ إِلَى ٱلْقَرْنِ ٱلثَّانِي أَوِ ٱلْأَوَّلِ قَبْلَ ٱلْمِيلَادِ أَنَّهُ سَادَ ٱلِٱعْتِقَادُ أَنَّ ٱلَّذِينَ مَاتُوا فِي ٱلْأَجْيَالِ ٱلسَّابِقَةِ سَيُعَادُونَ يَوْمًا إِلَى ٱلْحَيَاةِ عَلَى ٱلْأَرْضِ».‏ إِذًا،‏ كَانَ ٱلشَّابُّ ٱلْغَنِيُّ يَسْأَلُ يَسُوعَ عَنِ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏

٣ أَيَّةُ أَسْئِلَةٍ سَنُنَاقِشُهَا فِي هذِهِ ٱلْمَقَالَةِ؟‏

٣ أَمَّا ٱلْيَوْمَ،‏ فَإِنَّ ٱلْكَثِيرَ مِنَ ٱلْأَدْيَانِ وَعُلَمَاءِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ لَا يَعْتَرِفُونَ أَنَّ رَجَاءَ ٱلْعَيْشِ إِلَى ٱلْأَبَدِ عَلَى ٱلْأَرْضِ هُوَ تَعْلِيمٌ مَسِيحِيٌّ.‏ وَيُؤْمِنُ مُعْظَمُ ٱلنَّاسِ أَنَّهُمْ سَيَعِيشُونَ فِي ٱلسَّمَاءِ بَعْدَ ٱلْمَمَاتِ.‏ لِذلِكَ يَعْتَقِدُونَ أَنَّ عِبَارَةَ «ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ» ٱلْوَارِدَةَ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْيُونَانِيَّةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ تُشِيرُ إِلَى ٱلْحَيَاةِ فِي ٱلسَّمَاءِ.‏ فَهَلْ هذَا صَحِيحٌ؟‏ مَاذَا عَنَى يَسُوعُ حِينَ تَكَلَّمَ عَنِ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ؟‏ بِمَ كَانَ تَلَامِيذُهُ يُؤْمِنُونَ؟‏ وَهَلْ تُعَلِّمُ ٱلْأَسْفَارُ ٱلْيُونَانِيَّةُ ٱلْمَسِيحِيَّةُ أَنَّ ٱلْحَيَاةَ ٱلْأَبَدِيَّةَ سَتَكُونُ عَلَى ٱلْأَرْضِ؟‏

اَلْحَيَاةُ ٱلْأَبَدِيَّةُ «‏فِي ٱلتَّجْدِيدِ»‏

٤ مَا ٱلَّذِي سَيَجْرِي «فِي ٱلتَّجْدِيدِ»؟‏

٤ يُعَلِّمُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ أَنَّ ٱلْمَسِيحِيِّينَ ٱلْمَمْسُوحِينَ سَيُقَامُونَ إِلَى ٱلْحَيَاةِ ٱلسَّمَاوِيَّةِ لِيَحْكُمُوا عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏ (‏لو ١٢:‏٣٢؛‏ رؤ ٥:‏٩،‏ ١٠؛‏ ١٤:‏١-‏٣‏)‏ وَلكِنْ حِينَ كَانَ يَسُوعُ يَتَكَلَّمُ عَنِ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ،‏ لَمْ يَكُنْ دَائِمًا يُفَكِّرُ فِي ذلِكَ ٱلْفَرِيقِ.‏ لَاحِظْ مَا قَالَهُ لِتَلَامِيذِهِ بَعْدَمَا مَضَى ٱلشَّابُّ ٱلْغَنِيُّ حَزِينًا لِأَنَّهُ عَلِمَ أَنَّ عَلَيْهِ ٱلتَّخَلِّيَ عَنْ مُمْتَلَكَاتِهِ وَٱتِّبَاعَ ٱلْمَسِيحِ.‏ (‏اِقْرَأْ متى ١٩:‏٢٨،‏ ٢٩‏.‏‏)‏ فَقَدْ أَخْبَرَ رُسُلَهُ أَنَّهُمْ سَيَكُونُونَ بَيْنَ ٱلَّذِينَ سَيَحْكُمُونَ كَمُلُوكٍ وَيَدِينُونَ «أَسْبَاطَ إِسْرَائِيلَ ٱلِٱثْنَيْ عَشَرَ»،‏ أَيِ ٱلْبَشَرَ ٱلَّذِينَ لَيْسُوا جُزْءًا مِنْ صَفِّ ٱلْحُكَّامِ ٱلسَّمَاوِيِّينَ.‏ (‏١ كو ٦:‏٢‏)‏ كَمَا أَنَّهُ قَالَ لَهُمْ إِنَّ «كُلَّ مَنْ» يَتْبَعُهُ سَيَنَالُ مُكَافَأَةَ ‹ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ›.‏ وَكُلُّ ذلِكَ سَيَجْرِي «فِي ٱلتَّجْدِيدِ».‏

٥ مَا هُوَ «ٱلتَّجْدِيدُ»؟‏

٥ فَمَاذَا قَصَدَ يَسُوعُ بِكَلِمَةِ «ٱلتَّجْدِيدِ»؟‏ يُتَرْجَمُ هذَا ٱلتَّعْبِيرُ إِلَى «ٱلْعَالَمِ ٱلْجَدِيدِ» فِي ترجمة الخوري يوسف عون،‏ وَإِلَى «عِنْدَمَا يُجَدَّدُ كُلُّ شَيْءٍ» فِي الترجمة اليسوعية الجديدة،‏ وَإِلَى «عِنْدَ تَجْدِيدِ كُلِّ شَيْءٍ» فِي الترجمة العربية الجديدة.‏ وَبِمَا أَنَّ يَسُوعَ ٱسْتَخْدَمَ هذَا ٱلتَّعْبِيرَ دُونَ أَيِّ شَرْحٍ،‏ فَهذَا يَعْنِي أَنَّهُ كَانَ يُشِيرُ إِلَى رَجَاءٍ لَطَالَمَا آمَنَ بِهِ ٱلْيَهُودُ:‏ تَجْدِيدُ كُلِّ ٱلْأَحْوَالِ عَلَى ٱلْأَرْضِ بِحَيْثُ تَعُودُ ٱلْحَيَاةُ كَمَا كَانَتْ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ قَبْلَ وُقُوعِ آدَمَ وَحَوَّاءَ فِي ٱلْخَطِيَّةِ.‏ وَسَيَكُونُ ذلِكَ إِتْمَامًا لِوَعْدِ ٱللهِ ‹بِخَلْقِ سَمٰوَاتٍ جَدِيدَةٍ وَأَرْضٍ جَدِيدَةٍ›.‏ —‏ اش ٦٥:‏١٧‏.‏

٦ مَاذَا يُعَلِّمُنَا مَثَلُ ٱلْخِرَافِ وَٱلْجِدَاءِ عَنْ رَجَاءِ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ؟‏

٦ تَكَلَّمَ يَسُوعُ عَنِ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ مُجَدَّدًا فِي مَعْرِضِ حَدِيثِهِ عَنِ ٱخْتِتَامِ نِظَامِ ٱلْأَشْيَاءِ.‏ (‏مت ٢٤:‏١-‏٣‏)‏ قَالَ:‏ «مَتَى جَاءَ ٱبْنُ ٱلْإِنْسَانِ فِي مَجْدِهِ وَجَمِيعُ ٱلْمَلَائِكَةِ مَعَهُ،‏ فَحِينَئِذٍ يَجْلِسُ عَلَى عَرْشِهِ ٱلْمَجِيدِ.‏ وَتَجْتَمِعُ أَمَامَهُ كُلُّ ٱلْأُمَمِ،‏ فَيَفْرِزُ بَعْضَهُمْ مِنْ بَعْضٍ،‏ كَمَا يَفْرِزُ ٱلرَّاعِي ٱلْخِرَافَ مِنَ ٱلْجِدَاءِ».‏ ثُمَّ تَابَعَ قَائِلًا إِنَّ ٱلَّذِينَ يَسْتَحِقُّونَ ٱلْعِقَابَ ‹سَيَذْهَبُونَ إِلَى قَطْعٍ أَبَدِيٍّ،‏ وَٱلْأَبْرَارَ إِلَى حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ›.‏ وَهؤُلَاءِ «ٱلْأَبْرَارُ» هُمْ أَشْخَاصٌ يَدْعَمُونَ بِوَلَاءٍ «إِخْوَةَ» ٱلْمَسِيحِ ٱلْمَمْسُوحِينَ بِٱلرُّوحِ.‏ (‏مت ٢٥:‏٣١-‏٣٤،‏ ٤٠،‏ ٤١،‏ ٤٥،‏ ٤٦‏)‏ وَبِمَا أَنَّ ٱلْمَمْسُوحِينَ مُخْتَارُونَ لِيَكُونُوا حُكَّامًا فِي ٱلْمَلَكُوتِ ٱلسَّمَاوِيِّ،‏ فَلَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ «ٱلْأَبْرَارُ» ٱلرَّعَايَا ٱلْأَرْضِيِّينَ لِهذَا ٱلْمَلَكُوتِ.‏ أَنْبَأَ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ:‏ «يَكُونُ رَعَايَا [مَلِكِ يَهْوَه] مِنَ ٱلْبَحْرِ إِلَى ٱلْبَحْرِ،‏ وَمِنَ ٱلنَّهْرِ إِلَى أَقَاصِي ٱلْأَرْضِ».‏ (‏مز ٧٢:‏٨‏)‏ وَسَيَنْعَمُ هؤُلَاءِ ٱلرَّعَايَا بِحَيَاةٍ لَا نِهَايَةَ لَهَا هُنَا عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏

مَاذَا يَكْشِفُ لَنَا إِنْجِيلُ يُوحَنَّا؟‏

٧،‏ ٨ أَيُّ رَجَاءَيْنِ تَحَدَّثَ عَنْهُمَا يَسُوعُ مَعَ نِيقُودِيمُوسَ؟‏

٧ بِحَسَبِ أَنَاجِيلِ مَتَّى وَمَرْقُسَ وَلُوقَا،‏ يَسْتَخْدِمُ يَسُوعُ عِبَارَةَ «حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ» فِي ٱلْمُنَاسَبَتَيْنِ ٱلْمُشَارِ إِلَيْهِمَا آنِفًا.‏ أَمَّا إِنْجِيلُ يُوحَنَّا فَيَقْتَبِسُ كَلَامَ يَسُوعَ عَنِ ٱلْحَيَاةِ إِلَى ٱلْأَبَدِ ١٧ مَرَّةً.‏ فَلْنَتَأَمَّلْ فِي بَعْضِ هذِهِ ٱلْمَوَاضِعِ لِنَرَى مَا قَالَهُ يَسُوعُ عَنْ رَجَاءِ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏

٨ إِنَّ أَوَّلَ إِشَارَةٍ فِي إِنْجِيلِ يُوحَنَّا إِلَى ذِكْرِ يَسُوعَ ٱلْحَيَاةَ ٱلْأَبَدِيَّةَ هِيَ فِي مَعْرِضِ حَدِيثِهِ مَعَ فَرِّيسِيٍّ ٱسْمُهُ نِيقُودِيمُوسُ.‏ قَالَ لَهُ:‏ «إِنْ كَانَ أَحَدٌ لَا يُولَدُ مِنْ مَاءٍ وَرُوحٍ،‏ لَا يَقْدِرُ أَنْ يَدْخُلَ مَلَكُوتَ ٱللهِ».‏ فَٱلَّذِينَ يَدْخُلُونَ مَلَكُوتَ ٱلسَّموَاتِ يَجِبُ أَنْ ‹يُولَدُوا ثَانِيَةً›.‏ (‏يو ٣:‏٣-‏٥‏)‏ إِلَّا أَنَّ يَسُوعَ لَمْ يَتَوَقَّفْ عِنْدَ هذَا ٱلْحَدِّ،‏ بَلْ تَحَدَّثَ أَيْضًا عَنِ ٱلرَّجَاءِ ٱلْمُتَاحِ لِلْعَالَمِ أَجْمَعَ.‏ (‏اِقْرَأْ يوحنا ٣:‏١٦‏.‏‏)‏ وَكَانَ بِذلِكَ يُشِيرُ إِلَى رَجَاءِ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ ٱلْمَوْضُوعِ أَمَامَ أَتْبَاعِهِ،‏ سَوَاءٌ كَانَ فِي ٱلسَّمَاءِ أَوْ عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏

٩ أَيُّ رَجَاءٍ تَكَلَّمَ عَنْهُ يَسُوعُ فِي حَدِيثِهِ مَعَ ٱلْمَرْأَةِ ٱلسَّامِرِيَّةِ؟‏

٩ وَبَعْدَ هذَا ٱللِّقَاءِ فِي أُورُشَلِيمَ،‏ سَافَرَ يَسُوعُ شَمَالًا نَحْوَ ٱلْجَلِيلِ.‏ وَعَلَى ٱلطَّرِيقِ،‏ ٱلْتَقَى ٱمْرَأَةً عِنْدَ نَبْعِ يَعْقُوبَ قُرْبَ مَدِينَةِ سُوخَارَ بِٱلسَّامِرَةِ.‏ وَقَالَ لَهَا:‏ «مَنْ يَشْرَبُ مِنَ ٱلْمَاءِ ٱلَّذِي أُعْطِيهِ أَنَا لَهُ فَلَنْ يَعْطَشَ أَبَدًا،‏ بَلِ ٱلْمَاءُ ٱلَّذِي أُعْطِيهِ لَهُ يَصِيرُ فِيهِ نَبْعَ مَاءٍ يَنْبَعُ فَيَمْنَحُ حَيَاةً أَبَدِيَّةً».‏ (‏يو ٤:‏٥،‏ ٦،‏ ١٤‏)‏ يُمَثِّلُ هذَا ٱلْمَاءُ تَدَابِيرَ ٱللهِ لِرَدِّ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ لِكُلِّ ٱلْجِنْسِ ٱلْبَشَرِيِّ،‏ بِمَنْ فِيهِمِ ٱلَّذِينَ سَيَعِيشُونَ عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏ فَفِي سِفْرِ ٱلرُّؤْيَا،‏ يَقُولُ ٱللهُ:‏ «مَنْ يَعْطَشْ فَسَأُعْطِيهِ مِنْ يَنْبُوعِ مَاءِ ٱلْحَيَاةِ مَجَّانًا».‏ (‏رؤ ٢١:‏٥،‏ ٦؛‏ ٢٢:‏١٧‏)‏ إِذًا،‏ كَانَ يَسُوعُ يَتَكَلَّمُ مَعَ ٱلْمَرْأَةِ ٱلسَّامِرِيَّةِ عَنِ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ ٱلَّتِي سَتُمْنَحُ لِوَرَثَةِ ٱلْمَلَكُوتِ ٱلْمَمْسُوحِينَ وَأَيْضًا لِلْمُؤْمِنِينَ ذَوِي ٱلرَّجَاءِ ٱلْأَرْضِيِّ.‏

١٠ مَاذَا قَالَ يَسُوعُ لِمُقَاوِمِيهِ عَنِ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ بَعْدَ إِبْرَاءِ رَجُلٍ عِنْدَ بِرْكَةِ بَيْتَ زَاثَا؟‏

١٠ وَفِي ٱلسَّنَةِ ٱلتَّالِيَةِ،‏ ذَهَبَ يَسُوعُ إِلَى أُورُشَلِيمَ مُجَدَّدًا.‏ وَهُنَاكَ،‏ أَبْرَأَ رَجُلًا مَرِيضًا كَانَ مُضْطَجِعًا عِنْدَ بِرْكَةِ بَيْتَ زَاثَا.‏ وَلَمَّا ٱنْتَقَدَ ٱلْيَهُودُ مَا فَعَلَهُ،‏ أَجَابَهُمْ قَائِلًا:‏ «لَا يَقْدِرُ ٱلِٱبْنُ أَنْ يَعْمَلَ شَيْئًا مِنْ تِلْقَاءِ ذَاتِهِ،‏ إِلَّا مَا يَرَى ٱلْآبَ يَعْمَلُهُ».‏ وَبَعْدَمَا أَخْبَرَهُمْ أَنَّ ٱلْآبَ «فَوَّضَ كُلَّ ٱلدَّيْنُونَةِ إِلَى ٱلِٱبْنِ»،‏ قَالَ:‏ «مَنْ يَسْمَعُ كَلَامِي وَيُؤْمِنُ بِٱلَّذِي أَرْسَلَنِي لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ».‏ وَأَضَافَ:‏ «تَأْتِي ٱلسَّاعَةُ ٱلَّتِي يَسْمَعُ فِيهَا جَمِيعُ ٱلَّذِينَ فِي ٱلْقُبُورِ ٱلتَّذْكَارِيَّةِ صَوْتَ [ٱبْنِ ٱلْإِنْسَانِ] فَيَخْرُجُونَ:‏ اَلَّذِينَ فَعَلُوا ٱلصَّالِحَاتِ إِلَى قِيَامَةٍ لِلْحَيَاةِ،‏ وَٱلَّذِينَ مَارَسُوا ٱلرَّذَائِلَ إِلَى قِيَامَةٍ لِلدَّيْنُونَةِ».‏ (‏يو ٥:‏١-‏٩،‏ ١٩،‏ ٢٢،‏ ٢٤-‏٢٩‏)‏ فَيَسُوعُ كَانَ يُوضِحُ لِمُضْطَهِدِيهِ ٱلْيَهُودِ أَنَّهُ ٱلشَّخْصُ ٱلَّذِي عَيَّنَهُ ٱللهُ لِيُحَقِّقَ رَجَاءَ ٱلْيَهُودِ بِحَيَاةِ أَبَدِيَّةٍ عَلَى ٱلْأَرْضِ،‏ وَذلِكَ بِإِقَامَةِ ٱلْمَوْتَى.‏

١١ كَيْفَ نَعْرِفُ أَنَّ كَلِمَاتِ يَسُوعَ فِي يوحنا ٦:‏٤٨-‏٥١ شَمَلَتْ رَجَاءَ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ عَلَى ٱلْأَرْضِ؟‏

١١ بَعْدَ ذلِكَ،‏ مَضَى يَسُوعُ إِلَى ٱلْجَلِيلِ.‏ وَهُنَالِكَ زَوَّدَ ٱلْخُبْزَ بِشَكْلٍ عَجَائِبِيٍّ لِحَشْدٍ مِنَ ٱلنَّاسِ،‏ مِمَّا دَفَعَ ٱلْآلَافَ إِلَى ٱتِّبَاعِهِ.‏ غَيْرَ أَنَّهُ تَكَلَّمَ مَعَهُمْ عَنْ خُبْزٍ مِنْ نَوْعٍ آخَرَ،‏ «خُبْزِ ٱلْحَيَاةِ».‏ (‏اِقْرَأْ يوحنا ٦:‏٤٠،‏ ٤٨-‏٥١‏.‏‏)‏ قَالَ:‏ «اَلْخُبْزُ ٱلَّذِي سَأُعْطِيهِ أَنَا إِنَّمَا هُوَ جَسَدِي».‏ وَيَسُوعُ لَمْ يُقَدِّمْ حَيَاتَهُ مِنْ أَجْلِ ٱلَّذِينَ سَيَحْكُمُونَ مَعَهُ فِي مَلَكُوتِهِ ٱلسَّمَاوِيِّ فَحَسْبُ بَلْ أَيْضًا «مِنْ أَجْلِ حَيَاةِ ٱلْعَالَمِ»،‏ ٱلنَّاسِ ٱلَّذِينَ يَسْتَحِقُّونَ ٱلْفِدَاءَ.‏ فَكُلُّ مَنْ ‹يَأْكُلُ مِنْ هٰذَا ٱلْخُبْزِ›،‏ أَيْ يُمَارِسُ ٱلْإِيمَانَ بِٱلْقُدْرَةِ ٱلْفِدَائِيَّةِ لِذَبِيحَةِ يَسُوعَ،‏ يَكُونُ مُؤَهَّلًا لِنَيْلِ حَيَاةٍ أَبَدِيَّةٍ.‏ وَهكَذَا،‏ فَإِنَّ ٱلْحَيَاةَ إِلَى ٱلْأَبَدِ ٱلَّتِي وَعَدَ بِهَا يَسُوعُ فِي هذِهِ ٱلْمُنَاسَبَةِ شَمَلَتِ ٱلرَّجَاءَ ٱلَّذِي لَطَالَمَا آمَنَ بِهِ ٱلْيَهُودُ،‏ رَجَاءَ ٱلْحَيَاةِ إِلَى ٱلْأَبَدِ عَلَى ٱلْأَرْضِ فِي ظِلِّ حُكْمِ ٱلْمَسِيَّا.‏

١٢ أَيُّ رَجَاءٍ تَحَدَّثَ عَنْهُ يَسُوعُ حِينَ قَالَ لِمُقَاوِمِيهِ إِنَّهُ ‹سَيُعْطِي خِرَافَهُ حَيَاةً أَبَدِيَّةً›؟‏

١٢ وَلَاحِقًا،‏ خِلَالَ عِيدِ ٱلتَّكْرِيسِ فِي أُورُشَلِيمَ،‏ قَالَ يَسُوعُ لِمُقَاوِمِيهِ:‏ «[أَنْتُمْ] لَا تُؤْمِنُونَ،‏ لِأَنَّكُمْ لَسْتُمْ مِنْ خِرَافِي.‏ خِرَافِي تَسْمَعُ صَوْتِي،‏ وَأَنَا أَعْرِفُهَا وَهِيَ تَتْبَعُنِي.‏ وَأَنَا أُعْطِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً».‏ (‏يو ١٠:‏٢٦-‏٢٨‏)‏ فَهَلْ قَصَدَ يَسُوعُ ٱلْحَيَاةَ فِي ٱلسَّمَاءِ فَقَطْ،‏ أَمْ أَيْضًا ٱلْحَيَاةَ ٱلْأَبَدِيَّةَ عَلَى أَرْضٍ فِرْدَوْسِيَّةٍ؟‏ قَبْلَ هذِهِ ٱلْحَادِثَةِ بِوَقْتٍ قَصِيرٍ،‏ شَجَّعَ يَسُوعُ أَتْبَاعَهُ بِٱلْكَلِمَاتِ ٱلتَّالِيَةِ:‏ «لَا تَخَفْ أَيُّهَا ٱلْقَطِيعُ ٱلصَّغِيرُ،‏ لِأَنَّ أَبَاكُمْ رَضِيَ أَنْ يُعْطِيَكُمُ ٱلْمَلَكُوتَ».‏ (‏لو ١٢:‏٣٢‏)‏ وَلكِنْ فِي عِيدِ ٱلتَّكْرِيسِ هذَا،‏ قَالَ يَسُوعُ:‏ «لِي خِرَافٌ أُخَرُ لَيْسَتْ مِنْ هٰذِهِ ٱلْحَظِيرَةِ،‏ لَا بُدَّ لِي أَنْ آتِيَ بِتِلْكَ أَيْضًا».‏ (‏يو ١٠:‏١٦‏)‏ لِذلِكَ،‏ حِينَ تَكَلَّمَ يَسُوعُ مَعَ هؤُلَاءِ ٱلْمُقَاوِمِينَ،‏ كَانَ يَقْصِدُ ٱلْحَيَاةَ فِي ٱلسَّمَاءِ ٱلَّتِي يَنَالُهَا «ٱلْقَطِيعُ ٱلصَّغِيرُ» وَٱلْحَيَاةَ عَلَى ٱلْأَرْضِ ٱلَّتِي سَيَحْظَى بِهَا مَلَايِينُ ‹ٱلْخِرَافِ ٱلْأُخَرِ›.‏

رَجَاءٌ لَمْ يَتَطَلَّبْ أَيَّ شَرْحٍ

١٣ مَاذَا قَصَدَ يَسُوعُ حِينَ قَالَ:‏ «سَتَكُونُ مَعِي فِي ٱلْفِرْدَوْسِ»؟‏

١٣ فِي خِضَمِّ ٱلْعَذَابِ عَلَى خَشَبَةِ ٱلْآلَامِ،‏ قَطَعَ يَسُوعُ وَعْدًا يُظْهِرُ عَلَى نَحْوٍ لَا يُدْحَضُ مَا هُوَ رَجَاءُ ٱلْبَشَرِ.‏ فَعِنْدَمَا طَلَبَ مِنْهُ فَاعِلُ ٱلسُّوءِ ٱلْمُعَلَّقُ بِجَانِبِهِ أَنْ ‹يَذْكُرَهُ مَتَى جَاءَ فِي مَلَكُوتِهِ›،‏ وَعَدَهُ يَسُوعُ:‏ «اَلْحَقَّ أَقُولُ لَكَ ٱلْيَوْمَ:‏ سَتَكُونُ مَعِي فِي ٱلْفِرْدَوْسِ».‏ (‏لو ٢٣:‏٤٢،‏ ٤٣‏)‏ مِنَ ٱلْوَاضِحِ أَنَّ هذَا ٱلرَّجُلَ كَانَ يَهُودِيًّا وَبِٱلتَّالِي لَمْ يَكُنْ يَحْتَاجُ إِلَى شَرْحٍ عَنِ ٱلْفِرْدَوْسِ.‏ فَقَدْ كَانَ يَعْلَمُ أَنَّ ٱلْحَيَاةَ ٱلْأَبَدِيَّةَ ٱلْمُقْبِلَةَ سَتَكُونُ عَلَى ٱلْأَرْضِ.‏

١٤ (‏أ)‏ مَاذَا يَدُلُّ أَنَّ ٱلرَّجَاءَ ٱلسَّمَاوِيَّ كَانَ مَفْهُومًا صَعْبًا عَلَى ٱلرُّسُلِ؟‏ (‏ب)‏ مَتَى أَحْرَزَ أَتْبَاعُ يَسُوعَ فَهْمًا وَاضِحًا لِلرَّجَاءِ ٱلسَّمَاوِيِّ؟‏

١٤ إِلَّا أَنَّ مَا تَطَلَّبَ ٱلشَّرْحَ كَانَ كَلَامَ يَسُوعَ عَنِ ٱلرَّجَاءِ ٱلسَّمَاوِيِّ.‏ فَتَلَامِيذُهُ لَمْ يَفْهَمُوا مَقْصَدَهُ حِينَ أَخْبَرَهُمْ أَنَّهُ ذَاهِبٌ إِلَى ٱلسَّمَاءِ لِيُهَيِّئَ لَهُمْ مَكَانًا.‏ (‏اِقْرَأْ يوحنا ١٤:‏٢-‏٥‏.‏‏)‏ قَالَ لَهُمْ لَاحِقًا:‏ «عِنْدِي بَعْدُ أُمُورٌ كَثِيرَةٌ أَقُولُهَا لَكُمْ،‏ وَلٰكِنَّكُمْ لَا تَسْتَطِيعُونَ أَنْ تَتَحَمَّلُوهَا ٱلْآنَ.‏ وَلٰكِنْ مَتَى جَاءَ ذَاكَ،‏ رُوحُ ٱلْحَقِّ،‏ فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى ٱلْحَقِّ كُلِّهِ».‏ (‏يو ١٦:‏١٢،‏ ١٣‏)‏ فَلَمْ يَفْهَمْ أَتْبَاعُ يَسُوعَ أَنَّ عُرُوشَهُمْ سَتَكُونُ فِي ٱلسَّمَاءِ إِلَّا بَعْدَ يَوْمِ ٱلْخَمْسِينَ سَنَةَ ٣٣ ب‌م،‏ حِينَ مُسِحُوا بِرُوحِ ٱللهِ ٱلْقُدُسِ لِيَكُونُوا مُلُوكًا.‏ (‏١ كو ١٥:‏٤٩؛‏ كو ١:‏٥؛‏ ١ بط ١:‏٣،‏ ٤‏)‏ فَقَدْ كَانَ ٱلرَّجَاءُ ٱلسَّمَاوِيُّ مَفْهُومًا جَدِيدًا بِٱلنِّسْبَةِ إِلَيْهِمْ،‏ وَأَصْبَحَ مِحْوَرَ ٱلرَّسَائِلِ ٱلْمُلْهَمَةِ فِي ٱلْأَسْفَارِ ٱلْيُونَانِيَّةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ.‏ وَلكِنْ مَاذَا عَنْ رَجَاءِ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ عَلَى ٱلْأَرْضِ؟‏ هَلْ أَعَادَتْ هذِهِ ٱلرَّسَائِلُ تَأْكِيدَهُ؟‏

مَاذَا تَقُولُ ٱلرَّسَائِلُ ٱلْمُلْهَمَةُ؟‏

١٥،‏ ١٦ كَيْفَ تُؤَكِّدُ ٱلرِّسَالَةُ إِلَى ٱلْعِبْرَانِيِّينَ وَكَلِمَاتُ بُطْرُسَ رَجَاءَ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ عَلَى ٱلْأَرْضِ؟‏

١٥ فِي ٱلرِّسَالَةِ إِلَى ٱلْعِبْرَانِيِّينَ،‏ خَاطَبَ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ رُفَقَاءَهُ ٱلْمُؤْمِنِينَ بِصِفَتِهِمْ ‹إِخْوَةً قِدِّيسِينَ لَهُمْ نَصِيبٌ مِنَ ٱلدَّعْوَةِ ٱلسَّمَاوِيَّةِ›.‏ غَيْرَ أَنَّهُ ذَكَرَ أَيْضًا أَنَّ ٱللهَ أَخْضَعَ «ٱلْمَسْكُونَةَ ٱلْآتِيَةَ» لِيَسُوعَ.‏ (‏عب ٢:‏٣،‏ ٥؛‏ ٣:‏١‏)‏ إِنَّ ٱلْكَلِمَةَ ٱلْيُونَانِيَّةَ ٱلْأَصْلِيَّةَ ٱلْمُتَرْجَمَةَ «ٱلْمَسْكُونَةَ» تُشِيرُ إِلَى أَرْضٍ آهِلَةٍ بِٱلْبَشَرِ.‏ لِذلِكَ،‏ فَإِنَّ «ٱلْمَسْكُونَةَ ٱلْآتِيَةَ» هِيَ نِظَامُ ٱلْأَشْيَاءِ ٱلْمُقْبِلُ عَلَى ٱلْأَرْضِ فِي ظِلِّ حُكْمِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ.‏ فَحِينَئِذٍ سَيُتَمِّمُ يَسُوعُ وَعْدَ ٱللهِ:‏ «اَلْأَبْرَارُ يَرِثُونَ ٱلْأَرْضَ،‏ وَيَسْكُنُونَهَا إِلَى ٱلْأَبَدِ».‏ —‏ مز ٣٧:‏٢٩‏.‏

١٦ وَقَدْ أُوحِيَ إِلَى ٱلرَّسُولِ بُطْرُسَ أَيْضًا أَنْ يَكْتُبَ عَنْ مُسْتَقْبَلِ ٱلْإِنْسَانِ.‏ قَالَ:‏ «اَلسَّمٰوَاتُ وَٱلْأَرْضُ ٱلْكَائِنَةُ ٱلْآنَ مُدَّخَرَةٌ بِتِلْكَ ٱلْكَلِمَةِ عَيْنِهَا لِلنَّارِ وَمَحْفُوظَةٌ لِيَوْمِ ٱلدَّيْنُونَةِ وَهَلَاكِ ٱلنَّاسِ ٱلْكَافِرِينَ».‏ (‏٢ بط ٣:‏٧‏)‏ فَمَاذَا سَيَحِلُّ مَحَلَّ ٱلسَّموَاتِ ٱلَّتِي تُمَثِّلُ ٱلْحُكُومَاتِ ٱلْبَشَرِيَّةَ وَمَحَلَّ ٱلْمُجْتَمَعِ ٱلْبَشَرِيِّ ٱلشِّرِّيرِ؟‏ (‏اِقْرَأْ ٢ بطرس ٣:‏١٣‏.‏‏)‏ سَتُسْتَبْدَلُ ‹بِسَموَاتٍ جَدِيدَةٍ›،‏ أَيْ مَلَكُوتِ ٱللهِ ٱلْمَسِيَّانِيِّ،‏ وَ ‹أَرْضٍ جَدِيدَةٍ›،‏ أَيْ مُجْتَمَعٍ بَشَرِيٍّ بَارٍّ مُؤَلَّفٍ مِنْ عُبَّادٍ حَقِيقِيِّينَ.‏

١٧ كَيْفَ تَصِفُ الرؤيا ٢١:‏١-‏٤ رَجَاءَ ٱلْبَشَرِ؟‏

١٧ إِنَّ ٱلسِّفْرَ ٱلْأَخِيرَ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ يُعَزِّينَا بِكَلَامِهِ عَنِ ٱرْتِقَاءِ ٱلْبَشَرِ إِلَى مُسْتَوَى ٱلْكَمَالِ.‏ (‏اِقْرَأْ رؤيا ٢١:‏١-‏٤‏.‏‏)‏ فَلَطَالَمَا آمَنَ ٱلْبَشَرُ ٱلْأَتْقِيَاءُ بِهذَا ٱلرَّجَاءِ مُذْ خَسِرَ ٱلْإِنْسَانُ ٱلْكَمَالَ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ.‏ فَٱلْأَبْرَارُ سَيَحْيَوْنَ عَلَى أَرْضٍ فِرْدَوْسِيَّةٍ إِلَى مَا لَا نِهَايَةَ،‏ دُونَ أَنْ تُدْرِكَهُمُ ٱلشَّيْخُوخَةُ.‏ وَهذَا ٱلرَّجَاءُ مُؤَسَّسٌ بِشَكْلٍ رَاسِخٍ عَلَى ٱلْأَسْفَارِ ٱلْعِبْرَانِيَّةِ وٱلْأَسْفَارِ ٱلْيُونَانِيَّةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ أَيْضًا،‏ وَلَا يَزَالُ حَتَّى ٱلْيَوْمِ مَصْدَرَ عَزَاءٍ كَبِيرٍ لِخُدَّامِ يَهْوَه ٱلْأُمَنَاءِ.‏ —‏ رؤ ٢٢:‏١،‏ ٢‏.‏

هَلْ يُمْكِنُكُمْ أَنْ تُوضِحُوا؟‏

‏• مَاذَا قَصَدَ يَسُوعُ بِكَلِمَةِ «ٱلتَّجْدِيدِ»؟‏

‏• عَمَّ تَحَدَّثَ يَسُوعُ مَعَ نِيقُودِيمُوسَ؟‏

‏• أَيُّ وَعْدٍ قَطَعَهُ يَسُوعُ مَعَ فَاعِلِ ٱلسُّوءِ ٱلْمُعَلَّقِ بِجَانِبِهِ؟‏

‏• كَيْفَ تُؤَكِّدُ ٱلرِّسَالَةُ إِلَى ٱلْعِبْرَانِيِّينَ وَكَلِمَاتُ بُطْرُسَ رَجَاءَ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ عَلَى ٱلْأَرْضِ؟‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الصورة في الصفحة ٨]‏

سَيَنَالُ ٱلْمُشَبَّهُونَ بِٱلْخِرَافِ حَيَاةً أَبَدِيَّةً عَلَى ٱلْأَرْضِ

‏[الصورتان في الصفحة ١٠]‏

تَكَلَّمَ يَسُوعُ مَعَ ٱلْآخَرِينَ عَنِ ٱلْحَيَاةِ ٱلْأَبَدِيَّةِ