خطر يقلق كل والد
لينا وجوزيف زوجان سعيدان مفعمان بالحيوية لديهما ابن ذكي في الثالثة من العمر يتمتع بصحة جيدة. * وهما يهتمان به جيدا، رغم ان ذلك ليس بالمهمة السهلة في عالم اليوم. فتربية الاولاد تنطوي على مسؤوليات ومخاوف كثيرة. كما تستوجب تعليمهم امورا عديدة. لكن ثمة مسؤولية واحدة على الاخص تشغل بال لينا وجوزيف: حماية ابنهما من خطر الاساءة الجنسية. ولماذا؟
تقول لينا: «كان ابي رجلا غضوبا وسكيرا وقاسي القلب. فقد كان يضربني بوحشية ويعتدي عليّ جنسيا انا وأخواتي». * ولا شك ان هذا النوع من الاساءة يخلِّف ندوبا عاطفية خطيرة. لذلك لا عجب ان تكون لينا مصممة على حماية ابنها. ويشاطرها جوزيف موقفها مئة في المئة.
ان مسألة الاساءة الى الاولاد تقلق والدين كثيرين. وقد تقلقك انت ايضا. ورغم انك ربما لم تعانِ الاساءة وعواقبها كجوزيف ولينا، لا شك انك سمعت تقارير مروعة عن انتشار هذه الجريمة البشعة. والآباء الصالحون حول العالم تصدمهم معرفة ما يحدث للاولاد في جوارهم.
فلا عجب اذًا ان احد الباحثين في موضوع الاساءة الجنسية اعتبر انتشار ظاهرة الاساءة الى الاولاد «من أمرّ الوقائع التي انكشفت في عصرنا». ورغم ان ذلك محزن جدا، لا تفاجئ هذه التطورات مَن يدرسون الكتاب المقدس. فكلمة اللّٰه توضح اننا نعيش في زمن اضطراب يُدعى «الايام الاخيرة»، زمن تتفشى فيه ‹الشراسة› ويكون فيه الناس «محبين لأنفسهم» و «بلا حنو». — ٢ تيموثاوس ٣:١-٥.
ان الاساءة الجنسية الى الاولاد مشكلة مخيفة. فعندما يفكر والدون كثيرون في شر الاشخاص الذين يبحثون عن الاولاد للاساءة اليهم جنسيا، لا بد ان يستولي عليهم الذعر. لكن هل هذه المشكلة اصعب من ان يتصدى لها الوالدون؟ ام ان هنالك بعض الخطوات العملية التي يمكنهم اتخاذها لحماية اولادهم؟ ستجيب المقالتان التاليتان عن هذين السؤالين.
^ الفقرة 2 جرى تغيير الاسماء في سلسلة المقالات هذه.
^ الفقرة 3 تحصل الاساءة الجنسية الى الولد عندما يستغله شخص راشد اشباعا لرغباته او رغباتها الجنسية. وغالبا ما تشمل الاساءة ما يدعوه الكتاب المقدس العهارة، او پورنيا، التي يمكن ان تتضمن مداعبة الاعضاء التناسلية، الاتصال الجنسي، والجنس الفموي او الشرجي. وبعض اعمال الاساءة — كمداعبة الثديين، العروض الفاسدة ادبيا على نحو صريح، اطلاع الولد على مواد اباحية، التلصّص، وإظهار العورة — يمكن تصنيفها في خانة «الفجور» او «النجاسة بجشع» اللذين يدينهما الكتاب المقدس. — غلاطية ٥:١٩-٢١؛ افسس ٤:١٩.