الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

نوح وفرح بنهاية بابل

نوح وفرح بنهاية بابل

الفصل ٣٧

نوح وفرح بنهاية بابل

١ كيف سيتجاوب «ملوك الارض» مع الدمار المفاجئ لبابل العظيمة؟‏

ان نهاية بابل بشارة لشعب يهوه،‏ ولكن كيف تنظر الامم الى ذلك؟‏ يخبرنا يوحنا:‏ ‏«وملوك الارض الذين ارتكبوا العهارة معها وعاشوا في ترف فاضح،‏ سيبكون ويلطمون صدورهم حزنا عليها حين ينظرون دخان حريقها،‏ وهم واقفون من بعيد خوفا من عذابها ويقولون:‏ ‹واأسفاه،‏ واأسفاه،‏ ايتها المدينة العظيمة،‏ بابل المدينة القوية،‏ لأنه في ساعة واحدة جاءت دينونتك!‏›».‏ —‏ رؤيا ١٨:‏​٩،‏ ١٠‏.‏

٢ (‏أ)‏ بما ان القرون العشرة الرمزية للوحش القرمزي اللون تدمِّر بابل العظيمة،‏ لماذا يتحسَّر «ملوك الارض» على نهايتها؟‏ (‏ب)‏ لماذا يقف الملوك المصابون بالحزن بعيدا عن المدينة المحكوم عليها؟‏

٢ قد يبدو تجاوب الامم مدهشا نظرا الى واقع ان القرون العشرة الرمزية للوحش القرمزي اللون هي التي دمَّرت بابل.‏ (‏رؤيا ١٧:‏١٦‏)‏ ولكن عندما تمضي بابل سيدرك «ملوك الارض» على نحو واضح كم كانت نافعة لهم في ابقاء الشعب هادئا وفي خضوع.‏ فرجال الدين اعلنوا ان الحروب مقدَّسة،‏ عملوا كوكلاء تجنيد،‏ وحضُّوا الاحداث على الذهاب الى خطوط القتال.‏ وقد زوَّد الدين ستارا من القداسة عمل وراءه الحكام الفاسدون في ظلم عامة الشعب.‏ (‏قارنوا ارميا ٥:‏​٣٠،‏ ٣١؛‏ متى ٢٣:‏​٢٧،‏ ٢٨‏.‏)‏ ولكن،‏ لاحظوا ان هؤلاء الملوك المصابين بالحزن الآن يقفون بعيدا عن المدينة المحكوم عليها.‏ فهم لا يقتربون كفاية لمساعدتها.‏ وهم حزانى لرؤيتها تمضي ولكنهم ليسوا حزانى كفاية للمجازفة من اجلها.‏

التجار يبكون وينوحون

٣ مَن ايضا يأسفون على زوال بابل العظيمة،‏ وأية اسباب لذلك يعطيها يوحنا؟‏

٣ ان ملوك الارض ليسوا الوحيدين الذين يأسفون على زوال بابل العظيمة.‏ ‏«ويبكي عليها تجار الارض الجائلون وينوحون،‏ لأن بضاعتهم لن يشتريها احد،‏ بضاعة من ذهب وفضة وحجر كريم ولآلئ وكتان جيد وأرجوان وحرير وقرمز،‏ وكل شيء من خشب عطر،‏ وأدوات عاجية على انواعها وكل انواع الادوات من خشب ثمين جدا ومن نحاس ومن حديد ومن رخام،‏ وقرفة وطيبا هنديا وبخورا وزيتا عطرا ولبانا وخمرا وزيت زيتون ودقيقا فاخرا وحنطة وبقرا وخرافا،‏ وخيلا وعربات وعبيدا ونفوسا بشرية.‏ نعم،‏ لقد ذهب عنك ‏[بابل العظيمة] الثمر الجيد الذي اشتهته نفسك،‏ وزال عنك كل ما هو فاخر وبهي،‏ ولن يجده الناس في ما بعد».‏ —‏ رؤيا ١٨:‏​١١-‏١٤‏.‏

٤ لماذا يبكي وينوح ‹التجار الجائلون› على نهاية بابل العظيمة؟‏

٤ نعم،‏ كانت بابل العظيمة صديقا حميما وزبونا جيدا للتجار الاثرياء.‏ مثلا،‏ اكتسبت اديرة الرهبان،‏ اديرة الراهبات،‏ والكنائس في العالم المسيحي على مرّ القرون كميات هائلة من الذهب،‏ الفضة،‏ الحجارة الكريمة،‏ الاخشاب القيِّمة،‏ وأشكالا اخرى من الثراء المادي.‏ واكثر من ذلك،‏ وُهبت بركة الدين للمناسبات المقترنة بتبذير المال والافراط في السكر،‏ الامر الذي يرافق الاحتفال بعيد الميلاد المحقِّر للمسيح والايام الاخرى المدعوَّة مقدسة.‏ ومرسَلو العالم المسيحي دخلوا بلدانا نائية،‏ فاتحين اسواقا جديدة ‹للتجار الجائلين› لهذا العالم.‏ حتى انه في يابان القرن الـ‍ ١٧،‏ صارت الكاثوليكية،‏ التي اتت مع التجار،‏ متورطة في الحرب الاقطاعية.‏ واذ تخبر عن معركة حاسمة تحت اسوار قصر اوساكا،‏ تذكر دائرة المعارف البريطانية:‏ ‏«وجدت فيالق توكُوڠَوا نفسها تحارب ضد عدوّ كانت أعلامه مزيَّنة بالصليب وبصور للمخلِّص وللقديس يعقوب،‏ القديس الرئيسي لاسپانيا».‏ والحزب المنتصر اضطهد ومحا عمليا الكاثوليكية في ذلك البلد.‏ وكذلك فان مساهمة الكنائس في الشؤون العالمية اليوم لن تجلب لها بركة.‏

٥ (‏أ)‏ كيف يصف الصوت من السماء ايضا نوح ‹التجار الجائلين›؟‏ (‏ب)‏ لماذا التجار ايضا «يقفون من بعيد»؟‏

٥ والصوت من السماء يقول ايضا:‏ ‏«والتجار الجائلون لهذه الاشياء،‏ الذين اغتنوا منها،‏ سيقفون من بعيد خوفا من عذابها،‏ فيبكون وينوحون قائلين:‏ ‹واأسفاه،‏ واأسفاه —‏ المدينة العظيمة،‏ اللابسة كتانا جيدا وأرجوانا وقرمزا،‏ والمتحلية بغنى بحلي من ذهب وحجر كريم ولؤلؤ —‏ لأنه في ساعة واحدة خرب غنى عظيم مثل هذا!‏›».‏ ‏(‏رؤيا ١٨:‏​١٥-‏١٧ أ ‏)‏ وبدمار بابل العظيمة،‏ ينوح «التجار» على خسارة هذا الشريك التجاري.‏ حقا،‏ انه لأمر ‹مؤسف› بالنسبة اليهم.‏ ولكن لاحظوا ان اسبابهم للنوح هي انانية كاملا وأنهم —‏ كالملوك —‏ «يقفون من بعيد».‏ وهم لا يقتربون كفاية ليكونوا عونا لبابل العظيمة.‏

٦ كيف يصف الصوت من السماء نوح ربابنة السفن والبحارة،‏ ولماذا يبكون؟‏

٦ تتابع الرواية:‏ ‏«وكل ربّان سفينة وكل مسافر من اي مكان،‏ والبحارة وكل الذين يكسبون معيشتهم من البحر،‏ وقفوا من بعيد وصرخوا إذ نظروا دخان حريقها وقالوا:‏ ‹اية مدينة تشبه المدينة العظيمة؟‏›.‏ وألقوا ترابا على رؤوسهم وصرخوا،‏ باكين ونائحين،‏ وقالوا:‏ ‹واأسفاه،‏ واأسفاه —‏ المدينة العظيمة،‏ التي فيها اغتنى كل الذين لهم مراكب في البحر من ثرائها —‏ لأنها في ساعة واحدة خربت!‏›».‏ ‏(‏رؤيا ١٨:‏١٧ب-‏١٩ ‏)‏ كانت بابل القديمة مدينة تجارية وكان لها اسطول عظيم من السفن.‏ وعلى نحو مماثل،‏ فإن بابل العظيمة تقوم بتجارة كثيرة بـ‍ ‹المياه الكثيرة› لشعبها.‏ وهذا يزوِّد العمل لكثيرين من رعاياها الدينيين.‏ وكم سيكون دمار بابل العظيمة ضربة اقتصادية لهؤلاء!‏ فلن يكون هنالك ابدا مصدر آخر للرزق مثلها.‏

الفرح بإبادتها

٧،‏ ٨ كيف يجعل الصوت من السماء رسالته تبلغ ذروتها في ما يتعلق ببابل العظيمة،‏ ومَن سيتجاوبون مع هذه الكلمات؟‏

٧ عندما قلب الماديون والفرس بابل القديمة قال ارميا نبويا:‏ «وتهلِّل على بابل السموات والارض وكل ما فيها».‏ (‏ارميا ٥١:‏٤٨‏)‏ وعندما تُدمَّر بابل العظيمة يجعل الصوت من السماء رسالته تبلغ ذروتها قائلا عن بابل العظيمة:‏ ‏«تهللي لما حلّ بها،‏ ايتها السموات،‏ وأيها القديسون والرسل والانبياء،‏ لأن اللّٰه دانها دينونة لأجلكم!‏».‏ ‏(‏رؤيا ١٨:‏٢٠ ‏)‏ ان يهوه والملائكة سيُسَرُّون برؤية ابادة عدوَّة اللّٰه القديمة،‏ كما سيُسَرُّ الرسل والانبياء المسيحيون الاولون،‏ الذين هم الآن مقامون وقد اتخذوا مركزهم في ترتيب الـ‍ ٢٤ شيخا.‏ —‏ قارنوا مزمور ٩٧:‏​٨-‏١٢‏.‏

٨ وفي الواقع،‏ ان جميع ‹القديسين› —‏ سواء أُقيموا الى السماء او لا يزالون احياء على الارض —‏ سيصرخون فرحا،‏ كما سيفعل الجمع الكثير من الخراف الاخر العشراء.‏ وفي حينه،‏ سيقام جميع الناس الامناء في الازمنة القديمة الى نظام الاشياء الجديد،‏ وهم ايضا سيشتركون في الفرح.‏ وشعب اللّٰه لا يحاول ان ينتقم لنفسه من مضطهديه الدينيين الزائفين.‏ فهم يتذكَّرون كلمات يهوه:‏ «لي الانتقام،‏ انا اجازي،‏ يقول يهوه».‏ (‏روما ١٢:‏١٩؛‏ تثنية ٣٢:‏​٣٥،‏ ٤١-‏٤٣‏)‏ حسنا،‏ يهوه يجازي الآن.‏ وكل الدم الذي اراقته بابل العظيمة سيكون قد انتُقم له.‏

طرْح حجر رحى عظيم

٩،‏ ١٠ (‏أ)‏ ماذا يفعل ويقول ملاك قوي الآن؟‏ (‏ب)‏ اي عمل مماثل لذاك الذي ينجزه الملاك القوي للرؤيا ١٨:‏٢١ حدث في زمن ارميا،‏ وماذا ضمن؟‏ (‏ج)‏ ماذا يضمنه الاجراء الذي يتخذه الملاك القوي الذي رآه يوحنا؟‏

٩ وما يراه يوحنا بعد ذلك يؤكد ان دينونة يهوه لبابل العظيمة نهائية:‏ ‏«ورفع ملاك قوي حجرا كحجر رحى عظيم وطرحه في البحر،‏ قائلا:‏ ‹هكذا برمية خاطفة ستُطرَح بابل المدينة العظيمة،‏ ولن توجد في ما بعد›».‏ ‏(‏رؤيا ١٨:‏٢١ ‏)‏ في زمن ارميا،‏ أُنجز عمل مماثل بمعنى نبوي قوي.‏ فقد اوحي الى ارميا بأن يكتب في كتاب «كلَّ البلية الآتية على بابل».‏ فأعطى الكتاب لسَرايا وأمره بأن يسافر الى بابل.‏ وهناك،‏ اذ اتَّبع ارشادات ارميا،‏ قرأ سَرايا اعلانا ضد المدينة:‏ «يا يهوه،‏ انت تكلمت على هذا المكان بالقطع،‏ حتى لا يكون فيه ساكن،‏ لا انسان ولا بهيمة،‏ بل ليصير قفارا الى الدهر».‏ ثم ربط سَرايا حجرا بالكتاب وطرحه الى نهر الفرات،‏ قائلا:‏ «هكذا تغرق بابل ولا تقوم من البلية التي انا جالبها عليها».‏ —‏ ارميا ٥١:‏​٥٩-‏٦٤‏.‏

١٠ ان طرْح الكتاب مع الحجر المربوط به الى النهر كان ضمانا ان بابل ستندثر في النسيان،‏ لئلا تشفى ابدا.‏ ورؤية الرسول يوحنا ملاكا قويا ينجز عملا مماثلا هي كذلك ضمان قوي ان قصد يهوه نحو بابل العظيمة سيتم.‏ والحالة الخربة تماما لبابل القديمة اليوم تشهد بقوة لما سيصيب الدين الباطل في المستقبل القريب.‏

١١،‏ ١٢ (‏أ)‏ كيف يخاطب الملاك القوي الآن بابل العظيمة؟‏ (‏ب)‏ كيف تنبَّأ ارميا في ما يختص باورشليم المرتدَّة،‏ والى ماذا اشار ذلك لايامنا؟‏

١١ والآن يخاطب الملاك القوي بابل العظيمة قائلا:‏ ‏«ولن يُسمع فيك بعد الآن صوت مرنمين عازفين على القيثارة وموسيقيين وزمارين ونافخين في الابواق،‏ ولن يوجد فيك صانع صنعة ما،‏ ولن يُسمع فيك صوت حجر رحى،‏ ولن يضيء فيك بعد الآن نور سراج،‏ ولن يُسمع فيك صوت عريس وعروس،‏ لأن تجارك الجائلين كانوا ذوي مناصب رفيعة في الارض،‏ فبممارستك الارواحية ضلت جميع الامم».‏ —‏ رؤيا ١٨:‏​٢٢،‏ ٢٣‏.‏

١٢ بتعابير مشابهة،‏ تنبَّأ ارميا في ما يختص باورشليم المرتدَّة:‏ «أبيد منهم صوت الابتهاج وصوت الفرح،‏ صوت العريس وصوت العروس،‏ صوت الرحى ونور السراج.‏ وتصير كل هذه الارض خرابا ومثار دهشة».‏ (‏ارميا ٢٥:‏​١٠،‏ ١١‏)‏ وبصفته الجزء الرئيسي من بابل العظيمة،‏ سيصير العالم المسيحي خرابا بلا حياة،‏ كما صوَّرته بوضوح كبير حالة اورشليم المقفرة بعد السنة ٦٠٧ ق‌م.‏ ان العالم المسيحي الذي كان مرة يفرح بجذل ويعج بالضجيج اليومي سيجد نفسه مقهورا ومهجورا.‏

١٣ اي تغيير مفاجئ يباغت بابل العظيمة،‏ وما هو الاثر في ‹تجارها الجائلين›؟‏

١٣ وفي الواقع،‏ كما يخبر الملاك هنا يوحنا،‏ كل بابل العظيمة ستتغيَّر من امبراطورية اممية قوية الى ارض قاحلة جدباء شبيهة بصحراء.‏ و ‹تجارها الجائلون›،‏ بمن فيهم اصحاب الملايين العظماء،‏ استخدموا دينها للمنفعة الشخصية او كتغطية،‏ ورجال الدين وجدوا ان الاشتراك في الاضواء معهم مربحا.‏ ولكنَّ هؤلاء التجار لن تكون لديهم بابل العظيمة شريكة لهم في ما بعد.‏ وهي لن تخدع امم الارض بممارساتها الدينية الغامضة في ما بعد.‏

ذنب سفك دم فظيع

١٤ اي سبب يعطيه الملاك القوي لقساوة دينونة يهوه،‏ وماذا قال يسوع على نحو مماثل عندما كان على الارض؟‏

١٤ وفي الختام،‏ يخبر الملاك القوي لماذا يدين يهوه بابل العظيمة بقساوة كبيرة.‏ يقول الملاك:‏ ‏«نعم،‏ فيها وُجد دم انبياء وقديسين وجميع الذين ذُبحوا على الارض».‏ ‏(‏رؤيا ١٨:‏٢٤ ‏)‏ وعندما كان على الارض قال يسوع للقادة الدينيين في اورشليم انهم كانوا مسؤولين عن «كل دم بار أُريق على الارض،‏ من دم هابيل البار» فصاعدا.‏ ووفقا لذلك،‏ دُمِّر ذلك الجيل الملتوي في السنة ٧٠ ب‌م.‏ (‏متى ٢٣:‏​٣٥-‏٣٨‏)‏ واليوم،‏ يحمل جيل آخر من الدينيين ذنب سفك الدم لاضطهاده خدام اللّٰه.‏

١٥ كيف كانت الكنيسة الكاثوليكية في المانيا النازية مذنبة بسفك الدم في تهمتين؟‏

١٥ في كتابه الكنيسة الكاثوليكية والمانيا النازية،‏ يكتب ڠُنتر لوِي:‏ «عندما مُنع شهود يهوه في باڤاريا في ١٣ نيسان [١٩٣٣] قبلت الكنيسة ايضا التعيين المعطى لها من قبل وزارة الثقافة والدين للابلاغ عن ايّ عضو في الطائفة لا يزال يمارس الدين المحرَّم».‏ وهكذا تشترك الكنيسة الكاثوليكية في المسؤولية عن ارسال آلاف الشهود الى معسكرات الاعتقال؛‏ ويداها ملطختان بدم حياة مئات الشهود الذين أُعدموا.‏ وعندما اظهر شهود احداث،‏ مثل وِلْهَلم كَسيرو،‏ انه يمكنهم ان يموتوا بشجاعة بواسطة فرقة الاعدام،‏ قرَّر هتلر ان فرقة الاعدام هي ألطف من اللازم بالنسبة الى الرافضين بسبب الضمير؛‏ ولذلك مات وولفڠانڠ اخو وِلْهَلم،‏ بعمر ٢٠ سنة،‏ بواسطة المقصلة.‏ وفي الوقت نفسه،‏ كانت الكنيسة الكاثوليكية تشجع الكاثوليك الالمان الاحداث على الموت في جيش الوطن الامّ.‏ ان ذنب الكنيسة لسفك الدم يُرى بوضوح!‏

١٦،‏ ١٧ (‏أ)‏ اي ذنب لسفك الدم يجب ان تُتَّهم به بابل العظيمة،‏ وكيف صار الڤاتيكان مذنبا بسفك الدم في ما يتعلق باليهود الذين ماتوا في المذابح النازية؟‏ (‏ب)‏ ما هي الطريقة الاولى التي يُلام بها الدين الباطل على قتل ملايين الناس في مئات الحروب في الازمنة العصرية؟‏

١٦ ولكن،‏ تقول النبوة ان دم ‏«جميع الذين ذُبحوا على الارض» يجب ان تُتَّهم به بابل العظيمة.‏ وكان ذلك بالتاكيد صحيحا في الازمنة العصرية.‏ مثلا،‏ بما ان الخداع الكاثوليكي ساعد على جلب هتلر الى السلطة في المانيا،‏ يشترك الڤاتيكان في ذنب سفك دم مروِّع في ما يتعلق بالستة ملايين يهودي الذين ماتوا في المذابح النازية.‏ واكثر من ذلك،‏ في زمننا هذا،‏ قُتل اكثر من مئة مليون شخص في مئات الحروب.‏ فهل يُلام الدين الباطل في هذا الصدد؟‏ نعم،‏ بطريقتين.‏

١٧ الطريقة الاولى هي ان حروبا كثيرة مرتبطة بالخلافات الدينية.‏ مثلا،‏ العنف في الهند بين المسلمين والهندوس في ١٩٤٦-‏١٩٤٨ كان دافعه دينيا.‏ ومئات الالوف خسروا حياتهم.‏ والصراع بين العراق وايران في ثمانينات الـ‍ ١٩٠٠ ارتبط بالخلافات الطائفية،‏ وقد قُتل مئات الآلاف.‏ والعنف بين الكاثوليك والپروتستانت في ايرلندا الشمالية اخذ حياة الآلاف.‏ واذ درس هذا الحقل،‏ قال سي.‏ ل.‏ سَلزبرڠر،‏ محرر عمود،‏ في السنة ١٩٧٦:‏ «الحقيقة المفجعة هي انه ربما نصف الحروب او اكثر التي يجري خوضها الآن حول العالم هي إما صراعات دينية علنا او ذات علاقة بالنزاعات الدينية».‏ وفي الواقع،‏ كان الامر هكذا طوال التاريخ المضطرب لبابل العظيمة.‏

١٨ ما هي الطريقة الثانية التي تكون بها اديان العالم مذنبة بسفك الدم؟‏

١٨ وما هي الطريقة الثانية؟‏ من وجهة نظر يهوه،‏ اديان العالم مذنبة بسفك الدم لأنها لم تعلِّم أتباعها بإقناعٍ حقيقة مطالب يهوه من خدامه.‏ ولم تعلِّم الناس بإقناع ان عبَّاد اللّٰه الحقيقيين يجب ان يتمثلوا بيسوع المسيح ويظهروا المحبة نحو الآخرين بصرف النظر عن اصلهم القومي.‏ (‏ميخا ٤:‏​٣،‏ ٥؛‏ يوحنا ١٣:‏​٣٤،‏ ٣٥؛‏ اعمال ١٠:‏​٣٤،‏ ٣٥؛‏ ١ يوحنا ٣:‏​١٠-‏١٢‏)‏ ولأن الاديان التي تشكِّل بابل العظيمة لم تعلِّم هذه الامور،‏ انجذب أنصارها الى دوّامة الحرب الدولية.‏ وكم كان ذلك واضحا في الحربين العالميتين للنصف الاول من القرن الـ‍ ٢٠،‏ اللتين بدأتا كلتاهما في العالم المسيحي وأدَّتا الى ان يقتل الدينيون الرفقاء واحدهم الآخر!‏ فلو التصق جميع الذين يدَّعون انهم مسيحيون بمبادئ الكتاب المقدس لما حدثت هاتان الحربان قط.‏

١٩ اي ذنب فظيع لسفك الدم تحمله بابل العظيمة؟‏

١٩ يضع يهوه اللوم في كل سفك الدم هذا على بابل العظيمة.‏ فلو علَّم القادة الدينيون،‏ وخصوصا اولئك الذين في العالم المسيحي،‏ شعبهم حق الكتاب المقدس لما حدث سفك دم عظيم كهذا.‏ حقا،‏ اذًا،‏ بصورة مباشرة او غير مباشرة،‏ يجب ان تكون بابل العظيمة —‏ العاهرة العظيمة والامبراطورية العالمية للدين الباطل —‏ مسؤولة امام يهوه ليس فقط عن ‹دم الانبياء والقديسين› الذين اضطهدتهم وقتلتهم بل عن دم ‏«جميع الذين ذُبحوا على الارض».‏ ان بابل العظيمة تحمل فعلا ذنبا فظيعا لسفك الدم.‏ فلتذهب دون عودة اذ يحدث دمارها الاخير!‏

‏[اسئلة الدرس]‏

‏[الاطار في الصفحة ٢٧٠]‏

ثمن المسايرة

يكتب ڠُنتر لوِي في كتابه الكنيسة الكاثوليكية والمانيا النازية:‏ ‏«لو التصقت الكاثوليكية الالمانية من البداية بسياسة المقاومة العازمة للنظام النازي،‏ لربما اتخذ تاريخ العالم مجرى مختلفا.‏ وحتى لو فشل هذا الصراع تماما في هزم هتلر ومنع كل جرائمه الكثيرة،‏ لرفع ذلك من وجهة نظر معيَّنة المقام الادبي للكنيسة على نحو لا يُحَدّ.‏ ان الكلفة البشرية لمقاومة كهذه تكون باهظة بشكل لا يمكن انكاره،‏ ولكنَّ هذه التضحيات تكون قد صُنعت من اجل اعظم القضايا.‏ وبجبهة دعم مدنية لا يُركَن اليها،‏ لم يكن هتلر ليجرؤ ربما على الذهاب الى الحرب ولكانت حياة الملايين حرفيا قد أُنقذت.‏ .‏ .‏ .‏ في حين عُذِّب حتى الموت الوف الالمان المقاومين للنازية في معسكرات اعتقال هتلر،‏ وفي حين قُتل اهل الفكر الپولنديون،‏ وفي حين مات مئات الآلاف من الروس نتيجة لمعاملتهم كسلاڤيين Untermenschen ‏[دون البشر]،‏ وفي حين قُتل ٠٠٠‏,‏٠٠٠‏,‏٦ كائن بشري لكونهم ‹غير آريين›،‏ ساند رسميو الكنيسة الكاثوليكية في المانيا النظام الذي ارتكب هذه الجرائم.‏ والبابا في روما،‏ الرأس الروحي والمعلِّم الادبي الاسمى للكنيسة الكاثوليكية الرومانية،‏ بقي صامتا».‏ —‏ الصفحتان ٣٢٠،‏ ٣٤١.‏

‏[الصورة في الصفحة ٢٦٨]‏

‏«واأسفاه،‏ واأسفاه»،‏ يقول الحكام

‏[الصورة في الصفحة ٢٦٨]‏

‏«واأسفاه،‏ واأسفاه»،‏ يقول التجار