الانتقال الى المحتويات

الانتقال إلى المحتويات

المقدمة

المقدمة

‏‹اِقْتَدُوا بِٱلَّذِينَ بِٱلْإِيمَانِ وَٱلصَّبْرِ يَرِثُونَ ٱلْوُعُودَ›.‏ —‏ عبرانيين ٦:‏١٢‏.‏

١،‏ ٢ كَيْفَ نَظَرَ أَحَدُ ٱلْإِخْوَةِ إِلَى شَخْصِيَّاتِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ ٱلْأَمِينَةِ،‏ وَلِمَ مِنَ ٱلرَّائِعِ كَسْبُ صَدَاقَتِهِمْ؟‏

 ‏«إِنَّهُ يَتَكَلَّمُ عَنْ شَخْصِيَّاتِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ كَمَا لَوْ أَنَّهُمْ أَصْدِقَاؤُهُ ٱلْقُدَامَى».‏ هٰذَا مَا قَالَتْهُ ٱمْرَأَةٌ مَسِيحِيَّةٌ بَعْدَمَا ٱسْتَمَعَتْ إِلَى مُحَاضَرَةٍ أَلْقَاهَا نَاظِرٌ جَائِلٌ مُسِنٌّ.‏ وَبِٱلصَّوَابِ تَكَلَّمَتْ،‏ فَٱلْأَخُ ٱسْتَفَاضَ لِعُقُودٍ فِي دَرْسِ كَلِمَةِ ٱللّٰهِ وَتَعْلِيمِهَا،‏ لِدَرَجَةِ أَنَّ رِجَالَ وَنِسَاءَ ٱلْإِيمَانِ ٱلْمَذْكُورِينَ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ بَدَوْا فِعْلًا أَصْدِقَاءَهُ ٱلَّذِينَ عَرَفَهُمْ طَوَالَ حَيَاتِهِ.‏

٢ أَلَيْسَ رَائِعًا كَسْبُ صَدَاقَةِ شَخْصِيَّاتٍ كَهٰذِهِ؟‏!‏ فَهَلْ هُمْ حَقِيقِيُّونَ أَيْضًا بِٱلنِّسْبَةِ إِلَيْكَ؟‏ تَخَيَّلْ أَنَّكَ تَسِيرُ مَعَهُمْ وَتُحَادِثُهُمْ،‏ وَتَصْرِفُ ٱلْوَقْتَ فِي ٱلتَّعَرُّفِ بِرِجَالٍ وَنِسَاءٍ كَنُوحٍ،‏ إِبْرَاهِيمَ،‏ رَاعُوثَ،‏ إِيلِيَّا،‏ وَأَسْتِيرَ.‏ فَكِّرْ كَيْفَ يُمْكِنُهُمْ أَنْ يُؤَثِّرُوا فِيكَ،‏ وَتَأَمَّلْ فِي كَلِمَاتِ ٱلنُّصْحِ وَٱلتَّشْجِيعِ ٱلْقَيِّمَةِ ٱلَّتْي يُمْكِنُ أَنْ يُسْدُوهَا إِلَيْكَ.‏ —‏ اقرإ الامثال ١٣:‏٢٠‏.‏

٣ (‏أ)‏ كَيْفَ يُفِيدُنَا ٱلتَّعَلُّمُ عَنْ رِجَالِ وَنِسَاءِ ٱلْإِيمَانِ ٱلْمَذْكُورِينَ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟‏ (‏ب)‏ أَيَّةُ أَسْئِلَةٍ سَنُنَاقِشُهَا؟‏

٣ طَبْعًا،‏ سَيُتَاحُ لَنَا كَامِلًا ٱلتَّمَتُّعُ بِمِثْلِ هٰذِهِ ٱلصَّدَاقَاتِ ٱلْمُفِيدَةِ عِنْدَ ‹قِيَامَةِ ٱلْأَبْرَارِ›.‏ (‏اع ٢٤:‏١٥‏)‏ وَلٰكِنْ حَتَّى فِي وَقْتِنَا هٰذَا،‏ يُمْكِنُنَا أَنْ نَسْتَفِيدَ مِنَ ٱلتَّعَلُّمِ عَنْ رِجَالِ وَنِسَاءِ ٱلْإِيمَانِ ٱلْمَذْكُورِينَ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ.‏ كَيْفَ؟‏ يُعْطِينَا ٱلرَّسُولُ بُولُسُ ٱلْجَوَابَ،‏ قَائِلًا:‏ ‹اِقْتَدُوا بِٱلَّذِينَ بِٱلْإِيمَانِ وَٱلصَّبْرِ يَرِثُونَ ٱلْوُعُودَ›.‏ (‏عب ٦:‏١٢‏)‏ وَفِيمَا نَشْرَعُ فِي ٱلدَّرْسِ عَنْ هٰذِهِ ٱلشَّخْصِيَّاتِ،‏ لِنَتَأَمَّلْ فِي بِضْعَةِ أَسْئِلَةٍ تَتَبَادَرُ إِلَى ذِهْنِنَا عِنْدَ قِرَاءَةِ كَلِمَاتِ بُولُسَ:‏ مَا هُوَ ٱلْإِيمَانُ؟‏ لِمَ نَحْتَاجُ إِلَيْهِ؟‏ وَكَيْفَ يُمْكِنُنَا ٱلِٱقْتِدَاءُ بِٱلْأَشْخَاصِ ٱلْأُمَنَاءِ قَدِيمًا؟‏

مَا هُوَ ٱلْإِيمَانُ وَلِمَ نَحْتَاجُ إِلَيْهِ؟‏

٤ مَاذَا يَظُنُّ ٱلنَّاسُ بِشَأْنِ ٱلْإِيمَانِ،‏ وَلِمَاذَا هُمْ مُخْطِئُونَ؟‏

٤ اَلْإِيمَانُ صِفَةٌ جَذَّابَةٌ،‏ صِفَةٌ قَدَّرَهَا حَقَّ ٱلتَّقْدِيرِ كُلُّ ٱلرِّجَالِ وَٱلنِّسَاءِ ٱلَّذِينَ سَنَدْرُسُ عَنْهُمْ فِي هٰذِهِ ٱلْمَطْبُوعَةِ.‏ إِلَّا أَنَّ أَشْخَاصًا كَثِيرِينَ ٱلْيَوْمَ يَسْتَخِفُّونَ بِٱلْإِيمَانِ،‏ إِذْ يَظُنُّونَ أَنَّ ٱلْإِيمَانَ لَا إِثْبَاتَ أَوْ بُرْهَانَ حَقِيقِيًّا عَلَيْهِ.‏ وَلٰكِنَّهُمْ مُخْطِئُونَ.‏ فَلَيْسَ ٱلْإِيمَانُ سَذَاجَةً،‏ وَلَا هُوَ مُجَرَّدُ عَاطِفَةٍ أَوْ إِيمَانٍ أَعْمَى.‏ فَٱلسَّذَاجَةُ خَطِيرَةٌ،‏ وَٱلْعَاطِفَةُ تَرُوحُ وَتَجِيءُ،‏ كَمَا أَنَّ مُجَرَّدَ ٱلْإِيمَانِ بِأَنَّ ٱللّٰهَ مَوْجُودٌ لَيْسَ كَافِيًا،‏ لِأَنَّ «ٱلشَّيَاطِينَ يُؤْمِنُونَ وَيَقْشَعِرُّونَ».‏ —‏ يع ٢:‏١٩‏.‏

٥،‏ ٦ (‏أ)‏ أَيُّ مَجَالَيْنِ يَشْمُلُهُمَا إِيمَانُنَا؟‏ (‏ب)‏ إِلَى أَيِّ حَدٍّ أَسَاسُ إِيمَانِنَا مَتِينٌ؟‏ أَوْضِحُوا.‏

٥ إِنَّ ٱلْإِيمَانَ ٱلْحَقِيقِيَّ يَسْمُو عَلَى تِلْكَ ٱلْأُمُورِ.‏ تَذَكَّرْ كَيْفَ يُعَرِّفُهُ ٱلْكِتَابُ ٱلْمُقَدَّسُ.‏ ‏(‏اقرإ العبرانيين ١١:‏١‏.‏‏)‏ أَشَارَ بُولُسُ إِلَى أَنَّهُ يَشْمُلُ مَجَالَيْنِ.‏ أَوَّلًا،‏ يَشْمُلُ إِيمَانُنَا حَقَائِقَ مَوْجُودَةً لٰكِنَّهَا «لَا تُرَى».‏ فَأَعْيُنُنَا ٱلْحَرْفِيَّةُ لَا يُمْكِنُهَا أَنْ تَرَى ٱلْحَقَائِقَ ٱلْمَوْجُودَةَ فِي ٱلْحَيِّزِ ٱلرُّوحِيِّ،‏ مِثْلَ يَهْوَهَ ٱللّٰهِ وَٱبْنِهِ وَٱلْمَلَكُوتِ ٱلَّذِي يَحْكُمُ ٱلْآنَ فِي ٱلسَّمَاءِ.‏ ثَانِيًا،‏ يَتَضَمَّنُ ٱلْإِيمَانُ ‹أُمُورًا مَرْجُوَّةً›،‏ أَيْ أَحْدَاثًا لَمْ تَجْرِ بَعْدُ.‏ فَلَا يُمْكِنُنَا أَنْ نَرَى ٱلْآنَ بِأُمِّ أَعْيُنِنَا ٱلْعَالَمَ ٱلْجَدِيدَ ٱلَّذِي سَيَجْلُبُهُ ٱللّٰهُ عَمَّا قَرِيبٍ.‏ فَهَلْ يَعْنِي ذٰلِكَ أَنَّ إِيمَانَنَا بِهٰذِهِ ٱلْحَقَائِقِ وَٱلْأُمُورِ ٱلْمَرْجُوَّةِ هُوَ بِلَا أَسَاسٍ؟‏

٦ كَلَّا،‏ عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ!‏ شَرَحَ بُولُسُ أَنَّ ٱلْإِيمَانَ ٱلْحَقِيقِيَّ أَسَاسُهُ مَتِينٌ.‏ فَعِنْدَمَا قَالَ إِنَّهُ «ٱلتَّرَقُّبُ ٱلْأَكِيدُ»،‏ ٱسْتَعْمَلَ تَعْبِيرًا يُمْكِنُ أَنْ يُنْقَلَ أَيْضًا إِلَى «سَنَدِ مِلْكِيَّةٍ».‏ تَخَيَّلْ شَخْصًا قَرَّرَ أَنْ يُعْطِيَكَ بَيْتًا.‏ فَيُسَلِّمُكَ سَنَدَ ٱلْمِلْكِيَّةِ وَيَقُولُ لَكَ:‏ «هَاكَ بَيْتَكَ ٱلْجَدِيدَ!‏».‏ بِٱلطَّبْعِ،‏ لَا يَعْنِي ذٰلِكَ أَنَّكَ سَتَسْكُنُ فِي قِطْعَةِ ٱلْوَرَقِ هٰذِهِ،‏ بَلْ أَنَّ ٱلْوَثِيقَةَ مُلْزِمَةٌ قَانُونِيًّا إِلَى حَدٍّ كَبِيرٍ،‏ وَٱلْحُصُولَ عَلَيْهَا بِمَثَابَةِ ٱلْحُصُولِ عَلَى ٱلْبَيْتِ نَفْسِهِ.‏ بِصُورَةٍ مُمَاثِلَةٍ،‏ يَجْعَلُنَا إِيمَانُنَا مُتَأَكِّدِينَ مِنْ كُلِّ وُعُودِ ٱللّٰهِ ٱلْمُسَجَّلَةِ فِي كَلِمَتِهِ،‏ كَمَا لَوْ أَنَّهَا تَحَقَّقَتْ.‏

٧ مَاذَا يَشْمُلُ ٱلْإِيمَانُ ٱلْحَقِيقِيُّ؟‏

٧ وَهٰكَذَا،‏ يَشْمُلُ ٱلْإِيمَانُ ٱلْحَقِيقِيُّ ثِقَةً رَاسِخَةً وَٱقْتِنَاعًا لَا يَتَزَعْزَعُ مَبْنِيَّيْنِ عَلَى كُلِّ مَا نَعْرِفُهُ عَنْ يَهْوَهَ ٱللّٰهِ.‏ فَٱلْإِيمَانُ يُمَكِّنُنَا مِنْ رُؤْيَتِهِ بِصِفَتِهِ أَبَانَا ٱلْمُحِبَّ وَٱلْوُثُوقِ بِأَنَّ كُلَّ وُعُودِهِ سَتَتِمُّ لَا مَحَالَةَ.‏ بَٱلْإِضَافَةِ إِلَى ذٰلِكَ،‏ يَحْتَاجُ ٱلْإِيمَانُ ٱلْحَقِيقِيُّ،‏ تَمَامًا مِثْلَ أَيِّ كَائِنٍ حَيٍّ،‏ إِلَى ٱلتَّغْذِيَةِ ٱلْجَيِّدَةِ لِيَبْقَى حَيًّا.‏ وَيَلْزَمُ أَنْ نُعْرِبَ عَنْهُ بِٱلْأَعْمَالِ،‏ وَإِلَّا فَسَيَمُوتُ.‏ —‏ يع ٢:‏٢٦‏.‏

٨ لِمَ ٱلْإِيمَانُ مُهِمٌّ جِدًّا؟‏

٨ لِمَ ٱلْإِيمَانُ مُهِمٌّ جِدًّا؟‏ أَعْطَى بُولُسُ جَوَابًا مُقْنِعًا.‏ ‏(‏اقرإ العبرانيين ١١:‏٦‏.‏‏)‏ فَبِدُونِهِ لَا يُمْكِنُنَا أَنْ نَقْتَرِبَ إِلَى يَهْوَهَ أَوْ نُرْضِيَهُ.‏ فَٱلْإِيمَانُ أَمْرٌ حَيَوِيٌّ لِنُتَمِّمَ أَسْمَى وَأَنْبَلَ قَصْدٍ تَمْلِكُهُ ٱلْمَخْلُوقَاتُ ٱلذَّكِيَّةُ:‏ اَلِٱقْتِرَابَ إِلَى أَبِينَا ٱلسَّمَاوِيِّ،‏ يَهْوَهَ،‏ وَتَمْجِيدَهُ.‏

٩ كَيْفَ أَظْهَرَ يَهْوَهُ أَنَّهُ يُدْرِكُ حَاجَتَنَا إِلَى ٱلْإِيمَانِ؟‏

٩ يَعْرِفُ يَهْوَهُ كَمْ نَحْتَاجُ إِلَى ٱلإِيمَانِ،‏ لِذَا يُزَوِّدُنَا بِأَمْثِلَةٍ يُعَلِّمُنَا مِنْ خِلَالِهَا كَيْفَ نَبْنِي ٱلْإِيمَانَ وَنُظْهِرُهُ.‏ فَهُوَ يُنْعِمُ عَلَى ٱلْجَمَاعَةِ ٱلْمَسِيحِيَّةِ بِرِجَالٍ أُمَنَاءَ يَتَوَلَّوْنَ ٱلْقِيَادَةَ بَيْنَنَا.‏ وَتَحُثُّنَا كَلِمَتُهُ قَائِلَةً:‏ «اِقْتَدُوا بِإِيمَانِهِمْ».‏ (‏عب ١٣:‏٧‏)‏ وَأَعْطَانَا ٱلْمَزِيدَ مِنَ ٱلْأَمْثِلَةِ أَيْضًا.‏ فَقَدْ كَتَبَ بُولُسُ عَنْ «سَحَابَةٍ عَظِيمَةٍ جِدًّا مِنَ ٱلشُّهُودِ»،‏ رِجَالٍ وَنِسَاءٍ عَاشُوا قَدِيمًا وَتَرَكُوا أَمْثِلَةً رَائِعَةً لِلْإِيمَانِ.‏ (‏عب ١٢:‏١‏)‏ لٰكِنَّ ٱلْأُمَنَاءَ ٱلَّذِينَ ذَكَرَهُمُ ٱلرَّسُولُ بُولُسُ فِي ٱلْعِبْرَانِيِّينَ ٱلْإِصْحَاحِ ١١ هُمْ مُجَرَّدُ غَيْضٍ مِنْ فَيْضٍ.‏ فَصَفَحَاتُ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ غَنِيَّةٌ بِرِوَايَاتٍ حَقِيقِيَّةٍ عَنْ رِجَالٍ وَنِسَاءٍ وَصِغَارٍ وَكِبَارٍ،‏ مِنْ شَتَّى دُرُوبِ ٱلْحَيَاةِ،‏ عَاشُوا حَيَاةً كُلُّهَا إِيمَانٌ.‏ وَلَدَيْنَا ٱلْكَثِيرُ لِنَتَعَلَّمَهُ مِنْهُمْ نَحْنُ ٱلَّذِينَ نَعْيشُ فِي أَزْمِنَةٍ حِينَ يَتَلَاشَى ٱلْإِيمَانُ.‏

مَاذَا يُمَكِّنُنَا مِنَ ٱلِٱقْتِدَاءِ بِإِيمَانِ ٱلْغَيْرِ؟‏

١٠ كَيْفَ يُسَاعِدُكَ دَرْسُكَ ٱلشَّخْصِيُّ عَلَى ٱلِٱقْتِدَاءِ بِٱلْأُمَنَاءِ ٱلْمَذْكُورِينَ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ؟‏

١٠ لَا يُمْكِنُكَ ٱلِٱقْتِدَاءُ بِشَخْصٍ مَا لَمْ تُرَاقِبْهُ عَنْ كَثَبٍ أَوَّلًا.‏ وَفِيمَا تَدْرُسُ هٰذِهِ ٱلْمَطْبُوعَةَ،‏ سَتُلَاحِظُ أَنَّهَا أُشْبِعَتْ بَحْثًا بُغْيَةَ مُسَاعَدَتِكَ عَلَى ٱلتَّأَمُّلِ فِي رِجَالِ وَنِسَاءِ ٱلْإِيمَانِ لِتَسْتَقِيَ ٱلدُّرُوسَ مِنْهُمْ.‏ فَهَلَّا تَتْبَعُ ٱلنَّمُوذَجَ ذَاتَهُ وَتَقُومُ أَنْتَ بِنَفْسِكَ بِبَحْثٍ إِضَافِيٍّ؟‏ فَخِلَالَ دَرْسِكَ ٱلشَّخْصِيِّ،‏ تَعَمَّقْ فِي ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ بِٱسْتِخْدَامِ أَدَوَاتِ ٱلْبَحْثِ ٱلْمُتَوَفِّرَةِ لَكَ.‏ وَحِينَ تَتَأَمَّلُ فِي مَا تَدْرُسُهُ،‏ حَاوِلْ أَنْ تَتَخَيَّلَ رِوَايَاتِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ وَٱلظُّرُوفَ ٱلْمُحِيطَةَ بِهَا.‏ تَصَوَّرْ أَنَّكَ تَرَى ٱلْمَوَاقِعَ وَتَسْمَعُ ٱلْأَصْوَاتَ وَتَشْتَمُّ ٱلرَّوَائِحَ.‏ وَٱلْأَهَمُّ،‏ حَاوِلْ أَنْ تُمَيِّزَ مَشَاعِرَ ٱلْأَشْخَاصِ ٱلْمَشْمُولِينَ.‏ وَفِيمَا تَتَعَاطَفُ مَعَ أُولٰئِكَ ٱلرِّجَالِ وَٱلنِّسَاءِ ٱلْأُمَنَاءِ،‏ سَيَغْدُونَ حَقِيقِيِّينَ وَمَأْلُوفِينَ أَكْثَرَ لَدَيْكَ.‏ حَتَّى قَدْ يَبْدُو بَعْضُهُمْ أَصْدِقَاءَ أَعِزَّاءَ قُدَامَى.‏

١١،‏ ١٢ (‏أ)‏ كَيْفَ تَشْعُرُ أَنَّكَ صِرْتَ أَقْرَبَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَسَارَةَ؟‏ (‏ب)‏ كَيْفَ تَسْتَفِيدُ مِنْ أَمْثِلَةِ حَنَّةَ،‏ إِيلِيَّا،‏ وَصَمُوئِيلَ؟‏

١١ وَعِنْدَمَا تَعْرِفُهُمْ حَقَّ ٱلْمَعْرِفَةِ،‏ سَتَرْغَبُ فِي ٱلِٱقْتِدَاءِ بِهِمْ.‏ لِنَفْرِضْ أَنَّكَ تُفَكِّرُ فِي قُبُولِ تَعْيِينٍ جَدِيدٍ.‏ فَهَيْئَةُ يَهْوَهَ تَدْعُوكَ أَنْ تُوَسِّعَ خِدْمَتَكَ،‏ رُبَّمَا بِٱلِٱنْتِقَالِ إِلَى مُقَاطَعَةٍ حَيْثُ ٱلْحَاجَةُ مَاسَّةٌ إِلَى ٱلْمَزِيدِ مِنَ ٱلْمُبَشِّرِينَ،‏ أَوْ بِتَجْرِبَةِ بَعْضِ أَسَالِيبِ ٱلْكِرَازَةِ ٱلَّتِي تَسْتَصْعِبُهَا أَوْ لَمْ تَعْتَدْ عَلَيْهَا.‏ فَلِمَ لَا تَتَأَمَّلُ فِي مِثَالِ إِبْرَاهِيمَ أَثْنَاءَ ٱلتَّفْكِيرِ فِي ٱلتَّعْيِينِ وَٱلصَّلَاةِ بِشَأْنِهِ؟‏ فَهُوَ وَسَارَةُ كَانَا مُسْتَعِدَّيْنِ أَنْ يَتَخَلَّيَا عَنْ وَسَائِلِ ٱلرَّاحَةِ فِي أُورَ.‏ وَبُورِكَا بِسَخَاءٍ نَتِيجَةً لِذٰلِكَ.‏ فَإِذَا حَذَوْتَ حَذْوَهُمَا،‏ فَسَتَشْعُرُ دُونَ رَيْبٍ أَنَّكَ صِرْتَ تَعْرِفُهُمَا بِشَكْلٍ أَفْضَلَ.‏

١٢ بِصُورَةٍ مُمَاثِلَةٍ،‏ مَاذَا لَوْ عَامَلَكَ شَخْصٌ قَرِيبٌ مِنْكَ بِلُؤْمٍ وَتَثَبَّطْتَ،‏ حَتَّى إِنَّكَ رَغِبْتَ فِي ٱلْبَقَاءِ فِي ٱلْبَيْتِ وَعَدَمِ ٱلذَّهَابِ إِلَى ٱلِٱجْتِمَاعَاتِ؟‏ سَيُسَاعِدُكَ ٱلتَّأَمُّلُ فِي مِثَالِ حَنَّةَ وَكَيْفَ تَغَلَّبَتْ عَلَى مُعَامَلَةِ فَنِنَّةَ ٱللَّئِيمَةِ أَنْ تَتَّخِذَ ٱلْقَرَارَ ٱلصَّائِبَ،‏ وَسَتَغْدُو حَنَّةُ أَيْضًا كَأَحَدِ أَصْدِقَائِكَ ٱلْأَعِزَّاءِ.‏ وَإِذَا مَا تَثَبَّطْتَ بِسَبَبِ مَشَاعِرِ عَدَمِ ٱلْجَدَارَةِ،‏ فَقَدْ تُحِسُّ أَنَّكَ صِرْتَ أَقْرَبَ إِلَى إِيلِيَّا فِيمَا تَدْرُسُ عَنِ ٱلْمَأْزِقِ ٱلَّذِي وَقَعَ فِيهِ وَكَيْفَ عَزَّاهُ يَهْوَهُ.‏ وَٱلشَّبَابُ ٱلَّذِينَ يُمْطِرُهُمْ رُفَقَاءُ صَفِّهِمِ ٱلْفَاسِدُونَ أَدَبِيًّا بِوَابِلٍ مِنَ ٱلضُّغُوطِ يُمْكِنُ أَنْ يَشْعُرُوا بِأَنَّهُمْ أَقْرَبُ إِلَى صَمُوئِيلَ بَعْدَ أَنْ يَدْرُسُوا كَيْفَ وَاجَهَ تَأْثِيرَ ٱبْنَيْ عَالِي ٱلْفَاسِدَ فِي ٱلْمَسْكَنِ.‏

١٣ هَلْ يَنْتَقِصُ ٱلِٱقْتِدَاءُ بِإِيمَانِ شَخْصِيَّاتِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ مِنْ إِيمَانِكَ فِي عَيْنَيْ يَهْوَهَ؟‏ أَوْضِحْ.‏

١٣ وَلٰكِنْ هَلْ يَنْتَقِصُ ٱلِٱقْتِدَاءُ بِإِيمَانِ شَخْصِيَّاتِ ٱلْكِتَابِ ٱلْمُقَدَّسِ هٰذِهِ مِنْ إِيمَانِكَ فِي عَيْنَيْ يَهْوَهَ؟‏ كَلَّا،‏ عَلَى ٱلْإِطْلَاقِ.‏ تَذَكَّرْ أَنَّ كَلِمَةَ يَهْوَهَ تَحُثُّنَا عَلَى ٱلِٱقْتِدَاءِ بِٱلْأَشْخَاصِ ٱلْمُؤْمِنِينَ.‏ (‏١ كو ٤:‏١٦؛‏ ١١:‏١؛‏ ٢ تس ٣:‏​٧،‏ ٩‏)‏ حَتَّى إِنَّ بَعْضَ ٱلَّذِينَ سَنَدْرُسُ عَنْهُمْ فِي هٰذِهِ ٱلْمَطْبُوعَةِ ٱقْتَدَوا هُمْ أَنْفُسُهُمْ بِأُمَنَاءَ عَاشُوا قَبْلَهُمْ.‏ مَثَلًا،‏ نُلَاحِظُ فِي ٱلْفَصْلِ ١٧ مِنْ هٰذَا ٱلْكِتَابِ أَنَّ مَرْيَمَ ٱقْتَبَسَتْ كَمَا يَتَّضِحُ كَلِمَاتِ حَنَّةَ،‏ إِذِ ٱعْتَبَرَتْهَا مِثَالًا لَهَا.‏ فَهَلِ ٱنْتَقَصَ ذٰلِكَ مِنْ إِيمَانِهَا؟‏ كَلَّا،‏ عَلَى ٱلْعَكْسِ.‏ فَمِثَالُ حَنَّةَ سَاعَدَ مَرْيَمَ أَنْ تَبْنِيَ إِيمَانَهَا وَتَصْنَعَ لِنَفْسِهَا ٱسْمًا حَسَنًا لَدَى يَهْوَهَ ٱللّٰهِ.‏

١٤،‏ ١٥ مَا هِيَ بَعْضُ مُمَيِّزَاتِ هٰذِهِ ٱلْمَطْبُوعَةِ،‏ وَكَيْفَ تُحْسِنُونَ ٱسْتِخْدَامَهَا؟‏

١٤ إِنَّ هٰذَا ٱلْكِتَابَ مُصَمَّمٌ لِمُسَاعَدَتِكَ عَلَى تَقْوِيَةِ إِيمَانِكَ.‏ وَتَضُمُّ ٱلْفُصُولُ ٱلتَّالِيَةُ ٱلْمَقَالَاتِ ٱلَّتِي نُشِرَتْ فِي بُرْجُ ٱلْمُرَاقَبَةِ فِي سِلْسِلَةِ «اِقْتَدِ بِإِيمَانِهِمْ» بَيْنَ عَامَيْ ٢٠٠٨ وَ ٢٠١٣.‏ لٰكِنْ أُدْخِلَتْ تَعْدِيلَاتٌ عَلَى ٱلْأُسْلُوبِ ٱلَّذِي صِيغَتْ بِهِ ٱلْمَقَالَاتُ،‏ كَمَا أُضِيفَتْ مَوَادُّ لَمْ تَصْدُرْ مِنْ قَبْلُ.‏ وَأُعِدَّتْ أَسْئِلَةٌ تُسَاعِدُ عَلَى مُنَاقَشَةِ ٱلْمَوَادِّ وَتَطْبِيقِهَا.‏ وَصُمِّمَ ٱلْعَدِيدُ مِنَ ٱلصُّوَرِ ٱلْمُلَوَّنَةِ ٱلْجَدِيدَةِ ٱلْغَنِيَّةِ بِٱلْمَعَانِي.‏ كَذٰلِكَ كُبِّرَتْ وَحُسِّنَتْ صُوَرٌ كَانَتْ مَوْجُودَةً سَابِقًا.‏ وَأُضِيفَتْ مُمَيِّزَاتٌ مُسَاعِدَةٌ أُخْرَى،‏ كَخَطٍّ زَمَنِيٍّ وَخَرِيطَتَيْنِ.‏ إِنَّ كِتَابَ اِقْتَدِ بِإِيمَانِهِمْ أَدَاةٌ مُصَمَّمَةٌ لِلدَّرْسِ ٱلشَّخْصِيِّ،‏ ٱلْعَائِلِيِّ،‏ وَٱلْجَمَاعِيِّ.‏ وَسَتَتَمَتَّعُ عَائِلَاتٌ كَثِيرَةٌ بِقِرَاءَةِ هٰذِهِ ٱلرِّوَايَاتِ مَعًا بِصَوْتٍ عَالٍ.‏

١٥ نَأْمَلُ أَنْ يُسَاعِدَكَ هٰذَا ٱلْكِتَابُ عَلَى ٱلِٱقْتِدَاءِ بِإِيمَانِ خُدَّامِ يَهْوَهَ ٱلْأَوْلِيَاءِ ٱلْقُدَامَى،‏ وَعَلَى ٱلنُّمُوِّ فِي ٱلْإِيمَانِ فِيمَا تَقْتَرِبُ أَكْثَرَ إِلَى أَبِيكَ ٱلسَّمَاوِيِّ،‏ يَهْوَهَ.‏