قراؤنا يسألون . . .
هل وعد يسوع فاعل السوء بالحياة في السماء؟
يُطرح هذا السؤال لأن يسوع وعد المجرم الذي أُعدم الى جانبه بالحياة في الفردوس. فقد قال له: «الحق اقول لك اليوم: ستكون معي في الفردوس». (لوقا ٢٣:٤٣) لاحِظ ان يسوع لم يحدِّد اين هو هذا الفردوس. فهل عنى ان فاعل السوء سيكون معه في السماء؟
لنتأمل اولا هل استوفى فاعل السوء المطالب التي تؤهله ان يصعد الى السماء. ان الاشخاص الذين يرجون الحياة في السماء ينبغي ان يكونوا معتمدين بالماء والروح القدس، اي تلاميذ ليسوع مولودين من الروح. (يوحنا ٣:
بالتباين، عاش فاعل السوء المعلَّق الى جانب يسوع مجرما حتى مماته. (لوقا ٢٣:
للإيضاح: لنفرض ان رجلا سرق مالك ثم توسل اليك ان تغفر له، فقررت مسامحته وعدم مقاضاته. ولكن هل تأتمنه على إدارة اعمالك والاعتناء بعائلتك؟ قطعا لا! فأنت لن تعهد بمسؤوليات كهذه إلا الى اشخاص تثق بهم ثقة تامة. بصورة مماثلة، ينبغي ان يبرهن الذين وُهبوا رجاء الحياة السماوية برهانا جليًّا انهم اشخاص ثقة يُعتمَد عليهم في تأييد مقاييس الله البارة حين سيحكمون على البشر. (رؤيا ٢:١٠) اما فاعل السوء فليس هناك ما يبرهن أهليته للثقة، رغم اخلاصه الظاهري في اللحظة الاخيرة.
ولكن ألم يقل يسوع لفاعل السوء انه سيكون معه في السماء في ذلك اليوم عينه؟ ليس هذا معقولا. فيسوع نفسه لم يصعد الى السماء في ذلك اليوم، بل كان «في قلب الارض»، اي في القبر، ثلاثة ايام. (متى ١٢:٤٠؛ مرقس ١٠:٣٤) حتى بعد قيامته، بقي على الارض اربعين يوما قبل ان يصعد الى السماء. (اعمال ١:
اذًا، اي فردوس قصد يسوع في كلماته؟ ان فاعل السوء سيكون بعد قيامته في الفردوس الارضي الذي سيحكمه يسوع. (اعمال ٢٤:١٥؛ رؤيا ٢١: