مقالة الدرس ٤٣

كيف ‹يقوِّيك› يهوه؟‏

كيف ‹يقوِّيك› يهوه؟‏

‏«[يَهْوَه] سيَدعَمُكُم ويُقَوِّيكُم ويُثَبِّتُكُم».‏ —‏ ١ بط ٥:‏١٠‏.‏

التَّرنيمَة ٣٨ لن يترُكَك!‏

لَمحَةٌ عنِ المَقالَة a

١ كَيفَ تقَوَّى خُدَّامُ اللّٰهِ في الماضي؟‏

 في كَلِمَةِ اللّٰه،‏ كَثيرًا ما يوصَفُ الرِّجالُ الأُمَناءُ بِأنَّهُم أقوِياء.‏ لكنَّ هؤُلاءِ الرِّجالَ الأقوِياءَ شعَروا أحيانًا بِالضُّعف.‏ ففي بَعضِ الأوقات،‏ شعَرَ المَلِكُ دَاوُد أنَّهُ ‹قَوِيٌّ كالجَبَل›.‏ لكنَّهُ ‹خافَ كَثيرًا› في أوقاتٍ أُخرى.‏ (‏مز ٣٠:‏٧‏)‏ وبِفَضلِ الرُّوحِ القُدُس،‏ كانَت لَدى شَمْشُون قُوَّةٌ خارِقَة.‏ لكنَّهُ عرَفَ أنَّهُ بِدونِ دَعمِ يَهْوَه،‏ ‹سيَضعُفُ ويَصيرُ كواحِدٍ مِنَ النَّاس›.‏ (‏قض ١٤:‏٥،‏ ٦؛‏ ١٦:‏١٧‏)‏ فيَهْوَه هوَ الَّذي أعطى القُوَّةَ لِدَاوُد،‏ شَمْشُون،‏ والرِّجالِ الأُمَناءِ الآخَرين.‏

٢ لِمَ ظلَّ بُولُس قَوِيًّا،‏ حتَّى حينَ شعَرَ بِالضُّعف؟‏ (‏٢ كورنثوس ١٢:‏٩،‏ ١٠‏)‏

٢ بِشَكلٍ مُماثِل،‏ احتاجَ الرَّسولُ بُولُس أن يُعطِيَهُ يَهْوَه القُوَّة.‏ ‏(‏إقرأ ٢ كورنثوس ١٢:‏٩،‏ ١٠‏.‏)‏ فمِثلَ كَثيرينَ مِنَّا،‏ عانى بُولُس مِن مَشاكِلَ صِحِّيَّة.‏ (‏غل ٤:‏١٣،‏ ١٤‏)‏ وأحيانًا،‏ استَصعَبَ أن يفعَلَ الصَّواب.‏ (‏رو ٧:‏١٨،‏ ١٩‏)‏ كما شعَرَ في أوقاتٍ أُخرى بِالقَلَقِ والحَيرَة.‏ (‏٢ كو ١:‏٨،‏ ٩‏)‏ لكنَّ بُولُس ظلَّ قَوِيًّا،‏ حتَّى حينَ شعَرَ بِالضُّعف.‏ فيَهْوَه أعطاهُ القُوَّةَ الَّتي يحتاجُها.‏

٣ أيُّ سُؤالَينِ سنُجيبُ عنهُما؟‏

٣ اليَومَ أيضًا،‏ يعِدُ يَهْوَه بِأن يُقَوِّيَنا.‏ (‏١ بط ٥:‏١٠‏)‏ ولكنْ علَينا نَحنُ أن نقومَ بِدَورِنا.‏ مَثَلًا،‏ كَي يُعطِيَ المُحَرِّكُ القُوَّةَ لِلسَّيَّارَة،‏ على السَّائِقِ أن يقومَ بِدَورِه:‏ أن يدوسَ على دَوَّاسَةِ الوَقود.‏ بِشَكلٍ مُماثِل،‏ كَي يُعطِيَنا يَهْوَه القُوَّة،‏ علَينا أن نقومَ بِدَورِنا.‏ فكَيفَ يُقَوِّينا يَهْوَه؟‏ وما هو دَورُنا؟‏ لِنعرِفَ الجَواب،‏ سنرى كَيفَ قوَّى يَهْوَه ثَلاثَةَ أشخاصٍ مَذكورينَ في كَلِمَتِه:‏ النَّبِيَّ يُونَان،‏ مَرْيَم أُمَّ يَسُوع،‏ والرَّسولَ بُولُس.‏ كما سنرى كَيفَ يُقَوِّي يَهْوَه بِالطُّرُقِ نَفْسِها خُدَّامَهُ اليَوم.‏

مِن خِلالِ الصَّلاةِ والدَّرس

٤ كَيفَ يُقَوِّينا يَهْوَه؟‏

٤ كَيفَ يُقَوِّينا يَهْوَه؟‏ إحدى الطُّرُقِ هي حينَ نُصَلِّي إلَيه.‏ فهو يستَجيبُ صَلَواتِنا ويُعطينا «القُدرَةَ الَّتي تفوقُ ما هو عادِيّ».‏ (‏٢ كو ٤:‏٧‏)‏ أيضًا،‏ يُقَوِّينا يَهْوَه حينَ نقرَأُ كَلِمَتَهُ ونتَأمَّلُ فيها.‏ (‏مز ٨٦:‏١١‏)‏ فرِسالَتُهُ في الكِتابِ المُقَدَّسِ لَدَيها قُوَّةٌ كَبيرَة.‏ (‏عب ٤:‏١٢‏)‏ إذًا،‏ حينَ نُصَلِّي إلى يَهْوَه ونقرَأُ كَلِمَتَه،‏ ننالُ القُوَّةَ الَّتي نحتاجُها كَي نتَحَمَّلَ المَشاكِل،‏ نُحافِظَ على فَرَحِنا،‏ ونقومَ بِتَعييناتِنا مَهما كانَت صَعبَة.‏ لاحِظْ كَيفَ قوَّى يَهْوَه النَّبِيَّ يُونَان.‏

٥ لِمَ احتاجَ يُونَان إلى القُوَّة؟‏

٥ أعطى يَهْوَه تَعيينًا لِيُونَان.‏ لكنَّ يُونَان خافَ مِن ذلِكَ التَّعيين،‏ وهرَبَ في سَفينَةٍ إلى مَكانٍ آخَر.‏ فحدَثَت عاصِفَةٌ عَنيفَة،‏ وأوشَكَ أن يموتَ هو والبَحَّارَة.‏ وعِندَئِذٍ،‏ رمَوهُ في البَحر،‏ فبلَعَتهُ سَمَكَةٌ ضَخمَة.‏ وهكَذا،‏ وجَدَ نَفْسَهُ في مَكانٍ مُخيف:‏ بَطنِ السَّمَكَةِ المُظلِم.‏ فكَيفَ شعَرَ يُونَان؟‏ هل شعَرَ أنَّ يَهْوَه تخَلَّى عنه،‏ وأنَّهُ سيَموتُ هُناك؟‏ لا شَكَّ أنَّهُ قلِقَ كَثيرًا،‏ واحتاجَ إلى القُوَّة.‏

حين نمر بمشكلة،‏ كيف نتقوى مثل يونان؟‏ (‏أُنظر الفقرات ٦-‏٩.‏)‏

٦ حَسَبَ يُونَان ٢:‏١،‏ ٢،‏ ٧‏،‏ كَيفَ تقَوَّى يُونَان وهو في بَطنِ السَّمَكَة؟‏

٦ كَيفَ تقَوَّى يُونَان حينَ كانَ وَحيدًا داخِلَ بَطنِ السَّمَكَةِ المُظلِم؟‏ أوَّلًا،‏ صلَّى إلى يَهْوَه.‏ ‏(‏إقرأ يونان ٢:‏١،‏ ٢،‏٧‏.‏)‏ صَحيحٌ أنَّهُ لم يُطِعْ يَهْوَه في البِدايَة،‏ لكنَّهُ تابَ وصلَّى إلَيهِ بِتَواضُع.‏ لِذا،‏ وثِقَ أنَّ يَهْوَه سيَسمَعُ صَلاتَه.‏ أيضًا،‏ تأمَّلَ يُونَان في كَلِمَةِ اللّٰه.‏ وكَيفَ نعرِفُ ذلِك؟‏ ذكَرَ في صَلاتِهِ عِباراتٍ تُشبِهُ كَثيرًا عِباراتٍ مَكتوبَة في المَزَامِير.‏ (‏مَثَلًا،‏ قارِنْ يُونَان ٢:‏٢،‏ ٥ بِالمَزْمُور ٦٩:‏١؛‏ ٨٦:‏٧‏.‏)‏ فواضِحٌ إذًا أنَّهُ عرَفَ تِلكَ المَقاطِعَ جَيِّدًا،‏ وتأمَّلَ فيها خِلالَ مُشكِلَتِه.‏ لِذا،‏ تأكَّدَ أنَّ يَهْوَه سيُساعِدُه.‏ وبِالفِعل،‏ أعادَتهُ السَّمَكَةُ إلى الشَّطّ.‏ وعِندَئِذٍ،‏ كانَ مُستَعِدًّا لِيَقومَ بِتَعيينِه.‏ —‏ يون ٢:‏١٠–‏٣:‏٤‏.‏

٧-‏٨ كَيفَ يتَقَوَّى أخٌ في تَايْوَان؟‏

٧ حينَ نمُرُّ بِمَشاكِل،‏ جَيِّدٌ أن نتَمَثَّلَ بِيُونَان.‏ هذا ما يفعَلُهُ أخٌ في تَايْوَان اسْمُهُ زِيمِينْغ.‏ b فهو يُعاني مِن أمراضٍ خَطيرَة.‏ كما يتَعَرَّضُ لِمُقاوَمَةٍ عَنيفَة مِن عائِلَتِه.‏ لكنَّهُ ينالُ القُوَّةَ مِن يَهْوَه مِن خِلالِ الصَّلاةِ والدَّرس.‏ يقول:‏ «حينَ تحصُلُ مَشاكِل،‏ أقلَقُ كَثيرًا.‏ لِذا،‏ لا أقدِرُ أن أهدَأَ لِأبدَأَ بِالدَّرس».‏ لكنَّ زِيمِينْغ لا يستَسلِم.‏ يُخبِر:‏ «أوَّلًا،‏ أُصَلِّي إلى يَهْوَه.‏ ثُمَّ أضَعُ السَّمَّاعاتِ وأسمَعُ التَّرانيم،‏ وحتَّى أُرَنِّمُ معها بِصَوتٍ مُنخَفِض.‏ وهكَذا،‏ أهدَأُ ثُمَّ أبدَأُ بِالدَّرس».‏

٨ يتَقَوَّى زِيمِينْغ كَثيرًا بِفَضلِ دَرسِهِ الشَّخصِيّ.‏ فمَرَّةً،‏ خضَعَ لِعَمَلِيَّةٍ جِراحِيَّة كَبيرَة.‏ ومِن بَعدِها،‏ كانَ تَعدادُ كُرَيَّاتِ دَمِهِ الحَمراء مُنخَفِضًا.‏ لِذا،‏ قالَت لهُ المُمَرِّضَةُ إنَّهُ يحتاجُ إلى نَقلِ دَم.‏ فماذا ساعَدَهُ أن يبقى أمينًا؟‏ في اللَّيلَةِ الَّتي سبَقَتِ العَمَلِيَّة،‏ قرَأَ زِيمِينْغ اختِبارَ أُختٍ خضَعَت لِنَفْسِ العَمَلِيَّة،‏ وكانَ تَعدادُ كُرَيَّاتِها الحَمراء مُنخَفِضًا أكثَرَ مِنه.‏ لكنَّها رفَضَت نَقلَ الدَّم،‏ وشُفِيَت رَغمَ ذلِك.‏ واختِبارُها قوَّى زِيمِينْغ لِيَبقى أمينًا.‏

٩ كَيفَ تتَقَوَّى خِلالَ المَشاكِل؟‏ (‏أُنظُرْ أيضًا الصُّورَتَين.‏)‏

٩ حينَ تمُرُّ بِمُشكِلَة،‏ هل تقلَقُ كَثيرًا؟‏ هل تستَصعِبُ أن تُصَلِّيَ وتُعَبِّرَ لِيَهْوَه عن مَشاعِرِك؟‏ هل تشعُرُ أنَّكَ تَعبانٌ جِدًّا ولا تقدِرُ أن تدرُس؟‏ تذَكَّرْ أنَّ يَهْوَه يتَفَهَّمُ وَضعَك.‏ فحتَّى لَو قدَّمتَ لهُ صَلاةً بَسيطَة،‏ يستَجيبُ لكَ ويُعطيكَ ما تحتاجُهُ بِالضَّبط.‏ (‏أف ٣:‏٢٠‏)‏ وماذا لَوِ استَصعَبتَ أن تدرُسَ بِسَبَبِ التَّعَبِ الجَسَدِيِّ أوِ النَّفْسِيّ؟‏ حاوِلْ أن تسمَعَ تَسجيلاتِ الكِتابِ المُقَدَّسِ أو مَطبوعاتِنا،‏ تسمَعَ واحِدَةً مِنَ التَّرانيمِ أوِ الأغاني المُصَوَّرَة،‏ أو تُشاهِدَ فيديو على jw.‎org.‏ إذًا،‏ صلِّ إلى يَهْوَه،‏ واستَفِدْ مِنَ الطَّعامِ الرُّوحِيِّ الَّذي يُعطيهِ لنا.‏ وهكَذا،‏ ستُلاحِظُ كَيفَ يستَجيبُ لك،‏ وسَتنالُ القُوَّةَ مِنه.‏

مِن خِلالِ الإخوَة

١٠ كَيفَ يُقَوِّينا إخوَتُنا؟‏

١٠ يُقَوِّينا يَهْوَه أيضًا مِن خِلالِ إخوَتِنا.‏ فحينَ نمُرُّ بِمَشاكِلَ أو ننالُ تَعيينًا صَعبًا،‏ يكونُ إخوَتُنا «عَونًا مُقَوِّيًا» لنا.‏ (‏كو ٤:‏١٠،‏ ١١‏)‏ فهُم يقِفونَ إلى جانِبِنا،‏ خُصوصًا في «وَقتِ الضِّيق».‏ (‏أم ١٧:‏١٧‏)‏ فحينَ نشعُرُ بِالضُّعف،‏ يمُدُّونَ لنا يَدَ المُساعَدَة،‏ يرفَعونَ مَعنَوِيَّاتِنا،‏ ويُشَجِّعونَنا لِنستَمِرَّ في خِدمَةِ يَهْوَه.‏ لاحِظْ كَيفَ تقَوَّت مَرْيَم أُمُّ يَسُوع مِن خِلالِ خُدَّامِ يَهْوَه الآخَرين.‏

١١ لِمَ احتاجَت مَرْيَم إلى القُوَّة؟‏

١١ ظهَرَ المَلاكُ جِبْرَائِيل لِمَرْيَم،‏ وأخبَرَها أنَّها ستنالُ تَعيينًا صَعبًا.‏ فكِّرْ إذًا كَيفَ شعَرَت مَرْيَم.‏ فكَيفَ ستحبَل،‏ وهي لَيسَت مُتَزَوِّجَة؟‏ كَيفَ ستُرَبِّي الطِّفلَ الَّذي سيَصيرُ المَسِيَّا،‏ وهي لم تُرَبِّ أولادًا مِن قَبل؟‏ وكَيفَ ستُوضِحُ لِخَطيبِها يُوسُف أنَّها لم تُقِمْ عَلاقَةً زَوجِيَّة مع رَجُل؟‏ لا شَكَّ إذًا أنَّها احتاجَت إلى القُوَّة.‏ —‏ لو ١:‏٢٦-‏٣٣‏.‏

١٢ حَسَبَ لُوقَا ١:‏٣٩-‏٤٥‏،‏ كَيفَ تقَوَّت مَرْيَم؟‏

١٢ كَيفَ تقَوَّت مَرْيَم لِتقومَ بِهذا التَّعيينِ الصَّعبِ والفَريد؟‏ طلَبَتِ المُساعَدَةَ مِنَ الآخَرين.‏ فهي طلَبَت مِن جِبْرَائِيل مَعلوماتٍ إضافِيَّة عن هذا التَّعيين.‏ (‏لو ١:‏٣٤‏)‏ ثُمَّ سافَرَت لِتزورَ قَريبَتَها ألِيصَابَات،‏ بَعيدًا في «المِنطَقَةِ الجَبَلِيَّة» بِيَهُوذَا.‏ وقدِ استَفادَت كَثيرًا مِن هذِهِ الزِّيارَة.‏ فألِيصَابَات مدَحَتها،‏ وقالَت لها بِالوَحْيِ نُبُوَّةً عنِ الابْنِ الَّذي ستلِدُه.‏ ‏(‏إقرأ لوقا ١:‏٣٩-‏٤٥‏.‏)‏ وهكَذا،‏ قالَت مَرْيَم إنَّ يَهْوَه «عَمِلَ بِذِراعِهِ أعمالًا عَظيمَة».‏ (‏لو ١:‏٤٦-‏٥١‏)‏ فهو قوَّاها مِن خِلالِ جِبْرَائِيل وألِيصَابَات.‏

١٣ كَيفَ استَفادَت أُختٌ حينَ طلَبَتِ المُساعَدَةَ مِنَ الإخوَة؟‏

١٣ مِثلَ مَرْيَم،‏ نحتاجُ أن يُقَوِّيَنا إخوَتُنا.‏ لاحِظْ ماذا حصَلَ مع أُختٍ في بُولِيفْيَا اسْمُها دَاسُورِي.‏ فقدْ أُصيبَ والِدُها بِمَرَضٍ مُميت،‏ ودخَلَ المُستَشفى.‏ وهي تحَمَّلَت عن طيبِ خاطِرٍ مَسؤولِيَّةَ الاهتِمامِ به.‏ (‏١ تي ٥:‏٤‏)‏ لكنَّ هذِهِ المَسؤولِيَّةَ لم تكُنْ سَهلَةً علَيها.‏ تُخبِر:‏ «في أحيانٍ كَثيرَة،‏ شعَرتُ أنِّي تعِبت،‏ ولم أعُدْ أقدِرُ أن أستَمِرّ».‏ فهل طلَبَتِ المُساعَدَة؟‏ لم تفعَلْ ذلِك في البِدايَة.‏ تقول:‏ «لم أُرِدْ أن أُتعِبَ أحَدًا.‏ ففكَّرت:‏ ‏‹يَهْوَه هوَ الَّذي سيُقَوِّيني›.‏ ولكنْ بَعدَ ذلِك،‏ انتَبَهتُ أنِّي حينَ أعزِلُ نَفْسي،‏ لا أسمَحُ لِأحَدٍ أن يُقَوِّيَني،‏ بل أُحاوِلُ أن أحُلَّ مَشاكِلي لِوَحدي».‏ (‏أم ١٨:‏١‏)‏ لِذا،‏ قرَّرَت دَاسُورِي أن تَكتُبَ إلى بَعضِ أصدِقائِها في الجَماعةِ وَتُخبِرَهُم عن وَضعِها.‏ تقول:‏ «ساعَدَني الإخوَةُ والأخَواتُ الأعِزَّاءُ بِطُرُقٍ تفوقُ الوَصف.‏ فكانوا يُحضِرونَ الطَّعامَ إلى المُستَشفى،‏ ويَقرَأونَ لي آياتٍ مُشَجِّعَة.‏ مِنَ الرَّائِعِ أن تشعُرَ أنَّكَ لَستَ وَحدَك.‏ فنَحنُ جُزءٌ مِن عائِلَةِ يَهْوَه الكَبيرَة؛‏ عائِلَةٍ جاهِزَة لِتمُدَّ لكَ يَدَ المُساعَدَة،‏ تبكِيَ معك،‏ وتُحارِبَ معك».‏

١٤ لِمَ مُهِمٌّ أن نقبَلَ المُساعَدَةَ مِنَ الشُّيوخ؟‏

١٤ يُقَوِّينا يَهْوَه أيضًا مِن خِلالِ الشُّيوخ.‏ فهو أعطانا هذِهِ الهِبَةَ لِيَحمِيَنا ويُنعِشَنا.‏ (‏إش ٣٢:‏١،‏ ٢‏)‏ لِذا،‏ حينَ تشعُرُ بِالقَلَق،‏ افتَحْ قَلبَكَ لِلشُّيوخ،‏ واقبَلْ مُساعَدَتَهُم.‏ فلا تنسَ أنَّ يَهْوَه يُقَوِّيكَ مِن خِلالِهِم.‏

مِن خِلالِ أمَلِكَ الرَّائِع

١٥ أيُّ أمَلٍ رائِعٍ ننتَظِرُهُ جَميعًا؟‏

١٥ أمَلُنا الرَّائِعُ هو طَريقَةٌ أُخرى يُقَوِّينا بها يَهْوَه.‏ (‏رو ٤:‏٣،‏ ١٨-‏٢٠‏)‏ فلَدَينا أمَلٌ بِأن نعيشَ إلى الأبَد،‏ إمَّا في الفِردَوسِ على الأرضِ أو في مَملَكَةِ اللّٰهِ بِالسَّماء.‏ وأمَلُنا الغالي يُقَوِّينا لِنتَحَمَّلَ المَشاكِل،‏ نُبَشِّرَ بِالأخبارِ الحُلوَة،‏ ونقومَ بِتَعييناتِنا المُختَلِفَة في الجَماعَة.‏ (‏١ تس ١:‏٣‏)‏ لاحِظْ كَيفَ قوَّى هذا الأمَلُ الرَّسولَ بُولُس.‏  

١٦ لِمَ احتاجَ بُولُس إلى القُوَّة؟‏

١٦ في الرِّسالَةِ الَّتي كتَبَها بُولُس لِلمَسيحِيِّينَ في كُورِنْثُوس،‏ شبَّهَ نَفْسَهُ بِإناءٍ فَخَّارِيٍّ هَشّ.‏ وذكَرَ أنَّهُ كانَ ‹مُتَضايِقًا›،‏ ‹مُحتارًا›،‏ ‹مُضطَهَدًا›،‏ ‹مَطروحًا›،‏ وحَياتُهُ مُعَرَّضَةً لِلخَطَر.‏ (‏٢ كو ٤:‏٨-‏١٠‏)‏ كتَبَ بُولُس هذِهِ الكَلِماتِ أثناءَ رِحلَتِهِ الإرسالِيَّة الثَّالِثَة.‏ وخِلالَ باقي تِلكَ الرِّحلَة،‏ كانَ سيُواجِهُ مَشاكِلَ أُخرى مِثلَ الضَّرب،‏ الاعتِقال،‏ السَّجن،‏ وتَحَطُّمِ السَّفينَة.‏

١٧ حَسَبَ ٢ كُورِنْثُوس ٤:‏١٦-‏١٨‏،‏ كَيفَ تقَوَّى بُولُس؟‏

١٧ نالَ بُولُس القُوَّةَ لِأنَّهُ ركَّزَ على أمَلِه.‏ ‏(‏إقرأ ٢ كورنثوس ٤:‏١٦-‏١٨‏.‏)‏ فهو أبقى مُستَقبَلَهُ في بالِه.‏ فقدْ تذَكَّرَ أنَّهُ سيَعيشُ إلى الأبَدِ في السَّماء،‏ ويَنالُ بِالتَّالي «مَجدًا أعظَمَ جِدًّا» مِن أيِّ ضيقٍ يمُرُّ به.‏ لِذا،‏ رَغمَ أنَّ جَسَدَهُ كانَ يضعُف،‏ لم يَيأس.‏ بل شعَرَ أنَّ قُوَّتَهُ ‹تتَجَدَّدُ يَومًا فيَومًا›.‏

١٨ أيُّ أمَلٍ قوَّى تِيهُومِير وعائِلَتَه؟‏

١٨ لاحِظْ كَيفَ يُقَوِّي الأمَلُ أخًا في بُلْغَارْيَا اسْمُهُ تِيهُومِير.‏ فأخوهُ الأصغَرُ زِدْرَافْكُو ماتَ في حادِثِ سَير.‏ وهذا أحزَنَهُ كَثيرًا هو وباقِيَ العائِلَة.‏ فماذا ساعَدَهُم؟‏ صاروا يُفَكِّرونَ في قِيامَةِ زِدْرَافْكُو.‏ يُخبِرُ تِيهُومِير:‏ «نتَخَيَّلُ مَثَلًا أينَ سنلتَقيه،‏ ماذا سنطبُخُ له،‏ مَن سندعو إلى حَفلَةِ استِقبالِه،‏ وماذا سنُخبِرُهُ عنِ الأيَّامِ الأخيرَة».‏ وهكَذا،‏ ينالُ تِيهُومِير وعائِلَتُهُ القُوَّةَ لِيَتَحَمَّلوا الخَسارَة،‏ ويَنتَظِروا بِصَبرٍ حتَّى يُقيمَ يَهْوَه زِدْرَافْكُو.‏

كيف تتخيَّل حياتك في العالم الجديد؟‏ (‏أُنظر الفقرة ١٩.‏)‏ c

١٩ كَيفَ تُقَوِّي أمَلَك؟‏ (‏أُنظُرْ أيضًا الصُّورَة.‏)‏

١٩ وكَيفَ تُقَوِّي أمَلَك؟‏ مَثَلًا،‏ إذا كانَ أمَلُكَ أن تعيشَ إلى الأبَدِ على الأرض،‏ فاقرَأْ آياتٍ عنِ الفِردَوس،‏ وتأمَّلْ فيها.‏ (‏إش ٢٥:‏٨؛‏ ٣٢:‏١٦-‏١٨‏)‏ فكِّرْ كَيفَ ستكونُ الحَياةُ في العالَمِ الجَديد،‏ وتخَيَّلْ نَفْسَكَ هُناك.‏ فمَن ترى؟‏ أيَّ أصواتٍ تسمَع؟‏ وكَيفَ تشعُر؟‏ أيضًا،‏ تأمَّلْ في الصُّوَرِ المَوجودَة في مَطبوعاتِنا،‏ وشاهِدِ الأغانِيَ المُصَوَّرَة مِثلَ بَعدَ طولِ انتِظار:‏ سَلامٌ لِلأبَد!‏ و ‏«‏فردوس ورا الباب‏».‏ فحينَ تُبقي أمَلَكَ في بالِك،‏ ستشعُرُ أنَّ مَشاكِلَكَ الآنَ ‹وَجيزَةٌ وخَفيفَة›.‏ (‏٢ كو ٤:‏١٧‏)‏ وهكَذا،‏ سيُقَوِّيكَ يَهْوَه مِن خِلالِ الأمَلِ الَّذي أعطاهُ لك.‏

٢٠ كَيفَ نتَقَوَّى،‏ حتَّى حينَ نشعُرُ بِالضُّعف؟‏

٢٠ كما رأينا،‏ ‹سيُعطيكَ اللّٰهُ القُدرَة›،‏ حتَّى حينَ تشعُرُ بِالضُّعف.‏ (‏مز ١٠٨:‏١٣‏)‏ فيَهْوَه أعَدَّ ما يلزَمُ لِتنالَ القُوَّةَ مِنه.‏ ولكنْ علَيكَ أنتَ أن تقومَ بِدَورِك.‏ فهل تحتاجُ إلى مُساعَدَةٍ كَي تقومَ بِتَعييناتِك،‏ تتَحَمَّلَ المَشاكِل،‏ أو تُحافِظَ على فَرَحِك؟‏ صلِّ إذًا إلى يَهْوَه،‏ واطلُبْ إرشادَهُ مِن خِلالِ دَرسِكَ الشَّخصِيّ.‏ إقبَلِ التَّشجيعَ مِن إخوَتِك.‏ وأبقِ أمَلَكَ في بالِك.‏ وهكَذا،‏ ‹ستتَقَوَّى بِكُلِّ قُوَّةٍ بِقُدرَتِهِ المَجيدَة لِكَي تحتَمِلَ إلى التَّمامِ وتصبِرَ بِفَرَح›.‏ —‏ كو ١:‏١١‏.‏

التَّرنيمَة ٣٣ ألقِ عِبئَكَ على يَهْوَه

a هل تشعُرُ بِالضُّعفِ بِسَبَبِ مُشكِلَةٍ كَبيرَة أو تَعيينٍ صَعب؟‏ لا شَكَّ إذًا أنَّكَ ستستَفيدُ مِن هذِهِ المَقالَة.‏ فسَنرى فيها كَيفَ يُقَوِّينا يَهْوَه،‏ وماذا يجِبُ أن نفعَلَ لِننالَ القُوَّةَ مِنه.‏

b تمَّ تَغييرُ بَعضِ الأسماء.‏

c وصف الصور:‏ أخت صمَّاء تفكِّر في وعود الكتاب المقدس،‏ وتشاهد أغنية مصوَّرة لتتخيل حياتها في العالم الجديد.‏